مفاوضاتُ العالم مع الدولة اليمنية على ضوء مبادرة الرئيس اليمني

عبدالفتاح حيدرة

مرحلة جديدة، وسابقة جديدة ولغة جديدة وصحيفة جديدة كان حوار رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد عبدالكريم الغماري، الذي أجرته صحيفةُ (اليمن الجديد) ليحمل عدة رسائلَ للداخل والخارج، أبرزُ هذه الرسائل هي الرسالةُ العسكريّة التي لم يتطرّق لها الحوارُ لغةً، ولكنها تحمل الإطارَ العام للحوار، وهي رسالةٌ تحتوي على إثبات حَقّ أن هناك مؤسّسةً عسكريّة يمنية تتبع دولةً يمنية لها رئيسٌ وجيشٌ ومؤسّساتُ دولة متكاملة، يمكنهم من توقيع الاتّفاقيات والالتزام بها، ويجب التعامل معهم بهذه الصورة، وليس كما يدعي العالمُ أنهم مِليشياتٌ لا يمكن الاتّفاق معهم..

الرسالة الثانية وهي طالما سوف يتمُّ التعامل معنا كدولة يمنية وجيش يمني، فإن المؤسّسةَ العسكريّة اليمنية تطمئن كافَّةَ دول العالم (الصديق والعدو) بالتزام الجيش بمبادرة الرئيس اليمني مهدي المشّاط لوقف إطلاق النار، وبإمْكَان الدول الساعية والمهتمة في تحقيق وقف إطلاق النار والحرب على اليمن أن تعيَ جيَدًا أنها سوف تتعامل وتتفق وتفاوض مع دولة يمنية عضو في الأمم المتحدة وموقعه على معاهداتها ومواثيقها.

وهذه الرسالة تحملُ في طياتها التزام القيادة العسكريّة اليمنية الميدانية (جيشاً ولجاناً) بتوجيهات وموجّهات القيادة الثورية والسياسية؛ لإعطاء فرصة لنجاح مبادرة الرئيس المشّاط، في حال اقتنعت (بريطانيا وأمريكا) كدولٍ راعية للحرب والحصار على اليمن، بأن مصالحَها مهددةٌ ويجب عليهما إرغامُ السعودية على إعلان قبول المبادرة وَبداية المفاوضات وبرعاية واعتراف دولي بالدولة اليمنية، ومن خلال مبادرة الرئيس اليمني لإنهاء الحرب والحصار على اليمن..

الرسالة الثالثة في الحوار توضّحُ للشعب اليمني، خَاصَّةً أنه أصبح يملكُ دولةً وجيشاً يحميانه من أية عدوان خارجي، أنَّ المؤسّسةَ العسكريّة اليمنية أصبحت اليوم تفرض معادلات الهيبة والقوة والردع، وبإمْكَانها تغيير قواعد الاشتباك لصالح اليمن ووحدته واستقلاله في أية لحظة وأية وقت، وضد أية دولة في العالم، بعد أن أرغم تحالفاً يضمُّ أغنى دول العالم على الركوع والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.

هذه أهم ثلاثة رسائل حملها حوارُ الغُماري، وفي جُعبة هذا الحوار ما لا يمكن الحديثُ عنه في مقالة، وسوف ندعه؛ ليظهر نفسه على الميدان، حتى لا نتورط في كشف تكتيك الجيش اليمني أَو السياسي اليمني، ولكنه وكما ذكرت في البداية حوار جديد ولغة جديدة وصحيفة جديدة، بما يعني أنَّ المرحلةَ مرحلةٌ جديدةٌ، وهي أنَّ هذه المفاوضاتِ اعترافٌ من العالم كلِّه باليمن الجديد وبدولته الجديدة ومؤسّساته الجديدة وجيشه الجديد، بما يعني نجاحَ سياسيي وعسكريّي أنصار الله في استخراج اعتراف دولي بدولة ورئيس وجيش اليمن، بعدَ أن بقيَ العالمُ خمسة أعوام يتعاملُ معهم كمِليشيات..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com