معرض “الشهيد المهرم” للدفاعات الجوية: العروجُ إلى النصر

“المسيرة” تنشُرُ مواصفات منظومات “ثاقب1، و2، و3″ و”فاطر1”:

المسيرة | خاص

أطلقت القواتُ المسلحة، أمس الأحد، المفاجأةَ الموعودةَ، وكشفت عن أربع منظومات دفاع جوي مطورة محلياً هي (فاطر1، ثاقب1، ثاقب2، وثاقب3) وذلك خلال معرض “الشهيد عَبدالعزيز المهرم” الذي علمت صحيفة المسيرة أنه كان أحدَ مهندسي نهضة تطوير الدفاعات الجوية اليمنية في معركة مواجهة العدوان، فأتى المعرِضُ تتويجاً لجهوده العظيمة والاستثنائية، كما أتى تدشيناً رسمياً لـ”عام الدفاع الجوي”، وهو ما أكّـدت عليه مجدّداً القياداتُ العسكرية التي حضرت المعرض، وعلى رأسها القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس مهدي المشَّاط.

تدشينٌ جاء في سياق دخول مرحلة عسكرية جديدة برزت ملامحُها ومؤشراتُها بوضوحٍ خلال الفترة الماضية من خلال الإنجازات العملية التي أثبتت تطورَ نشاط الدفاع الجوي بشكل كبير، وكان على رأس تلك الإنجازات، إسقاط مقاتلة “تورنيدو” الأوروبية الحديثة في الجوف، وكذلك عملية التصدي الأخيرة التي نفّذتها الدفاعات الجوية، أمس الأول، وأجبرت بها سرباً من مقاتلات العدوان على مغادرة سماء نهم.

ومن شأن هذه المرحلة الجديدة أن تحيدَ جزءاً كَبيراً من قدرات سلاح الجو المعادي، بل إن وزيرَ الدفاع توعد مجدّدا بالوصول إلى تحييدها بشكل كامل، الأمر الذي سيفرضُ موازينَ جديدةً يخسر فيها تحالف العدوان العمودَ الفقريَّ لعمله العسكري.

المعرِضُ تضمن نماذجَ لصواريخ المنظومات الثلاث (فاطر1، ثاقب1، ثاقب2، وثاقب3)، حيث استمع الحاضرون إلى شرحٍ لمواصفاتِها وشاهدوا مقاطعَ مصوَّرة لعمليات تطويرها وتجريبها وإطلاقها، وقد حصلت صحيفة المسيرة على تلك المواصفات التي تُنشَرُ لأول مرة، وهي كالتالي:

 

مواصفاتُ منظومة “ثاقب 1”:

هي منظومةُ دفاع جوي تحملُ صواريخ (R-73) روسية الصنع (جو – جو) تم تطويرها في مركز الدراسات والبحوث التابع للقوات الجوية والدفاع الجوي اليمني، حيث تم تحويلها إلى صواريخ (أرض – جو) بإضافة العديد من التعديلات التقنية والفنية التي جعلتها قادرةً على إصابة الأهداف بدقة عالية. ولا زال تطويرُها مستمراً.

يبلغ طولُ صواريخ هذه المنظومة (2.93) متر، ويبلغ وزنها (105) كيلو غرامات.

تصل سرعتها إلى (1.5) ماخ ويبلغ مداها (9) كيلو مترات، وتنطلق إلى ارتفاع يبلغُ (5.5) كيلو متر.

نظامُ توجيهها: حراري.

 

مواصفاتُ منظومة “ثاقب2”

هي أَيْـضاً منظومةُ دفاع جوي تحملُ صواريخُ (R-73) روسية الصنع (جو – جو) تم تطويرُها في مركز الدراسات والبحوث التابع لقوات الجوية والدفاع الجوي اليمني، حيث تم تحويلها إلى صواريخ (أرض جو).

وقامت قوات الدفاع الجوي اليمنية بإضافة بعض التعديلات التقنية إلى هذه الصواريخ، بما مكّنها من التغلب على التشويش الإلكتروني والحراري.

يبلغ طولُ صواريخ هذه المنظومة أكثرَ من 3 أمتار، ووزنها (125) كيلو غراماً.

تصل سرعتُها إلى (2.5) ماخ، ويبلغ مداها (15) كيلو متراً، وترتفع مسافة (8) كيلو مترات.

نظام توجيهها: حراري.

 

مواصفاتُ منظومة “ثاقب 3”

هي صواريخُ (جو – جو) روسية الصنع متوسطة إلى بعيدة المدى.

تعتمد صواريخُ هذه المنظومة على توجيه محطة رادار الطائرة لمدة 3 ثوانٍ بعد الإطلاق، ومن ثّم تقوم بتشغيل الرادار الخاص بها وتعتمد عليه حتى لحظة الإصابة.

وتعتزم قواتُ الدفاع الجوي تفعيلَها ضمن منظومة دفاعية جديدة بعد استكمال الدراسات والبحوث عليها وتطويرها لتلبية احتياجات الميدان.

يبلغ طول صواريخ هذه المنظومة (3.4) متر، ووزنُها (175) كيلوغراماً.

تنطلقُ بسرعة (2.5) ماخ ويبلغ مداها (20) كيلو متراً، فيما ترتفعُ إلى مسافة تصل إلى (6) كيلو مترات.

نظام توجيهها: مركب

 

مواصفاتُ منظومة “فاطر1”

هي صواريخ (أرض – جو) روسية الصنع متوسطة إلى بعيدة المدى، امتلكها اليمنُ عام 1979، وتم تدميرُها وإخراجُها عن الخدمة ضمن مخطّط تدمير الخوَنة والعُملاء للقوات الجويّة خلال الفترة 2010-2014.

وفي مطلع عام 2016 تمكّن مجاهدو الحيش واللجان بفضل الله من إعادتها للجاهزية وتم تطويرها ضمن عدة مراحلَ عملية جعلتها قادرةً على إسقاط طائرات العدوان والتصدي لها.

يبلغ طولُ صواريخ هذه المنظومة (5.8) متر، ووزنها (599) كيلو غراماً.

تنطلقُ بسرعة تصل إلى (2.8) ماخ، ويبلغ مداها (22.4) كيلو متر، فيما تستطيعُ أن تصلَ إلى ارتفاع يبلغ (10) كيلو مترات.

نظام توجيهها: حراري

 

ملامحُ المرحلة القادمة

بالمواصفات السابقة، يمكن القول إنَّ نسبةً كبيرةً من سيطرة سلاح الجوّ المعادي على سماء اليمن سقطت، وهو الأمرُ الذي يلقي بظلاله على جزء كبير من تفاصيل المعركة العسكرية، بما يمثل صدمةً قاتلة لتحالف العدوان.

في المعركة البرية وكما بات من الواضح بعد خمس سنوات من المواجهات، كان تحالف العدوان يعتمدُ بشكل رئيسي على الغارات الجوية في إسناد قواته على الأرض، ولم تكن قوتُه البشريةُ على الأرض هي سبب أيِّ تقدم حقّقه في أية جبهة، بل كان الغطاء الجوي المكثّـف، وهو ما بات يعترِفُ به حتى المرتزِقةُ أنفسهم.

بتحييد جزءٍ كبيرٍ من هذا الغطاء، فإن النتائجَ على الميدان ستكونُ كارثيةً بالنسبة لتحالف العدوان، فضعف سلاحه الجوي، إلى جانب ضعف قواته البشرية على الأرض، هو بمثابة خسارة كاملة للمعركة البرية.

لقد حقّقت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة انتصاراتٍ كبيرةً وواسعةً قبل أن تصلَ الدفاعات الجوية إلى هذا المستوى من التطور، وفي الوقت الذي كانت فيه سطوةُ سلاح الجو المعادي في أوج قوتها وكثافتها، وبمجرد أن بدأ التطور الدفاعي بالتقدم، اتخذت الانتصاراتُ الميدانية للجيش واللجان الشعبيّة مساراً أوسعَ بشكل مفاجئ وصادم للعدوان، كما حدث في عمليتَي نصر من الله والبنيان المرصوص.

ووفقاً لذلك، فإن استمرارَ تطور قدرات الدفاع الجوي، هو معادلةٌ رياضيةٌ واضحةٌ طرفُها الثاني سقوطٌ مضاعَفٌ لقدرات العدوان، وبتفعيل المنظومات التي كشف عنها أمس، وتوسيع انتشارها، فإن ملامحَ خسارة العدوان للمعركة البرية باتت أوضح من ذي قبل.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الخسائرَ الماديةَ التي ستسببها هذه المنظومات لتحالف العدوان، من خلال إسقاط وإصابة الطائرات، ستكون عاملاً آخرَ يؤثرُ بشكل مباشر على مسار المعركة، إذ سيصبح استخدام العدوان لسلاح الجو أمراً مكلفاً، ويتطلب الكثير من الحذر كالتحليق على ارتفاعات كبيرة، وهو ما سيجعل فاعلية سلاح الجو المعادي تنخفض إلى أقصى حد ممكن.

بمقابل ذلك الأثر الكبير الذي سيطرأ على معسكر العدوان نتيجةَ تطور الدفاعات الجوية، فإن قدراتِ الجيش واللجان الشعبيّة ستستمر بالتطور، ليس فقط في مجال الدفاع الجوي، بل في كُـلّ المجالات، الأمرُ الذي يجعل موقف تحالف العدوان أكثر ضعفاً، وخياراته أكثرَ محدودية.

 

الرئيس المشَّاط: هذه المنظومات تترجمُ وعدَ قائد الثورة وستكون مقدمة لما هو أكبر

خلال افتتاحه للمعرض، أكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أن ما وصلت إلى قدرات الدفاع الجوي اليمني اليوم، هو تجسيد واضح لوعد السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث كان قائد الثورة قد وعد سابقاً بـ”مسارات في تطوير قدرات الدفاع الجوي تتصدى للتقنيات الأمريكية الحديثة”.

وَأَضَــافَ المشَّاط: “وجدنا ما يبعثُ على الفخر والاعتزاز في هذا المعرض وترسّخت لدينا حقيقةُ أن طموحَ اليمنيين يناطح السحاب” مُشيداً بجهود قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة.

وأكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن العام الجاري (2020) سيكون عاماً للدفاع الجوي، وأنه “سيمثلُ إضافةً نوعية لمسارات البناء والتحديث للقدرات الدفاعية”.

كما أكّـد على أن المنظومات الدفاعية الجديدة “ستغير مسار المعركة وستكون مقدمة لمنظومات دفاعية أكثر تطوراً وفاعلية في التصدي للأهداف الجوية المعادية”، مبيناً أن “القيادة السياسية والعسكرية العليا ستقدم كافةَ أوجه الدعم لتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية لتحقيق توازن الردع مع العدو”

 

وزير الدفاع: مستمرون حتى تصبح سماؤنا محرَّمةً على العدوان

بدوره، جدّدَ وزيرُ الدفاع بحكومة الإنقاذ، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، التأكيدَ على أن تطويرَ قدرات الدفاع الجوي اليمني، سيتواصل حتى “يأتي اليوم الذي تصبح فيه سماء اليمن محرمة على طيران العدوان” وهو ما كان قد صرح به سابقاً في حوار خاص أجرته معه صحيفة المسيرة، قال فيه إن قواتِ الدفاع الجوي تسعى للوصول إلى تحييد قدرات سلاح الجو المعادي بنسبة 100%.

وَأَضَــافَ اللواء العاطفي خلال افتتاح المعرض، أمس، أن “عامَ 2020 هو عام الانتصارات العظيمة بإذن الله، وهو عامُ التطوير والارتقاء بأسلحة توازن الردع الاستراتيجية”.

 

قياداتُ الدولة تبارك الإنجاز

رئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عَبدالعزيز بن حبتور، حضر افتتاحَ المعرض أيضاً، وعلّق قائلاً: إن “اليمنَ اليومَ أمامَ تحوُّلٍ كبير في مسار العمليات العسكرية والتصنيع الحربي والنقلة النوعية في تطوير الدفاعات الجوية”.

وَأَضَــافَ أن المنظوماتِ الدفاعيةَ التي تضمنها المعرِضُ، تبعث على الشعور بالفخر والاعتزاز.

إلى ذلك، بارك رئيسُ مجلس النواب، يحيى الراعي، لقواتِ الجيش واللجان الشعبيّة انتصاراتها، وأكّـد أن هذا المعرضَ اليوم يمثل رداً واضحاً على ادّعاءات العدوان حول تدمير دفاعاتنا الجوية.

بدوره، قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: إن “معرض الشهيد المهرم للدفاعات الجوية يعبر عن تطلعات وطموح الشعب اليمني في حماية الجمهورية اليمنية”.

وأكّـد عضو المجلس محمد النعيمي، أن المعرض “عنوانٌ من عناوين إبداعات الشعب اليمني والثورة وقيادتها”، فيما أكّـد عضوُ المجلس سلطان السامعي أن اليمنَ اليوم “أقوى بإذن الله مما كان عليه”، موجهاً التحيةَ لجميع العاملين على تطوير قدرات الدفاع الجوي.

 

مَن هو الشهيد المهرم؟

الشهيد عَبدالعزيز محمد صالح المهرم، الذي سُمِّيَ المعرِضُ باسمه تتويجاً لإسهامه العظيم في تشكيل ملامح نهضة التطوير التقني لقدرات الدفاع الجوي، ضمن معركة مواجهة العدوان.

وُلِدَ في منطقة الشعف بمديرية ساقين بمحافظة صعدة، واكتسب العديدَ من الخبرات الفنية والتقنية في مجال الكهرباء والبرمجة، وبدأ مشوارَه الجهادي بالعمل في التصنيع العسكري.

مع بداية العدوان تم تكليفُه بمهمة صيانة معدات الدفاعات الجوية وإعادتها للجاهزية القتالية، وكان له الدورُ الكبيرُ في ذلك.

وبعد جهود كبيرة، تمكّن -بعون الله وبمعية بقية المجاهدين- من تحويلِ صواريخ (جو – جو) إلى صواريخ (أرض – جو) معدَّلة محلياً أُطلق عليها اسم منظومة (ثاقب). واستشهد أثناء قيامه بعمله على منظومة (ثاقب-1).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com