قائدُ الثورة يعيد كشفَ المؤامرات ومخاطر السكوت.. طوقُ النجاة في أفواه الناطقين قرآناً

بالتزامن مع الذكرى الـ19 لاستشهاد أول من فضحها وكشف ماضي مؤامراتها وحاضرها:

تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة في حضرموت لتثبيت القواعد الاستعمارية وتوسيع انتشارها

إعلام العدوان يعترف بتصاعد نفوذ واشنطن ويسوّق المبرّرات التي احتلت 4 بلدان إسلامية وعربية

 

المسيرة: نوح جلّاس

يوماً تلو الآخر تتجلى الحقائقُ الكُبرى التي استبقها الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي قبل عقدَين من الزمن، حَيثُ باتت الولاياتُ المتحدة الأمريكية تقود مشاريعها الاستعمارية في اليمن والمنطقة بكل بجاحة، وتحت العناوين الكاذبة ذاتها التي ذاع صيت زيفها واتضحت حقيقتها بعد تدمير عدد من البلدان العربية والإسلامية تحت ذريعتها، حَيثُ تواصل أمريكا استقدام قواتها العسكرية إلى المياه اليمنية وتوسع من انتشار قواعدها العسكرية الاحتلالية في إقليم الجمهورية اليمنية، وكانت آخر الدفع العسكرية الهادفة لتثبيت الوصاية والاحتلال قد وصلت مطلع الشهر الجاري إلى المكلا، ليتأكّـدَ للجميع أن تحَرُّكَ الشهيد القائد في تلك المرحلة المليئة بالتضليل والتعتيم وتحريكه للمشروع القرآني نحو مواجهة الخطر الأمريكي، قد أنجى اليمنَ من ويلات احتلال واشنطن المرصع بالانتهاكات والجرائم التي فاقت كُـلّ مستويات الإجرام.

 

تدفق متواصل للاحتلال.. تعددت البلدان و “العذر” واحد

وبالتزامن مع حلول الذكرى الـ19 لاستشهاد الشهيد القائد في فاجعة الـ27 من رجب الحرام، كشفت مصادر عن استقدام وحدة سرية جديدة تنتمي لجهاز المخابرات الأمريكي المعروف بالـ”CIA” إلى السواحل الشرقية والغربية اليمنية وتحديداً في حضرموت والمهرة، وذلك في إطار المساعي الأمريكية لتثبيت النفوذ وفرض الهيمنة.

وبحسب مصادر مطلعة فَـإنَّ الانتشارَ الأمريكي الأخير على مستوى البر والبحر في السواحل الشرقية والغربية اليمنية يأتي بعد إنشاء واشنطن لقاعدة عسكرية في المكلا وما سبقها من معسكرات ونقاط تجمع عسكرية في المهرة وحضرموت، وهو ما يؤكّـد أن الولايات المتحدة – إلى جانب أنها تسعى للتصعيد – فَـإنَّها تعمل وبكل جهد لفرض الاحتلال العسكري، مستغلة حالةَ الخضوع الكلي لفصائل الارتزاق التابعة للاحتلال السعوديّ ونظيره الإماراتي التي تعمل وتتحَرّك للتغطية على التحَرّكات الأمريكية العسكرية الاحتلالية.

وفي السياق يحاول الأمريكي التمترس وراء الأكاذيب التي فضحها الشهيد القائد قبل عشرين عاماً وفضحتها الأحداث والوقائع، حَيثُ ذكرت قناة الحدث التابعة للعدوان الأمريكي السعوديّ مؤخّراً أن “الأمريكيين أعادوا تطوير عمليات مكافحة الإرهاب خلال الفترات الماضية، من خلال التعاون مع قوات الشرعية وقوات التحالف في اليمن أَو خارجه”، في اعتراف صريح وصارخ يفضح مساعيَ واشنطن التي تسري في مسارين، الأول تأجيج الوضع وقيادته نحو انفجار تصعيد واسع، والآخر هو تعزيز الانتشار العسكري الأمريكي الرامي إلى تثبيت الوصاية والهيمنة وغرس جذور للاحتلال الذي حذر منه شهيد القرآن.

وذكرت قناة الحدث أَيْـضاً أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت عدداً من العمليات العسكرية في حضرموت والمهرة ضد من أسمتهم الإرهابيين، وهنا تأكيد جديد على أن التحَرّكات الأمريكية الحالية والسابقة والقديمة تسعى لاحتلال البلد، على غرار ما حدث في أفغانستان وسوريا والعراق وليبيا، حَيثُ حصلت واشنطن على موطئ قدم في تلك البلدان تحت عناوين ويافطات “محاربة الإرهاب”، وهي العناوين التي تتحَرّك تحت ظلها في اليمن منذ سنوات طويلة وزادت وتيرتها مع بدء العدوان والحصار على اليمن، في حين تأتي هذه العناوين لتعيدَ للواجهة الحقائقَ التي تحدث عنها الشهيد القائد قبل عقدين وعاشها اليمنيون طيلة سنواتهما، وهو الأمر الذي يؤكّـد أن المعركة التي يخوضها اليمنيون الأحرار تحت قيادتهم القرآنية هي معركة مقدسة؛ لتفادي الاحتلال الأمريكي المعلَن وما يندرج تحته من جرائمَ مروَّعة انسلخت عن الإنسانية وحلّقت بعيدًا عن مستوى الإجرام الذي مارسه الطواغيت عبر مراحل التاريخ المتعددة، ولنا في العراق وفلسطين شواهد ليست ببعيدة، حَيثُ مارس الأمريكيون كُـلَّ أشكال الجرائم الفظيعة بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين من مختلف انتماءاتهم، وقد سبق الإشارة اليها كَثيراً ولم تعد خفية على أحد.

 

دعايات قديمة متجددة ومفضوحة

وعلى ضوء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أمس الأول ذكرى استشهاد الشهيد القائد، نستعرض جوانب من التحَرّكات الأمريكية الأخيرة، مع ما ذكره السيد القائد عن تحَرّك حليف القرآن ومشروعه في مواجهة الطاغوت، وفاعلية هذا المشروع في فضح مؤامرات واشنطن.

وقال السيد القائد في خطابه: “تحَرّك الشهيد القائد جاء في الوقت الذي دخلت فيه الهيمنةُ الأمريكية الإسرائيلية مرحلة جديدة تحت عناوينَ مصطنعةٍ في مقدمتها محاربة الإرهاب الذي صنعوه”، مُضيفاً “إذا تذكرنا العناوين التي رفعها الأعداء ندركُ أهميّةَ المشروع القرآني للشهيد القائد رغم حجم التحديات والحروب المتوالية”، وهو بالفعل الأمر الواضح للجميع، حَيثُ زاد العدوّ الأمريكي من مساعيه نحو تثبيت احتلال اليمن تحت العنوان ذاته الذي حذر منه الشهيدُ القائد، وتجلت كوارثه ومخاطر السكوت أمامه في الأحداث المدمّـرة التي عاشتها المنطقة بدءًا من أفغانستان مُرورًا بالعراق وُصُـولاً إلى سوريا وليبيا، وأخيراً ما جرى ويجري في اليمن من مؤامرات وتحَرّكات تحت هذه العناوين المفضوحة.

في السياق يؤكّـد قائد الثورة أن “الأمريكيين عملوا على زعزعة أمن أمتنا عبر إنشاء الجماعات التكفيرية والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها”، مجدّدًا التأكيد على أن “الجماعات التكفيرية صناعة أمريكية غربية لتشويه الإسلام”.

وعطفاً على ما قاله السيد القائد فقد أوضح الحقيقة التي لا ينكرها أحد وقد اتضحت جليًّا في مرحلة العدوان، حَيثُ باتت شواهد تواجد التكفيريين “الإرهابيين” من القاعدة وداعش في المناطق المحتلّة غزيرة جِـدًّا؛ كون العدوّ الأمريكي يستخدمها كوسيلة لتبرير تواجده والتغطية على حقيقة تحَرّكاته المشبوهة، وما يؤكّـد ويكشف ذلك هو أن المناطق الحرة التي تم دحر فلول التكفيريين منها كالبيضاء ومناطق محاذية لها من مأرب وتطهير الخلايا في مختلف المحافظات، قد قضى على أكذوبة واشنطن التي تستخدمها لاستقدام قواتها المحتلّة، وبات أمام الأمريكي فقط نشرُ تلك العناصر وترويج الدعايات المرتبطة بها في المناطق التي يحتلها العدوان ومرتزِقته فقط، منها حضرموت وأبين والمهرة والتي تشهد انتشارا مدروسا للعناصر التكفيرية وبشكل دوري ومخطّط بين الفينة والأُخرى، ومعها تأتي القوات الأمريكية تلو القوات، والهدف سبق الإشارة اليه، حَيثُ لم ولن يخرج عن إطار فرد أجنحة الاحتلال والاستعمار على الأراضي التي خصبها المرتزِقة للمحتلّين الطامعين، وتحت مظلات ويافطات “مكافحة الإرهاب”، وجميع هذه العوامل السيئة يحاربها الأحرار الثوار بعد أن حذر منها وكشفها وفضحها الشهيد القائد.

وفي السياق ذاته نوّه قائد الثورة إلى أن “أمريكا تزرع العملاء لزعزعة أمن واستقرار الدول، وتفرض قواعد عسكرية في بلداننا للسيطرة المباشر على الوضع فيها”، مؤكّـداً أن “مهمة القواعد العسكرية الأمريكية ضمان السيطرة المباشرة وهي شكل من أشكال الاحتلال”.

 

استراتيجيات واشنطن لضمان تسويق مبرّراتها

وفي خضم خطاب قائد الثورة في ذكرى استشهاد الشهيد القائد، أوضح قائد الثورة بقوله: “يراد لنا أن نكون أُمَّـة لا تملك أية قدرة للدفاع عن نفسها؛ ولهذا يعملون على حظر توريد السلاح إلى أي بلد يريدون استهدافه”، مُشيراً إلى أن “الأمريكيين يريدوننا أُمَّـة ضعيفة عاجزة لا تمتلك القدرات للدفاع عن نفسها”، فيما تطرق قائد الثورة إلى “تدمير الأمريكيين قدرات دولنا الدفاعية كما حصل في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر”.

وهنا تأكيد على أن العدوّ الأمريكي يتخذ استراتيجيات تضمن له حق الاحتفاظ بالترويج لمبرّرات احتلاله المفضوحة والمكشوفة، حيثُ إنه وبعد مرور أكثر من 22 عاماً على ولادة أُم الإرهاب “واشنطن” للتنظيمات “الإرهابية” الإجرامية، لم تسمح واشنطن لأَيٍّ من الأنظمة في المنطقة ببناء قدراتها العسكرية اللازمة لمواجهة التحديات، وحتى لعملائها لم تسمح أمريكا بنقل الخبرات ولم تسمح حتى بامتلاك السلاح الفاعل وإن كان مشترًى منها – كما فعلت تجاه العدوّ الإماراتي والسعوديّ اللذين لم تسمح لهما بامتلاك الطائرات الحديثة مثل الإف 35 وغيرها من الأسلحة الدفاعية والهجومية – سواء بالشراء منها أَو من غيرها؛ وذلك كي يضمن الأمريكي فاعليةَ ونجاحَ خطة الترويج الدائم للعناوين التي يحتل بها البلدان، ومنها “عنوان مكافحة الإرهاب”، حَيثُ حرص العدوّ الأمريكي على تقديم نفسه بأنه الوحيد الكفيل بمواجهة “الإرهاب”، أَو أية مخاطر يصورها ويهولها بعد أن أنشأها، وفي المقابل كما فعل العدوّ الأمريكي مع اليمن، حَيثُ قام بتحطيم أسلحته الدفاعية وتعطيل ما تبقى منها، وكانت في حفلات رسمية بتواطؤ النظام السابق العميل، حَيثُ تم تفجير الصواريخ وتعطيل المنظومات تحت مبرّر منع وصولها لمن أسموهم الإرهابيين، وبهذه الأشكال والأساليب تضمن أمريكا أن تكون هي المتواجدة دوماً في أي بلد أنشأت فيه بعبعاً كي يكون مبرّراً كافياً لاستقدام قواتها المحتلّة.

وفي ذات السياق أكّـد السيد القائد أن “الأمريكي يعمل لضرب المشاريع النهضوية في أمتنا مثل حربهم على المشروع القرآني وعلى لبنان وفلسطين والعراق وسوريا وإيران”، مُضيفاً “يعمل الأمريكيون على زراعة الفتن بين دول المنطقة على خلفيات دينية ومناطقية ويحركون أبواقهم لتبنيها في داخل الشعوب”، في إشارة إلى الأساليب والاستراتيجيات متعددة المسارات والتي توظفها أمريكا لصالح التسويق لنفسها ولاحتلالها.

 

تحذيرات الشهيد القائد قبل عقدين.. الواقع اليوم

وأمام هذه المعطيات والتي تتزايد معها وتيرةُ التحَرّكات الأمريكية الخطيرة، عاد قائد الثورة بتحذيرات الشهيد القائد إلى الواجهة، حَيثُ أكّـد أن “خيار السكوت لا يستند إلى القرآن ولا إلى الفطرة الإنسانية، ولكنه يعبر فقط عن روح انهزامية”، وبقوله: إن “السكوت سيدفع الأعداء للحصول على تنازلات كثيرة أُخرى، وهم لن يتوقفوا إلا متى ما تحَرّكنا”، فَـإنَّ قائد الثورة يؤكّـد حقيقة ما جرى ويجري في اليمن، حَيثُ باتت أمريكا تتحَرّك وتتمدد وتنتهك وتمارس الإجرام بقواتها العسكرية الاحتلالية في المناطق المحتلّة، في المقابل وبعد طردها المذل في فبراير 2015 لم تتمكّن أمريكا من إيجاد أي مبرّر لاحتلالها المناطق التي تحَرّك فيها الجيش واللجان الشعبيّة وفقدت كُـلّ أذرعها وقد توقفت مشاريعها الاستعمارية في المناطق الحرة.

ويكرّر السيد القائد التحذيرات بقوله: إن “الخطورة تكمن في السكوت تجاه الهجمة الأمريكية الشاملة على أمتنا”، مبينًا أن “القرآن الكريم كله حركة وكلام، وَإذَا سكتنا أمام الهجمة الأمريكية سنخسر كُـلّ شيء في دنيانا وآخرتنا.. خيار السكوت يعني الاستسلام، يعني تمكين الأعداء من تنفيذ مخطّطاتهم بحقنا دون أي عائق”، وهنا يكشف السيد القائد الحقيقة التي عاشها الجميع عن قرب لا يساومه شك، وقد أثبتتها سنواتُ العدوان والحصار والنماذج الموجودة في المناطق المحتلّة، فيما فضحها الشهيد القائد وكأنه عاشها واقعاً قبل عقدين كما هو اليوم.

ونوّه قائد الثورة إلى أن “الشهيد القائد تحَرّك ليغيّر الأُسلُـوب الذي كان سائداً وهو متابعة أخبار تدمير أمتنا وقتل شعوبنا واستهداف مقدساتنا دون أي تحَرّك مسؤول.. الشهيد القائد جاء ليقول في صرخته إننا نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع.. جاء الشهيد القائد ليقول إن علينا التحدث بروح عملية مسؤولة، ونخرج برؤية واحدة وموقف واحد، وهذا ما تفقده الأُمَّــة.. انتهت المرحلة التي نتابع فيها أخبار الاعتداء على أمتنا لننتقلَ إلى مرحلة المسؤولية والتصدي للأخطار التي تستهدفنا.. الشهيد القائد تحَرّك بالمشروع القرآني، ومن الطبيعي أن يتحَرّكَ على هذا الأَسَاس، فالقرآن بالنسبة لنا كمسلمين هو حُجّـةٌ وملزم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com