اغتيال “سليماني”.. الأسبابُ والتداعيات

فاضل الشرقي

ثلاثةُ أحداث كبيرة ترتبطُ مباشرةً بالصراع مع اليهود والنصارى -أمريكا وإسرائيل- كان لها وَقْعُها الشديد، والأثرُ الكبيرُ على نفسي، وصنعة ولا زالت علامة فارقة وتحولات كبرى في حياتي هي:

– استشهادُ الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” في المقام الأول.

– استشهاد الشهيد الرئيس/ صالح علي الصمّاد.

– استشهادُ الشهيد القائد/ قاسم سليماني.

جريمةُ اغتيال “سليماني” حدثٌ كبيرٌ له أسبابٌه أولاً، وثانيًا له تداعياتُه الكبيرة على المستوى الدولي والإقليمي سياسيًّا، واقتصادياً، وأمنياً، وعسكريًّا، وقائدٌ بمستوى “سليماني” يخوضُ الصراعَ مع أمريكا وإسرائيل في أكثرَ من جبهة، وعلى مستويات عدة، ويشتبك مباشرةً مع قوى الاستكبار العالمي وأدواته ليس بغريبٍ أن يستشهدَ وأن تطالَه يدُ العدوان الأمريكي الإسرائيلي، فهو يتقدمُ هذه المعركة، والرجل العسكريّ الأول في محور المقاومة الذي ترك بصماتٍ لا تنسى في معترك الصراع، وميدان الحرب والنزال، فهو شخصية عالمية عابره للقارات يخوض الحربَ بلا حدود، ويمسكُ بالمِـلَـفّ العسكريّ الخارجي للثورة الإسلامية والجهاد في سبيل الله، وما من شك أنها ضربةٌ مؤلمة، وخسارة كبيرة لحقت بالأمة الإسلامية الجهادية على مستوى العالم كله، من إيران إلى العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، واليمن، ومحاورَ أُخرى لا نعلمُها، مما جعله الهدفَ الأولَ للأمريكيين واليهود.

صحيحٌ أن هناك ثغراتٍ ونقاطَ ضعفٍ أمنيةً استغلها العدوُّ الخطير، رغم الحذر الشديد، والخبرة الكبيرة الأمنية، والاستخباراتية، والعسكريّة للقادة المجاهدين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقادة محور المقاومة والجهاد، إلا أن الوضعَ كان في أعلى درجات الخطورة القُصوى في العراق هذا الأيّام، والدخول والخروج منه وإليه ومن المطار، وفي وقتٍ متأخِـرٍ من الليل، وشخصية وهدف بهذا المستوى لم يكن ليمُر بسهولةٍ أمام الأمريكيين والصهاينة.

الحقيقةُ أن هذا الفعلَ لن يضر، ولن يؤثرَ على حركة الأُمَّـة الجهادية، ومحور المقاومة، ففي سبيل الله ليس هناك خسارةً أبداً في قضية التضحية والشهادة والاستشهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، وستكون التداعياتُ فوق كُـلِّ تصورات الأعداء فستتعاظم قوة وقدرات محور المقاومة، وحركات الثورة والجهاد في سبيل الله، وستتوسع دائرة الصراع والعمليات العسكريّة بلا شك، كما حصل بعد استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والسيد عباس الموسوي من تعاظم وتوسع قوات وقدرات حزب الله، وحركة أنصار الله، فهذه سُنَّـةُ الله في الحياة.

إن سقوطَ القادة شهداء في سبيل الله يلهِبُ حماسَ الشعوب والجماهير، ويزيدُها حيويةً وقوة ونشاطاً، وعقيدة، وقناعة، ويوسعُ من حضور وتمدّد هذه الأُمَّـة على كُـلّ المستويات، ويرسخ الإيمان بكل القيم والمبادئ، والاستبسال في مواصلة مشوار ومسيرة العمل والحركة، وتطوير وتوسيع كُـلّ الإمْكَانات والقدرات.

الردُّ على هذه الجريمة لن يقتصرَ على الفعل ورد الفعل المماثل فقط، بل سيكون على مستوى القضية بكلها، وهذا يعني أننا سنشهد تنامياً مطرداً، وتعاظماً غيرَ مسبوق في عمليات وقدرات محور المقاومة والجهاد في سبيل الله، وستكون الضرباتُ أكبرَ مما يتصوره البعضُ، ويطمحُ إليه، وستكونُ خسارةُ حلفِ الاستكبار العالمي وأدواته تفوقُ الخيال، وكل التوقعات، وهذا هو العملُ والدور المطلوبُ أمام هكذا أحداثٍ ومواقفَ.

الرحمةُ والمغفرةُ للشهيد “سليماني” ورفاقِه، ولكل الشهداء في سبيل الله، وإنَّ غداً لناظره قريب، وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com