قمةُ الإفلاس.. وتبقى الكرةُ لصالح الشعب اليمني

 

إكرام المحاقري

ها هو تحالفُ العدوان يردُّ على العمليةِ العسكريةِ الكبرى التي استهدفت العمقَ السعوديَّ وعدة مناطق حدودية بغارات عدوانية، لكن من نوع آخر، وكلُّها لها دلالات وأبعاد تردنا بالذاكرة إلى أول غارة شنتها طائراتُ العدوان على اليمن، فهذا العدوانُ خُلق ليهلكَ الشعبَّ اليمنيَّ ويفنيَه من الوجود بأية طريقة، أَو أن يتمكّن من قراره وحريته، ويبقى القوسان فارغين إلى ما بعد خمسة أعوام.

استخدمت قوى العدوان المجرمة حيلةً ماكرةً للانتقامِ من الشعب اليمني، وذلك بإلقاء كمامات ومواد أُخرى على مناطقَ مختلفة في اليمن، متغافلين الصحوةَ التي يتمتع بها الشعبُ اليمنيُّ، كذلك بشن غارات عدوانية على أعيان مدنية بالقرب من الحجر الصحي لمديرية الصليف الخَاصَّة بالإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس “كورونا”، حيْـثُ أدّت الغاراتُ إلى تدميرٍ جزئي للحجر الصحي لمكافحة فيرس “كورونا”، ما يدلُّ على أن تحالفَ العدوان يشن على اليمن حرباً بيولوجية بطريقة عسكرية.

لا يختلف اثنان على أن هذه الكمامات وغيرها ملوثةٌ بفيروس “كورونا” الذي عجزت دولُ العدوان عن إدخاله اليمن خَاصَّةً المناطق الحرة، وعندما تلاعبوا بورقة فتح مطار صنعاء وحركوها في الوقت الذي أُوصدت فيه مطاراتُ العالم جرّاء تفشي فيروس “كورونا”، وها هم اليوم يواصلون إفلاسَهم وعجزهم بهذه الخطوات القذرة النتنة التي لا تدلُّ إلّا على وحشية وحقارة سياسة دول العدوان الصهيوأمريكية، والتي استهدفت الشعبَ الأمريكي نفسه بكلِّ استخفاف بحياة ذلك الشعب الذي هو الآخر بات ضحيةً لتلك السياسة!!

لعلَّ دولَ العدوان حرفت مسار رهاناتها لإخضاع الشعب اليمني بفيروس “كورونا”، حيْـثُ وهم يدركون ماهيةَ الصعاب التي يواجهها اليمن جراء الحصار الخانق خَاصَّة القطاع الصحي، حيْـثُ وهناك أزمة في وجودِ الكثير من المعدات والأجهزة الطبية التي تتطلبها الحالات المصابة بـ”كورونا” لإنقاذِها، فهذا الفيروسُ بنظرهم سيهلك الشعبَ اليمنيَّ ويضعه في زاوية محصورة يستنجد من يغيثه وحينها يساومونه على كرامة وطنه مقابل جهاز واحد للتنفس الاصطناعي، ويحقّقون بذلك ما عجزوا عن تحقيقه عسكرياً منذُ خمسة أعوام استنزفوا فيها كُـلَّ طاقتهم العسكرية وحيلهم السياسية الماكرة.

لكن تبقى الكرةُ لصالحِ الشعب اليمني يوجهها أهدافاً مؤلمة إلى مرمى الخصم المتوحش وبتقنية حديثة ومتطورة، فهذه الكرةُ تتمثّل في الوعي والبصيرة والحذر والحيطة من مكر دول العدوان والتصرف بحكمة تجاه هذه المخلفات التي رمتها طائراتُ العدوان، كذلك العمل بكلِّ مسؤولية بالتعليمات التي نشرتها وزارةُ الصحة للوقاية من هذا الفيروس المصنع أمريكياً، وإلا فإن الفأسَ سيقع في الرأس لا قدّر الله، وما أظن هذه الخطوة العدوانية الفاشلة إلّا انتحاراً بالشنق بالنسبة لدول العدوان؛ لأَنَّ ثمنَها سيكون غالياً وحينها هل سيتعذرون بأنهم مشغولون بفيروس كورونا؟!

كذلك ماذا ستصرح به الأمم المتحدة تجاه هذه النقلة النوعية العدوانية، هل سيشكرون دولَ تحالف العدوان على إدخال المساعدات الطبية للشعب اليمني؟! أم سيتهمون الحوثيين بأنهم لا يتقبلون المساعداتِ الإنسانية كما عملوا عندما تمَّ إتلافُ آلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة الممتلئة بالسوس والديدان؟! ليس هذا عليهم ببعيد فنحن بتنا ندرك نفاقَهم ونعي توجّـههم جيَدًا، فهم لا يقلون عدوانيةً عن تحالف العدوان، لكن لكل جهة سياستها في الحرب.

أخيراً: للشعبِ اليمنيِّ العظيم الصامد المقدام المتحد ضد العدوان منذُ خمسة أعوام، الله الله في الوعي، الله الله في الحذر والحيطة، الله الله في تحمل المسؤولية بإبلاغِ الجهات المختصة عن أي شيء ألقته طائراتُ العدوان ومن دون مساسه أَو القرب منه، لكم المجد وللخونة الذل والعار، ولا نامت أعينُ الجبناء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com