سبتمبر الحرية والاستقلال “1-2”

مرتضى الجرموزي

 

سبتمبر ثورة تحل علينا بـباقتها الخامسة، والتي تحمل في طيّاتها مشروعاً وطنياً قومياً عربياً وإسلامياً يمانياً، لا يشوبه غبار الشرق والغرب والوسط، ولا تدين بالولاء والطاعة لدويلات الأعراب ولقطاء الخليج وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب.

أيام قلائل وتحل علينا الذكرى الخامسة لثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، الثائرة في وجه منظومة الفساد والخيانة الوطنية، ثورةٌ من رحم المعانة ولدت، لتنجبَ ثوّاراً استطاعوا أن يكسروا الصمتَ ويعلنوها رحيلاً لنظام فاسدٍ حديث التجديد للولاء السعودي الأمريكي، والذي كان من إنتاج معامل واشنطن وتل أبيب وربيبتهما في الخليج “السعودية” ودولة الإمارات، والتي كان من إنتاجهما حكومةٌ عملية خائنة تدين بالولاء لهم، فكان على رجالات وأحرار اليمن أن يهبوا لنجدة اليمن من السقوط في وحل الخيانة والارتماء بأحضان الغرب، وانتشال اليمن من براثين الأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على حكم اليمن منذُ 26 سبتمبر1962م وهي تنافس بعضها على الولاء والطاعة للسعودية وسيدتها في البيت الأبيض ومن خلفهم تل أبيب.

ما حرّك دينامو وروح الثورة لدى الوسط اليمني في فبراير2011م لتسرق من الشعب ثورته في أيامها الأخيرة؛ بفعل المبادرة الخليجية والتي كانت بمثابة تبديل للكراسي بين طرفي الصراع السياسي، وتبادل للأدوار بين حزبي المؤتمر والإصلاح تحت مسمى حكومة “الوفاق اللاوطنية”، حيث اجتمع هؤلاء وشكلوا منظومة فساد وولاء للخارج، وكأنها سوسة تنخر في جسد اليمن الواحد الذي حتّمت عليها تلك الحكومة بأن يثورَ في وجهها، ليخرج أحرارُ اليمن عن بكرة أبيهم في ثورة تصحيح وإصلاح لما أفسدته الحكومة، التي قفزت على أحلام ثورة فبراير 2011م، لتموت قبل مخاضها، ومن هنا تداعت القبائل اليمنية وهبّ الأحرار رجالاً ونساءً وأطفالاً وعلى كُـلّ ضامرٍ أتى اليمانيون من كُـلّ فج عميق؛ لينعشوا ثورة سبتمبر ويزيلوا من على كاهل هذا الشعب فساداً طال قروناً من الزمن.

لم يرق لحكومة الوفاق ولم تستجب لمطالب الثائرين، التي امتلأت بهم شوارع وساحات صنعاء العاصمة ومعظم محافظات الوطن، لتبقى صنعاء أكثر زخماً وقبلةً لأحرار القبائل والمستضعفين، الذين هبّوا من كُـلّ حدب وصوب، من أقصى الشمال إلى أقصى الشرق طولاً وعرضاً.

أُعلنت حالة الاستنفار الثوري لأكثر من مرة، فلم تكترث الحكومة لمطالب الشعب، وما زاد الطين بلة هو تمادي بعض “المحسوبين على أجهزة الأمن ومليشيات عسكرية وبشمرقة” تجاه الثوار الذين قاموا بدورهم بخيارات التصعيد الثوري، لتلجأ بعدها الحكومة ومليشياتها التي جلها خارجة عن النظام والقانون الجمهوري، لاستخدام القوة لتُسفك دماء بريئة وتزهق أرواحاً طاهرة، كان ذنبُها الوحيد مطالبتَها بالحرية والعيش الكريم وتحرير اليمن من الوصاية الخارجية، والتي كانت سبباً في استشهاد عدد كثير من ثوار سبتمبر 2014م، وارتكاب مجازرَ بشعةٍ منها في شارع المطار ورئاسة الوزراء وأمام الأمن القومي، ناهيك عن عمليات القتل والاختطاف والتفجيرات التي عصفت باليمن منذ اندلاع ثورة 2011م.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com