اليمنيون يمتلكون اليوم زمامَ المبادرة وأدواتِ الردع والقوةَ والقادمُ سيكون أكثر رعباً وإيلاماً على دول العدوان

 

المسيرة- خاص

عادت إلى الواجهة العملياتُ العسكريةُ النوعيةُ لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في العمق السعودي بعد توقف استمر لأشهر؛ أملاً في السلام وإنهاء العدوان.

وجاءت عملية توازن الردع الرابعة، يوم أمس الثلاثاء، 32 يونيو 2020؛ لتثبت مصداقية كلام قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حين أكّـد في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة لصمود اليمنيين في مواجهة العدوان الأمريكي السعوي أننا قادمون في العام السادس بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة.

ويقول خبراء عسكريون وسياسيون إن العملية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية أثبتت مدى فاعلية القدرات العسكرية النوعية لليمنيين، وستحدث نقلة نوعية في مسار المواجهة؛ كونها طالت أهدافاً حساسة لم يتم استهدافها من قبل كوزارة الدفاع السعودية ومركز الاستخبارات العسكرية وقاعدة سلمان الجوية والتي يوجد فيها خبراء وقادة أمريكيون، ما يعني أن العملية كانت موجعة للعدوان بشكل كبير.

 

القدرات الاستراتيجية في الميدان تفوقت

ويؤكّـد الخبير والمحلل العسكري، العميد الركن عابد الثور، أن عملية توازن الردع الرابعة أوصلت العديد من الرسائل العسكرية الاستراتيجية، منها إثبات القدرات اليمنية القادرة على الوصول إلى كُـلّ الأهداف في العمق السعودي.

ويقول العميد عابد الثور في تصريح “للمسيرة” إن هذه الأسلحة إذ تتجاوز تحصينات العدوّ وتضرب أعظم الأهداف التي تحظى بالحماية الكبيرة، فقد طالت وزارة الدفاع السعودية المحمية بكل أنوع الدفاعات الأمريكية كونها البؤرة التي تتصاعد منها كُـلّ المخطّطات السعودية الأمريكية في المنطقة.

ويضيف الثور أن العملية طالت مركَزَ الاستخبارات السعودية التي يتواجد فيها الخبراء الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم، والتي وفرت واشنطن لها أحدث الدفاعات الجوية، وكذا قاعدة سلمان الجوية التي تعتبر من أهم وأكبر القواعد السعودية الاستراتيجية، مؤكّـداً أننا أمام عملية عسكرية واسعة أظهرت مدى القدرات اليمنية سواء العسكرية أَو الاستراتيجية أَو السياسية أَيْـضاً.

وينوّه الثور بأن حساسية الأهداف توصل رسالة للعدو السعودي أن سلاح اليمن بات قادراً على الوصول إلى أي أهداف في عمق المملكة وأن القوات السعودية في حالة رعب وخوف وإرباك بعد أن عرفوا أن السلاح اليمني قادر على الوصول إلى أي أهداف تراها القوات المسلحة اليمنية مناسبة للاستهداف وفق الخطط الاستراتيجية المناسبة.

ويشير العميد الثور إلى أننا أمام خيارات قوية عسكرية تمتلكها اليمن، وهناك ضربات أشد؛ لأَنَّ القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها قادرة على تنفيذ ضربات أشد من سابقاتها، وهو ما لاحظناه طيلة العمليات السابقة التي كانت تتصاعد شدتها أكثر فأكثر، مُشيراً إلى أن السيد عبدالملك وهو يحذر النظام السعودي من مفاجآت أقوى، تأتي القوات المسلحة اليمنية لتترجم كلامه وتقول للعدو السعودي نحن قادرون للوصول إلى أهداف وعمليات أكبر.

ويرى المحلل العسكري عابد الثور أن الرسالة ليست للسعودية فقط، فهي لكل الأعداء من الأمريكان والصهاينة وهي رسالة لكل من انخرط مع السعودية في هذا التحالف العدواني، وهي تؤكّـد أن الجميع بات في خطر، لافتاً إلى أن هذه العمليات تأتي بالتزامن مع التباهي الخليجي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث كان على النظام السعودي أن يعرف بأن القدرات اليمنية ستتعاظم، كي يتفادى ما هو أشد وأعظم.

ويزيد العميد الثورة بقوله: الفترة الماضية التي لم نشهد فيها عمليات؛ لأَنَّها كانت فرصة للسعودية لمراجعة حساباتها، لكن النظام لم يقتنصها، وواصل غروره ووحشيته وإجرامه، مؤكّـداً أن المعادلة العسكرية باتت لصالح بلادنا على جميع المستويات.

ويتطرق العميد عابر الثور إلى نقطة هامة جِـدًّا وهي مسألة التنوع في الخطط الاستراتيجية، مُشيراً إلى أن القدرات العالية لليمنيين والقوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها في تنفيذ العملية بتنسيق عال ومضبوط بكل المقاييس، مشيداً بالقدرة اليمنية على إنتاج هكذا من الأسلحة المتطورة والقادرة على اختراق كُـلّ التحصينات وَأن اليمن قادر على توسيع بنك الأهداف بشكل كبير، أياً كان حجمها أَو نوعها.

ويوضح العميد الثور أنه بهذه العملية، تجاوزنا العملياتية التي هي في حدود المعارك، فنحن قد وصلنا إلى مستويات عالية من الاستراتيجية، حيث وصلنا إلى أكثر من 1500 كيلو متر، وهو مسرح استراتيجي واسع وكبير.

وعلى صعيد تعاظم القدرات العسكرية اليمنية، قال العميد الثور: إن النظام السعودي يعتمد على الإسناد الأمريكي الأُورُوبي ويتباهى بالأسلحة الغربية، ولكن السلاح اليمني أثبت عجز كُـلّ تلك الأسلحة أمام القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، مُشيراً إلى أن هذه رسالة كبيرة لتحالف العدوان، أن قدراتنا في الميدان على المستوى الاستراتيجي تفوقت على العدوّ السعودي كما تفوقنا على المستوى الحربي العملياتي الميداني بفضل الله سبحانه وتعالى.

وفي ختام تصريحاته، يؤكّـد العميد الثور أن العملية تظهر للعالم أن القدرات العسكرية اليمنية تعاظمت وأوصلت رسالة أن القادم سيكون أكثر رعباً وأكثر ألماً.

بدوره، يقول المحلل العسكري، العميد عزيز راشد: إن النظام السعودي يصر على تجاهل القدرات العسكرية اليمنية من منطلق الاستكبار، مؤكّـداً أن ذلك الغرور سيجره إلى الهاوية.

ويقول راشد في تصريح “للمسيرة” إنه على الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري السعودي المتردي، إلا أن النظام السعودي يكابر؛ مِن أجلِ استمرار العدوان والحصار، وسيقامر حتى ينتهي، مُضيفاً أن التنوع في استخدام الأسلحة المتنوعة في العمليات الكبرى يأتي ضمن خطة تحديد الهدف، وما يتطلبه من أسلحة كفيلة بتدميره.

ويؤكّـد راشد أن عملية توازن الردع الرابعة تعتبر رسالة تعبر عن تصاعد الإمْكَانيات العسكرية اليمنية، وأن القوات المسلحة اليمنية تحمل في جعبتها الكثير من الخيارات، وما يزال هناك المزيد من الضربات الأشد وجعاً لو استمر العدوّ السعودي في تماديه بحق الشعب اليمني.

وعلى صعيد متصل، يؤكّـد الباحث العسكري العميد محمد خالد هاشم أن العدوان السعودي لا يدرك معنى أن تطال الضربات اليمنية في عمقه السعودي وأن تضرب أهدافه الحساسة.

ويبين هاشم في تصريح “للمسيرة” مدى التخبط واليأس الذي وصل إليه العدوان وأدواته وكذلك قادته من الأمريكيين والصهاينة، موضحًا أن القوات اليمنية أصبحت في عامها السادس من الصمود تمتلك قوة عسكرية هائلة تستطيع من خلالها ضرب الأهداف الحساسة للعدو.

ويرى العميد هاشم أن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية التي تقود تحالف العدوان عجزت عن تحقيق أهدافها وفشلت في مواجهة اليمن وأن عمليات توازن الردع أفقدت توازن العدوان وقياداته وجعلته يعيش متخبطاً غير مستوعب ما حصل، موضحًا أن القوات اليمنية تمللك قوة السلاح وقوة الصبر والإيمان، وبالتالي هي من تملك زمام المبادرة وهي من تستطيع أن توقف العدوان وترفع الحصار.

 

عمليةُ الدفاع عن النفس

سياسيًّا رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمينين، عبد الله علي صبري يقول: كان لا بد من عملية توازن الردع الرابعة حتى يكف تحالف الشر عن العدوان ويفك الحصار عن شعبنا.

ويضيف كذلك أنه كان لا بد من استهداف الرياض على هذا النحو ليعلم الشعب السعودي أن جحيم الحرب لن توفر أحداً، وأن صمتهم تجاه جرائم حكامهم سيرتد على أمنهم واقتصادهم، وقد يفضي إلى تفكيك دولتهم أَيْـضاً.

من جهته، يقول الناشط الإعلامي محمد الزبيدي: إن عملية توازن الردع الرابعة تأتي في إطار الحق المشروع لهذ الشعب اليمني الذي مورس بحقه أبشع الجرائم لأكثر من ستة أعوام، موضحًا أن السعودية تدرك جيِّدًا أنه من حق اليمنين الدفاع عن أنفسهم والتصدي للعدوان؛ وذلك كون السعودية هي من أعلنت الحرب على اليمن من واشنطن.

ويتطرق الزبيدي إلى أن العدوان استباح كُـلّ شيء في البلد، من قتل للإنسان وتدمير طرقات وجسور وغيرها، لافتاً إلى أن العالم يدرك ما الذي جرى على البلد وحجم المظلومية التي صنعها العدوان على مدى خمسة أعوام.

ويرى الزبيدي أن الحصار المطبق على البلد يحدث أضرارا كثيرة وأن جرائمَ الحصار أكثر بكثير من ضحايا الغارات الجوية، مؤكّـداً أن عملية توازن الردع الرابعة تحمل رسائل عسكرية وسياسية واستراتيجية وأن هذه العملية تأتي ضمن عمليات توزان الردع وأن هناك العديد من العمليات الأكثر إيلاماً في حالة تمادى العدوان وواصل عدوانه.

أما الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق فيقول إن العدوّ السعودي وبعد هذا المساق الطويل خلال 6 سنوات باتت واضحة، وبات المراقبون والخبراء يدركون بأن العمل العسكري لم يعد بالإمْكَان، فالواقعُ ليس أفضل مما كان، والسعودية مثل الذي يمسك جدار خوفاً من إلَّا ينهار عليه، فالسعودي يخشى الانسحاب في هذه المرحلة، ولذلك هو مضطر لأن يستمر ويحاول أن يدفع على أن يوجد بدائل تحل محلة ثم هو ينسحب ويهرب، لكن على قاعدة ماذا؟ على قاعدة أن يظل اليمنيون تحت الحصار وتظل السيادة اليمنية منتقصة، مثل استمرار الطيران السعودي في القصف والتحليق متى ما شاء، وكذا المطارات اليمنية مغلقة، واليمنيين ممنوعين ومحرومين من حقهم من السفر، سوى بين مدنهم ومحافظاتهم، أَو من دولتهم إلى أي دولة أجنبية.

ويؤكّـد رزق أن السعودي يريد أن يكرس هذه المعادلة لتدوم، ويريد أن يستنسخ نموذج غزة التي تقبع تحت الحصار الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، مُشيراً إلى أن العدوّ السعودي لم يتمكّن من هزيمة اليمنيين عسكرياً، وأنه يفكر بالحصار، على أن نظل شعب محاصر تحت رحمت هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها السعودي.

ويشير رزق إلى أن هذه العملية تعتبر رسالة بأننا نفهم كيف تفكر، وأننا ندرك ماذا تخطط له، وأن هذا الحصار جزء من هذا العدوان الذي سنستمر في مواجهته، ولن نقبل به تحت أي ظرف وتحت أي مساومة ممكن أن يأتي بها وسيط دولي أَو دول قريبة أَو بعيدة؛ لأَنَّ هذا بالنسبة للشعب اليمني كانت أعينه على الحرية والكرامة والاستقلال، وهذا حقهم الطبيعي ولا يمكن لاحد أن يصادره منهم أَو ينتزعه منهم سواء بالتهديد أَو بالترغيب.

ويشير المحلل إلى أنه وَكما هو واضح فإن اليمنيين باتوا اليوم يمتلكون زمام المبادرة ويمتلكون أدوات الردع والقوة، وإن كُـلّ المفاجآت اليوم تأتي من الجانب اليمني وأن العدوّ السعودي لن يقدم سوى ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وهذا ما نتوقعه، مبينًا أن المفاجآت التي تهز العالم وَتحدث فارقاً في المجال العسكري وفي المجال الاستراتيجي وبات يتحدث عنها الإعلام الدولي هي العمليات التي ينفذها الجيش واللجان الشعبيّة في العمق السعودي بين الفينة والأُخرى.

وفي ذات السياق، يقول الإعلامي والمحلل السياسي حسين البخيتي: إن السعودية هي من تقود العدوان برمته وهي من بدأت وأعلنت حربها على اليمن لذلك يتم استهدافها بشكل مباشر، والتركيز في الأَسَاس على رأس الأفعى بدلاً عن أن تشتت قوتك وصواريخك إلى منطقة أُخرى، وهذا يعتبر أولوية في إيقاف هذا العدوان.

ويؤكّـد البخيتي أنه يتم التركيزُ على استهداف العمق السعودي؛ لأَنَّ اقتصادها بات في مرحلة الانهيار، وأسعار النفط هبطت بشكل كبير جِـدًّا، إضافة إلى ما تعانيه من انتشار فيروس كورونا، وعملية التصارع داخل الحكم السعودي؛ لذلك التركيز على السعودية وخُصُوصاً الآن بدأنا مرحلة جديدة من استهداف المقار الأمنية والسيادية والتي كان منها وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات العسكرية بالإضافة إلى مواقع عسكرية في نجران وجيزان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com