الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا تغلق الجامعات والكليات بعد يوم من إغلاق المدارس والمطار

ناطق الصحة: هناك إجراءات جادة سيتم إعلانها خلال الساعات القادمة تخص القادمين عبر المنافذ البرية

مدير الترصد الوبائي: المشكلة هي غياب التنسيق بين حكومة صنعاء والمحافظات المحتلّة للحصول على المعلومات

 

تقرير| هاني أحمد علي:

تواصِلُ اللجنةُ العليا لمكافحة الأوبئة التي تم تشكيلُها بتوجيهات من الرئيس مهدي المشّاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى-، اجتماعاتِها بشكل يومي؛ للوقوف أمام الخطوات الاحترازية والوقائية التي يجب اتّخاذها لمكافحة مرض كورونا، والذي بات وباءً عالمياً بعد أن تفشَّى في ما يقارب 130 دولةً حول العالم.

وفي اجتماع اللجنة العليا التي يرأسُها الدكتورُ حسين مقبولي -نائب رئيس الوزراء لشئون الخدمات والتنمية-، أمس الأول السبت، وعضوية كُلٍّ من وزارات الصحة العامة والسكان والنقل والصناعة والأوقاف والإعلام وجهاز الأمن والمخابرات، أقرت مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء “كرونا” العالمي، مؤكّـدة أن اليمن لازال حتى الآن خالياً من أية إصابة بالوباء، وقد تضمنت الإجراءات إغلاقَ مطار صنعاء أمام جميع الرحلات القادمة إليه لمدة أسبوعين، إلى جانبِ إخضاعِ المسافرين من المنافذ والدول الموبوءة للفحوصات والحجر الصحي، وتوقيفِ الدارسة وتقديم امتحانات المدارس، وتفعيل مصنع الغزل والنسيج لصناعة الكمامات، ودراسة قرار إغلاق المنافذ البرية.

وبعدَ يومٍ من اجتماع اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الأحد، عن تعليق الدراسة في مؤسّسات التعليم العالي “الجامعات والمعاهد” الأهلية والحكومية لمدة شهر، اعتباراً من يومنا هذا الاثنين، الموافق 16 مارس 2020م.

وأوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، في اجتماع عُقد بالوزارة، أمس، “أن قرار تعليق الدراسة في الجامعات والمعاهد يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وتنفيذاً لقرارات الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، ومذكرة وزارة الصحة، وقرارات اللجنة العليا للتنسيق والقبول في التعليم العالي”، مُشيراً إلى أن الوزارة أقرت إيقاف كافة الفعاليات والاحتفالات التي تقيمها الجامعات والمعاهد، بما في ذلك حفلات التخرج وغيرها”، داعياً كُـلّ الجامعات والكليات إنزال المراجعات الدراسية للطلاب عبر مواقعها الإلكترونية، بالإضافة إلى توعية الطلاب وتعريفهم بأعراض الفيروس وطرق الوقاية منه.

وأقرت التعليم العالي في اجتماعها، أمس، أن يظل الوضع تحت التقييم والمراجعة وفقاً لما يأتي من قبل الجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، ووزارة الصحة، واللجنة العليا للتنسيق والقبول بالوزارة”، مشيرة إلى أن المدة المحدّدة لتعليق الدراسة قابلة للتمديد وأن رفع التعليق سيبقى مرهوناً بقرار تصدره اللجنة العليا للتنسيق والقبول، كما أقرت وضعَ كُـلّ إمْكَانياتها وكوادرها الجامعية تحت خدمة وتوجيهات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة.

 

خطواتٌ جادةٌ لمواجهة الفيروس:

في السياق، جدّد الدكتور يوسف الحاضري –الناطق الرسمي لوزارة الصحة-، التأكيدَ على خلوِّ اليمن من أية إصابة لوباء كورونا حتى اللحظة، داعياً جميع المواطنين إلى الاطمئنان وعدم القلق وعدم الانجرار وراء الشائعات والأكاذيب التي يروج لها ضعاف النفوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الدكتور الحاضري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” مساء أمس الأحد: إن هناك قراراتٍ أكثرَ صرامةً وجدية سيتم الإفصاح عنها اليوم الاثنين أَو غداً تندرج ضمن الخطوات الاحترازية والوقائية من مرض كورونا، مبيناً أن تلك القراراتِ ستصدرها اللجنة الفنية المشكَّلة من قبل اللجنة العليا برئاسة رئيس جهاز الأمن والمخابرات.

وكشف ناطقُ الصحة عن بعض الإجراءات التي ستتخذها الحكومة إلى جانب قرارات إغلاق مطار صنعاء ووقف الدراسة في المدارس والجامعات، حيث أوضح أن هناك خطواتٍ ستحدُّ من التجمعات في الأعراس والمناسبات وغيرها، كما أن هناك إجراءاتٍ سيتم الكشفُ عنها بشأن المنافذ البرية والواصلين عبر مطارات عدن وسيئون ومنفذ الوديعة، والقادمين من الدول الموبوءة بمرض كورونا، مبيناً أن تلك القرارات مصيرية وهامة وهي احترازية ووقائية في مواجهة وباء كورونا.

 

غيابُ التنسيق بين صنعاء والمحافظات المحتلّة:

بدوره، أشار الدكتور خالد المؤيد -رئيس برنامج الترصد الوبائي بوزارة الصحة-، إلى غياب التنسيق بين حكومة صنعاء والمحافظات المحتلّة التي تسيطر على المطارات الجوية والبرية والبحرية؛ من أجلِ الحصول على المعلومات وبيانات المسافرين في سبيل مكافحة وباء كورونا، لافتاً إلى وجود تواصل شخصي مع بعض المعنيين في مدينة عدن المحتلّة؛ لحثهم على ضرورة فحص المسافرين القادمين إلى اليمن عبر مطار عدن وسيئون ومنفذ الوديعة البري، لافتاً إلى أن دور المنظمات الدولية العاملة في اليمن ضعيف جِـدًّا ويرجعوا ذلك؛ لأَنَّ الوباء عالمي وليس لديهم إمْكَانية وأموال كافية؛ كونها استنزفت في الدول التي حصل عندها وباء وأن بلادنا لم تسجل أية حالة إصابة حتى اللحظة بفضل الله ولا يزال الوضع عندنا أفضل من بلد آخر.

ولفت الدكتور المؤيد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، إلى الجهود الكبيرة والحثيثة التي تبذلها حكومة الإنقاذ ممثلةً بوزارة الصحة والجهات المعنية التابعة لها وبقية الوزارات المشاركة في اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، في سبيل اتّخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا العالمي.

وقال رئيس الترصد الوبائي: إنَّ المشكلةَ الحقيقيةَ تكمُــنُ في أن المنافذ البرية والجوية تقع بيد العدوان وتلك المنافذ هي أهمِّ النقاط التي يبدأ اتّخاذ الإجراءات عبرها من خلال استقبال المسافرين وإخضاعهم للإجراءات الصحية والفحوصات الحرارية داخل تلك المطارات وتجهيز مباني الحجر الصحي فيها وإعطاء المسافرين الكروت المطلوبة لتعبئتها وتسجيل بياناته.

وأضاف: “لذا اضطررنا أن نعملَ نقاطاً للحجر الصحي في أول نقطة تتبع حكومة الإنقاذ الوطني، وما يتعبنا ويزيد من أعباءنا ويثقل كاهلنا هو وجود النقاط الكثيرة الممتدة على طوال الخطوط الدولية، وهناك مناطقُ برية كثيرة ممكن يدخل المسافرون منها وليست مهيأة صحياً وتحتاج إلى تجهيزات كبيرة جداً”.

وأوضح الدكتور المؤيد أن وزارة الصحة قامت بإنشاء حجرٍ صحي في كثير من النقاط والمنافذ التابعة لحكومة صنعاء وتجهيزها بالأدوات والكادر وتسعى لتغطية كُـلّ الأماكن، مبيناً أن هناك منفذَين جديدَين تمت استعادتها بمحافظة الجوف وتحرص الوزارة على وضعِ محاجزَ صحية فيها.

وأكّـد المؤيد أن منظّمة الصحة العالمية وفرت بعض الأشياء والأدوات الوقائية بكمياتٍ قليلة جِـدًّا للكوادر الصحية وكذا بعض أجهزة الفحص الحراري لبعض المنافذ وبعض التجهيزات البسيطة في مناطق الحجر الصحي بمطار صنعاء الدولي والعَزْل الصحي بمستشفى زايد بالعاصمة، مبيناً أن الأجانبَ العاملين في المنظمات الدولية والواصلين إلى مطار صنعاء الدولي يتم فحصُهم وإلزامُهم بالحجر الصحي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com