وقفاتٌ أمام رابعة “توازن الردع”

 

سند الصيادي

عملية نوعية جديدة تنجزها المؤسّسة العسكرية اليمنية في عمق العدوّ بنجاح باهر، اهميتها وَاصداءها وارتداداتها وَظروف توقيتها، تحمل الكثير من الدلائل والمؤشرات.. نوجزها في هذه السطور:

– تأتي هذه العملية “الأكبر” في السنة السادسة من العدوان العالمي الذي سعي إلى اجتثاث الإرادَة اليمنية وَثورتها الفتية والناشئة، وحشد لذلك كُـلّ أدوات ومفاعيل القوة المادية، غير أن الإيمان الذي تجلى به هذا الشعب تجاوز حكاية صموده الأُسطوري التقليدي إلى صناعة النصر وتطوير عناصر معادلته تحت ركام القصف وَجحيم الحصار، وبخطى مدروسة ومتصاعدة..

– نوعية الأهداف وعددها وَتزامنها توحي بتفوق استخباراتي وَتطور تقني وَجرأة يمنية متزايدة، وكلها تتجاوز عملياً من حيث المنظور العسكري ما سبق من عمليات الردع، ناهيك عن أن هذه العملية باسمها العام كانت فعليا مكونة من سلسلة عمليات استمرت أكثر من عشر ساعات.

– كمية وَنوعية السلاح المستخدم فيها وَتنوع اشكاله القتالية وَتكامل أدواره في هذه العملية، يعزز من حقيقة تطور القدرات التصنيعية المبهر وَمدى ما وصلت إليه الصناعة العسكرية وَيبين حجم خط الإنتاج العسكري المتزايد لكافة هذه الأنواع وَبمواصفات تصيب المتابع بالدهشة وَالانبهار.

– ما أحدثته هذه العمليات من إرباك عسكري وإعلامي لدى العدوّ السعودي، دفعته لإصدار ثلاثة بيانات عسكرية سعودية خلال أقل من 12 ساعة، كلها تتحدث بتضارب عن تفاصيل العملية.

– ارتدادات هذه العملية انعكست على ربيبة النظام السعودي الولايات المتحدة، التي خرجت هي الأُخرى ببيان تحذيري لرعاياها في الرياض -هو الأول- وفيه قائمة من التعليمات للوقاية المستقبلية من البأس اليماني المتعاظم، وهو ما يعني بقناعة العدوّ أن وقع الخطر يقترب، وَفشل الأنظمة الدفاعية يتكشف.

– وكعادة كُـلّ عملياتنا العسكرية السابقة جاءت هذه العملية بعد إقامة الحجّـة وَتملكت المشروعية الدينية والقانونية والإنسانية الكاملة، حق الرد، بعد نفاذ كُـلّ وسائل الإقناع لهذا العدوّ الهمجي الاحمق عبر الطرق الدبلوماسية وَقنوات التخاطب مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة الصامتة عن استمرار جرائمه وفي مقدمتها الحصار الخانق على دخول المشتقات النفطية.

– ثمة جملة من الأبعاد الأُخرى لهذه العملية التي تأتي في ظل انتصارات كبرى في ميدان المواجهة مع العدوّ ومرتزِقته، وَانكسارات وفضائح تتوالى في معسكر أدواته الرخيصة المتحاربة في المناطق المحتلّة، مقابل مخطّطات صهيوأمريكية تزداد وضوحاً هناك، كلها تؤكّـد على صوابية هذا العمل وَاستقامة هذا المنحى الذي تمضي عليه صنعاء وَخلفها كُـلّ أحرار اليمن.

– بقي أن نعرّجَ بامتنان وإجلال كبير على المواقف الإيمانية الربانية الخالصة التي ينتهجها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، والتي مثّلت روحَ وَسر هذه الانتصارات وَأيقونة هذا الثبات العظيم بحكمة وحنكة وَصدق وعود، جسدت مدى ارتباطه الوثيق بربه، وَمدى انحيازه إلى وطنه وَشعبه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com