الحربُ الناعمة في إعلانات رمضان

 

رقية الصفي

هنالك حربٌ تُسمَّى “الحرب الناعمة” وهي خطيرةً جداً، كَـما سأوضحها لَكُم في مثال هو “إعلانُ شركة زين السعودية”؛ لِذلك يجدر علينا الانتباهُ.. مِنها:

١- أسلوب إِدخال الطفل في الإِعلان، وبِاللغة الذليلة التي تحدث بِها مع ترامب ومخاطبتهُ له بـ “سيدي الرئيس”، فضلاً عنْ دعوته للإِفطار في القدس وهو شريك أساسي لإِسرائيل في إجْـرَامها، حيث اعترف بالقدس عاصمة أبدية لإِسرائيل، ونقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني إِليها، كُلها تُعبر عنْ حقيقة المزاج الخليجي المُنصاع للإِرادة الأميركية والذي يُريد ترسيخ اعتقادٍ مفادُهُ أنْ أمريكا هي سيدة العالم..

٢- تصوير الرئيس الروسي وكَأنهُ “أعمى” هي إِشارة لشيطنة الدور الروسي في سورية الذي أنقذ الدولة السورية، وأربك مُخَطّطات ممالك الصحراء..

٣- الإتيان بِشخصية الرئيس الكوري الشمالي وإِظهار ملامح الندم والأسى على وجهه حين تُذكر الانفجارات على لسان الطفل، هي حركة ذكية للإِشارة إِلى مرونة كوريا الشمالية مؤخّراً، ووضعها قدماً في طريق الانصياع للعم سام وهذا الذي ينبغي أنْ يحدثَ مع منْ يُمانع ويقاوم الهيمنة الأمريكية..

٤- بعدَ مشهد “الروهينغا” يعود الطفل للتوسل بترامب كي يفطر في القدس، ثم يُحرر “عهد التميمي” الطفلة التي تمتلِكُ وعياً عظيماً رافضاً مُقاوماً للاحتلال..!

فَـيترجل بِرفقة زُعماء التعاون الخليجي وهُم عَــرَّابو صفقة القرن باتجاه القدس، مِمَّ يوحي بأنّهُ لا حلَّ إِلّا بِـصفقةٍ دولية يكون لِحُكام الخليج دور فيها..

٥- الأمر المُضحك جداً أنْ الإِعلان لمْ يُشير أبداً -ولو إِشارة صغيرة- إِلى الكيان الصهيوني الغاصب.. لماذا برأيكُم؟

بِـالمُختصر المُفيد:

يُريد إِعلان زين التنظير لِصفقة دولية عبر دول الخليج لإِنهاء قضية فلسطين بِشكلٍ مُذل بِـمُباركة ترامب والزعماء الدوليين والأُمم المُتحدة.. هذهِ ما تُسمى بِـالحرب الناعمة.

في الحرب الصلبة، تتضرّج الأجسام بِدمائها، وتحلّق الأرواح إِلى الجنة، وفي الحرب الناعمة إِذا ما تغلّب العدوّ لا قدّر الله، تنتعش الأجسام وتبقى سالمة، وتسقط الأرواح في قعر جهنم، وهذا هو فرقها؛ ولِذلك فَـالحرب الناعمة أخطر بكثير، فَتيقظوا لها”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com