أفلا يتذكر الأمريكي خطابَ قائد المسيرة القرآنية حين قال لعملائهم: ارحلوا. فرحلوا صاغرين؟!..بقلم/ عدنان علي الكبسي

 

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- كشف في كلمته بالذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد، أن الأمريكي هو من يحاولُ أن يعرقلَ المساعيَ العُمانية، وبالنسبة لأدواته النظام السعوديّ والإماراتي فهم عدوانيون مطيعون ومنفذون لتوجيهات الأمريكي بلا تردُّدٍ.

وكشف السيد المولى -يحفظه الله- أن الأمريكي يحاول أن يعرقل الجهود العمانية الحالية في ثلاث نقاط أَسَاسية:

أولها: هو يحاول أن يبعد التحالف عن أية التزامات تترتب على أي اتّفاق أَو تفاهم، ويحاول أن يحوّل المسألة وكأنها مسألة داخلية بحتة، وكأن النظام السعوديّ لم يقدم نفسه منذ بداية العدوان كقائد للتحالف، والأمريكي والإسرائيلي والبريطاني لعبوا دور الإشراف ومن الخلف، ومرتزِقة الداخل إنما التحقوا به، وانضموا فيما بعد إلى صف المعتدين على وطنهم وبلدهم، ولا يمكن القبول بهذا أبدًا، وليعرف النظام السعوديّ والإماراتي، وليعلم الأمريكي والبريطاني أن عليهم أن يتحملوا التزاماتهم والاستحقاقات التي هي استحقاقات مشروعة لشعبنا لا يمكن أن يحوّلونا إلى بعضٍ من المرتزِقة الذين يوظّفونهم وهم لهم ومعهم مُجَـرّد جنود بسطاء.

النقطة الثانية هي: نقطة المرتبات والاستحقاقات التي لشعبنا العزيز من ثروته الوطنية؛ لأَنَّ الثروة الوطنية هي محتلّة من التحالف، المناطق التي فيها منابع الثروة هو من يسيطر عليها، حتى مرتزِقته الذين وظفهم كقادة أَو كمسؤولين لا يتواجدون في تلك المحافظات إِلَّا بإذنه، يخرج من يشاء منهم، ويبقي فيها من يشاء، فالتحالف عمليًّا هو الذي يحتل ويسيطر على الثروة الوطنية، والمسؤول عنها تحالف العدوان.

النقطة الثالثة التي يلعب فيها الأمريكي لعبته، هي: مسألة انسحاب القوات الأجنبية من البلد، يحاول الأمريكي أن تكون هذه الخطوة خطوة مؤجلة إلى أجل غير مسمى، ولا يمكن القبول باستمرار الاحتلال في بلدنا، ولا يمكن البقاء للتواجد العسكري الأجنبي في هذا البلد، وهذه بالنسبة لنا مسألة جوهرية؛ لأَنَّ بقاءها هو بقاء للمشاكل الداخلية، وبقاءها هو جزء من الحرب على البلد، وليس للأمريكي ولا للبريطاني الحق في بقائهم في بلدنا العزيز، وعلى الجميع أن يرحلوا.

وهنا نود أن نذكر الأمريكي والبريطاني والسعوديّ والإماراتي هذه العبارة: (فارحلوا واتركوا هذا الشعب ليتدبّر أمره ويصلح ما أفسدتم، ويبني ما دمّـرتم، ويعمر ما خربتم).

أفلا يستذكر الأمريكي والبريطاني خطاب السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- حين قال عام 2011 وهو يخاطبُ نظامَ العميل عفّاش: (نقول لهم: ارحلوا -أيها المجرمون- بكل آثامكم وجرائمِكم ومظالمِكم، التي هي صفحةٌ سوداءُ قاتمةٌ في تاريخ اليمن، وإلا فَـإنَّ اللهَ للظالمين بالمرصاد، فَـإنَّ الله للظالمين بالمرصاد، وما يوم مصر منكم ببعيد، إن شاء الله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ})؛ فقامت ثورةٌ شعبيّةٌ أطاحت بالنظام الحاكم على مرحلتين: جزء من النظام أُطيح به بثورة 11 فبراير، والجزء الآخر أُطيح به بثورة 21 سبتمبر.

أفلا يستذكر المحتلّون ارحلوا حينما طرقت مسامعهم وأزعجتهم، يوم كان النظام الحاكم في اليمن الطائع لهم والجندي الممتثل لهم في أوج قوته؟!، أفلا يستذكر الغزاة ارحلوا فرحل عملاؤهم بكل آثامهم وجرائمهم وظلمهم؟!.

واليوم وفي الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد -رحمة الله عليه- يكرّر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- ارحلوا، ولكنها اليوم موجهة للمحتلّين والغزاة؛ لأَنَّ تواجد قواعد عسكرية أمريكية أَو بريطانية يعتبر بالنسبة لنا كيمنيين شعبًا وقيادة احتلالاً وعدوانًا على بلدنا، يقول السيد المولى -حفظه الله-: (أن يأتي الأمريكي خلف أدواته لينشئ له قواعد عسكرية في حضرموت سواءً في مطار الريان، أَو في المكلا أَو في المهرة، أَو أن يأتي البريطاني بقوة عسكرية بأي مستوى هذا بالنسبة لنا يعتبر احتلالاً وعدواناً على بلدنا وعلى شعبنا، ومشاركة مباشرة في العدوان على بلدنا، وفي الاحتلال لبلدنا، وأمرٌ غير مقبول، ولنا الحق في التعامل معه بناءً على ذلك؛ باعتباره عدواناً، وباعتباره احتلالاً لبلدنا، سواءٌ أكان في جزيرة من الجزر أَو في أي مكان، في أية محافظة، في أي مطار، في أية منشأة في بلدنا، نحن لا نسمح بذلك، ولا نقبل بذلك، وعلى الأمريكي أن يدرك أنه بالنسبة لنا في موقع المعتدي المحتلّ).

وبما أن الأمريكي والبريطاني محتلّون فعليهم أن يرحلوا من هذا البلد، ولقد خاطبهم السيد القائد بالرحيل قبل أن يرحلهم بقوة السلاح، فقال: (وعلى الأمريكي أن يدرك أنه بالنسبة لنا في موقع المعتدي المحتلّ، وأنَّ عليه أن يرفع جنوده، وأن يبعدهم من أية قاعدة في بلدنا، هذا غير مقبول أبداً، عليه أن يرحل، ارحل، ارحل من بلدنا، من أرضنا، أنت محتلّ، وأنت معتدٍ، ارحل من الريان، ارحل من المكلا، ارحلوا من كُـلّ محافظات بلدنا، ارحل يا سعوديّ، ارحل يا إماراتي، ارحل يا بريطاني، ارحلوا أنتم كلكم محتلّون في أية محافظة، في أية منشأة، في أية قاعدة، في أية جزيرة، في أي مكانٍ من مياهنا الإقليمية في البحر).

الشعب اليمني في جهوزية عالية لطرد المحتلّين والغزاة، وأولوية الشعب اليمني هي دحر المعتدين والمحتلّين، ومُستمرٌّ هذا الشعب في كُـلّ جهوده وعمله وتحَرّكه، وبكل الخيارات لنيل الحرية الكاملة، والاستقلال التام، وتطهير كُـلّ أرجاء الوطن من كُـلّ احتلال، ومن كُـلّ سيطرةٍ أجنبية، ولا يبالي مهما كانت حجم التضحيات.

فشعارُ الشعب اليمني في هذه المرحلة:

《ارحل يا أمريكي》.. 《ارحل يا بريطاني》..

《ارحل يا سعوديّ》.. 《ارحل يا إماراتي》..

فليرحلْ جميعُ المحتلّين من بلد الإيمان والحكمة، فهذه عبارات خلفها قائدٌ عظيم عزيز شجاع، ومردّدها شعبٌ عظيم عزيز شجاع، ولقد جرب الأعداء حنكة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وعظمة الشعب اليمني.

وفي الأخير نقول للأمريكي والبريطاني والسعوديّ والإماراتي: كما رحلَتْ منظومةُ الفساد والإجرام من اليمن، والذين كانوا هم أدواتكم وعملاؤكم في اليمن، سترحلون أذلاءً منكسرين صاغرين بإذن الله عز وجل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com