وباءُ الارتزاق يستغلُّ وباءَ كورونا

 

عبدُالقوي السباعي

الارتزاقُ والعمالةُ والخيانةُ وباءٌ كان مستشرياً في كُـلّ مفاصل الجهاز الإداري للدولة اليمنية منذُ عقودٍ من الزمن وفي تبعيةٍ مفرطة للجنة الخَاصَّة السعودية وللبلاط الحاكم السعودي الذي بدوره كان وما زال وسيظل خاضعاً مطلقاً للإدارة الأمريكية، حتى جاءت ثورة الحادي عشر من سبتمبر الخالدة في العام 2014م لتجتثَهُ وتطهرَ البلاد من دنسه، الأمر الذي جعل من نظام بني سعود يعلنون تحالفهم الأشر في الـ 26 من مارس 2015م ويشن حربَه الضروس على اليمن الأرض والإنسان ويستهدف عدوانُه السافر كُـلّ مقومات الحياة ومُهلِكةً الحرثَ والنسل؛ بهدَفِ بسطِ النفوذ والسيطرة على الأرض اليمنية وتركيع وإذلال شعبها.

ومن تحت الأنقاض ورماد الحرائق، خرج المارد اليمني ينفض غبار العبودية إلاَّ لله جل وعلا، وينتزع أحقيتَهُ بالحرية والكرامة والاستقلال، وضربت القيادةُ الثورية والسياسية والعسكرية ومن ورائهم كُـلُّ أبناء الشعب اليمني الميامين أروعَ المواقف والتضحيات، وسطّروا للتاريخ أنصعَ الصفحات في الصمود والتحدي، في الاستبسال والإقدام، في البذل والعطاء.

فعلى مدى خمسةِ أعوامٍ من الصمود الأسطوري في وجه العدوان الأمريكي السعودي، خرج الوطن اليمني -قيادةً وحكومةً وشعباً- أكثرَ قوةً وصلابةً وأشدَّ بأساً وثباتاً وأعظم تماسكاً ولُحمة، وظلت بطولاتُ وعمليات الجيش اليمني واللجان الشعبيّة ومجمل التحَرّكات الميدانية الحديثَ الشاغل لمراكز الأبحاث العسكرية والمحللين والمنظرين والحدثَ الأبرزَ لقنوات التلفزة ورسائل الإعلام، لتكون ضمنَ معادلةٍ استثنائيةٍ أبهرت العالم وبعثرت مخطّطات قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وأجهضت كاملَ الغايات التي تشكل على أَسَاسها التحالفُ وأعلن العدوانُ من أجلها.

ووسط هذا الزخم الهائل من الإخفاقات والهزائم في صفوف تحالف العدوان ومرتزِقته، تقفُ القياداتُ الموبوءةُ بالخيانة والعمالة والارتزاق مستغلةً الوباء المستجدَ (كورونا) لتمارسَ كعادتها الاتجارَ بالأرواح البريئة والارتزاق من معاناة الناس وأوجاعهم، بدءاً بفرض رسومِ الفحص المقدرة بثلاثمئة ريال سعودي على كُـلّ شخص يمني وافد عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، مروراً بعرقلة المسافرين وابتزازهم، وانتهاءً باستلام الأموال الطائلة من المنظمات الأممية؛ بحُجَّة مجابهة وباء كورونا في المناطق الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي والتي تذهب إلى حساباتهم الخَاصَّة دون أية أعمال ميدانيةٍ تذكر.

وفي المقابل تعمد تلك القياداتُ وبالتنسيق مع النظام السعودي وبحسب التسريبات الاستخبارية على استغلال عناصرَ من المرتزِقة تم تخصيبُهم معملياً بالوباء ليحملوه إلى مختلفِ الجبهات ودفعهم على الاستسلام لينشروه في أوساط المجاهدين من الجيش واللجان الشعبيّة –كما حدث في ميدي–، بل تحدثت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي عن الإجراءات الجديدة المتخذة من قبل ما هو معروف بشرطة الجوازات السعودية المتمثلة بتسيير حملات ضد المجهولين من اليمنيين والأفارقة، وحبسهم في مواقعَ ضيقة وتعريضهم لاستنشاق دخان غريب المصدر ومن ثم يتم نقل البعض منهم إلى المخاء والخوخة وعدن وغيرها.

وليس غريباً على مَن حمل فيروس الخيانة والعمالة والارتزاق وعمل في صفوف العدوان ضد بلده وشعبه أن يلجأ لمثل هكذا تصرفات، لكن وبفضل الله سبحانَهُ وتعالى وبالإيمان وبالوعي والبصيرة مثلما حقّقنا النصرَ في تطهير أجزاء كبيرة من وبائهم وتم حصرُهم في مواقع الحجر الوطني حتى يتمَّ استئصال وبائهم وإلى الأبد سوف نتعامل مع مَن سواهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com