المبادرةُ جاءت من مصدر قوة ومن فكر السلام الذي يحمله اليمنيون للعالم أجمع

صحيفة “المسيرة” تستطلع آراءَ عدد من الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين بشأن مبادرة الرئيس:

المسيرة: استطلاع| أيمن قائد:

جسّدت مبادرةُ الرئيس المشير مهدي المشّاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- التي أطلقها قبلَ أيام في خطابه بمناسبة العيد الخامس لثورة الـ 21 من سبتمبر، بشأن توقف استهداف المنشآت الحيوية داخلَ العمق السعودي عبر الضربات الصاروخية وسلاح الجو المسيّر ومنح دول العدوان فرصةً أخيرة لمراجعة مواقفه وحساباته، عظمةَ الإنسان اليمني والأخلاقَ السامية والعالية التي يمتع بها مقاتلو هذا البلد تجاه خصومهم قبلَ أصدقائهم.

ومن منطلق القوة وإقامة الحُجَّة جاءت مبادرةُ صنعاء لتجدَ ترحيباً دولياً وعالمياً وعربياً أبرزه ترحيبُ الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي أشاد بصدق نوايا حكومة الإنقاذ، متمنياً من الطرف الآخر الاستجابةَ لها، لكن هيهاتَ أن تستجيبَ دولُ العدوان وأدواتها ومرتزِقتها المتمثلة في حكومة الفارّ هادي لنداءِ الحقِّ، وهم من يقفون منذُ 5 سنوات في صفِّ الباطل وممارسة أبشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق شعبٍ مسلم مسالم، دون أي ذنب.

وبهذا الخصوص استطلعت صحيفةُ “المسيرة” آراءَ عدد من الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والمواطنين، فإلى الحصيلة:

 

المبادرةُ تأتي من موضع القوة والثقة وإقامة الحُجّة

الدكتور مشعل الريفي -عميد كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء- أكّـد أن مبادرة الرئيس المشّاط هي مبادرةُ إقامة الحجة أمام الله والعالم أجمع؛ كونها مبادرةً من موقف قوة وليست من موقف الضعف، مُضيفاً “يجب على قوى تحالف العدوان أن يأخذوا المبادرةَ لما فيه مصلحتهم ولما فيه حقنٌ للدماء”، مردفاً “إذا استمروا في عدوانهم وغيهم فإن الحجةَ على الشعب اليمني والقيادة السياسية قد سقطت”.

وقال الدكتور الريفي في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة: إنَّ “سلاح الردع سلاح الجو المسيّر هو الذي أكسب هذه المبادرة قوتَها وقيمتها ومضمونها على المستوى العالمي”، مُضيفاً “يجب أن تظلَّ هذه القوة المتصاعدة في سلاح الردع؛ لتحقّق مجموعة من الأهداف وعلى رأسها توقفُ العدوان العسكري على اليمن ورفع الحصار والإفراج عن السفن المحتجزة، وعدم تكرار مثل هذا الاحتجاز، بالإضافة إلى إجبار الأطراف المتحالفة مع العدوان إلى الجلوس لمائدة الحوار؛ حقناً للدماء ولضمان حَلٍّ سلمي عادل لكلِّ اليمنيين، يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه ويطهر كُـلَّ شبر من الاحتلال”.

بدوره، اعتبر الدكتور سعد العلوي -عميد كلية التربية بجامعة صنعاء- مبادرةَ الرئيس المشّاط “إيجابيةً تنطلقُ من موقع القوة، وتوجّـه رسالة قوية لجميع الأطراف وفي مقدمتها قوى العدوان؛ لتبادر للسلام”، لافتاً إلى “عدم استجابة قوى العدوان لهذه المبادرة؛ كون تلك القوى الاستكبارية تنفذ مخطّطاً أمريكياً صهيونياً”.

من جانبه، قال أمين كلية الحاسوب الأستاذ عَبدالكريم الغرسي: “إن مبادرة الرئيس المشّاط قوية وجريئة تجعل قوى العدوان في محك، مُضيفاً “قوى العدوان سيحسبون أنَّ هذه المبادرة من مصدر ضعف؛ كونهم لا يفهمون ولا يعقلون؛ لأَنَّهم كالأنعام بل هم أضلّ”، مُشيراً إلى أن فهم اليهود العميق هو أكبر من فهم أذنابهم من آل سعود وآل نهيان؛ كونهم لا يعرفون أين مصلحتهم.

أيضاً وجّه الغرسي رسالتَه قائلاً: “كما نقول للمجاهدين أن يبقوا أياديَهم على الزناد، فإننا نقول للطيران المسيّر والقوة الصاروخية أن يكونا على استعداد، وأن تكون هناك ضرباتٌ أكثرُ إيلاماً وأكثر تأثيراً، وما الضرباتُ السابقة إلّا رسالة للشيطان الأكبر أمريكا أكثر من ما هي لأذنابهم العملاء، الذين لا يفهمون شيئاً”.

 

غطرسة دول العدوان تحول بين الانصياع للسلام

من يحسبون أنَّ مبادرة الرئيس المشّاط من موضع الضعف، عليهم إعادة النظر إلى أحداث فتنة ديسمبر، هكذا قال محمد حمود جعفر، مضيفاً: “عندما قام السيد القائد بمناشدة عفاش اعتقد أغلبُ الناس أنَّ المناشدة من مصدر ضعف وخوف وإرجاف، وأنها من موضع استرجاء”، متبعاً “تلك المناشدة أتت برأس عفاش، وهذه المبادرة “مبادرة المشّاط” ستأتي برؤوس التحالف وأذنابهم وأسيادهم بإذن الله”.

إلى ذلك، قال مدير مكتب الإعلام بجامعة صنعاء عبدالله محبوب: إن “المبادرة هي من موضع القوة والعزة والكرامة ومن موضع السلام اليمني ومن فكر السلام الذي يحمله اليمنيون للعالم أجمع”، مُضيفاً “إنها تبرهن توجُّهاتِ ثورة الـ 21 من سبتمبر، وكذلك ثورة الإمام زيد -عليه السلام- التي نعيش ذكراها؛ لنرسلَ رسالةً للعالم بأننا لسنا معتدين، ولا نهدفُ للحرب، وإنما هدفنا بناءُ وطن قوي، وكذلك استقلالنا وكرامتنا ووحدة الأمة العربية والإسلامية”.

وأشَارَ محبوب إلى غباء وحماقة النظام السعودي في استغلال هذه الفرصة، مردفاً “نعوّل على الشرفاء داخلَ السعودية من أبناء نجدٍ والحجاز؛ للضغط على النظام السعودي لقبول هذه المبادرة القيمة، وعدم الخضوع لاستفزازات ترامب الذي يحلب مالهم وكلَّ ما لديهم”.

بدوره، الإعلامي محسن الجمال قال: “إن مبادرة السلام لن تتلقى أيَّ قبول من النظامين الإماراتي والسعودي، الذين ليسوا في المنطقة إلّا ذيولاً للصهيو أمريكي، وأدوات رخيصة؛ لتنفيذ مخطّطاتها بحقِّ الشعوب والبلدان العربية؛ كون الكبر والغطرسة ستحول بينهم وبين الانصياع للسلام”، مُضيفاً “إن في مواصلة عدوانهم كِبر فرعون أمام موسى -عليه الإسلام-، وسيجرهم إلى الهاوية ولن ينفعهم الندمُ والحسرةُ إذَا لم يقتنصوا هذه الفرصة ويشبثوا بها”.

 

بمثابة العفو عند المقدرة

من جانبه، الناشط الإعلامي خالد العراسي، أوضح أن مبادرة الرئيس جاءت بعد أن عرف العدوُّ قدرةَ الجيش واللجان على تدمير منشئاته، واستناده على القوة والثقة.

وفي أهميّة المبادرة قال العراسي: “إن المبادرة إقامةُ حُجَّةٌ أكبر من ذي قبل؛ كونها أتت بعد تدمير أرامكو، بمعنى أن المبادرة تعتبر بمثابة العفو عند المقدرة؛ لأَنَّ القادم سيكون أشدّ مما مضى، وهذا ما كان يتمُّ حتى على مستوى الداخل في قمع الفتن، لكن العدوّ الغبي والمتغطرس كان يفسرها –باستمرار- على أنها مؤشرُ ضعف”، متبعاً “إن المبادرة فتحت للعدوان باباً جديداً لتخرج منه بدلاً عن باب الهزيمة والانكسار”.

وأضاف: “إن المبادرة توضح أن غايتنا من استهداف دول العدوان هو كفُّ أذاهم وليس تدميرهم، ففي الأول والأخير السعوديةُ ليست عدونا كبلد إسلامي عربي، والأعداء هم صهاينة العرب من بني سعود وغيرهم، ممن زرعتهم أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني؛ ليسهلوا لهم نهب ثرواتنا، وأوكلوا إليهم مهمة تدمير الأوطان وتقسيمه بما فيها السعودية نفسها”، معتبراً الإجراءات التي قامت بها السعوديةُ مؤشرات واضحة على نيتها في استمرار العدوان، ومنها تشغيل وتفعيل صافرات الإنذار والتواصل مع روسيا وكوريا الجنوبية؛ لشراء منظومات دفاعية جوية وقيامها بـ 39 غارة جوية خلال 12 ساعة منذُ لحظة إطلاق المبادرة إلى مساء يوم السبت، كما ورد في تصريح الناطق الرسمي لقواتنا المسلحة، بالإضافة إلى استمرار احتجاز ناقلات الغذاء والوقود واستمرار حصار الدريهمي.

ووجّه العراسي رسالتَه لقوى العدوان، وعلى رأسها النظامُ السعودي قائلاً: “عليها أن تستفيدَ من الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرّر، وتتعامل معها كطوق نجاة ولا تستمر في تصديق كُـلّ من يسول لها إجرامها، فقد بات العالمُ أجمع يعرف حجم الكارثة التي ستصيب السعودية في حال استمر العدوان، وهي خسارة لا نريدها أن تحدث لهم، فليتعقلوا ويراجعوا أنفسَهم قبلَ فوات الأوان”، مردفاً “فلتتخذ السعودية قراراً واحداً خارج إرادة أميركا العاجزة عن حمايتها”.

 

اليمنيون دعاة سلام لا دعاة حرب

وفي السياق، قال الناشط السياسي خالد أحسن: إنَّ “مبادرة الرئيس المشّاط من ناحية أننا –اليمنيين- دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، وليعلم العالم عامة والسعوديون خَاصَّةً أننا لن نستهدفْ منشئاتهم الاقتصادية إلا بسبب العدوان واستمرار الحصار، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة للنظام السلولي أن يراجع حساباته”، متبعاً “لا أتوقع أن تلاقي هذه المبادرة آذاناً واعية، بل أتوقع أن تكون الضربة اليمانية أكثر أيلاماً للعدوان، كما توعدهم السيد العلَم عَبدالملك الحوثي”.

ووجّه أحسن رسالةً للشعب اليمني المظلوم، بأن الفرج بات قريباً بل وأقرب من حبل الوريد، داعياً إلى مزيدٍ من الصمود ورفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال، موجّهاً رسالته الأُخرى لقوى العدوان قائلاً للنظامين السعودي الإماراتي: “يا بعران الخليج اعلموا أن المبادرة اليوم هي بيد الجيش ولجان الشعب اليمني، وأن عدوانكم يلفظ أنفاسَه الأخيرة، فالمعركة اليوم باتت معركة الند بالند، وعلى الباغي تدور الدوائر”.

 

المبادرة تخرج العدوَّ من المستنقع

من جهته، اعتبر الناشطُ الإعلامي أصيل نايف حيدان أنَّ المبادرة آخرُ المجالات لإيجاد الحل في إنقاذ النظام السعودي من دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، مُشيراً إلى غباء العدوّ وتجاهله لقيمة المبادرة؛ لإخراجه من وحل المستنقع الذي وقع فيه.

وقال حيدان: إنَّ تحذير قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لدول العدوان في بيانه دليلٌ شاهدٌ على إن لم يتوقف العدوّ من استمراره بشن الغارات، ستواصل القوة الصاروخية والطيران المسيّر استهدافها للمواقع العسكرية والمنشئات التابعة للعدو، سواءٌ أكانت في السعودية أَو في غيرها من الدول المشاركة في العدوان، موجهاً رسالته لقوى العدوان بإعادة النظر في مضمون المبادرة جيَدًا؛ كون الوقت متاحاً لهم للقبول أَو الرفض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com