ولايةُ الأمر وميدانُ الصراع بين حزب الله وحزب الشيطان

 

زيد البعوة

ولايةُ الأمر التي أمر اللهُ بها ووجّه الأمةَ بطاعة مَن يتولى أمرها هي قائمة على العدل والحق والخير والرحمة والحكمة والقُـوَّة الإيْمَـانية.

ومسألةُ التولي لله ولرسوله والإمام علي وأهل البيت عليهم السلام هي قضيةٌ تتعلقُ بمسألة الصراع المستمر بين الحق والباطل وبين حزب الله وحزب الشيطان.. ومتى ما تمسّك الناس بأمر الله وعملوا وفقَ ما أرشدهم إليه في طاعة ولي الأمر الذي يتصفُ بالصفات التي وجه إليها الله يمكنُهم حينها التغلُّبُ على أعدائهم من اليهود والنصارى وحزب الشيطان..

لهذا أكّـد اللهُ سبحانه وتعالى في القُـرْآن الكريم في سياق الحديث عن الصراع المستمر إلى قيام الساعة بين حزب الله وحزب الشيطان، أن الغلبة والنصر لحزب الله الذي تكون ولاية أمره مرتبطةً بالله ورسوله والإمام علي وأهل البيت عليهم السلام، أما إذا اتجه الناس في سُبُلٍ متعددة وابتعدوا عما وجه الله إليه خصوصاً فيما يتعلق بـ ولاية الأمر فإنهم يجعلون أنفسهم عرُضةً للضرب والشقاء على أيدي أعدائهم وعلى أيدي حزب الشيطان..

ولأن ولاية الأمر لها علاقةٌ بمصير الأمة في كُـلّ شؤون حياتها وخصوصاً في ميدان الصراع بين الحق والباطل بين الإسْلَام والكفر وبين المؤمنين واليهود والنصارى فإن اللهَ سبحانه وتعالى جعل توليَه وتولي رسوله وتولي الإمام علي وتولي وَرَثَةِ الكتاب الصادقين الصالحين المحسنين المجاهدين من أهل البيت شرطاً أساسياً للنصر والغلبة في مواجهة اليهود والنصارى وجعل النصر مرهوناً بالتولي لله ورسوله والإمام علي وأهل البيت عليهم السلام بقوله تعالى بعد أن قال: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ــ قال بعدها: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ..

وهذه حقيقة إلهية لا جدالَ فيها وتتحقّـق مصاديقها في الواقع من خلال الصراع القائم بين الامة العربية والإسْلَامية وبين اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل، وقد رأينا الكثير من الشواهد في واقع حياتنا كيف أن الكثيرَ من الحروب والصراعات التي تخوضها أمتنا في مواجهة اليهود والنصارى كيف أن أولئك الذين يتولون اللهَ ورسولَه والإمام علياً وأهلَ البيت عليهم السلام يتمكّنون من التغلب على أمريكا وإسرائيل وينصرهم الله وكيف أن أولئك المنحرفين البعيدين عن ولاية الأمر الإلهية لا يصلون إلى نتيجة ولا يحقّقون أي نتائجَ تُذكر تدل على عظمة وقُـوَّة الله وقُـوَّة الإسْلَام فيثبتون أن الإسْلَام ضعيفٌ والسبب هو عدم تمسكهم بولاية الأمر الربانية..

ولهذا نجدُ أن ولايةَ الأمر في الإسْلَام هي محورُ ارتكاز أساسي في كُـلّ شؤون وقضايا أمتنا وأن التمسك والطاعة لولاية الأمر الربانية أمرٌ مرتبطٌ بمصير الامة ليس في الدنيا فحسب بل في الدنيا والآخرة في مختلف المجالات السياسية والثقافية والعسكرية والأمنية وفي مختلف ميادين الصراع المتعددة؛ لأن وليَ الأمر الذي يقود الأمة وفق هدى الله يرشِدُهم إلى ما فيه مصلحتهم في شؤون حياتهم ودينهم ودنياهم وآخرتهم..

لهذا في ميدان الصراع النصر والغلبة لأهل الحق مرهونٌ بـ ولاية الله ورسوله والإمام علي وأهل البيت عليهم السلام والله سبحانه وتعالى أكّـد ذلك في القُـرْآن الكريم قائلاً: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com