الصبر لن يطول وسندخل مرحلة الوجع الكبير والنظام السعودي سيصرخ في وقت لن يتسامح معه أحد

رئيس حزب الأمة مستشار المجلس السياسي الأعلى بصنعاء العلامة محمد مفتاح لصحيفة “المسيرة”:

الإجراءات بشأن كورونا آتت ثمارها فعدد المصابين قليل وحالات الشفاء كثيرة وهناك حماية لإنسانية الناس ولخصوصياتهم ولنفسياتهم

 

المسيرة – حاوروه أحمد داوود

وصف رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، ما سمي بمؤتمر المانحين الذي عُقد، الثلاثاء الماضي، في الرياض بأنه “حفلة مشوّهة خبيثة” أراد العدوّ السعودي أن يفكر في مأساة اليمنيين التي هي من صناعته في الأساس.

وقال العلامة مفتاح في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن اعلان النظام السعودي عن هدنة مؤخراً يعتبر “مكيدة” اعتاد عليها اليمنيون وباتوا يحسبون لها ألف حساب.

وبشأن الإجراءات الرسمية المتبعة للتعامل مع وباء كورونا المستجد، أوضح مفتاح أنها تسير في الطريق الصحيح، معترضاً على الذين ينتقدون هذه الإجراءات، ومؤكداً بأن هذا الاعتراض يخدم العدوان.

وتطرق العلامة مفتاح إلى المعارك العسكرية بالقرب من مدينة مأرب، مشيراً إلى أن هناك خططاً عسكرية كبيرة لا تستعجل تحرير المدينة حرصاً على المدنيين، كما دعا إلى إيقاف الصراع في المحافظات اليمنية المحتلة، وأن يضع الجميع أيديهم في بعض لإخراج البلاد من التبعية والارتهان.

إلى نصِّ الحوار:

 

– عُقد مؤخراً في الرياض ما سمي بمؤتمر المانحين.. ما تعليقكم على مخرجاته وكيف تنظرون إلى مشاركة الأمم المتحدة فيه؟

ما سموه بمؤتمر المانحين في اليمن الذي دعا إليه النظام السعودي المجرم وحضرت الأمم المحتدة، للأسف انخدعت بعضُ الدول الأوروبية التي لها مكانة واحترام لدى الشعب اليمني وحضرت وأعلنت أنها ستتبرع بملايين.

هذه الملايين هي للتغطية على أكبر جريمة في القرن العشرين، جريمة حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب اليمني التي يباشر تنفيذَها النظام السعودي المجرم، والنظام الإماراتي، وقوى التحالف، ومن تحت أيديهم وبإمرتهم من العملاء والمرتزقة اليمنيين وغير اليمنيين.

هذا الذي ما يسمى بالمؤتمر عبارة عن حفلة مشوهة خبيثة، أراد من ورائها النظام السعودي أن يظهر للرأي العام العربي والدولي أن لديه نوعاً من الإنسانية وأنه يفكر في مأساة اليمنيين التي هي صناعة سعودية بامتياز، فهم الذين باشروا الحرب على اليمن، وباشروا العدوان على اليمن، وكانوا أصحاب اليد الطولى في التدخل في الشأن اليمني، والعبث في مقدرات اليمن وبأمنه واستقراره، حتى أعلنوا الحرب الشاملة على هذا الشعب، ولو كان لدى الذين حضروا في اللقاء نوع من فهم المسؤولية لاشترطوا أن يُرفع الحصار عن الشعب اليمني أو أدنى درجات الحصار، وأن ترفع القرصنة عن المشتقات النفطية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية التي أصبح الشعب اليمني يعاني من فقدانها أشدَّ المعاناة، ويموت الناس بالمئات يومياً في كل مكان؛ بسبَبِ نقص المستلزمات الطبية من الأجهزة والأدوية، ومختلف المستلزمات الطبية، وكذلك الاختطاف للسفن والمشتقات النفطية من مازوت وبنزين وديزل وغيرها، حيث تتم عملية الاختطاف هذه لعدة أشهر في عرض البحر، ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، بعد أن تكون قد أخذت الرخصة من الأمم المتحدة، وتم تفتيشها في جيبوتي، ولم يبقَ أمامها إلا أن تصلَ إلى ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها، فتختطف عدة أشهر، وهناك ترتفع التكلفة على المواد التي تحملها وتصبح التكلفة على شعب محاصر مظلوم فقير تكلفة كبيرة.

العالم ينعم بانخفاض أسعار المشتقات النفطية، بينما الشعب اليمني محروم؛ بسبب القرصنة البحرية التي تخطف سفن المواد البترولية وكذلك المواد الغذائية من حبوب وحليب وأدوية وغيرها.

 

– إذا ما تطرقنا إلى موضوع كورونا المستجد الذي يشغل العالم ومنها بلادنا، هناك من ينتقد الإجراءات الرسمية المتبعة لمواجهة الوباء ويطالبون بفرض حظر تجوال وعدم الاعتماد على سياسية مناعة القطيع.. كيف تردون على ذلك؟

أولاً، نحمّل التحالف المعتدي على اليمن مسؤولية إدخال هذا الوباء إلى اليمن، وكما تعلمون كان اليمن بحكم الحصار المطبق عليه وبحكم الإجراءات المتواضعة والبسيطة في حصانة وحماية بعيداً عن هذا الوباء، لكن الأعداء أدخلوا أعداداً كبيرة، سواءً من اليمنيين المرحّلين من السعودية أو الأفارقة العابرين إلى اليمن عبر الحدود السعودية، وأيضاً إلقاء العبوات والصناديق التي كانت مملؤة بالكمامات والمواد البلاستكية وغيرها التي تم إلقاؤها من الجو على أكثر من منطقة من المحافظات مثل صنعاء والمحويت، كل هذا لإيصال الوباء إلى الشعب اليمني.

ونحن هنا نحمّل دول العدوان المسؤولية؛ لأن المنافذ البرية والبحرية لديهم، والمنافذ البرية سمحوا بعودة الآلاف إلى اليمن بدون أي إجراءات وقائية، وكذلك دفعوا بالآلاف من عدن من البحر ومن المطار، وحاولوا أن يوصلوهم إلى التجمعات السكانية في صنعاء وفي إب والبيضاء، وبكل الوسائل، ونحن نؤكد أن العدوان يتحمل مسؤولية الخسائر البشرية والأضرار النفسية والمادة للشعب اليمني.

أما المنتقدون فهم في الغالب أدوات للعدوان وأبواق له، ومن تأثر بهم، ويريدون أن تقوم السلطات بمعاقبة الشعب اليمني ومساعدة المجرمين بأن يسجن اليمني في منزله وأن تصبح المنازل عبارة عن سجون لأهلها.

ونؤكد هنا أن الوضع في اليمن يختلف عن أي بلد آخر، بعد حصار ست سنوات من تجويع وتدمير للبنية التحتية وتدمير لمقومات الحياة، أصبح اليمني غير قادر على أن يبقى في بيته، ومضطراً أن يخرج للبحث عن قوت يومه، وعدد كبير من اليمنيين هم من العمالة اليومية الذين يبحثون عن قوت يومهم بالعمل اليومي، وبالأجر اليومي، وبالتالي من الصعب أيضاً منعُ التنقل بين المحافظات؛ باعتبار أن مقومات الحياة في اليمن تقتضي أن يكون هناك تنقل بين المحافظات، فالمواد الغذائية متنقلة عبر المحافظات المنتجة محلياً، خضروات وفواكه ومواد غذائية أخرى، وبالتالي لا بد من وصول كل هذه المنتجات، سواء أكانت صناعية أو زراعية أو أي شكل من أشكال المنتجات، لا بد من وصولها عبر التحرك بين المحافظات والمناطق اليمنية، والوضع في اليمن لا يسمح بأن يضيق على المواطن اليمني أيضاً.

ويمكن القول إن انتشار “كورونا” صاحبه تهويل كبير وتهويل متعمد للضغط النفسي على المجتمع وإشعاره بالانهيار وإضعاف معنويات الناس أمام هذا المرض، وجزء كبير من الذين يصابون بهذا المرض تسوء حالتهم الصحية؛ بسبب ضعف معنوياتهم؛ لأن هذا المرض يستهدف المناعة وضعف المعنوية يؤدي إلى انهيار المناعة، وبالتالي فإن التهويل الكبير وإرعاب المجتمع وحظر التجوال سيؤدي إلى إضعاف معنويات المجتمع وكثرة المصابين بالوباء.

وبالنسبة للسلطات في صنعاء فقد اتّخذت الإجراءات المناسبة، والمنتقد لها إما لم يعلم حقيقة المرض، ولم يفهم حقيقة الإجراءات، وإما أنهم من أبواق العدوان وما أكثرهم، وهؤلاء قد اعتدنا عليهم فهم ينتقدون وجودنا وينتقدون ذواتنا وأسماءنا وثقافتنا، وينتقدون كل شيء، ولا يعجبهم شيء فينا حتى أننا بشر، فهم متألمون أن الله خلقنا بشراً، كانوا يتمنون أن نخلق أحجاراً لخدمتهم.

هناك حماية لإنسانية الناس ولخصوصياتهم ولنفسياتهم والإجراءات آتت ثمارها، فعدد الإصابات مقارنة بأماكن أخرى أو بلدان أخرى قليلة، وحالات الشفاء ممن أصيبوا كثيرة، والإجراءات الوقائية مستمرة، والأعداء يدعون أن هناك جائحة كبيرة جداً في صنعاء وأن الموت بالمئات، لكننا هنا في صنعاء ولا شيء من هذا و لا يمكن أن يختفي شيء، سواء أكان هناك تكتيم أم لا.

 

– من خلال موقعكم كرجل دين وعلامة.. ما النصائح التي تودون إيصالها للناس للتعامل مع وباء كورونا؟

أولاً، ينبغي الابتعاد عما يضر مناعتهم، وأنصح الذين يستخدمون الدخان والقات المسمم، ويستخدمون الأشياء التي تضعف مناعتهم أن يتوقفوا؛ لكي تكون مناعتهم أقوى، وأن يحولوا المال الذي ينفقونه على ما يضر مناعتهم إلى التغذية الصحية التي تؤدي إلى تعزيز المناعة، وأن يتخذوا الإجراءات الموصى بها، وأن يحرصوا على التباعد، ويلتزمون بالتعقيم والنظافة، ويكونون مطمئنين إلى الله، وإلى كرمه وفضله، واثقين بالله تعالى والالتجاء إليه.

 

– أعلن النظام السعودي في 8 أبريل الماضي عن هدنة، وإلى الآن شن أكثر من ألف غارة على بلادنا.. برأيكم ما السر في إعلان الهدنة ثم الاستمرار في التصعيد؟

في الحقيقة لقد تعودنا أن العدوان يعلن هدنة، وهي بمثابة “مكيدة”، فدول العدوان يعلنون هدنة وهم قد أعدوا لهجوم كبير على منطقة معنية، وهذا ما حصل في الساحل الغربي، حيث تم السيطرة على المناطق التي سيطروا عليها من باب المندب إلى الشريط الساحلي بالدريهمي بعد إعلان هدنة، إضافة إلى السيطرة على مديرية نهم قبل تحريريها كان كذلك بعد إعلان هدنة، وهكذا، فأكثر من مرة يعلنون عن هدنة، وهم قد أعدوا لهجوم كبير وواسع، وما إلى ذلك كنوع من المكيدة.

وهذه الهدنة التي تم الإعلان عنها مؤخراً في 8 أبريل الماضي هي نوع من المكيدة، حيث كان الأعداء يريدون السيطرة على البيضاء، والعودة إلى الجوف، والهجوم على الضالع، فأكملوا استعدادَهم، معلنين ما سموه “هدنة”، غير أن المجاهدين كانوا لهم بالمرصاد، فسحقت هجماتهم.

كانوا قد حشدوا في البيضاء عدة ألوية في ناطع وقانية، وهزموا هزيمة نكراء، وتم تحرير عدة أماكن كانت تحت سيطرة المرتزقة، وكذلك فشلت هجماتهم تجاه لحج والضالع، وفشلت هجماتهم في حرض وميدي وشمال صعدة.

لذا هذه هي الهدنة الي زعموها، بمعنى أنها عبارة عن مكيدة، لعلنا نسمع كلمة هدنة فيسترخي الناسُ ولا يستعدون لمواجهتهم، ولا يردون عليهم، فالحمد لله، قد الناس أخذوا الدروس والعبر، وواجهوهم وهزموهم ودحروهم؛ لأن النظام السعودي ومن معه من المعتدين هُزموا، ولا يزالون يصرون على أنهم في هدنة، وأنهم على الهدنة مع أن جحافلهم سُحقت طبعاً.

ومن المعلوم أن هذه الهدنة يرافقها تصعيد في الهجمات الجوية المكثفة، وكما أخبرت أنت أكثر من ألف غارة جوية على عدة محافظات بما فيها محافظة صنعاء، وآخر غارة سمعناها أمس “الأربعاء الماضي” في منطقة خولان في مفرق عصفان، وعلى مختلف المحافظات على صنعاء والجوف وصعدة وحجة والبيضاء، فهذه هي عقلية النظام السعودي، وهي عقلية المستهتر المراوغ، الذي بعثر الأموال في كلِّ اتجاه وفي كل بلد، واشترى صمت العالم بالأموال التي بعثرها.

 

– ولكن إزاء هذا التصعيد المستمر.. لماذا لا يتم الرد عليه كما كان في السابق؟

السلطات اليمنية بصنعاء ترد بما هو متاح وممكن، والتحذيرات متوالية على كافة المستويات، من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، والناطق العسكري، ورئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، وكلها تؤكد بأن الصبر لن يطول، وأننا سندخل مرحلة الوجع الكبير، وأن النظام السعودي سيصرخ في الوقت الذي لن يتسامح فيه معه أحد.

ولا شك أن القوات اليمنية من المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية يعدُّون العدة لتوجيه ضربات قاسية وساحقة، والإعداد مستمر، والتصنيع الحربي شغال، والخطط جارية، والاستخبارات اليمنية تعمل وترصد الأهداف، وتعيد قراءة الأهداف، وتضيف وتبدل، وتغير، ويبدو أن العدوان سيستمر في هذه المراوغة حتى يقع فأس المجاهدين على رأسه بإذن الله تعالى.

 

– إذا ما انتقلنا إلى المعارك العسكرية، كان هناك انتصارات سريعة وحاسمة في نهم والجوف وأجزاء من محافظة مأرب، لكن البعض يرى أن الجيش واللجان تأخروا في تحرير مدينة مأرب.. ما تعليقكم على ذلك؟

الاستراتيجية القتالية للمجاهدين في الجيش واللجان الشعبية تحاول تجنيب المناطق السكنية المواجهات، وهناك قرار من أعلى المستويات بتجنيب أي منطقة فيها تجمعات سكانية أي اشتباكات إلا للضرورة.

والتأخير في تحرير مدينة مأرب هو لهذه الغاية، لتجنيب المدنيين أي اشتباكات، ولو عدنا إلى الجوف، لرأينا أن مدينة الحزم تأخر تحريريها وكان بالإمكان دخولها في أوقات بسيطة جداً، غير أن المعارك استمرت لأسابيع، والسبب هو وجود سكان مدنيين، فاضطرت القوات المسلحة إلى استدراج العدو إلى خارج المدينة حتى تم الوصول إلى الأحياء السكنية بسلام وأمان، وكذلك الحال في مأرب فالاستراتيجية هو ألا نستعجل ولا نندفع ولا ينبغي أن يضر المدنيين أيُّ ضرر.

هناك في مأرب قوات سعودية وأمريكية وبريطانية وأكثر من خبراء عسكريين ومرتزقة من أكثر من بلد، وهناك ما يسمى بالقاعدة وداعش، وكل أشرار العالم يتجمعون في مأرب، وكل فئة لديها مواقع وتحصينات وغرف عمليات ولديهم ترسانة هائلة من الأسلحة ولديهم باتريوت.

ومجمل القول إن المعركة بأكملها أطلق عليها السيد القائد معركة النفس الطويل، وبالتالي لن نستعجل باتجاه مأرب، وهناك خطط عسكرية مدروسة واعية لديها خطوات ممنهجة.

وطبعاً، الأعداء أصبحوا مطوقين في مأرب، وتم الالتفاف على المدينة من الجهة الشمالية والشرقية، والمجاهدون على مقربة من الخط العام من الوديعة وشرورة، ويمكن إغلاق الخط العام في أي وقت لو أرادوا، ومن جهة الجدعان تم تطهير مديرية رغوان، وهناك عمليات لاستكمال تحرير مديرية مدغل، وهي على أبواب مدينة مأرب.

أما من جهة صرواح ففي أي وقت تقرر فيه القيادةُ تحريك الجبهة والسيطرة على أماكن محيطة بمدينة مأرب، ويتم الآن ضرب المرتزقة في تجمعاتهم وفي أكثر من مكان وبحسب الخطة العسكرية، وإن شاء الله تكون المسألة قريبة، فترتفع المعاناة على مدينة مأرب، وترتفع المعاناة عن الشعب اليمني، وتتحرر مأرب، وتتطهر من هذا العار، العار التاريخي أن تصبح مأرب عبارةً عن منصة لقتل اليمنيين وبوابة لغزو اليمن والاعتداء على اليمن، وسيكون الدور الأكبر لأبناء مأرب الذين ندعوهم بألا ينخدعوا وأن يواجهوا من أجل تطهيرها.

 

– أخيراً، كيف تنظرون أستاذ محمد إلى ما يحدث من صراع بين وكلاء العدوان في المحافظات الجنوبية المحتلة، وما مدى استفادة المجلس السياسي الأعلى من هذا الصراع؟

الصراع الدائر في المحافظات الجنوبية بين تشكيلات المرتزقة ليس فيه مصلحة لأي يمني ولا تستفيد منه السلطات في صنعاء، ونحن لا نستثمر دماء اليمنيين استثماراً سياسياً، ولا نعتبر الصراع مكسباً للسلطات، بل نعتبره خسارة على الشعب اليمني وتعميق جرح اليمنيين، وندعو إلى إيقاف هذا الصراع وأن يقف الجميع في وجه الغزاة المحتلين الذين يستخدمونهم كأدوات لضرب بعضهم البعض وإضعافهم؛ بهدف السيطرة على مقدرات الشعب اليمني، وفي نفس الوقت ينهبون الثروات ويعدون لهيمنة طويلة المدى.

سياسة “فرق تسد” هي السائدة الآن في الجنوب، وهذا الصراع يدار من قبل التحالف، فهو الذي يمول الطرفين، وهو الذي يدفع الطرفين إلى التقاتل، والتحالف مجرد منفذ مباشر للمخطط الأمريكي الصهيوني، وهو الذي يدفع إلى هذا الصراع، فلا فائدة منه لأي يمني على الإطلاق وندعو إلى التعقل وإلى العودة إلى جادة الصواب، وأن نلتقي وأيدينا في صنعاء ممدودة لكافة الشعب اليمني، نلتقي لمصلحة اليمن، لمستقبل اليمن، لعزة وكرامة اليمن.

وما يتم الآن في عدن على سبيل المثال من معاناة قاسية جداً، وموت المئات من الناس بالأمراض والأوبئة الفتاكة، نرى أن التحالف لم يقدم لهم شيئاً، مع أنه المسؤول عن حياتهم؛ لأنه المسيطر والمتحكم فيهم.

ونقول: “يكفي لليمنيين بأن يكونوا مسخرة إلى هذا الحد وهذا المستوى، وندعوهم جميعاً للعودة إلى جادة الصواب، وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض لبناء مستقبل اليمن، وإخراج البلاد من التبعية والارتهان، ويكفي ما قد تم من جرائم بحقِّ اليمنيين”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com