السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في المحاضرة الرَّمْضَـانَية الثانية عشرة:القُــرْآنُ بتحديده للصراط وأعلامه ومعالمه يغلق المجال على الأدعياء ويبني استقلاليةً تخلص الأُمَّـة من التبعية للأجنبي

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

اعتمادُ المُتَّـقين على القُــرْآن ككتاب هداية

نستمرُّ في الحديثِ عن جانبٍ أساسٍ لا تتحقّـق التَّـقْـوَى إلا به، وهو المنهجُ الذي يعتمدُ عليه المُتَّـقُون، ويعودون إليه دَائماً لمعرفةِ ما عليهم أن يعملوا، لمعرفة ما يمكن أن يُشَكِّـلَ وقاية لهم من عذاب الله، من سخط الله، من الشرور، من الهوان، من الخزي، من كُـلّ ما فطرت النفس البشرية على الحرص على الوقاية منه، منهجُهم هو القُــرْآن الكريم، الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى قال في كتابه المبارك: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)، المُتَّـقُون يعتمدون على القُــرْآن الكريم ككتاب هداية، وهذا ما يميز علاقتهم بالقُــرْآن عن غيرهم، هناك الكثيرُ من الناس كما تحدثنا بالأمس ممَّن ليست علاقتهم بالقُــرْآن الكريم علاقة اهتداء به، اعتماد بشكل رئيسي عليه، اعتماد عليه سواء كمنهج حياة، أَوْ اعتماد عليه في تحديد المسؤوليات والواجبات في هذه الحياة، اعتماد عليه في معرفة ما أمرنا اللهُ وما نهانا عنه، واعتماد عليه أَيْـضاً فيما يتعلق بالرؤية والنور والبصيرة والتقييم للواقع والتقييم للأحداث، النظرةُ إِلَى الحياة من خلاله، كما قال الإمام علي عليه السلام: “كتابُ الله تسمعون به وتبصُرون به وتنطقون به”، كتابُ الله على هذا الأساس، يكون هو المعتمَدُ في الانطلاقة إِلَى واقع هذه الحياة، في الرؤية في التقييم، في الموقف في الولاء، في العداء، في النظرة العامة، في أشياءَ كثيرةٍ جِـدًّا؛ لأنَّ القُــرْآنَ هدايتُه هدايةٌ واسعة جِـدًّا، واسعةٌ للغاية.. الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى قال وهو يتحدث عن القُــرْآن الكريم وعن كلماته في القُــرْآن الكريم: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)، هدي القُــرْآن هدي واسع وشامل، أوسع من هذه الحياة، وأوسع مما فيها.

 

طريقة نزول القرآن وجوانبه ومهمة الرسول

والقُــرْآنُ الكريمُ لنعرفَ منهجية أساسية للاهتداء به لم يأتِ إِلَى العباد منفصلاً، مَثَـلاً لم ينزل الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى هذا الكتاب إِلَى البشرية بطريقة مطبوعة وموزعة من السماء عن طريق مَثَـلاً مطر، غيث، تنزل نسخ كبيرة جِـدًّا إِلَى الحياة، وكُلٌّ يأخُذُ نسختَه، أَوْ يبعَثُ مَثَـلاً من الملائكة مندوبين إِلَى كُـلّ شخص ليسلموا له مصحفه، أَوْ بأي شكل آخر، لا، الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى له جل شأنه له سُنته في هداية عباده، له سنته في هداية عباده؛ ولذلك القُــرْآن الكريم هو مشروع جماعيٌّ؛ لأنَّ الواقعَ البشريَّ والحركة البشرية هي حركة اجتماعية، المجتمعُ البشري يتحَـرَّكُ كمجتمع مترابط، يتحَـرّك ضمن مسارات اتجاهات، وهذا الواقع الذي عليه البشر أنهم بشكل كيانات واتجاهات، في كُـلّ الأشياء، سواء الجانب العقائدي نراهم اتجاهات، طوائفَ، أَوْ ما هو أوسع من ذلك، الجانب السياسي مَثَـلاً نراهم اتجاهات وكيانات، دول… إلخ، الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى نزل هذا الكتاب إِلَى خاتم أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله رَسُـوْل الله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فعن طريقه قدّم هذا الكتاب إِلَى الناس، والرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، ليتحَـرَّكَ به رَسُـوْلُ الله صلواتُ الله عليه وعلى آله، يتحَـرَّكُ بهذا الهدى، أنزل إليه هذا الكتاب، فبلغ هذا الكتاب، أوصل هدى الله، أوصل القُــرْآن الكريم إِلَى البشر، وبلغ به وأنذر به، وبشر به؛ ولهذا تجد في القُــرْآن الكريم تتكرر به، هذه المفردة، به به به، يقول الله: (لِتُنذِرَ بِهِ) عن القُــرْآن الكريم، لتنذر به، يعني بالقُــرْآن، وأنذر به، فكرر هذه، (لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)، تتكرر مفردة به لتوضح لنا هذا الترابط التام ما بين الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله وما بين القُــرْآن الكريم، ما بين القُــرْآن الكريم، لم يكن منفصلاً، لم يكن للـرَّسُـوْل مشروعٌ لوحده هناك يشتغل عليه والقُــرْآن هناك، ويقدِّمُ الرَّسُـوْلُ مَثَـلاً أشياءَ متناقضةً مع القُــرْآن ومخالفة للقُــرْآن، أَوْ أن لديه برنامجاً ثانويـًّا، فجعل القُــرْآنَ هناك مطروحاً على الرف بعد ما جمعه وتحَـرَّكَ هناك، لا، بل إن كيفيَّةَ نزول القُــرْآن على الرَّسُـوْل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كانت مثلما وضّحه الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى في كتابه المبارك، نزّله اللهُ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى على مراحلَ متعددةٍ طول مرحلة النبوة، وطول ما بعث رَسُـوْلاً صلوات الله عليه وعلى آله، منذ بعثته بالرسالة إِلَى الناس، وابتدأ نزولُ القُــرْآن، وإلى حين اكتمل نزول القُــرْآن الكريم، كان ينزل بشكل مفرق، كان يلامِسُ الواقع، كان ينزل ككتاب هداية، كانت تتأتي توجيهاته إِلَى واقع الحياة فتصب في واقع الحياة، كان ينزل هديه، ليلامس الواقع البشري وحركة الرسالة، ويتحَـرّك به سواء فيما هي أشياءُ عمليةٌ، أَوْ أشياءُ ترتبطُ بالواقع العملي؛ لأنَّ القُــرْآن منه ما هو جانب عملي ومنه ما هو جانب أساس للجانب العملي، مرتكزات عقائدية وأَخْـلَاقية وأسس وتبصرة عن الواقع، وتبصرة عن الأمم، وتبصرة عن الأحداث، وأسس وعقائد ينطلق الإنْسَـان من خلالها إِلَى الواقع العملي، وهذه أَيْـضاً مسألة أساسية للغاية، أن نفهمَ هذا الترابط بين العمل والجوانب الأُخْــرَى، الجوانب العقائدية والأسس والمبادئ إنما لتكونَ مرتكزات للعمل؛ ولذلك لا مجال في لقُــرْآن الكريم للفصل بين الواقع العملي والجانب العملي والمسؤوليات والالتزامات العملية والجوانب العقائدية والإيْمَـانية، إيْمَـاننا بالله، إيْمَـاننا باليوم الآخر، إيْمَـاننا بالرسل والأنبياء، وما أنزل الله، كُـلّ الجوانب الإيْمَـانية، جوانب المبادئ، جوانب المبادئ والعقائد، جوانب المرتكزات الأَخْـلَاقية والقيم، كلها مرتبطة بالعمل، مؤداها وثمرتها في العمل ويعود إِلَى العمل، ويعود إِلَى الالتزام العملي، ويعود إِلَى الاهتمام العملي، ونتيجتها عملية، نتيجتها الطبيعية السليمة المنطقية عملية، إِلَى الواقع العملي إِلَى الالتزام العملي فيما نعمل وفيما نلتزم في التوقف عنه إِلَى آخره.

نزَلَ هذا القُــرْآنُ إِلَى الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله، بلّغه، أوصله ولم تكن مهمتُه مقتصرةً على إيصاله كبلاغ كلامي إِلَى الناس، مجرد التلاوة للقُــرْآن بعدما يكتملُ الوحيُ عليه مَثَـلاً بآياتٍ معينة أَوْ سورة معينة يذهب إِلَى الناس ويقرأها عليهم وينتهي الأمر وأكمل مهمته عند قراءتها عليهم، ويعود إِلَى منزله، وأكمل مهمته، لا، هو تحَـرّك لهداية الناس بهذا القُــرْآن الكريم، وعمل على إقامة المشروع الإلهي، عمل على إقامة الإسْـلَام، على نشر نوره وإعلاء رايته، وعمل على تطبيقه في واقع الحياة، فتمثل هو القدوة والقيادة في تطبيق هذا المشروع، مثل هو القدوة والقيادة في تطبيق هذا المشروع وفي التحَـرّك العملي لإقامة هذا المشروع الإلهي، وكان هو المعني الأول والمؤتمن في تقديم المفاهيم، المفاهيم التي تعبر عن هذا الدين وعن حقيقة هذا الدين، وعن عقائد هذا الدين، وما يتعلق بهذا الدين جملة وتفصيلاً.

نحن نتحدث عن هذه النقطة الجوهرية؛ لأنَّنا نريد من خلالها الوصول إِلَى مسألة حساسة للغاية تمثل إشكالية عامة في واقعنا الإسْـلَامي، وعانت منها الأُمَّـة على مر التأريخ وتعاني منها في هذا الزمن بشكل كبير.

 

 القرآنُ ما بعد الرسول

بعد وفاة الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله، كيف هي المسألة، هل انتهت مهمة الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله، وبناءً على ذلك من بعد وفاته تتحول المسألة إِلَى مسألة عامة، يعني لا يبقى في الموقع الديني والموقع التبليغي وموقع العمل على حركة الدين وحركة الهداية أي معنيين آخرين، المسألة تركت من بعد وفاته مَثَـلاً إِلَى الناس بشكل عام، كُـلّ يفكر، كُـلّ ينظر، كُـلّ يقدم، كُـلّ يقوم بهذا الدور الذي كان يقوم به الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله، وتتحول المسألة إِلَى أن كلاً يدعي ويعبر ويقدم نفسه كناطق رسمي عن الإسْـلَام وعن الدين الإسْـلَامي وعن القُــرْآن الكريم وعن مفاهيم القُــرْآن وعن معاني القُــرْآن، هل المسألة على هذا النحو أم لا؟ الحالة التي مثّلت إشكالية كبيرة في الساحة الإسْـلَامية أن كَثيراً من الناس يتحَـرّكوا على هذا الأساس، بمعنى أن المجال مفتوح، من أراد أن ينصِّبَ نفسه معبّراً عن القُــرْآن الكريم وعن الإسْـلَام نصّب نفسَه مجرد أن يتحَـرّك، يحفظ نصوصاً معينة طرقاً معينة، آلياتٍ معينةً، وخلاص سابر، كُـلّ واحد يتحَـرّك من عنده، فازدحمت الساحة الإسْـلَامية بالكثير من الناس الذين قدّموا أنفسهم كمعنيين بتقديم المفاهيم الإسْـلَامية والقُــرْآنية ومعبّرين عن الإسْـلَام وداعين للأُمَّـة لتتحَـرَّكَ وراءهم، فكثرت الرؤى المتباينة والمتناقضة في الساحة الإسْـلَامية وازدحمت الساحة الإسْـلَامية بالكثير والكثير، أغلبية منهم أدعياء، وكثير منهم أَيْـضاً يُمَثِّـلُون حالة اختراق في الساحة الإسْـلَامية، حالة اختراق من أعدائها، فهل القُــرْآن وهل الإسْـلَام هو على هذا النحو، تركه الله جل شأنه هكذا في حالة عبثية؟ كُـلّ يأخذ منه وكل ينصب نفسه فيه وكل يقدم نفسه له وعليه أم المسألة ليست كذلك!.

 

 القُــرْآنُ حدّد طريق الهداية وحدّد أعلامَه ومعالمَه

القُــرْآنُ الكريمُ هو كتابُ الله الحكيم والملك، الله هو الملك، والقُــرْآن الكريم هو امتدادٌ لملك الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى وإدارته لشؤون عباده، إدارته لشؤون عِبادِه، يهديهم يشرع لهم، يرسُمُ لهم مسؤولياتِهم في هذه الحياة، يحدّد لهم الحلال والحرام، يبين لهم دورَهم في هذه الحياة، واجباتهم في هذه الحياة، الممنوع والمسموح في هذه الحياة، وبناءً على ذلك يجازيهم، جزء من عُقُوباته تأتي في هذه الحياة، الجزء الأَكْبَـر النهائي والأبدي والمهم جِـدًّا الذي يوفون به أجرهم وحسابهم في الآخرة، امتداد لملك الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، هو امتداد لحكمته، وهل من الحكمة أن يترك الأمور هكذا على هذا النحو، نحن نقول القُــرْآن الكريم مما فيه أَيْـضاً ومما هدى إليه ومما ركّز عليه أنه حدّد الطريق وحدّد أعلام ومعالم هذا الطريق الهداية القُــرْآنية هي ركزت على هذه المسألة ومن أول سورة في القُــرْآن الكريم سورة الفاتحة التي نقرأوها في بداية كُـلّ صلاة وفيها قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) القُــرْآن الكريم هو كتاب الله الحكيم وهدايته واسعة هداية واسعة جِـدًّا في مقدمة ما هدى إليه أنه رسم الطريق الرسمة العامة للطريق بشكل عام ثم معالم هذا للطريق وأعلام هذا الطريق حتى لا نتيه وحتى لا يكون كُـلّ إنْسَـان موكول إِلَى نفسه بنظرته القاصرة في معرفته المحدودة في واقعه الذي يعيش فيه التجاذبات الهائلة ويواجه فيه حملات تضليل هائلة جِـدًّا، على هذا الأساس أهدنا الصراط المستقيم الله له صراط له طريق هذا الطريق هو الإسْـلَام في منهجه العظيم المتمثل في القُــرْآن الكريم وتعاليم إسْـلَامية وهذا الطريق له معالم وله أعلام وله منهج، أعلامه قال عنهم في الآية المباركة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) لدورهم الرئيسي في هذا الطريق سماه صراطهم سماه صراطهم بهذه الدرجة من الدور الرئيسي لهم؛ لأنَّهم في هذا الطريق هم القدوة وهم القادة الذين نتطلع إليهم هم الذين نعتبرهم الأمناء والموثوقين على مفاهيم هذا الدين في تقديمها وفي تطبيقها في تعليمها وفي موقع القدوة فيها ولهذا نجد في القُــرْآن الكريم مثلما في سورة الفاتحة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) نجد أَيْـضاً في سورة فاطر آية قُــرْآنية مهمة ووضحت حتى هذا التسلسل يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى في كتابه الكريم في سورة فاطر (والذي أوحينا إليك) مخاطباً لرَسُـوْله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله (والذي أوحينا إليك من الكتاب) إليك أنت لتكون أنت المستقبل لهذا الهدى والموصل له إِلَى الناس والمبلغ له إِلَى الناس والمؤتمن على تبيين حقائقه ومفاهيمه وتقديم تعاليمه إِلَى الناس والمعني في موقع القدوة والقيادة في العملية التطبيقية والتحَـرّك العملي بهذا الهدى بهذا الوحي بهذا الحق للناس وفي الناس (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)؛ لأنَّ القُــرْآن الكريم هو خلاصة كتب الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، المحتوى والمضمون العقائدي والأَخْـلَاقي وفيما تحتاج إليه البشرية من زمن بعثة الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله وتحَـرّكه بالرسالة وإلى قيام الساعة احتواه القُــرْآن الكريم مصدقاً لما بين يديه (إن اللهَ بعباده لخبيرٌ بصير) ثم ماذا ما بعد الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) ثم الكلام متصل بما قبله هذا يسمى حرف عطف معروف في اللغة العربية في النحو يعطف هذا الكلام إِلَى ما قبله ثم يعني ما بعدك أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا يعني تنزل هذه المسئولية وتنتقل ويستمر هذا الدور تستمر هذه المسئولية في التمسك بهذا الكتاب في الاهتداء بهذا الكتاب في التحَـرّك على أساس هذا الكتاب، الذين اصطفينا من عبادنا هذه الدائرة داخلها ثلاث فئات (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) ولا شك أن السابق بالخيرات بإذن الله هو الامتداد في موقع القدوة والهداية للأُمَّـة من بعد وفاة الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله هو الامتداد والوريث لاحظوا مَثَـلاً يشتهر الحديث بين أوساط العلماء أن العلماء هم ورثة الأنبياء ولكن عندما نأتي إِلَى المصطلح العام أَوْ التسمية العامة كُـلّ يحاول أن يتقمصَ هذا الدور لا بـُـدَّ أن هناك دوراً أَكْبَـر من هذا الدور أخص من هذا الدور الآية القُــرْآنية هي تحدثت عنه نأتي إِلَى الرَّسُـوْل الله صلوات الله عليه وعلى آله في حديثه المشهور بين الأُمَّـة والمتواتر بين الأُمَّـة والمنقول بين فرق الأُمَّـة الكبرى (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) نأتي إِلَى قول الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله عن الإمام علي عليه السلام (علي مع القُــرْآن والقُــرْآن مع علي) (علي مع الحق والحق مع علي) نأتي إِلَى قول الرَّسُـوْل صلوات الله عليه وعلى آله في حديثه عن الإمام علي عليه السلام (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) نأتي إِلَى نصوص كثيرة جِـدًّا فيما يتعلق بأهل البيت عليهم السلام لنعرف أن هداة آل محمد وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام هم الامتداد المقارن والمقترن بالقُــرْآن الكريم من بعد وفاة رَسُـوْل الله صلوات الله عليه وعلى آله، هم الامتداد لرَسُـوْل الله صلوات الله عليه وعلى آله حينما نشاهد الأُمَّـة تختلف وتتضارب وتتفاوت آراؤها وكل يأتي ليقول أنا معبر عن هذا القُــرْآن وأنا أتحدث باسم هذا القُــرْآن حتى من يأتي البعض مَثَـلاً في هذا الزمن مَثَـلاً الساحة الآن وتجليات هذه الفوضى ونتائجها السلبية في الساحة لتضحك في هذا الزمن أَكْثَـر من أي زمن مضى.

اليومَ القوى التكفيريةُ التي هي ذات ارتباط بالدور الأمريكي والإسرائيلي وبات وَاضِحاً جِـدًّا ومثبتاً بكل الدلائل، تأتي ويأتي البعض منها ليتحدث ويقدم أحيانا حتى نصوص قُــرْآنية مَثَـلاً الآيات التي تتحدث عن الكافرين في القُــرْآن يتحَـرّك؛ لخدمة أمريكا وإسرائيل ضد المسلمين ويطلق عليهم الكافرين ثم يقرأ كُـلّ الآيات القُــرْآنية التي تتحدث عن الكافرين يأتي مَثَـلاً ليتحدث بالنصوص القُــرْآنية التي تتحدث عن الجهاد في سبيل الله فيحرك الأُمَّـة أفواجاً في الساحة في الميدان لتقاتلَ تحت الراية الأمريكية.

القُــرْآن الكريم ليس كتاب منفلتاً ليس كتاباً هكذا رجم الله به إِلَى الأرض وتركه وكلٌّ تخطّفه وكلٌّ جاء يمسكه على أساس أنه يكونُ هو المعني لا، الصراط المستقيم له أعلامه وله معالمه له اتجاهاته وأول ما نلحظ في الارتباط بالقُــرْآن الكريم هذه المسألة ثم نلحظ أن من الأشياء في القُــرْآن الكريم والبديهية والأولانية بحسب التعبير المحلي الأولية هي أن القُــرْآن يفصلنا عن التبعية للأعداء، لا يمكن أن يكون منتهاك في طريقتك التي أنت عليها هم اليهود هم الصهاينة، ولو أنت تجود القُــرْآن ولو أنت تعرف أحكام التجويد ولو أنت تأتي لتوظف نصا قُــرْآنيـًّا هنا أَوْ هناك لتخدم به أولئك هذه طَبْـعاً فيها إساءة كبيرة جِـدًّا إِلَى الإسْـلَام والقُــرْآن، يعني مَثَـلاً هناك البعض من أبناء هذه الأُمَّـة يمكن أن يتحول إِلَى عميل للموساد الإسرائيلي أَوْ يتحَـرّك كعميل لأمريكا أَوْ عميل لإسرائيل ومن دون أن يقدم نفسَهُ معبِّراً في ذلك وفي عمالته تلك عن الإسْـلَام والمسلمين والرَّسُـوْل والقُــرْآن وووالخ، ما يحتاج إِلَى هذا عميل هكذا بشكل مفضوح أَوْ بطريقة يقدم لهُ فيها عناوينَ وطنية أَوْ عناوين علمانية أَوْ عناوين هنا أَوْ هناك وكثير من أبناء الأُمَّـة هم فعلوا ذلك، يعني هناك عملاء واضحون من أبناء الأُمَّـة ارتباطاتهم بأمريكا وإسرائيل وعلاقتهم وتحَـرّكهم ضمن الأجندة الأمريكية والإسرائيلية في الساحة واضحة ومعروفة ومن دون أن يقدموا أنفسهم باسم الدين والتدين والقُــرْآن والجهاد ووالخ، وهؤلاء هم أقل ضرراً على الأُمَّـة وأهون خطراً بين أوساط الأُمَّـة من أولئك الذين يقدمون أَوْ يحاولون أن يوظّفوا الدين بكله الإسْـلَام بكله العناوين الدينية والإسْـلَامية بنفسها في خدمة أمريكا، أما هؤلاء فهم أخبث وهم أسوء وهم أقذر وهم أرجس خلق الله إساءتهم رهيبة جداً الإسْـلَام بقداسته عناوينهُ المقدسة والعظيمة والمباركة التي ترتبط بالحق وترتبط بالمبادئ وترتبط بالقيم وترتبط بالأَخْـلَاق يسعون إِلَى استغلالها وتوظيفها في خدمة من؟ في خدمة إسرائيل في خدمة أمريكا هذا ما فعلهُ التكفيريون هذا ما فعلهُ التكفيريون ويفعلونهُ باستمرار.

 

الجهاد له ضوابطه

عنوانُ الجهاد في سبيل الله عنوان عظيم عنوان مقدَّس ولهُ مساره المرتبط بالقيم بالمبادئ بالأَخْـلَاق بضوابط شرعية وأَخْـلَاقية ودينية وإيْمَـانية عظيمة منزهة طاهرة صالحة مستقيمة وملاذ للمظلومين من عباد الله ملاذ للمستضعفين من عباد الله يكون وسيلة ينطلقون من خلالها بشكل صحيح وسليم ومنضبط وراقي يأتون ليرفعوْهُ في التحَـرّك لخدمة أمريكا وإسرائيل.

كذلك عنوان التكفير الذي قلنا في محاضرات سابقة: أولئك قوم القوى التكفيرية ما عندهم أي مشكلة تجاه كفر أمريكا وإسرائيل الذي هو كفر مثل شر على البشرية وخطورة كبيرة على البشرية بكلها، كفر المستكبرين الذين يسعون إِلَى هدم قيم الإسْـلَام وطمس معالمه والاستحواذ على الأُمَّـة الإسْـلَامية وظلم عباد الله بكلهم، ظلم الناس ظلم البشر في كُـلّ أقطار الأرض، أولئك لا اتجهوا إِلَى تكفير المسلمين واستهداف المسلمين خدمةً لأمريكا وخدمةً لإسرائيل نصلُ إِلَى نتيجة أن القُــرْآن بنفسه هو يغلق الباب والنافذة على الأدعياء الذين يسعون إِلَى استغلاله والإساءة إليه والتوظيف لهُ في خدمة الاتجاه الشيطاني في الحياة القُــرْآن بنفسه يغلق هذه النافذة؛ لأنَّه رسم الطريق رسم المعالم واتجه أَصْـلاً يعني ضمن القناة الإلهية التي أوصلته إِلَى عباد الله رَسُـوْل الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ليكونَ هو المعنيَّ الأولَ في الإبلاغ والتحَـرُّك من موقع القدوة والقيادة للقدوة والقيادة بهداية هذا الأُمَّـة بهذا الحق ومن بعده كذلك حدّد الإمامَ علياً عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام نتطلع إليهم كأعلام في هذا الطريق ونسيرُ بناءً على هذا الأساس، ثم حدّد القُــرْآن الكريم في معالم عامة قضايا رئيسية اتجاهات عامة تساعدُ الإنْسَـان أيضاً على الاحتماء بالهِداية القُــرْآنية من كُـلّ قنوات التضليل ومن كُـلّ أبواق التضليل ومن كُـلّ الأدعياء الذين يدعون أنفسهم هداه للأُمَّـة أَوْ علماء أَوْ مصلحين أَوْ دُعاة أَوْ أيـًّا كان مثل أولئك السيئين من المتحَـرّكين في إطار القوى التكفيرية، الاتجاهات العامة والمعالم العامة محدّدة في القُــرْآن أعداء الأُمَّـة الذين يُشَكِّـلُون خطراً على الأُمَّـة وينبغي أن تنفصل الأُمَّـة عنهم ولا ترتبط بهم أبداً في مواقفها في ولاءاتها في عداءاتها في اتجاهاتها في مسارها في الحياة؛ لأنَّنا كأُمَّة مسلمة مبادئنا قيمنا أَخْـلَاقنا قُــرْآننا هذا قُدواتنا كُـلّ هذا كُـلّ هذا يبنى عليه استقلاليتنا كأمة إسْـلَامية استقلاليتنا نفهم الاستقلال الثقافي لا نعيشُ في هذه الحالة في هذه الحياة حالة تبعية لا للشرق ولا للغرب تبعية عمياء تبعية سياسية تبعية ثقافية تبعية نتطلع إِلَى الأمم الأُخْــرَى في شرق الأرض أَوْ في غربها لنقلدهم في كُـلّ شيء لنتبعهم في كُـلّ شيء في نمط هذه الحياة في سلوك هذه الحياة في مواقف هذه الحياة في اتجاهاتنا في هذه الحياة، المنهج الإسْـلَامي في قُــرْآنه في تعاليمه في شرعه في أحكامه في أعلامه في قدواته هو يبني لهذه الأُمَّـة استقلالية ثقافية وفكرية وأَخْـلَاقية وعملية ويحدّد لها مشروعها الرئيسي في هذه الحياة واهتماماتها في هذه الحياة لتؤدِّيَ دوراً متميزاً وإيْـجَابيـًّا من هذا الاتجاه المستقل في واقع الحياة وتترك أثراً إيْـجَابياً في واقع هذه الحياة وتتحَـرّك في أوساط البشرية في قيمها العظيمة وليس بتبعية، ولهذا نقول: إن من أعظم الناس جناية على الأُمَّـة هم من يسعون في هذا الزمن إِلَى أن يجعلوا من أمتنا بكلها بل قدراتها بكل مقدراتها بكل ثرواتها بموقعها ببشرها بإمكاناتها بطاقتها بكل ما تختزنه من طاقة مجرد أداة لأمريكا مجرد مغنم لأمريكا مجرد ساحة مفتوحة لأمريكا تعبث فيها وتتلعب فيها وتتحَـرّك فيها كما تشاء وتريد.

 

القرآن وإغلاق المجال أمام الأدعياء وبناء استقلالية الأُمة

فنصل إِلَى نقطتين مهمتين جِـدًّا في حديثنا.

الأول: أن القُــرْآن الكريم من خلال تحديده للصراط للأعلام للمعالم للاتجاهات العامة يغلق المجال على الأدعياء وعلى النفوذ الأجنبي في الساحة الإسْـلَامية ويساعدُ على الاستقامة الثقافية والفكرية والنظرة الصحيحة والاتجاه الصحيح في الحركة في الحياة.

الثاني: أن المنهج الإسْـلَامي في قُــرْآنه ومنهجه بشكل عام يبني استقلالية تخلص الأُمَّـة من التبعية، لا تكون الأُمَّـة الإسْـلَامية مجرد أمة تابعة لمن للمغضوب عليهم أَوْ للضالين تابعة لاتجاه من هذه الاتجاهات إما لاتجاه الصهاينة أَوْ لاتجاه الضالين التائهين على كُـلّ المستويات ويخول أَوْ يمكن هذه الأُمَّـة من أن يكون لها دور إيْـجَابي في الحياة دور مصلح في واقع البشرية دور تقدم به النموذج البشري بين المجتمعات البشرية الذي يساعد على صلاح بقية البشرية والإفادة في واقع بقية البشرية، اليوم بالجناية الكبيرة على أمتنا أصبحت مشاكلنا في الساحة الإسْـلَامية مشاكل كبيرة جِـدًّا الفريق الذي يسعى في طريق التبعية للأعداء يشتغل بشدة في هذا الاتجاه، يلعب لعبته التي وصل فيها حتى إِلَى استهداف المفاهيم القُــرْآنية والعناوين الدينية واللعب بها والادِّعَـاء العابث والمضل والخطير جِـدًّا في أوساط الساحة الإسْـلَامية، (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)، فهو في معالمه العامة، في صراطه، في أعلامه، في اتجاهاته هدى، وفي التفاصيل، يتطرق لكل مناحي الحياة، ويتجه إِلَى هذا الإنْسَـان في نفسه في أَخْـلَاقه، والجانب الأَخْـلَاقي جانب رئيسي في القُــرْآن الكريم، يتجه إِلَى ما يتعلق بهذا الدين في حلاله في حرامه، إِلَى شتى شؤون الحياة والمجالات ذات الأهمية والجوانب المتصلة بالمسؤولية وغير ذلك، فالمُتَّـقُون يصبح عندهم هذا الانتماء هذا الارتباط بهذا الهدى، وبشكل سليم وصحيح، المُتَّـقِين هؤلاء ليست اهتماماتهم متجهة نحو القُــرْآن من جانب ثقافي بحت، السعي لمعرفة معارفه، هديه، نوره أحكامه، المسألة أوسع من ذلك، حتى نهتدي بالقُــرْآن الكريم، لا يكفي في ذلك الجهد الفكري الجهد التعليمي الجهد التثقيفي، هذا جانب أساسي لا بـُـدَّ منه، لا بـُـدَّ من أن نتعلم لا بـُـدَّ من أن نسمع، لا بـُـدَّ من أن نتثقف، لا بـُـدَّ من أن نستفيد، هذا جانب أساسٍ، ولكن لكي تهتدي بالقُــرْآن لا يكفي بأن تكون إنْسَـاناً يبذل جهداً فكريـًّا وتثقيفاً وتعليميـًّا وتحصل على ما تشاء وتريد، هناك عوامل لا بـُـدَّ أن تكون حاضرة، موازية، وأساسية لكي تهتدي بالقُــرْآن ولذلك في مواصفات المُتَّـقِين في سورة البقرة أتى قول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)، وهذا ما سنتحدث عنه إن شاء الله في المحاضرة القادمة بإذن الله.

نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى أن يُوَفِّــقَنا وإيَّاكم لنكونَ من عِبَادِهِ المُتَّقين المهتدين بكتابه إِنَّهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء، وأن يتقبَّلَ منَّا ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال، وَأَن يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وأن يشفيَ جرحانا وَيُفَرِّجَ عن أسرانا، وأن ينصُرَنا بنصره، إِنَّهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء..

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com