الاحتفاءُ بمولده الشريف تكليفٌ وتشريف
زهراء اليمن
لقد اتخذ المسلمون في كُـلّ أنحاء العالم أساليبَ وطرقاً متعددة لإحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” فكان لليمانيين النصيب الأوفر والإرث الأكبر من إحياء هذه المناسبة العظيمة التي تعمَّقت بالمحبة والتعظيم لأعظم مولود، وتعزّزت بتجديد الولاء والاتّباع لخير الخلق؛ ليصبح الاحتفاء بذكرى مولده إرثاً دينياً تسلح به شعب عرف قدره العظيم فناصره وأحبه واتبعه ووالاه من يوم أن بعثه الله نبياً؛ تشريفاً له وتعظيماً لرسالته التي جاء بها من رب الأرض والسماوات، وأخرج بها هذه الأمة من الظلمات إلى النور.
لقد صاغ اليمانيون ترجمتهم لهذا الحب الكبير بالتشريف والتكليف الذي صار له صدىً واسعٌ في أوساط هذه الأُمَّــة، وأصبح امتداداً تاريخيًّا تتوارثه الأجيال حتى قيام الساعة.
نعم لقد نال الأنصار هذا الشرف العظيم وجعلوا من ذكرى مولده عيداً دينياً مباركاً يحتفلون به في كُـلّ عام، ويسِّطرون فيه أفراحهم ويتناسون من خلاله أتراحهم وجراحهم التي أثخنها الأعداء.. وصنعوا من حبه وولائه وساماً تقلدوه على صدورهم؛ ليصبح إرثاً دينياً وكنزاً إيمانياً يتوارثه بعدهم أبناؤهم وأحفادهم جيلاً بعد آخر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إنه حُبُّ محمد “صَلَوَاتُ ربي وسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”.