في الذكرى الثانية لاستشهادك: فزتَ يا صالح ورَبِّ الكعبة

 

يحيى أحمد مسعود

وروحُه في أعلى عليين عند ربه الرئيس الشهيد السعيد صالح علي الصمَّــاد، تطوف ذكراه في مخيلة كُـلّ اليمنيين الأحرار لتتذكر ما كان عليه من السجايا الفريدة التي امتاز وعُرف بها في كُـلّ مراحل حياته الإيمانية العلمية الثقافية الجهادية، بدءاً من انطلاقته مع الله وفي سبيله جندياً مجاهداً مع أول بزوغ شمس المسيرة القرآنية على يد مؤسّسها السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وما سبق ذلك من صحبته لوالده السيد العلامة المجاهد بدر الدين الحوثي وغيره من أكابر العلماء، ثم ما تلا ذلك من مراحل حكاها السيد القائد الرباني عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي ألقاها بعد مراسم تشييعه، وفصّل فيها شيئاً عن صالح الصمَّــاد في مراحل حياته الأولى التي لم يكن فيها قد عُرف عند أبناء شعبنا وحتى وصل إلى أعلى هرم في السلطة -رئيساً للجمهورية اليمنية-، ليقودها في أحلك الظروف وأصعب المراحل وبكل كفاءة ونجاح وفقه الله إليه، ولا يختلف في ذلك اثنان محباً أَو مبغضاً وإلى أن أكرمه ربُّه ففاز بالشهادة.

نعم: إن مورداً كهذا لتجد فيه الأقلام بغيتها، فتكتب ما شاءت حتى ينفد مدادها ولا توفيه حقه، غير أن ما أقتصر عليه في هذه الكلمات الموجزة هو تعجبي البالغ كيف وصل هذا الرجل الاستثنائي إلى أعلى المناصب، ولم يسمح للكبر أَو الغرور أن يشق طريقه إلى قلبه، ليضع فيه ولو حبة واحدة من زهو تظهر في ملامحه وتصرفاته، بل ازداد تواضعاً وإخباتاً لله الذي عظم في قلبه فصغر ما دونه في عينه، وظل اهتمامه الأكبر هو قيادة معركة العز والشرف ضد أفظع وأبشع عدوان عرفه العالم، من خلال تنقله المستمر في كافة الجبهات ورعاية المجاهدين، كما حكى ذلك في مقولته الشهيرة: (مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من كُـلّ مناصب الدنيا).

فيا ترى ما هو السر؟!

الجواب وباختصار: السر في ذلك هو الإيمان الذي تغلغل في حنايا قلبه، والقرآن الذي رسم على ضوء آياته هدفه في هذه الحياة، إضافة إلى القيادة الربانية التي عاشرها عن قرب واقتبس منها كُـلّ صفات الإيمان والقيم والأخلاق، وفي مقدمتها الثقة بالله والإخلاص له والشجاعة والتواضع والحكمة، ومن خلال ذلك استطاع أن يمضيَ في بناء مشروعه النهضوي التحرّري (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)، ووضع مداميكه الأولى حتى اغتالته يد العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي، ليرحل عن شعبه اليمني كما ترحل سحابة ندية تركت تحتها أرضاً عطشى إلى مائها الثجاج، فسلامُ الله عليه في حياته وفي يوم استشهاده ويوم يُبعث حياً، ولنا فيه القدوة يا أولي الألباب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com