عُذراً رمضان

 

أبو يحيى الجرموزي

رمضان عذراً، لنا فيك الأمل ولنا فيك الرجاء.

عذراً رمضان يا خير الشهور.

لنا فيك رجالٌ صادقون.

لنا فيك إخوَة هم رجال الله ورجال العز والإباء.

مقاتلون في سبيل الله.

مجاهدون في وجه البغاة الملحدين.

رُحماك بهم يا الله.

ارأف بهم يا الله.

قوِّ عزائمهم وثبت أقدامهم على صراطك العزيز القويم.

اجعل نهار رمضان خيراً وساعاته بركة وليله سعادة وراحة بال وسكينة ووقاراً.

اجعل مواقع جهادهم حصينة محصنة بحصنك المنيع.

أُمْدُدْهم قوةً من جبروت قوتك وبأساً من بأسك العظيم.

ففي رمضان يجاهدون لإعلاء كلمتك وهم صائمون فكن لهم خير معين لصيامهم وصلاتهم وجهادهم وقيامهم ودعائهم.

ربِّ أغدق عليهم بحبك وامنن عليهم بنصرك وعزتك، واجعل صيامهم راحة لأبدانهم وقوة لعزائمهم.

ربِّ نسألك بحق هذا الشهر الفضيل أن تجنبهم مكر الأعداء وتعين مجاهدينا على دحر الأعداء في مختلف الجبهات.

عذراً رمضان هذا ما نطلبه.

شمسك لا تحرق رجالنا فهم في ثناياك يذودون دفاعاً عن سبيل الله والمستضعفين.

نهارك لا يطول؛ كي لا يتعب الرجال في جبهات القتال.

بردك لا يحول بين تحَرّك مجاهدينا.

ظمأك وعطشك لا يكون عائقاً للمجاهدين وواجبهم الديني في مواجهة الأعداء آل سعود وحلفائهم الأنذال.

كن رؤوفاً بهم.

كن جليساً لهم.

كن معيناً لهم في إتمام عملياتهم ومهامهم الجهادية.

فهم قد تركوا الأهل والولد والتحقوا بجبهات القتال ليدافعوا عن دين الله والوطن ونصرة المستضعفين أبناء يمن الإيمان والحكمة، تراهم في الجبال مرابطين، وفي السهول والصحاري مجاهدين، وفي جبهات الحدود ربّانيين، لا يخيفهم مانع ولا تُرعبهم قوة.

في نهار رمضان نستذكر أُولئك العظماء، نستذكر جوع وعطش أُولئك الرجال، نستذكر شمساً تلفح وجوههم في نهار شهر رمضان المحرقة كيف يواجهها أُولئك الأبطال المغاوير الرجال الصادقون من ابتاعوا حياتهم من الله جل في علاه.

تركوا الأهل والأحبة، تركوا الصاحب والولد.

خرجوا من منازلهم ليكونوا عرضة للشمس الحارقة، خرجوا ليواجهوا الجوع والعطش في سبيل الله، يتجرعون المتاعب ويواجهون المخاطر ويواجهون رصاصات وصواريخ الأعداء، ففي كافة الجبهات تلقاهم مقاومين مجاهدين صامدين في وجه العدوان السعودي وغطرسته الخبيثة.

تعجز الكلمات من أن تصف بطولاتهم الأُسطورية في مختلف الجبهات، لا سِـيَّـما جبهتي الحدود والساحل الغربي وتصعيد قوى العدوان.

يقدمون تضحيات جسيمة ويبذلون الغالي والنفيس، يخاطرون بحياتهم في سبيل الله ونصرة المستضعفين، ليسجلوا بطولاتهم ومواقفهم في أنصع صفحات التاريخ.

يجب علينا أن نستذكرهم ونستذكر عطاءَهم ونستذكر بطولاتهم ومآثرهم، ونستلهم دروس الفداء التي يسطرونها ويعزفوا إبداعات جهادهم في جبهات ومحاور القتال على طول وعرض اليمن.

يجب ألا ننساهم بالدعاء والتوسل إلى الله والتقرب إليه لينصرهم ويفرّج عنهم وعلينا الحرب والحصار، وأن يمن عليهم وعلينا بالنصر والفتح المبين والتمكين من أعداء الله.

واجبنا الديني والوطني والإنساني يفرض علينا أن نزور أهاليهم ونتحسس حاجياتهم، وهذه مسؤولية عظيمة على عواتقنا نتحملها أمام الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم طاهر مجاهد مسبّح منفق ومستغفر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com