عُلماءُ السوء..بقلم/ محمد العوبلي

 

تغيير للقيم والمبادئ وتقليب للفتاوى وتناقضها ما بين الوقت والآخر، واستهزاء بالقرآن ومجاهرة بالفسق ومنع مكبرات الصوت أثناء الذكر، وحيث وصل بهم الحال أن أصبحوا يلحنون الكلام كما يلحنون القرآن، كُـلّ هذا بواسطة علماء السوء الذي تم توظيفهم من قبل ولي العهد السعوديّ لتدجين الأُمَّــة كيف ما شاء وكيف ما أراد لها أسياده من الأمريكيين والإسرائيليين أن تكون عليه الأُمَّــة..

إن أُولئك العلماء لا توجد لديهم قيم أَو دين وإنما هم نسخ للتهجين؛ فاليهود قد جعلوا لنا أعلامًا؛ كي يقتديَ الناس بهم، وهؤلاء الذين رمَّزوهم لنا وشدُّوا الناس إليهم إنما لينشروا الباطلَ والتفسخ والانحلال وباسم الدين نفسه! وما بين أيدينا من الباطل لم ينتشر تلقائياً، إنما عن طريقهم وبواسطتهم، وحيث شوّهوا الدين وقلبوا مفاهيمهُ.

إن العلم الحقيقي هو الذي ينفع الأُمَّــة وتنتفع به البشرية جمعاء، الذي يتجه بالناس نحو الولاء لله ورسوله وأعلام الهدى ومن ينفع وطنه ويثقف الأُمَّــة ويُعرف الأُمَّــة بالعدوّ الحقيقي وعنده الوعي الكامل بخطورة المرحلة التي نحن فيها الآن، وإننا نستغرب ممن يردّد: العلماء بذلوا أعمارهم في حفظ العلم الشرعي!

حديث، فقه، تفسير، تلحين للقرآن، مُجَـرّد مصطلحات وتحت هذه العناوين تم تدجينُ الأُمَّــةِ وتحريفُ مبادئها، وتغييرُ قيمها، ولا مناص من الانحلال الكامل إذَا لم نعِ خطورتهم وخطورة من نصبوهم لنا كأعلام.

وبالمنطق إن العالم الحقيقي هو من يتحَرّك عمليًّا بتصرفات توافق الفطرة الصحيحة، ويمتلك فكراً راقياً ينّصب وفق تعاليم الله ولديه إبداعاته وابتكاراته وإنجازاته في مجالات العلوم الإنسانية والعلمية والعملية، هنا العالم الذي يجب أن تتجسده الأُمَّــة عالماً عمليًّا ينطلق في مواجهة اليهود والنصارى والبراءة منهم، ويعمل على تزكية النفس، وتعميق الدين، ويركز على مدى قدرة الفرد في تحريك مجتمعه وتعميق ثقافته وزيادة وعيه وبصيرته، وإنما نلحظه اليوم هو التركيز على رغبات البشر للخروج بهم من مستوى الإنسانية والفطرة البشرية التي فطرهم الله عليها إلى ما تحت مستوى الحيوان ومن خلال من؟ علماء الباطل والضلال!

إن من يحفظ ما في الكتب دون نظر وتحليل للواقع الذي تعيشه الأُمَّــة فهو مُجَـرّد نسخة زائدة من الكتب ولا يرتقِي لمسمى عالم وإنما حافظ مثله مثل أية ذاكرة تسجيل!! تفرغ ما لديها متى ما أراد لها الآخرون ولا ينطبق عليها سوى مسمى الجمادات!! وقد يكون حافظاً وليس فاهماً أَيْـضاً لا توجد له ثقافة قرآنية عملية والدلائل على وجود مثل هؤلاء النُّسخ كُثر، مما يدل على أننا في وضعية خطيرة جِـدًّا في تفكيرنا وثقافتنا، وهناك الأمثلة دول عربية برمتها لا تستطيع أن تنطق ببنت شفاه تجاه ما يحصل من وضع مزرٍ، بل في المقابل يتجهون نحو تيار التدجين، رغمَ ما بين أيديهم من مصاحف، لا أحد من العلماء والمثقفين يجرؤ على أن يقولَ كلمةً قويةً في مواجهة اليهود! وهذا ما تعيشُه الدولُ العربيةُ المدجَّنة، وكلنا شاهدنا ماذا يحدُثُ بمن ينطقُ بكلمة حق واحدة، أبرز مثال على ذلك ما يعيشه علماء -كانوا عما قريبٍ أتباعاً للنظام- من قمع وتنكيل وسجون في مملكة آل سعود.

بالمقابل هناك المشروع القرآني يصدح عاليًا في يمن الإيمان والحكمة ويتكلم في زمن الانبطاح والذلة والهيمنة ويجابه الظلم بقوة وشموخ، ويمثل الأفق الواسع لكل من يمتلك عقيدة سمحة في أن يبادر إلى تجسيد ذلك المشروع، وبالوعي والبصيرة والرجوع إلى كتاب الله وعترة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سنفشل خطط اليهود والنصارى ونخيب آمالهم وطموحاتهم وننهض بواقعنا من الحضيض إلى أوج العلا عندما يكون الأَسَاس هو المشروع القرآني المتين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com