خبراء عسكريون وسياسيون عرب: عملية “نصر من الله” تحوُّلٌ استراتيجي عسكري غير مسبوق

في تغطية خاصة لقناة الميادين بشأن عملية “نصر من الله”:

اعتبروا أن الفترة المتبقية قصيرة جداً لإجبار تحالف العدوان على الخضوع

المسيرة| متابعات

ألقت عمليةُ “نصر من الله” بظِلالها على المفكرين والسياسيين العرب، حيث اعتبرها السياسيون بدايةً لتحوّل استراتيجي غير مسبوق، وتحول جديد في مسار العمليات العسكرية على أرض الميدان.

وفي تغطية خَاصَّة مطولة قامت بها قناةُ الميادين الإخبارية من خلال استضافة عددٍ من المحليين والعسكريين العرب، قال الباحثُ العسكري والسياسي اللبناني العميد محمد عباس: إنَّ هذه العملية الكبيرة جِـدًّا تشيرُ إلى أمرين، الأمر الأول تطور القدرات للجيش واللجان الشعبيّة بصورة مضطردة وبصورة تكون قادرة على خوض عمليات كبرى، مُضيفاً أنَّ العملية -بحسب البيان للمتحدث العسكري اليمني يحيى سريع- تمت بالسيطرة والحصار واغتنام الآليات وأسر الآلاف خلال 72 ساعة، ما يعد نصراً عسكرياً كبيراً.

وأضاف عباس، أنَّ الجيش واللجان الشعبيّة بدأوا العمليةَ بعمليات تشبه عمليات القوات الخَاصَّة؛ ولذلك لجئوا إلى عمليات صغيرة لا تتجاوز عدد المقاتلين في كُـلّ وحدة الـ 100 عنصر، وهذه العمليةُ تشير إلى تحوّل استراتيجي، وهذا التحول بدءٌ في الخيارات الاستراتيجية؛ لأَنَّ هذا التحول يأخذ أكثرَ من منحى: العمليات البرية , والمنحى الآخرُ هو عملياتُ الطائرات المسيرة التي تضرب العمقَ السعودي.

وأشَارَ المحلِّل العسكري محمد عباس، إلى أنَّ الوضع في اليمن يشابهُ ما حصل في حلب في 2015، وَالجيش اليمني في المرحلة الابتدائية من المراحل الاستراتيجية التي تؤدي إلى إسقاط العدوّ، وهذه تشبه التي حصلت في سوريا وفي حروب فيتنام، وكانت العمليات تتوسعُ جِـدًّا قبل النزع الأخير من المعركة، وحصل في فيتنام الهجوم الصاعق على سايقون.

واعتبر عباس، أنَّ العملية تدلُّ على أن الفترةَ المتبقية قصيرة جِـدًّا لإجبار تحالف العدوان على الخضوع وإبداء مرونة في الحل السياسي، إضافةً إلى عمليات توازن الردع في العمق السعودي..

وأشَارَ عباس إلى أن الجيش اليمني واللجان الشعبيّة أصبحوا يمتلكون قدراتٍ كبيرةً ومعتبرة؛ بدليلِ حجم هذه العملية، مُضيفاً “عندما يكون حجمُ العدوّ حوالي فرقة، بدون شكٍ أنَّ الجيش واللجان حشدوا أكثر من فرقة، والجيش واللجان لا يستطيعون القيام بعمليات إلّا بعدد محدود؛ بسبب السيطرة الجوية لتحالف العدوان؛ وذلك لتخفيف الخسائر، ولكن بعد الخبرات المتراكمة التي اكتسبها الجيشُ واللجان، وبعد الصعود المعنوي للجيش واللجان؛ نتيجةً للانتصارات المحقّقة , ونتيجةً لضعف معنويات الخصم طوال خمس سنوات؛ لأَنَّه لم يستطعْ تحقيق أي هدف، مُضيفاً هنا يرتبط الفارق المعنوي بين الطرفين، طرفٌ يقاتل ولدية قضيةٌ هامَّة وهي تحرير الأرض ضدَّ قوة تستعين بمرتزِقة محليين أَو أجانبَ , واللذين بدورهم لن يكونوا كصاحبِ الأرض والقضية بالتأكيد، وبرغم التفوق التسليحي للتحالف، فقد تفوّق الجيشُ واللجان في التخطيط الاستراتيجي والعملياتي , والذي يواجهه ضعفٌ في التخطيط الاستراتيجي والعملياتي من قبل الجيش السعودي, والذين لا يمتلكون أيَّة خبرات.

وفي شأن التعامل مع الأسرى، قال عباس: إن الجيش واللجان أثبتوا أنهم الوحيدون في اليمن، الذين يحترمون ما يُسَمَّى القانون الدولي الإنساني؛ لأَنَّ دولَ التحالف لم تحترم هذا الأمر, ودائماً الحركاتُ المنطلقة من الشعب ومن أوساط الشعب يكون لديها حَسٌّ وطنيٌ عالٍ وأخلاق عالية، ولا يحتاجون من يوجههم بتعاليم القانون الدولي الإنساني.

وأضاف “نرى الأسرى في أيدي الجيش يعاملون وفقَ الأخلاق اليمنية المعروفة التي هي أَسَاساً تسبق القوانين التي لها علاقة بالقانون الدولي الإنساني، وهذا الأمر لا ينطبق على تحالف العدوان, والتعبيرات التي جاء بها الناطق الرسمي عن تحييد الأسرى عن القصف الجوي، وهذا يدخلُ في هذا الإطار والنطاق , وتحالفُ العدوان لا يريد الصليب الأحمر في الساعات الأولى؛ لأَنَّه سيدخل معه الإعلام، وهذا الأمر فشل معهم، حيثُ حاولوا التعميةَ مراراً وتكراراً، ولكن الحقيقة تظهر جلياً.

وأردف عباس قائلاً: “كتم المعلومات عن العملية وعن الأسرى السعوديين، يدخل في إطار أصول التفاوض، والقيادة السياسية اليمنية التي أصبحت ضليعة في هذا الإطار بعد الكشف عن المعلومات، وخُصُــوْصاً إذَا كانت المعلومات مهمةً وبخصوص الأسرى , وفي المعارك لا يقدم أية معلومات عن مصير الأسرى.

وبيّن عباس، أنَّ مسالة إدارة التفاوض مسالةٌ مهمة وهذا يدخل في إطار سليم، وسيؤدي إلى تنازل الطرف السعودي والقبول بأية تسوية سياسية، وأصبح الحديثُ عن أن لا أحدٌ قادراً على أن يحسم المعركة عسكرياً متغيراً , وبالزخم الشعبي للجيش واللجان فهم قادرون على الحسم العسكري.

من جانبه، المحلِّل السياسي المصري إبراهيم سنجاب -نائب تحرير الأهرام المصرية- قال: أُطْلِقُ على المعركة، معركةَ المشاهد المذهلة مشاهدِ الفرار ومشاهدِ المعاملة الحَسنة للمرتزِقة من قبَل الجيش واللجان الشعبيّة، متسائلاً: إذَا كانت هذه المرحلة الأولى من مجموعة مراحل، فكيف ستكون المرحلة الأخيرة؟

واعتبر سنجاب، المعركةَ تحوّلاً استراتيجياً ولها مكاسبُ سياسيةٌ كبيرة جِـدًّا , مُضيفاً أنَّ الملاحَظَ من الإعلام اليمني ووزير الدفاع والناطق الرسمي والمشاهد الموثقة، ما يدل على انضباط كبير، بعكس الطرف الاخر.

وتساءل سنجاب: كيف ستكون الروح المعنوية بعد هذه المعركة للمقاتلين المرتزِقة ولجانب التحالف، في مقابل الروح المعنوية لشعب كامل محاصر منذُ خمس سنوات؟، مُضيفاً “لو تخيلنا أنَّ قوات التحالف والشرعية هي من أسرت هذه الأعداد، كيف سيتم معاملتهم ونحن قد شاهدنا من قبل مشاهد الذبح والقتل والدفن أحياءً من قبل الشرعية، وهذا يثبت قيمةَ المقاتل لكل طرف؟!”.

وأضاف سنجاب، أن المعركة عموماً سيكون لها هدفٌ سياسي ومبادرات سلام واتّفاقات، وصنعاءُ هي أقربُ لتحقيق أهدافها السياسية من صمود خمس سنوات، مردفاً ولكن خسائرَ التحالف والسعودية تحديداً لم تكن متوقعةً، ولن يشعر بها الطرف السعودي إلّا بعد انتهاء الحرب, مبينًا أنَّ السعودية ستقدر كم كانت خسائرها كبيرة وضخمة ومذهلة، وستعرف أنه كان يمكن حَــلّ المشكلة في اليمن بشكلٍ لا يمكن أن يكلفها كُـلّ هذه الخسائر وليست الخسائر المادية فحسب، بل الخسائر المعنوية وخسائر وحدة الشعب وخسائر قوة القيادة؛ لأَنَّ الخسائر المادية يمكن تعويضها.

وختم سنجاب تصريحاته لقناة الميادين الإخبارية بقوله: “هل حان الوقت لجامعة الدول العربية أن تقدمَ مشروع مصالحة في اليمن، ويحافظ على ماء الوجه السعودي؟، أم أن نتركها لترامب ليتاجرَ بالسعودية؟!”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com