ثقافيون وسياسيون وإعلاميون لصحيفة “المسيرة”: الدوراتُ الصيفية الملاذُ الوحيدُ لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة

 

المسيرة | أيمن قائد

تُعَدُّ الدوراتُ الصيفيةُ، التي تقامُ في مختلفِ محافظات الجمهورية هذه الأيّامَ للجيل الناشئ، بمثابة جُرَعِ تحصينٍ من مخاطر تفشِّي الانحلال والفساد الأخلاقي، والطريق الأمثل لبناء الوعي الصحيح النابع من ثقافة القرآن الكريم وعلومه ومعارفه.

وتشهد المراكز الصيفية إقبالاً كبيراً غيرَ متوقَّعٍ من قبل الطلاب؛ ما يعكس مدى مستوى الوعي بأهميّة هذه الدورات التي لا تخلو من الفائدة بالرغم من الانزعَـاج الهائل للعدو وضجيجه الإعلامي، وسعيه التشويه وصرف الشباب عن وسائل وطرق العلم والمعرفة.

لقد أدرك الأعداء الأهميّة التي تكسبها وتمثلها الدورات الصيفية؛ ومن أجل ذلك عملوا على شن هذه الحملة الإعلامية التحريضية ضدها، والتي تنفذها وسائل إعلام تحالف البغي والعدوان والإجرام وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق بوتيرة عالية.

ويؤكّـد ناشطون سياسيون وإعلاميون وثقافيون، أن ثقافة القرآن هي الثقافة الوحيدة التي من شأنها إنقاذ الجيل الناشئ وتحصينه من الوقوع في مستنقع المخاطر والضلال القادم من الغرب المتأمرك، مشيرين إلى أهميّة تلازم العلم مع الجهاد وارتباطهما الكبير مع بعضهما البعض في آن، لا علمَ دونَ جهاد ومواجهة للأخطار ولا جهاد دون علم وبصيرة ووعي.

وفي السياق، يقول نائب وزير الإرشاد، فؤاد ناجي: إن “الدورات الصيفية هي تعتمد على شعارها الواضح الذي هو “علم وجهاد”، وإن جزءاً منها يقوم بتلقين المعارف والعلوم الهامة من القرآن الكريم وعلوم الدين”، مُضيفاً أن “الجزء الآخر منها يكرس ترسيخ الثقافة الجهادية التي تمثل الحصانة لبلدنا ولأجيالنا من الوقوع تحت الاستعمار والاحتلال والهيمنة الأجنبية”.

ويقول ناجي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: “نحن في هذه الدورات الصيفية لا نستحي ولا نخفي تكريسَ ثقافة الجهاد لدى الجيل الناشئ؛ لأَنَّها ثقافتنا الإيمانية والقرآنية التي دعانا الله -سبحانَه وتعالى- إليها بقوله: “حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ”، والتي دعا الله في الكثير من الآيات القرآنية: “هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ”..، إلى آخر الآيات وفي كثير من السور التي أنزلت في القرآن المبارك”.

وهذه الثقافة هي الثقافة التي ينزعج منها الأعداء -يقول ناجي-؛ لأَنَّهم يريدون لنا أن نربِّيَ الجيلَ الناشئَ على أَسَاس أنهم دواجن، وعلى أَسَاس أن يكونوا كحضيرة غنم لا يهشُّون ولا ينشون ولا يحقون حقاً ولا يميتون باطلاً ولا يدافعون عن أرض ولا دين ولا عن مستضعفين؛ ليتسنى لهم اصطيادُهم واحتلالُهم وتوجيهُهم في أية فترة من الفترات.

ويتابع: “ما نراه لدى الصهاينة هو التركيز على انخراط كُـلّ الجيل الصهيوني في الجانب العسكري والقتالي ويتعلمون القتال ليس في الدورات الصيفية فقط، بل في كُـلّ طابور صباح على مدى العام، وكلُّ صهيوني مدعوٌّ -سواء من الذكور أم من الإناث- إلى أن ينخرط في هذه المعركة والجبهة، والكل ملزم في التجنيد الإجباري، وهناك جيشٌ احتياطيٌّ يتكوَّنُ من كثير من أبناء الصهاينة، أما نحن فيحرمونها علينا ولا يريدوننا أن نقاتل وأن نحمل ثقافة الجهاد؛ ولذلك هذا الذي؛ مِن أجلِه استطاع الأعداء أن يتمكّنوا منه، كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: “كيف بكم إذَا تداعت عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أَوَمِنْ قلة نحن يا رسول الله؟ قال: لا ولكنكم غُثاءٌ كغثاءِ السيل أصابكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: كراهية الموت”، أي كراهية الجهاد، وكما قال الإمام زيد -عليه السلام-: “ما كره قوم حر السيوف إلَّا ذلوا”.

ويؤكّـد أنَّ ما يتلقاه الجيل الناشئ من تكريس ثقافة الجهاد هو يمثل الحصانة لتحرير هذه الأُمَّــة، لا سِـيَّـما أن معركتنا طويلة تنتهي بتحرير العالم من هيمنة أمريكا واليهود وتخلصهم من شرهم وفسادهم في مختلف المجالات، مُشيراً إلى أن شعار “علم وجهاد”، هو يختصر ما يتلقاه أبناؤنا في هذه الدورات الصيفية، وأن هذا شيئاً نعلنه ونفاخر به ونحرص عليه، ونريد أن يكون أبناؤنا كأبي فاضل طومر وأبي قاصف وأبي حرب الملصي وكصالح الصماد وكالشهيد القائد وأبي شهيد الجرادي، وكعظماء البلد الذين رفعوا اسم اليمن عاليًا في معركتهم ضد العدوان والاحتلال وضد الهيمنة الأمريكية والعدوان الصهيوني السعوديّ الإماراتي.

ويضيفُ نائب وزير الإرشاد أن أبناءنا الطلابَ يفرحون ويفخرون ويشمخون؛ لأَنَّهم يتشبهون بأُولئك الرجال ويرفعون قبضات أيديهم بهذه الصرخة المدوية التي تجمع ما بين العلم والجهاد لنكون علماء مجاهدين؛ لأَنَّ الإسلام كله متكامل، فعلم بدون جهاد كصلاة بدون وضوء، وقدوتنا وقائدنا في هذه هم أعلام العلم والجهاد، الإمام علي -عليه السلام- كان باب مدينة العلم وكان أشجع طاعن وضارب، والإمام زيد بن علي -عليه السلام- كان حليف القرآن وكان بطل المعركة التي خاضها مع بني أُمية، وهكذا كان الإمام الحسن والإمام الحسين، وهكذا كان أعلام أهل البيت إلى الشهيد القائد وإلى السيد القائد الذي هو العلم المجاهد في هذا الزمان.

 

علمٌ وجهادٌ متلازمان:

من جهته، يقول نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان، محمد الشرفي: إن المراكز الصيفية هي الجزء المكمل للمسيرة التعليمية تهتم بالجوانب المهمة للنشء، التي لا تستطيع المدارس تغطيتها وتحقيق تفاصيلها، وخَاصَّة في جانب تسليح الطلاب بالعقيدة الإيمانية والوطنية، وإكسابهم القيم الإسلامية والعربية الأصيلة، كما أنها تصقل مهاراتهم الإبداعية من خلال الأنشطة المتنوعة التي يكتسبها الطالب.

ويضيف الشرفي أن المراكزَ الصيفية تكتسبُ أهميتُها من أهميّة إعدادِ جيل متسلح بالعلم والمهارة المهنية، قادر على التعامل مع الأحداث في ظل العولمة ومواجهة تيار التغريب الذي عصف بالأمَّة في إطار المؤامرة على ركائز الأُمَّــة ومقدساتها والسيطرة على قرارها وإهدار مقدراتها ونهب ثرواتها.

كما تأتي المراكز من منطلق الإعداد الجيد لمواجهة أعداء الأُمَّــة، مصداقاً لقوله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ”، بكامل تفاصيل القوة: الإيمانية، والمهنية، والقيمية، وقوة العتاد والسلاح والتدريب عليها وعلى ضغوطات الحياة وتقلبات الدهر، في إطار المشروع العام للأُمَّـة، بعيدًا عن الخلافات الهامشية والولاءات الضيقة التي شتت جهود أبناء الأُمَّــة وقطعت أواصرهم ومزقت جغرافيتهم وتوجّـهاتهم.

ويوضح الشرفي بقوله: “إن ربط الشباب والنشء بمشروع الأُمَّــة النهضوي متمثل وواضح من خلال المراكز الصيفية (علم وجهاد) إذ لا أهميّة للجهاد إذَا لم ينطلق من علم بمعطياته وأهدافه وغاياته، كما لا فائدة من العلم إذَا لم يحول صاحبه إلى مجاهد صادق ونزيه يحمل السلاح والقلم معاً، ويتواجد في كُـلّ موقف يتطلبه وطنُه وأمتُه، يغيظُ الكفار ويشفي صدور قوم مؤمنين”.

ويقول: مع حرصنا على الالتحاق بالمراكز الصيفية ودعوة أولياء الأمور بدفع أبنائهم إليها ودعمها وتشجيعها، نتمنى أن يزيد القائمون عليها من جهودهم الطيبة في التعليم الديني وزرع ثقافة الجهاد المقدس ضد أعداء الأُمَّــة، وتعميق مبدأ التعايش والمحبة بين أبناء الشعب على قاعدة (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، كما ننصح بأن يتم اختيار المدرسين والمدربين ذوي الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة؛ حتى يكونوا قُدوة لأبنائنا الطلاب، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).

من جانبه يضيف مستشار وزارة الإعلام، توفيق الحميري: تكمن أهميّة الدورات الصيفية “علم وجهاد” المقامة في بلدنا الذي يمر بمرحلة صمود وتَصَدٍّ لعدوان وحصار واستهداف شامل ومتعدد النواحي من أعداء الأُمَّــة أمريكا وإسرائيل وحلفهم الشيطاني، مُشيراً إلى أن الأهميّةَ أتت لتعليم النشء بالعلوم النافعة والتزكية المربية للنفوس في التحصين المبكر المدرك لأهميّة الوعي بثقافة القرآن والمرسخ للانتماء للهُــوِيَّة الإيمَـانية، هو الوسيلة الصحيحة والناجحة لمواجهة حرب الإفساد والتحريف التي يقودها أعداء الأُمَّــة.

ويقول الحميري: إن هذه الدورات تعمل على تنمية المهارات والقدرات لدى أبنائنا من خلال الأنشطة وتكسبهم المعرفة، وإن الأهم من ذلك هو بناء الروح الجهادية للأجيال وبمبادئها الدينية الصحيحة، وتكسبهم تجارب السلوك القويم والمزكى بمكارم الأخلاق، بالإضافة إلى أن هذه الدورات من خلال عنوانها وأهدافها وبرامجها تعزز لدى أبنائنا وبناتنا قيم الحرية والكرامة الإنسانية بمفهومها الصحيح، وينشأ أجيالنا على المبادئ التي من شأنها الإسهام الكبير في تغيير واقع ومستقبل الشعب نحو الأفضل، وهو أهم واجب يستحقه منا أبنائنا ويقع على عاتقنا أن نوليه الاهتمام الكامل.

أما الناشط الثقافي نبيل المهدي فيقول: إن الدورات الصيفية تمثل رافعةً قوية لثقافة الجهاد التي عمل العدوّ على تغييبها من ثقافة الأُمَّــة وفكرها، مؤكّـداً أن هذه الثقافة ليست ثقافةً لحظية أَو لفترة زمنية معينة تتعرض فيه الأُمَّــة لخطورة معينة؛ بل هي ثقافة ضرورية عمل القرآن على ترسيخها لدى الأُمَّــة في كُـلّ المراحل وفي مختلف الظروف.

ويرى المهدي أن من اللازم أن تبقى هذه الثقافةُ مُستمرّةً ومتنامية ومتوارثة عبر الأجيال، ومن المهم ترسيخها في الجيل الناشئ؛ لتمثل وقاية له من الاختراق وتمثل حصانة له من ثقافة الانبطاح والاستسلام التي يعمل العدوّ على نشرها ليستطيع السيطرة على هذا الجيل ولو بعدَ حين، مُشيراً إلى أن الدورات الصيفية هي من أخرجت الرعيل الأول من مجاهدي المسيرة القرآنية الذين سطّروا ملاحم النصر تاريخاً يروى للأجيال من بعدهم، مشدّدًا القول إنه لا بد أن تستمر هذه الثقافة وتمتد باستمرار القرآن وامتداده؛ لتسطر النصر القادم، وتحقّق الوعد الإلهي الذي لا يختلف.

ويضيف المهدي قائلاً: إن شعارَ “علم وجهاد” من المهم أن يترسَّخَ أَيْـضاً؛ لما يحمله من دلالة على الترابط القوي بين العلم الذي يجب أن تحمله الأُمَّــة في فكرها وثقافتها، والجهاد الذي يجب أن لا ينفصل عن العلم ويجب أن يبقى واقعاً تعيشه الأُمَّــة، وهناك علاقة قوية بينهما؛ فالعلم القرآني يثمر جهاداً والجهاد يثمرُ علماً وبناءً وحضارة، مؤكّـداً أن هذا مهماً في هذه المرحلة التي يحاول العدوّ فيها تصوير الجهاد على أنه تخلفاً وبعداً عن العلم والحضارة ويصور العلم سكوتاً وخضوعاً ولا مبالاة، وبعداً عن روح الثورة والجهاد، أَو يصوره اهتماماً بالجوانب المادية فقط ليبقى الناس كالأنعام السائمة بعيدين عن القيم والمبادئ والأخلاق، وبعيدًا عن الارتباط بالله المنعم والعليم.

 

 جرعة وقائية:

بدوره يوضح الناشط الثقافي طلال الغادر، أن الدورات الصيفية تكمن أهميتها بأهميّة إكساب الأجيال والنشء الروحية الجهادية والتي يمنحها ارتباطهم الوثيق بالقرآن الكريم ومعارفه، مُشيراً إلى مساعي الأعداء واستهدافهم للقرآن الكريم وللجهاد والأعلام والأجيال في محاولة لفصل هذه الركائز عن بعضها البعض واستهداف كُـلّ واحدة منها على حدة.

ويضيف الغادر أن “استهدافَ العدوّ للقرآن الكريم جلي في هذا المرحلة بتدنيس كتاب الله وحرقه بعمليات منظمة وسعيهم لحرقه بين الفينة والأُخرى، وكذلك لدى الكيان الغاصب عمليات متكرّرة لحرق القرآن الكريم، كما لاحظنا استهدافهم للأعلام التاريخية بعدة وسائل من ضمنها شد الناس إلى نمور من ورق والتقليل من أهميّة الالتفاف حول الثقلين ومحاولة انفرادهم بكل ركيزة على حدة”.

أما فيما يخص استهداف العدوّ للجهاد فيقول الغادر: إن هناك رصيداً لاستهداف هذا المبدأ الإيماني العظيم؛ من خلال اللفظة نفسها “الجهاد” ومن خلال استهداف الروحية الجهادية التي يترتب عليها نصر الأجيال، بل النهوض الحضاري للأُمَّـة في كُـلّ المجالات ويتجلى هذا في قوله تعالى: (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ) وقوله تعالى: (ذلكم خير لكم)، إذَن ما دون الخير فهو الشر كُـلّ الشر، والله تعالى أخبرنا في القرآن الكريم طبيعة المعركة مع العدوّ أنه لا يريد لنا أي خير، كما قال عز وجل: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وهذا من الفضل العظيم الذي هو الارتباط بالركائز الثلاثة القرآن والأعلام والأمَّة.

ويضيف أَيْـضاً أن أهميّة الدورات الصيفية تكمن لهذا الجيل الناشئ؛ لأَنَّها الملاذ الوحيد تجاه الأخطار المحدقة بالأمَّة من خلال هداية الله تعالى لنا في الصراع مع هذا العدوّ اللدود، الذي يتضح لكل ذي عينين ولمن ألقى السمع وهو شهيد أعماله المنكرة بالقرآن والأجيال حينما استفردوا بكل منهم، وقد رأينا الأعمال الشنيعة من التدنيس ومن الإذلال والقتل المباشر والمعنوي وهو الأخطر بحق أبناء الأمَّة، ومن ضمنه قتل ووأد ثقافة الجهاد واستبدالها بالبدائل التي يترتب عليها الشر كُـلّ الشر.

وفيما يتعلق بدلالة شعار الدورات “علم وجهاد”، يقول الناشط الثقافي طلال الغادر: “إنها ثمرة من ثمار وغايات العلم وهو الجهاد والذي به تتحقّق للأجيال المكاسب العظيمة وتحقّق الوعود الإلهية للأُمَّـة في الدنيا من عزة وكرامة واستخلاف في الأرض وفي الآخرة الحصول على الفوز العظيم، كما قال الله تعالى: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، متبعاً أن هذه الدورات الصيفية هي بمثابة التطعيم المعنوي ضد أخطر الأمراض، بل أخطر من أية أمراض عضوية وهي الجهل والضلال، وهي تعد الجرعة الوحيدة التي تحمي نسيج الأُمَّــة من أي اعتلال، ولنا عزوة بمن ابتعد عن هذا العلاج وهذا النبع الصافي كيف نهش بالأجساد الداء العظال المتمثل بالمستعمرين حينما فقدت هذه الجرعة المعنوية الهامة للأُمَّـة الإسلامية.

 

بناءُ الوعي:

فيما يقول الإعلامي عبد الخالق القاسمي: إن الأهميّةَ التي طرحها السيدُ القائدُ للدورات الصيفية لا يضاف إليها شيء؛ لأَنَّها الصواب، طالما أزعجت الأعداء أيما إزعاج وأرقت مضاجعَهم، مؤكّـداً الدورات الصيفية مراكز لصناعة الوعي، تغلق الباب في وجه السعي اليهودي لنشر الفساد في الأرض ((وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)).

وفيما يتعلق بالدلالة التي حملها الشعار “علم وجهاد” يقول القاسمي: “كما هو معلوم أن العلم الذي لا يأتي من عند الله ولا ينتهي بقتال أعداء الله ليس هو علم الأنبياء والرسل؛ فكل علم دون العلم الذي يأتي من كتاب الله لا ينجي من عذاب ولا يكتب الفوز، بل ويتحقّق أَسَاساً بعامل التقوى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) كما أن العلم وخُصُوصاً الديني إذَا لم ينتهِ بالجهاد -وأنَّ الجهادَ أشكال متعددة- فهو علمٌ يحرِّفُ كلامَ الله، والتحريف زيادة أَو نقصان وكيف للعالم أن يتجاهل “أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَأْتِكم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكم مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ…”.

أما الإعلامي مجاهد مهدي فيقول: “إن الدورات الصيفية تمثل الأهميّة البالغة والقصوى، وهي أولاً استجابة لقول الله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)، مبينًا أنها تأتي لإعداد جيل مجاهد في سبيل الله ولنصرة المستضعفين وتمثل الحصن الذي يحصّن هذا الجيل، وخُصُوصاً في ظل الأوضاع وَالمتغيرات التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي من خروج عن الطريق السويّ والسليم من خلال التخلي عن مبادئ الدين القويم وَالارتماء بحُضنِ العدوّ الذي يسعى بكل الطرق والأساليب الماسخة لاستهداف الأُمَّــة وبالأخص الأجيال الناشئة، مؤكّـداً أن من واقع الأُمَّــة المزري تأتي الدورات الصيفية للتصدي لهذا الاستهداف الممنهج والخطير”.

ويضيف مهدي قائلاً: “إن مثل هذه الدورات بما تحويه من منهجٍ قرآني سوي لا اعوجاج فيه، ومن مكارم للأخلاق، والتي هي تربية على الفطرة الإيمَـانية السليمة، وكذا ترسيخ مبدأ الجهاد في سبيل الله وهذا هو الهدف الأسمى لهكذا دورات؛ ناهيك عن الدروس والأنشطة التي تصب في إعدادِه بالشكل المطلوب وبهذا تؤتي هذه الدورات ثمارها في إنتاج جيل متحصن وقوي يواجه كُـلّ العواصف والتي من شأنها أن تغرقه في المستنقع الغربي الخبيث، ولكن لن يتحقّق هذا إلَّا بمبدأ الجهاد والذي يجعل منه جيلاً قرآنياً مجاهداً مقارعاً للأعداء، جيلاً مستبصراً في كُـلّ مجالات الحياة ومتمسكاً بمبادئ دينه في كُـلّ المجالات”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com