“دعاياتُ سلام” أمريكيةٌ بريطانية ملغمة

رئيس الوفد الوطني للأمريكيين والبريطانيين: أنتم العدوان وبأسلحتكم يُقتَـــلُ اليمنيون

 

المسيرة: نوح جلاس

تتوالى الحملات الإعلامية الأمريكية الرسمية في مسار التضليل على الرأي العام، لتواصل إفرازات الخداع التي تفننت واشنطن في صنعها طيلة سنوات العدوان والحصار الأمريكيين على اليمن، حيث أصدرت الولايات المتحدة، أمس السبت، تصريحاتٍ عبر “قيادة العسكرية المركزية ” التابعة لها، وزعت من خلالها دعايات ترويجية “مزعومة” عن “السلام” قابلة للاستهلاك الإعلامي وترويض الرأي العام، في الوقت الذي تمعن خلاله واشنطن وحلفاؤها في إحكام قبضة الحرب وكماشة الحصار على اليمن، فيما رد رئيس الوفد الوطني – -رئيس الوفد الوطني- على “البروباغاندا” الأمريكية البريطانية السعودية المشتركة التي تعمدت تضييع طريق السلام، وجدد التأكيد على مواقف اليمن الثابتة من الحرب والسلام.

القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، أصدرت، أمس، “فقاعات” سلام مزعوم، وانخرطت مع الدعايات البريطانية السعودية المشتركة في هذا السياق؛ بهَدفِ كسب مزيد من الوقت على طريق استمرار العدوان والحصار، وزعمت في تصريحات نشرتها عبر حسابها الرسمي في تويتر أن السعوديةَ تسعى لتحقيق السلام، في الوقت الذي ما تزالُ الغاراتُ الجوية تنهال على كُـلّ المحافظات اليمنية وتستمر البحرية الأمريكية السعودية في احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية وناقلات الغذاء والدواء، ما خلّف معاناة إنسانية يكابدها أبناء الشعب اليمني، قد تجبر القوات المسلحة اليمنية على تفجير مفاجآت قادمة ضمن سلسلة عمليات توازن الردع.

وقال قائد المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكينزي: ‘‘إن تقديري قائمٌ على الحوار بين الوسطين في المملكة العربية السعودية، والاجتماعات التي أجريتها هناك تقدر أن المملكة العربية السعودية تسعى بصدق إلى إنهاء التفاوض في الصراع في اليمن’’، فيما لم يسأل الجنرال الأمريكي نفسَه، لماذا لم تعلن السعودية فعلياً عن وقف العدوان من عاصمة بلاده، وتغلق بابَ الحرب الذي فتحته الرياض من “واشنطن”؟!، الأمر الذي يؤكّـد أن الحديث الأمريكي عن السلام مُجَـرَّدُ حديث عابر مليء بالخداع، وينذر بمرحلة تصعيدية قادمة؛ نظراً لما شهدته المراحلُ الماضية من سنوات العدوان، والتي رافقت تصريحات أمريكية مماثلة.

وتأكيداً على عدم نية العدوين الأمريكي والسعودي في تحقيق السلام، والكشف عن عورة تصريحات “العسكرية المركزية”، برّر الجنرال ماكينزي استمرارَ العدوان وفشل “مشاورات” السلام –التي لم تُعقد بعدُ–، بدعايات المصالح الإيرانية، وَأَضَـافَ في تغريدته ‘‘لسوء الحظ، هناك طرفٌ ثالثٌ في هذه المفاوضات، وهذا الطرف الثالث هو إيران.. ولا مصلحةَ لإيران في انتهاء هذه الحرب’’، متناسياً أن وقودَ الحرب هي الأسلحة الأمريكية التي تصدِّرُها واشنطن للرياض في سلسلة صفقات بعشرات المليارات من الدولارات أظهرت المصالحَ الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية، وليس لإيران كما يدّعي ماكينزي.

كما تتناغم تصريحات الجنرال الأمريكي، مع تصريحات ناطق العدوان الذي تحدث عن “هدنة” مزعومة قبل شهرين، كانت بمثابة الإعلان عن تصعيد الغارات والزحوفات على المحافظات اليمنية الحرة، ولكن بغطاء مخادع كشفت عنه المئات من الغارات والتسلُّلات التي أعلن عنها متحدث القوات المسلحة اليمنية سريع في وقت سابق وأكّـد أنها تصاعدت منذ إعلان المالكي.

وفي السياق، قال ماكينزي ‘‘أعتقد أنهم على استعداد للتفاوض، وأعتقد أنهم يتفاوضون بحُسنِ نية، في محاولة للوصول إلى هذه الغاية’’، في إشارة إلى الحديث المزعوم عن السلام، وهنا رد رئيسُ الوفد الوطني، ناطق أنصار الله، محمد عبدالسلام على الجنرال الأمريكي، وأكّـد أن العدوان بإمرة واشنطن، وإعلانُ وقفه سعودياً وإماراتياً بإمرتها أَيْـضاً.

وأكّـد محمد عبدالسلام، أن المزاعم السعودية عن السلام، دعايةٌ أمريكية بريطانية تروج للأكاذيب الرامية إلى التغطية على استمرار العدوان والحصار على اليمن، اللذَين اعتبرهما عبدالسلام نقيضين للسلام.

وقال عبدالسلام في تغريدة له على تويتر: العدوان والحصار نفيٌ للسلام، ولن يكون إلا بزوال نقيضه’’.

وَأَضَـافَ ‘‘الحديث المتداول عن جهوزية سعودية للسلام في اليمن مُجَـرَّدُ دعاية أمريكية بريطانية تروج لأوهام لا أَسَاس لها من الصحة’’.

وتحدث عبدالسلام مخاطباً الأمريكيين والبريطانيين ‘‘العدوان أنتم وتحت إمرتكم وبأسلحتكم تُشن الحرب العدوانية على اليمن، ومثلكم ليس أهلاً للحديث عن السلام’’.

إلى ذلك، يرى مراقبون أن التصريحات الأمريكية البريطانية عن السلام تؤسس لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري والاقتصادي ضمن العدوان على اليمن، معتبرين إطلاقها دعايات لإشغال الرأي العام، منوّهين بأن إعلان “هُدنة المالكي المزعومة” أنتجت تصعيداً أكثرَ حدةً، ومعرجين على التصريحات الأمريكية السابقة فيما يخص وقف العدوان، والتي تظهر العكسَ تماماً.

وبالعودة إلى الحديث الأمريكي المتواصل عن السلام خلال سنوات العدوان الماضية، وما يترافق معه ميدانياً، يتضح أن استخدام واشنطن وحلفائها لتلك العناوين الزائفة ليس إلا ستارٌ؛ للتغطية على مخطّطاتهم المشبوهة في إطار العدوان والحصار على اليمن، واستمراره حتى تحقيق مآربهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com