خطاب المشاط في الذكرى الـ5 لثورة 21 سبتمبر2014.. 2019

 

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله وعلى آلِه الطيِّبين الطاهرين وَارْضَ اللَّهُم عن أَصْحَابِهِ المنتجَبِين، وبعدُ..

في خِضَمِّ الاحتفال بالذكرى الخامسة لقيام ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيد يُسعدُني ويُشرِّفُني أن أتقدمَ باسمي واسم زملائي في المجلس السياسي الأعلى بخالص التهاني وأصدق التبريكات إلى جماهير وأبناء شعبنا اليمني العظيم بكافة مكوناته الحرة والشريفة ، ونزُفُّها تحيةَ إجلال وإكبار إلى قائد هذه الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كُـلّ رفاق السلاح من أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبيّة وقبائلنا الوفية وكل الشرفاء من أبناء اليمن العظيم في الداخل والخارج.

 

أَيُّهَـا الإِخْـوَةُ والأخواتُ:

إنَّ هذه المناسبةَ العزيزة تُذَكِّرُنا بيوم تاريخي ومفصلي في حياة شعبنا ، أَلَا وهو ذلك اليومُ الذي قرّر فيه الشعبُ اليمني أن يقولَ كلمتَه إزاءَ عقودٍ من التبعية والارتهان والفساد والاستبداد ، تلك العقودُ الظلامية التي أهدرت الفُرَصَ في بناء الدولة وصون الوحدة وتحقيق الأمن وبناء الاقتصاد واستخفت بالحقوق ، ورهنت القرارَ اليمني بيد الأجانب ، ووضعت كُـلّ آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم في مَهَبِّ الريح.

نعم.. تلك العقود الطوال التي امتلأت بالحديث والضجيج عن الأمن والدولة والوحدة والجمهورية والوطن والوطنية والتنمية… إلخ في الوقت الذي كانت قوى الفساد والاستبداد تخنقُ على أرض الواقع كُـلَّ هذه المفاهيم والقيم الجميلة ، وتصلبها على هيئة عناوينَ وأشكال معلقة ومحنطة بلا روح وبلا مضامينَ أَو مصاديقَ ملموسة حتى إذَا جد الجدُّ وجدناهم يبيعونها بثمنٍ بخس.

لذلك كانت اليمنُ ودولة السبعة آلاف عام بين خيارَين:

إما أن تستمرَّ تحتَ وطأة المعاناة الدائمة والضعف الدائم ، والفساد والاستبداد الدائمين ، فتبقى وتستمر كما أراد لها الآخرون ، حديقةً خلفيةً للتدخلات الخارجية ومرتعاً أبدياً للعابثين والفاسدين ، وتلك البلد الموصوفة دولياً -منذ أربعين عَاماً- بالدولة الهشة والفقيرة والفاسدة وغير الآمنة.

وإما أن تثورَ وتتحَرّكَ لتستعيدَ قرارَها وكبرياءَها وهيبتها ودورَها ومكانتها وتمتلك شروط نهضتها وعزتها ، وتعيد الاعتبارَ لكل القيم والمعاني المتصلة بالمفهوم الثري والواسع لليمن الأرض والإنسان والتاريخ والمستقبل.

فكانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هي الخيار الذي يليق باليمن العظيم وإن كان الثمن باهظاً ، وإن كانت كُـلُّ مساوئ الماضي ستنفجرُ على هيئة أشكال وألوان من المعاناة الإضافية ، لكنها خيارُ الضرورة ، وخيارُ التصحيح الشجاع ضمن إرادة شعب كريم قرّر أن يتحرّرَ من كُـلّ صيغ الضعف والارتهان ، وأن يخلعَ عن كاهله وطأة الهيمنة الخارجية والمعاناة الأبدية ، ذلك أن وجعاً مؤقتاً وإن كَبُرَ أهونُ بكثير من وجع دائم وإن صَغُرَ ، وفي كُـلّ الأحوال مهما كان الثمن فإنه يظل أهون بكثير من العيش تحت ذل الهيمنة وقهر الاستكبار الأجنبي.

 

أَيُّـهَـا الشَّعْـبُ اليمنيُّ العظيمُ:

لقد حاولت الثورةُ -بما تميّزت به من وعيٍ وثقةٍ ، وبما جُبِلَتْ عليه من مكارم أخلاق وتسامٍ على الجراح- أن تجلبَ السلام ، وأن تجسِّــدَ ولو بعضاً من آمال وتطلعات شعبها بأقلِّ قدر من المعاناة والأعباء ، فتشبثت بخيار السلمية ، ودعت لوطن يتسعُ لجميع أبنائه على قاعدة الشراكة والتوافق ، وغلَّبت من أول يوم شيمَ الصفح والعفو ، وانحازت للغة السلام والحوار ، وانتظمت على قدم المساواة مع كُـلّ خصومها في ما عُرف بوثيقة السلم والشراكة ، لتصبحَ بحق أولَ ثورة في التاريخ تحاورُ خصومَها ، وأولَ ثورة في التاريخ لم تنصب المشانقَ ولم تنشُرْ محاكم التفتيش ولم تقم حفلاتِ الإعدام ، وكانت من وراء كُـلّ ذلك تهدفُ إلى خلق مناخ جديد ملؤه التسامحُ والتعايشُ وإرساءُ قيم العمل المشترك لبناء يمن جديدٍ خالٍ من الفساد والاستبداد والظلم والإرهاب ومن الهيمنة الخارجية ، ويشترك في بنائه وينعمُ بخيراته كُـلُّ أبنائه جميعاً ومِن دون استثناء.

وبهذه المنهجية أنتجت الثورةُ مشهداً مذهلاً من التسامح كان وما يزال وسيبقى واحداً من أعظم تجليات العقل السياسي اليمني الذي جسّد بحق روحَ وأخلاق ومكارم هذا الشعب اليمني الأصيل ، لكن قوى العمالة والارتهان -وبكل أسف- لم تستسغْ مشهداً كهذا المشهد ، فهي لم تألفْ يوماً أن تكونَ قريبة من الشعب ، فما بالُكم وقد وجدت نفسَها أمام ثورة تُلزِمُها بالشراكة ، وتضعُها على قَدَمِ المساواة مع سائر أبناء الشعب.

نعم.. فأولئك المنتفعون تعوّدوا فقط أن لا يروا غيرَهم على المسرح ، وأن لا يتمحوروا إلا حول مصالحهم الضيِّقة ، وحول ذواتهم التي ظلوا على المدى يرونها فوق الشعب وفوق الوطن وفوق كُـلّ الاعتبارات؛ لذلك تنكروا لكرم الثورة وقيمها ومواقفها المتسامحة ، ومضَوا يجلبون دولَ الوصاية عليهم ، ويحشدون كُـلّ القتلة ، ومضَوا يصفقون لقتل نساء وأطفال اليمن ويستمتعون بحصار وتجويع الشعب ودمار وتدمير الوطن ، صانعين من أنفسهم ذريعةً قذرةً ، وشمّاعةً مهترئة ومشبوهة ، لأكبر خيانة في تاريخ الخيانة ، وأكبر جريمة في تاريخ الجريمة؛ ظنّاً منهم أنهم بذلك سيكسرون إرادةَ الشعب ويعيدون اليمنَ إلى حضيرة التبعية والارتهان من جديد ، ولكنهم -بفضل الله ثم بفضل الثورة وشعب الثورة وقيادة الثورة- خابوا وفشلوا ولم يجنوا من وراء مواقفهم الارتزاقية والعدوانية سوى أكبر الخزي في تاريخ الخزي ، وأكبر العار في تاريخ العار.

 

أَيُّـهَـا الشَّعْـبُ اليمنيُّ العظيمُ:

لقد قطعنا في أفياء هذه الثورة المباركة أشواطاً مهمةً وكبيرةً على طريق الاعتماد على الله والاعتماد على الذات ، وكما تعلمون فإن لكل مرحلة معاييرَها ومقاييسَها الخَاصَّةَ بها؛ ولذلك يخطئ كثيراً من يحاكِمُ أَو يقيِّمُ مرحلةَ الحرب الضروس التي نعيشها وفقَ معايير ومتطلبات الرفاهية والرخاء وغيرها من المقاييس الخَاصَّة بالمراحل الطبيعية أَو الاعتيادية ، وإنما يقاسُ النجاحُ فيها بمعاييرِ الصبر والصمود والتجلُّدِ والتضحية والعطاء والفداء والثبات في منازلة الغازي الأجنبي وخوض الأهوال ، والذود عن الحمى ، والسهر على حفظ الأمن وصَون السكينة العامة والحفاظ على المؤسّسات وتوفير الحد الأدنى من الخدمات ، وعادةً ما تقاس وتُقيَّمُ نجاحاتُ الدولة والشعب والمكونات والأشخاص في مثل هذه الظروف بمقدار الإسهام في إذكاء هذه المعاني وتشييدِها ضمن إرادة جماهيرية وسياسية وعسكرية قوية وصلبة وتزدادُ قوةً ورسوخاً وثباتاً كلما اشتدت الظروف وازدحمت التحديات.

 

أَيُّهَـا الإِخْـوَةُ والأخواتُ في عموم اليمن الحبيب:

وبعدَ ما يقارِبُ الخمسَ سنوات من العدوان الغاشم وما يتكِّئُ عليه من تحالفات وإمْكَاناتٍ عسكرية وسياسية ومالية عريضة وواسعة وما راهن عليه من استغلالِ ظروفِ اليمن الصعبة ومن إمعان في الممارسات الوحشية والتدمير الواسع النطاق والقتل الذريع والحصار المطبِق والتجويع الممنهج، ها نحن بحمد الله أقوى عزماً وأمضى إرادةً وأكثر تماسُكاً وأصدقُ موقفاً وكلمةً ، ونحرِزُ التقدمَ تلو التقدمِ في كُـلّ مجال وعلى كُـلِّ صعيد، وفي المقابل ها هو عدوُّكم يعاني التمزُّقَ والتخبُّطَ ويغرقُ في الكراهية وفي الجرائم والانتهاكات وفي العلاقات المشبوهة مع أعداء الأُمَّـة والقاعدة وداعش ويضعُ نفسَه كُـلَّ يوم تحتَ مقصلةٍ جديدةٍ من الضغط والابتزاز والاستنزاف والانكشاف ، وكلما استمر في عدوانه كلما وضع أمنَه ومصالحَه وسُمعتَه ومكانته في مَهَبِّ الريح.

لذلك يحقُّ لأبناء شعبنا اليمني العظيم أن يفخروا اليومَ بثورتهم وبقيادتهم وأن يعتزوا بصمودهم وجراحهم وتضحياتهم ومعاناتهم؛ لأَنَّها لم ولن تذهبَ سُدَىً؛ ولأنها ستثمرُ عزّاً ونصراً ، وستُلحِقُ بالعدوِّ دماراً من النوع الذي لا يعادُ إعمارُه؛ ولأنها أسقطت وستظل تُسقِطُ كُـلَّ مشاريع الغزاة والطامعين؛ ولأنها حمت غالبيةَ الشعب اليمني من مخاطر التراجع في مواجهة العدوّ ، ومن معاناة أخطر وأكبر نرى تجسيدَها الواضحَ في نموذج المحتلّ الأجنبي الماثل في عدنَ وسائرِ مناطقنا المحتلّة والتي نحمِلُ هَمَّها ونعيشُ حزنَها وانكسارَها.

 

أَيُّـهَـا الشَّعْـبُ اليمنيُّ العظيمُ:

ومن موقع الاعتزاز بالثورة المجيدة في ذكراها الخامسة وما خلقته من مناخات العزة والكرامة والروح العملية المخلصة لكافة أبناء الشعب..

– يسعدُني ويشرفُني أن أُعرِبَ لكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج عن عميق الاعتزاز بصمودهم العظيم ، وأن أبشّرَ الجميعَ بما تشهدُه قدراتنا العسكرية من تطورات مذهلة ، سواء على مستوى الرفد المستدام للجبهات ، أَو على مستوى التدريب والتأهيل وبناء القوة الاحتياطية الضاربة ، كما نعتزُّ بالقدرات المتعاظمة في جانب التصنيع العسكري ، وما بات بأيدي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من أسلحة الردع ، وما ستكشفُ عنه الفترةُ المقبلة من تقدم كبير في المجالات العسكرية، وخصوصاً في مجال الدفاع الجوي والصاروخي ، وأُثني على التطوُّر المتسارع في تعزيز القدرة العسكرية على تحييد سلاح الجَوِّ المعادي.

ونباركُ الانتصاراتِ الكبيرةَ التي يجترحُها أبطالنا المجاهدون في مختلف جبهات البطولة والشرف؛ دفاعاً عن الأرض والشعب والوطن ونضالاً مجيَدًا من أجل السلام ومن أجل التخفيف من معاناة شعبنا المظلوم.

– ونيابةً عن الجيش واللجان وأمام كُـلّ العالم، نتعهَّدُ لشعبنا المظلوم بأنه لن يبقى يعاني بمفرده إلى ما لا نهاية ، وأن المعاناةَ من الآن وصاعداً سوف تشملُ إن شاء الله وعلى نحوٍ أشدَّ كُـلَّ دول العدوان ، وإننا لن نتردّدُ في تدشين مراحل الوجع الكبير ما لم تستجبْ تلك الدولُ للسلام ، وتوقف عدوانها على شعبنا ، كما أحذّرُ من الاستمرار في احتجاز السفن المرخَّصة أممياً ومن إصرار تحالف العدوان على تحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهات ، وأدعو المجتمعَ الدولي إلى الاضطلاع بدوره في وقف هذه القرصنة وهذه الممارسات التعسفية واللامسؤولة؛ باعتبَارِها تمثّل أعلى درجات الاستخفاف بمعاناة الغالبية من أبناء الشعب اليمني وأعلى درجات التهديد لأمن وسلامة الملاحة البحرية.

– ونشيدُ بما أحرزته وتحرزُه وزارة الداخلية ومختلفُ الأجهزة الأمنية من إنجازات مذهلة وما تبذُلُه من جهود مشكورة في حفظ الأمن وصون السكينة العامة ونعتزُّ بما صنعته من نموذج أمني مشرِّف في عموم المناطق اليمنية الطاهرة من دنس المحتلّ ونشدُّ على أيدي الجهات الأمنية في مواصلة جهود البناء والتحديث وفي الضرب بيد من حديد ضد كُـلّ من يحاول المساس بأمن المواطن أَو العبث بمرتكزات صمود الشعب.

– وأوجّهُ الشكرَ والتحيةَ لكل منتسبي مؤسّسات الدولة في جميع المجالات والتخصُّصات على انضباطهم وصبرهم ونضالهم وأقدر عالياً ما يبذلونه من جهودٍ جبارة في تصحيح وتطوير العمل المؤسّسي ومن أعمال مشكورة في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة ، كما أثمّنُ الجهودَ الدؤوبة التي يبذلها الجانبُ الصحي في سبيل التخفيف من معاناة أعزائنا الجرحى والمرضى.

ولا يفوتُني الإشادةُ بدور العلماء والمشايخ الكرام وكل أبناء قبائلنا الوفية ومجتمعنا العزيز وكافة الإخْـوَة والأخوات في الأحزاب الوطنية وكل منتسبي العمل السياسي والدبلوماسي والأكاديمي والإعلامي الذين يبذلون جهوداً مشرِّفةً على صعيد كسر العُزلة وإبراز مظلومية الشعب وعدالة قضيته وحرصه على السلام، بالإضافة إلى فضح جرائم العدوّ وعلاقاته المشبوهة بالفاسدين والمتطرفين الظلاميين ، وتعنته ورفضه للسلام ، وبيان مخاطره على السلم والأمن وكشف خطابه التضليلي والتصدي لشائعاته وأكاذيبه.

– ونشُدُّ على أيدي كُـلّ مكونات العمل الوطني في مواصلة ومضاعفة الجهود حتى تحقيق الانتصار الكامل والتحرير الشامل للأرض والقرار.

 

أَيُّـهَـا الشَّعْـبُ اليمنيُّ العظيمُ:

ختاماً ومن منطلقِ الثقة والقوة وابتهاجاً بالذكرى الخامسة لثورة الواحد والعشرين وتعبيراً عن ما جُبِلت عليه الثورة وقيادتها وشعبها من أخلاق وتسامح ، وامتداداً وإبرازاً لنهجها الداعم للسلام واستشعاراً للمسؤولية تجاه طبيعة المرحلة؛ وحرصاً على خلق نقطة ضوء ولو صغيرةً في هذا النفق المظلِم وأملاً في هداية الحائرين والتائهين عن طريق السلام؛ واستجابة وتقديراً لكل جهود السلام والمساعي الخيرة المحلية والدولية وعلى رأسها جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن أختمُ بمبادرة في شكل مواقفَ متفرقةٍ:

1- أدعو جميعَ الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجادِّ في مفاوضات جادة وحقيقية تُفضِي إلى مصالَحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرفٍ من الأطراف ، ونذكّرُ بأننا قد أطلقنا فكرةَ تشكيل فريق وطني مفتوح العُضوية للراغبين من المكونات المخدوعة بالعدوان الأجنبي؛ حَقناً للدم اليمني؛ وحرصاً على ما تبقى من أواصر الإخاء؛ وتغليباً للمصالح الوطنية العليا ، وأَشُدُّ على يد الفريق في مواصَلة ومضاعفة جهود التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية.

2- نجدِّدُ العفوَ العامَّ ، وندعو كُـلّ المخدوعين من أفراد وقيادات إلى استغلال هذه الفرصة والعَودة إلى حضن الوطن وجادَّة الصواب.

3- نعلنُ عن وقفِ استهدافِ أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف وننتظر رد التحية بمثلِها أَو أحسنَ منها في إعلان مماثل بوقف كُـلّ أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية ونحتفظُ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة ، ونؤكّـدُ أن استمرارَ الحرب لن يكونَ في مصلحة أحد، بل قد يفضي إلى تطورات خطيرة لا نريدها أن تحدُثَ مع كوننا على يقين من أن ضررَها الأكبر لن يكونَ علينا وإنما على دول العدوان بالدرجة الأولى وبشكل أَسَاسي ومباشر.

4- ندعو دولَ العدوان وعلى نحوٍ فوري إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف اعتراضِ السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة واحترام معاناة الشعب اليمني؛ وقطعاً للذريعة المثارة حول إيرادات ميناء الحديدة وحول ما يتوهمُه تحالفُ العدوان من تهريب السلاح عبر الميناء ، نؤكّـد استعدادَنا لتوريد الإيرادات إلى فرع البنك المركزي ، وندعو لقاءَ ذلك إلى القيام بتغطية العجز وبما يحقّقُ الوفاءَ بتسليم مرتبات الموظفين في عموم محافظات الجمهورية اليمنية ، كما ندعو آليةَ التحقّق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة إلى الالتحاق بعملها في الميناء ، ونذكّر بأننا سبق وأن أصدرنا قراراتٍ ومطالباتٍ متكرّرةً بذلك؛ حرصاً منا على السلام والتخفيف من معاناة الشعب.

5- نؤكّـدُ أننا بتنفيذ هذه الإجراءات المتقدم ذكرُها وضمّاً إلى ما سبق من التنفيذ الأُحادي لإعادة الانتشار من الموانئ الثلاثة تحت إشراف الأمم المتحدة نكونُ قد نفّذنا ما يقارب 90 % من التزاماتنا في اتّفاق ستوكهولم مع أن الطرف الآخر لم ينفذ إلى حَــدِّ الآن سنتيمتراً واحداً من التزاماته ، فإننا مع ذلك نرحِّبُ بالانتقال مباشرةً إلى مفاوضات جادة في ظل وقف تام لإطلاق النار تفضي إلى الحَـلّ السياسي الشامل.

6- نوجِّهُ الجهاتِ المعنيةَ في فحص قضايا وملفات نزلاء سجون الجمهورية اليمنية الواقعة في إطار سلطة المجلس الأعلى وإطلاق سجناء الرأي وكل سجين لم تثبت بحقه تهمةٌ ما لم يكونوا أسرى أَو مسجونين على ذمة التورُّط في جرائمَ تمُسُّ حقوق المواطنين أَو متورطين في خيانة البلد ، وندعو دولَ العدوان إلى الكَفِّ عن عرقلةِ إطلاق الأسرى والانخراط بإيجابيةٍ في عملية تبادل شاملٍ وكاملٍ لجميع الأسرى من الجانبين سواء دفعة واحدة أَو على مراحلَ.

تحيا الجُمْهُوْرِيَّةُ اليمنية..

الخلودُ للشهداء – الشفاءُ للجرحى – الحريةُ للأسرى – والنصرُ ليمنِنا الحبيب..

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com