هؤلاء هم السمُّ الأسود الزعاف

 

عبد المنان السُّنبلي

لهذا لم ولن تستطيعوا هزيمة الحوثيين، فبالقذارة وحدَها لن يستطيع أحد مهما عظمت قوته هزيمة أي كان مهما ضعفت قوته أَو قلت حيلته.

هذه هي المعادلة بكلِّ بساطة..

أنا أعني هنا طبعاً كُـلّ أُولئك الذين يستخدمون أساليبَ قذرة لتشويه صورة خصومهم، ظناً منهم أنهم بهكذا وسائل يستطيعون هزيمتهم وهم في الأصل أكثر من يسيئ إلى هذا الوطن وإن ادعوا حبهم له.

ما دفعني بصراحة إلى الاستهلال بهذا الكلام، هو صور وصلتني لثلاثة (بوستات) يبدو منذ الوهلة الأولى أنه قد تم التقاطهن من على الفيس بوك بطريقة الاسكرين شات، لثلاثة منشورات فيسبوكية على صفحاتٍ ثلاث يُفهم من خلال أسماء أصحابها وألقابهم أنهم هاشميون.

خير اللهم اجعله خيراً..

فتحت هذه البوستات وبدأت أقرأ محتواها، فإذا بي أحس شعر رأسي وكأنه قد وقف منتصباً على أقدامه لهول وفظاعة ما قرأت، يعني باختصار: كلام لا يمكن لحيوان أن يكتبه حياءً وحشمةً أَو حتى يفكر فيه، فكيف بمن يعتقد أنه إنسان.

على الفور قمت بدوري وأرسلت هذه المنشورات إلى الأُستاذ عماد المصري المتخصص والخبير في هذا الشأن، طالباً منه التأكّـدَ من وجود حسابات في الفيس بوك بهذه الأسماء والتحقّق من صحة هذه البوستات، وهل هذه الحسابات إن وجدت هي حسابات حقيقية أم مزورة.

الأُستاذ عماد المصري بدوره وقد شعر بنفس ما شعرت به من ألم وحسرة، لم يقصِّر وقام على الفور بالبحث والتحري والتدقيق في الأمر، ووافاني سريعاً بالنتيجة النهائية في أقل من ساعة، والتي جاءت بطبيعة الحال كما توقعت.

حسابات وأسماء ليست وهمية أَو مزورة فحسب، وإنما لا وجود لها أصلاً على الفيس بوك بالمرة، بما يفضح حقيقة كذب وخبث مصممي هذه البوستات بكل سهولة ويسر.

في الحقيقة لقد كان من السهل على من يقف وراء هذه التفاهات أن ينشئ حساباً أَو حسابين أَو ثلاثة على فيس بوك، منتحلاً أَو مختلقاً لنفسه الأسماء والصفات التي ذكرها وينشر باسمهم ما يشاء.

على الأقل كان ذلك سيحدث ضجة أَو جلبة إلى حَــدّ ما لدى بعض المتصفحين الحمقى وليس الأذكياء طبعاً، لكن فاته ذلك واستعجل الأمر بتصميم تلك البوستات، واكتفى ربما بنشرها على الواتس أب فقط، ظناً منه أن القراء سيبتلعون الطعم ويصدقون ما ذكر بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحري في مصداقية ما قال، وهكذا هم الحمقى وهكذا هو الكذب حباله قصيرةٌ دائماً.

يعني: إن كنت يا هذا تكره الحوثيين أَو (الهاشميين) على وجه التحديد، فقل عنهم بلسانك وباسمك وصفتك ما تشاء وبما يعكس حقيقة وأصالة معدنك وتربيتك وأخلاقك، أما أن تتقول عنهم ما لم يقولوه ولا ينبغي أَو يتصور لهم أن يقولوه بحق الشعب اليمني العظيم؛ بغية إحداث فجوة مجتمعية كبيرة وهوَّة لا تردم بين أبناء المجتمع اليمني الواحد، فهذه هي القذارة بعينها وهذه هي الحقارة بذاتها.

أنا هنا بالطبع لست بصدد الدفاع عن الحوثيين أَو الهاشميين إذَا جاز التعبير، بقدر ما أنا أدافع عن النسيج الاجتماعي اليمني الواحد وضرورة الإبقاء عليه ولو في حده الأدنى سليماً ومعافىً وبعيدًا عن كُـلّ المهاترات والتجاذبات السياسية والحزبية والمناطقية، التي أتت على كُـلّ شيء جميلٍ في اليمن وعبثت فيه وغيّرت ملامحه.

على أية حال، إذَا كان ثمة من يسيئ إلى اليمن فإنهم في الحقيقة أُولئك الذين يستهدفون بلا أدنى وازعٍ من ضميرٍ أَو أخلاق، النسيج الاجتماعي اليمني عن طريق اختلاق وافتراء الأكاذيب الرامية إلى ضرب المجتمع اليمني الواحد بعضه ببعض، لا لشيء إلا محاولة منهم للوصول إلى أهدافهم المشبوهة وتحقيق مشاريعهم الأنانية الصغيرة، ضاربين بمصلحة اليمن العليا عرض الحائط ولسان حالهم كأنما يقول: فلتذهب اليمن وكل شعبها ونسيجه الاجتماعي في ستين داهية..

فالحذرَ الحذرَ من كُـلّ هؤلاء الخبثاء، أيَّاً كانت انتماءاتهم أَو توجّـهاتهم الفكرية والسياسية، فهؤلاء هم السم الأسود الزعاف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com