القواتُ المسلحةُ تكشفُ تفاصيلَ المشاركة السودانية في العدوان: أكثرُ من 12.200 قتيل وجريح في سبيل المال

سريع:

– سنجبرُ القواتِ السودانية على المغادرة وقادرون على ضرب أية تشكيلات من المرتزقة قبل وصولها إلى اليمن

– لدينا معلوماتٌ متكاملةٌ عن مستوى ونوع مشاركة كُـلّ دولة في العدوان

عبد السلام: على الخرطوم استنقاذُ جنودها من مستنقع اليمن ومن إهانات مموليهم

المرتضى: السعوديةُ رفضت مبادلةَ جثث مرتزقة سودانيين بجثامين للشهداء وأرادت الصفقةَ لجنودها القتلى

في مؤتمر صحفي استعرض خسائرَ وحجمَ القوات السودانية في صفوف العدوّ ومشاهد للقتلى والأسرى:

المسيرة | متابعات

كشفت القواتُ المسلحةُ، أمس السبت، عن تفاصيل مشاركة وخسائر القوات السودانية المشاركة في العدوان على اليمن، معلنةً أنَّ عددَ قتلى وجرحى المرتزِقة السودانيين حتى الآن تجاوَزَ 12 ألفاً وَمِئتي قتيلٍ وجريحٍ، كما كشفت عن بعض أماكن تمركزهم في الجبهات، واستعرضت مشاهدَ لخسائرهم واعترافات عدد من أسراهم، وذلك خلال مؤتمر صحفي تمَّ تخصيصُه بالكامل لهذه المعلومات، في رسالة إنذار واضحة صرّح بها ناطقُ القوات المسلحة الذي أكّـد على أنه سيتمُّ إجبار القوات السودانية على الرحيل، إذَا لم يتم سحبهم، فيما نصح رئيسُ الوفد الوطني سلطاتِ الخرطوم على “إنقاذ” عناصرها من المصير الذي ينتظرهم ومن الإهانات التي يتعرّضون لها من قبَل مشغليهم في تحالف العدوان، وهو ما أكّـده أَيْـضاً رئيسُ لجنة الأَسرى الذي كشف رفضَ السعودي لاستلام جثث مرتزِقتها السودانيين.

 

حصادُ الخسائر

حولَ تفاصيل خسائر القوات السودانية المشاركةِ في العدوان، كشف ناطقُ القوات المسلحة العميد يحيى سريع أنَّ أكثرَ من 12.253 مرتزِقاً سودانياً سقطوا قتلى وجرحى بنيران الجيش واللجان الشعبيّة منذُ بدءِ العدوان، وهو رقمٌ ضخمٌ يمثّل خسارةً فادحةً لتحالف العدوان الذي سعى لتحشيد كُـلِّ هؤلاء المرتزِقة؛ ليخوضوا معركتَه بالنيابة عن قواته.

وأوضح سريع أنَّ عددَ القتلى من المرتزِقة السودانيين في هذه الحصيلة يتجاوز 8 آلاف قتيل، فيما يتجاوز عددُ الجرحى 4.253 جريحاً.

وبيّن أنه خلال هذا العام، تمَّ تسجيلُ مصرع أكثر من 459 مرتزِقاً سودانياً، بينهم 185 سقطوا في جبهات الحدود إلى جانب العشرات من المصابين، فيما كانت حصيلةُ قتلاهم خلال العام الماضي أكثر من 710 قتلى إلى جانب مئات المصابين، وفي عامَي 2015 و2017 سقط أكثر من 850 قتيلاً منهم أَيْـضاً.

وأضاف أنَّ جبهاتِ المحافظات الجنوبية وتعز والساحل الغربي حصدت حتى الآن، أكثرَ من 2049 قتيلاً من المرتزِقة السودانيين، إلى جانب آلاف من الجرحى.

 

مشاهدُ مصورةٌ للقتلى والأَسرى

إلى جانب ما سبق، استعرض ناطقُ القوات المسلحة مشاهدَ مصورةً سجّلتها عدسةُ الإعلام الحربي من جبهات القتال، وأظهرت جانباً من خسائر المرتزِقة السودانيين في مختلف الجبهات، حيثُ وثّقت أعداداً من جثث قتلاهم وجرحاهم الذين سقطوا في مواقعَ مختلفةٍ كانوا يتمركزون فيها وبالذات في جبهات الحدود والساحل، حيثُ استخدمتهم السعوديةُ والإماراتُ للقتال نيابةً عن جيشَيهما.

وتضمّن العرضُ مشاهدَ أَيْـضاً لعدد من أَسرى المرتزِقة السودانيين، الذين أكّـدت اعترافاتهم أنَّ حجمَ خسائر القوات السودانية في اليمن كبيرٌ جِـدًّا، وأنَّ الجيشَ السعودي استخدمهم كمتارسَ بشريةٍ للقتال بالنيابة عنه.

وأكّـد ناطقُ القوات المسلحة أنَّ “جميعَ الأَسرى من الجيش السوداني تمَّ التعاملُ معهم بكلِّ إنسانية وفق الدين والأخلاق”، وهو ما شهد به أَيْـضاً الأَسرى في اعترافاتهم المصوَّرة.

 

طبيعةُ المشاركة السودانية في العدوان

وتطرّق ناطقُ القوات المسلحة إلى طبيعة مشاركة القوات السودانية في العدوان على اليمن، مبيناً في البداية أنَّ “النظامَ السعوديَّ ومعه الإماراتي استعانا بالمرتزِقة من مختلف الدول، وسخّرا أموالهما لإشراك بعض الدول في العدوان على اليمن”، وأنَّ القواتِ المسلحةَ “لديها معلومات متكاملة عن مشاركة كُـلِّ دولة ونوع ومستوى مشاركتها في العدوان والمقابل عن تلك المشاركة”.

وأوضح سريع أنَّ “النظامَ السوداني زجَّ بجنوده في الحرب البرية بخلاف بعض الدول التي اكتفت بمشاركة قواتها إما في الجو أَو البحر”، مُشيراً إلى أنه “كان يتاجر بأرواح جنوده ويسترزق بالتغرير بهم وخداعهم من خلال مبرّرات وشعارات المشاركة في العدوان على اليمن”.

وذكر ناطقُ القوات المسلحة أنَّ “مهمةَ مرتزِقة الجيش السوداني اقتصرت في البداية على التأمين قبَل الدفعِ بهم إلى الخطوط الأمامية”.

وأشَارَ إلى أنَّ “الشعبَ السودانيَّ تعرّض لحملة تضليل إعلامي كغيره من شعوب المنطقة؛ لحجب الحقائق عنه”.

وأضاف أنَّ “تحالفَ العدوانِ يعتمد على مرتزِقة الجيش السوداني، ولا يتعامل معهم كالمرتزِقة العاملين في الشركات الأمنية الأجنبية”.

وفي هذا السياق، كشف سريعُ أَيْـضاً عن معلوماتٍ استخباراتية هامّة حول تواجد القوات السودانية في الجبهات، موضحاً أنَّ “هناك ألويةً سودانية تتمركز في جبهات الحدود تحتَ إشراف سعودي، وأُخرى في الجنوب والساحل الغربي تحت إشرافٍ إماراتي”.

فبخصوص تواجد المرتزِقة السودانيين في جبهات الحدود كشف سريع أن “ما يسمى باللواء الخامس حزم وقوامُه 5 آلاف جندي سوداني يتمركز في الخوبة، وفي صامطة يتمركز ما يسمى باللواء السادس، وفي منطقة مجازة يصل قوام الجنود السودانيين إلى 2000، وفي سقام كتيبة قوامها 600 جندي سوداني”.

وفيما يخص جبهة الساحل، أوضح ناطق القوات المسلحة أن “ستة ألوية سودانية تتمركز هناك والمعلومات تفيد بترحيل ثلاثة منها قوامها 6000 جندي وضابط”.

أما في عدن ولحج، فأوضح سريع أن “1000 جندي وضابط سوداني موزعون في رأس عباس وفي مطار عدن وقاعدة العند الجوية”.

 

رسالةُ إنذار

المعلوماتُ والأرقام حول حجم القوات السودانية المتواجدة حالياً في صفوف العدوان، شكّلت رسالةً واضحةً بأن جميعَ تحَرّكات وتجمعات المرتزِقة السودانيين في مختلف الجبهات مرصودة بشكل دقيق، وأن على من تبقى منهم المغادرة قبل أن يلحقوا بأكثرَ من 12 ألف قتيل وجريح من رفاقهم.

وفي سياق هذا الإنذار، أكّـد ناطق القوات المسلحة أن “استمرار المشاركة السودانية في العدوان على اليمن يفرِضُ على قواتنا اتخاذَ خطواتٍ جادة لإجبارهم على المغادرة” وأن “القوات السودانية المتواجدة داخل اليمن تُعتبَرُ أهدافاً مشروعة وكذلك أية تشكيلات أُخرى تساندُ تحالفَ العدوان بغض النظر عن مكان تواجدها”.

وأعلن سريع أن “القوات المسلحة اليمنية تمتلك القدرة الكاملة على استهداف أية تشكيلات عسكريّة جديدة من المرتزِقة قبل وصولها إلى الأراضي اليمنية”، في تحذير يرفع مستوى الخطر المحدق بالقوات السودانية المشاركة في العدوان اليمن، إذ لم يعد تواجدهم في الأراضي اليمنية هو الخطر الوحيد عليهم فحسب.

ووفْـقاً لذلك أضاف سريع أن القوات المسلحة “تهيب بكافة الشرفاء من أبناء السودان الحفاظَ على دماء وأرواح ما تبقى من جنودهم وذلك بسحبهم وإعادتهم إلى أرضهم”.

 

جرائمُ المرتزِقة السودانيين

المؤتمر الصحفي أَيْـضاً تطرق إلى جرائم القوات السودانية المشاركة في العدوان على اليمن، مؤكّـداً أنه “خلال العامين الماضيين سُجِّلت جرائم وانتهاكات ارتكبها مرتزِقة سودانيون وصلت إلى حَدِّ الاغتصاب”، في إشارة إلى عدة جرائمَ شهدتها مناطقُ سيطرة العدوان في الساحل الغربي وعدن.

وأضاف سريع أن “الزجَّ بالأطفال في القتال يدخُلُ أَيْـضاً ضمن الجرائم والانتهاكات المرتكَبة من قبل قيادة مرتزِقة الجيش السوداني”، وهو ما كانت قد أكّـدته صحيفة نيويورك تايمز نهاية العام الماضي، حين كشفت في تحقيق لها أن نسبةَ الأطفال المشاركين ضمن القوات السودانية المتواجدة في اليمن تصلُ إلى 40 % من إجمالي تلك القوات.

 

عبدُالسلام: على الخرطوم استنقاذُ جنودها الغارقين في اليمن

رئيسُ الوفد الوطني وناطق أنصار الله، محمد عَبدالسلام، علّق على المعلومات والتفاصيل التي كشفها ناطقُ القوات المسلحة، واصفاً المشاركةَ السودانية في العدوان على اليمن بأنها “واحدةٌ من كوارث البشير التي جرَّها على شعبه وجيشه في سبيل حفنة من المال”.

وأضاف عَبدالسلام أنه بالرغم من كُـلّ ذلك، إلّا أن السعوديةَ والإمارات تنكرتا للبشير، في إشارة إلى تخليهما عنه عندما قامت الاحتجاجات الشعبيّة التي أودت به إلى المحاكمة.

ووجّه عَبدُالسلام رسالةَ إنذار ونُصحٍ لسلطات الخرطوم بأن عليها “أن تستنقذَ جنودها الغارقين في وحول اليمن وإنقاذهم من الإهانات التي يتعرضون لها من قبل مموليهم”، في إشارة إلى الخسائر التي يتعرضون لها في الميدان، والإهانات التي يتلقونها من قبَل مشغِّليهم السعوديين والإماراتيين.

 

“المرتضى” يكشفُ إهانةَ السعودية لمرتزِقتها السودانيين

وإضافَةً إلى ما كشفه ناطقُ القوات المسلحة من تفاصيلَ، جاء تعليقُ رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأَسرى، عَبدالقادر المرتضى كاشفاً تفاصيلَ جديدةً، حيثُ قال: “عرضنا على الجانب السعودي قبلَ فترة عدداً من جثث الجنود (السودانيين) أثناءَ تفاوضنا معهم عبر الأمم المتحدة في مقابل أن يسلمونا جثامين لعدد من شهدائنا لديهم فرفضوا ذلك إلّا في مقابل جثث لجنودهم هم –أي السعوديين-“.

ويكشفُ هذا حقيقةَ التعامل المُهين الذي يتلقاه المرتزِقة السودانيون من قبل السعودية والإمارات، والذي ذكره رئيسُ الوفد الوطني في تعليقه السابق.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com