عشرةُ الفجر..بقلم/ منار عامر

 

في الحادي عشر من فبراير سطع نورُ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بعد عشرة الفجر الأولى والتي كانت بين الشعب المظلوم بقيادة الإمام الخميني وبين الشاه الظالم والمستعبد من قبل طواغيت العصر فقد كان أدَاة يحركونهُ كيفما أرادوا، ولذلك فعند الإطاحة به لم يتحمل نظام أمريكا هذا الأمر، فأخذ على عاتقه محاربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإضعافها بمختلف الطرق، بادئةً الحرب عليها بواسطة صدام حسين رئيس العراق سابقًا والتي ظلّت لمدة ثماني سنوات ولم تحقّق مرادها، وذلك بفضل الله وَبفضل مقاومة الإيرانيين الأحرار تحت عنوان “الدفاع المقدس” لسيادتها وحدودها وقبل هذا لدينها ومبادئها.

انتهت الحرب العراقية الإيرانية وما كانت النتيجة إلا ازدياد العزة لإيران، ثم بعد هذا أخذت أمريكا وإسرائيل تحارب إيران باستخدام وسائل مختلفة، كالعقوبات الاقتصادية والحرب الإعلامية والسياسية، إشعال الفتنة الطائفية في أوساط شعبها واستهداف العلماء والقادة البارزين فيها، تجنيد منظمات ومجموعات إرهابية مسلحة على حدودها… إلخ، وكل هذه الوسائل فَشلت وهُزمت.

لعلّ البعض يقللُ من إنجازات الثورة الإسلامية الإيرانية ولكنها في الحقيقة أكبر مما نتخيل ففي 44 عاماً حقّقت إيران الكثير من الأمور الهامة جِـدًّا -بالرغم من الحصار المفروض عليها من كُـلّ الجهات والمؤامرات عليها في الداخل والخارج- ما لم تحقّقه دول كبرى أُورُوبية وآسيوية في مدة طويلة وَلا تعاني من أي حصار أَو حرب!!، وَهنا يظهر ميزان القوة الحقيقي، حيثُ إن إيران تنتج وتصنع في الظروف الصعبة التي ينتظر البعض أن تسقط وينهار نظامها المجيد ولو كانت غير إيران الإسلامية لما صمدت لعام واحد.

بعض إنجازات الثورة الإسلامية الإيرانية بشكل عام:

-تحقيق السيادة الكاملة لشعبها وأراضيها واتِّخاذ قراراتها بنفسها متخلصة من التبعية لأمريكا وَأَيْـضاً إسرائيل من تحت الطاولة سابقًا ومن فوقها حَـاليًّا، وهذا ما يحصل الآن من دول أجنبية وَعربية إسلامية للأسف.

-التخلص من العادات الغربية الساقطة وإزالة أشكال الفساد الأخلاقي والاجتماعي الذي كان منتشرًا بشكل كارثي قبل الثورة وَالتمسك بالمبادئ الإسلامية العظيمة والسامية.

-أصبحت إيران ذات رقم صعب في المنطقة يُحسَب لها ألف حساب، حيثُ إنها من الدول المصنعة للصواريخ المتطورة وآخرها ما تم عرضه من أهم مميزاته أنهُ أسرع من الصوت بخمسة أضعاف، أَيْـضاً الأقمار الصناعية والمدرعات والسفن الحربية والمقاتلات الجوية وهذا بالطبع ما أقلق إسرائيل وأمريكا وأثار الرعب فيهما.

-صناعة الرادارات والدفاعات الجوية وُصُـولاً إلى تقنية التشويش الإلكتروني المتطورة.

-تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات كالغذاء والدواء والصناعات بأنواعها المختلفة والمتطورة كالطبية والمدنية والعسكرية والتكنولوجية، وهذا ما جعلها قادرة على الصمود أمام الحرب الاقتصادية.

-الابتكار والاهتمام الكبير بالمجال العلمي وتوسيع الجامعات والمدارس واكتشاف واستثمار الكفاءات والعلماء وأصحاب الإبداع من شباب الوطن.

بعض الإنجازات الهامة بشكل خاص:

-احتل الباحثين الإيرانيين المرتبة 15 عالميًّا في الإنتاج العلمي.

-إرسال أول رائد فضاء إيراني عام 2022.

-المركز الأول بين الدول الإسلامية من ناحية الحصول على تكنولوجيا “النانو” والمركز الرابع في العالم.

-المرتبة الأولى في إنتاج الأدوية بين دول الشرق الأوسط.

-المرتبة الخامسة عالميًّا في مجال زراعة الكلى.

-جهوزية الجمهورية الإسلامية لخوض حروب إلكترونية ومثال ذلك عملية السيطرة وإنزال الطائرة الأمريكية التجسسية RQ170.

-تحتل إيران المرتبة السابعة عالميًّا في مجال نمو استقطاب السياح.

-تصنيع 40 محطة للنفط والغاز والبتروكيماويات.

-المرتبة 11 في صناعة الإسمنت و16 في صناعة السيارات و3 في صناعة الأحجار بأنواعها.

-المركز الأول في زراعة الزعفران والفستق والجوز.. إلخ، وكذلك الأزهار والأعشاب الطبية.

يجب الإشارة أن إيران هي أول دولة إسلامية حقّقت كُـلّ هذا التقدم، وَكان لها الأثر الكبير في قطاعات مختلفة وعلى مستوى العالم، ولو لم يكن كذلك لما رأينا كُـلّ هذا التصدي لها من قبل أعدائها وأعداء الإسلام، وحقًا نتساءل إذَا كانت إيران تطورت بهذا الشكل منذ قيام الثورة رغم كُـلّ هذا فكيف ستكون إذَا لم تكن محاصرة وإلى أين سيصل تقدمها!!

اليوم المعركة لا يمكن تجزئِتُها، وهي بالتأكيد مواجهة واحدة، فمحور المقاومة واحد وعدوها واحد باختلاف الأدوات التي تستخدمها أمريكا وإسرائيل، والنتيجة إما بقاء إسرائيل في المنطقة والاعتراف بها وإما زوالها، وبإذن الله أن الكيان الصهيوني بات أضعف من قبل، خائفًا مترقبًا انهياره في أية لحظة.

ستبقى إيران صامدة بإذن الله وسيبقى محور المقاومة محور فخر ودليلاً على التمسك بتعاليم الإسلام الصحيح، وسيأتي اليوم القريب التي تتحرّر فيه فلسطين من الاحتلال وستذهب إسرائيل وأمريكا وعملائهم في المنطقة كآل سعود وآل زايد وغيرهم إلى الجحيم، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com