عبدُالوهاب الدرة –وزير الصناعة والتجارة- في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”:

220 مبتكراً ومخترعاً يمنياً حطّموا كبرياء العدوان وَقريباً ستترجم المشاريع الابتكارية على أرض الواقع

مسابقة المخترعين أحدثت صدىً واسعاً على المستوى المحلي والخارجي

المجلس السياسي الأعلى الداعمُ الرئيسي للمبتكرين اليمنيين

أعدت الوزارة برنامجاً متكاملاً لاستيعاب مخرجات المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية وبما يسهم في تمويل مشاريع المبتكرين على واقع العمل

قمنا بدعم إنشاء شركات وطنية للفائزين في المسابقة منها الشركة الوطنية للطباعة ثلاثية الأبعاد والشركة الوطنية لإعادة تدوير وصناعة بطاريات الطاقة الشمسية

المسابقة ستكون سنويةً لأهميتها على مستوى الاقتصاد والإنتاج والابتكار العلمي

 

 

 

عبدُالوهاب الدرة –وزير الصناعة والتجارة- في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”:

المشاريع الابتكارية نصت عليها الرؤيةُ الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتسهمُ في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلد

أكّــد وزيرُ الصناعة والتجارة، عَبدالوهاب يحيى الدرة، أن “المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية” جاءت من منطق تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتي تهدفُ إلى دعم المبتكرين والمخترعين اليمنيين في شتى مجالات الإنتاج والابتكار العلمي، مبينًا أن المسابقة تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية لليمن في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية وغيرها.

وأوضح الوزير الدرة في حوار خاص أجرته معه صحيفة المسيرة، أن المسابقةَ الوطنية مثّلت خطوة إيجابية لتشجيع المبتكرين وتطوير روح المبادرة الخاصة بهم عن طريق إعطائهم الفرصةَ لتطبيق الابتكارات على أرض الواقع، مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس السياسي الأعلى ممثلاً بالرئيس مهدي المشّاط لدعم المبتكرين والمبدعين والاهتمام بهم.

وتطرق إلى أن المسابقةَ الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية ستشهد تطويراً نوعياً خلال الأعوام القادمة، مستعرضاً جملةً من المواضيع ذات الصلة نسردها في الحوار التالي:

حاوره/ محمد ناصر حتروش

 – حقّــقت المبادرةُ الوطنية للمسابقة المبتكر اليمني صدى واسعاً على مستوى الداخل والخارج كيف جاءت المبادرة؟ وما هي المعاييرُ التي أطلقت بناءً عليها؟

بالتأكيد أن فكرةَ المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية جاءت أولاً انطلاقاً من تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تؤكّــد على أهميّة دعم المبتكرين والمخترعين والشباب المبدعين في شتى المجالات وتشجيعهم على الإنتاج والابتكار العلمي والتأكيد على إسهامات الشباب والمبتكرين في تحقيق نقلة متميزة لليمن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ودعم طموحاتهم وتنميتها ومن الدعم الكبير واللامحدود من فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشّاط ورئيس الوزراء الدكتور عَبدالعزيز بن حبتور والاهتمام بالمبدعين وعنصر الاختراع والابتكار في دعم الصناعة المحلية وتنويعها، كما جاءت المسابقةُ إيماناً من الوزارة برسالتها في تشجيعِ المبتكرين والمبدعين واكتشاف الأفكار والمشروعات الإبداعية الواعدة في المجالات المختلفة لإيجاد الحلول والبدائل لتجاوز الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب ورواد الأعمال.

كما أن المسابقة مثّلت خطوةً متميزةً لشجيع المبتكرين على الابتكار وتطوير روح المبادرة الخاصة بهم عن طريق إعطائهم الفرصةَ لتطبيق الابتكارات وإنشاء المشاريع الخاصة بهم، بالإضافة إلى حماية ابتكاراتهم عن طريق تسجيلها وحفظها ومساعدتهم على تسجيلها في المراكز الدولية والإقليمية.

بالنسبة للمعايير فقد تم تشكيل فريق عمل من الوزارة واختيار لجنة تحكيم مكونة من أكاديميين ومختصين لوضع شروط المسابقة ومعايير المشاركة فيها والتي من أهمها أن يكون المشروع إبداعياً أَو تطويريا في أحد مجالات الجائزة وأن تكون فكرة المشروع عملية وقابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، إضافة إلى وضوح المشروع وخطوات تنفيذه والجودة والاستدامة.

– برنامجُ المبتكر اليمني كيف كان التعاون الشعبي معه وكم كانت نسبة المتنافسين وكيف تم التقييم وإعلان الفائزين؟

مسابقةُ المبتكر اليمني التي نظّمتها الوزارةُ خلال الفترة أبريل – يونيو 2019م حظيت بتفاعل شعبي ورسمي كبير، حيث كانت المتابعةُ لها بشكل فاق التوقعات والتصورات حتى من خارج الوطن، حيث كان الناس يتابعون المسابقة والتنافس الكبير والشديد بين المشاركين، وبالتالي فَإنَّ المسابقة أحدثت صدىً واسعاً في أوساط المجتمع اليمني واهتماماً بالغاً بهذه الخطوة التي تُحسب ليس لوزارة الصناعة والتجارة فحسب، ولكن للحكومة وللمجلس السياسي الأعلى والقيادة التي تحرص دوماً على متابعة المسابقة خطوة بخطوة.

شهدت المسابقةُ عدة مراحلَ بدأت بالإعلان عنها وشروط ومعايير التقدم لها عبر مختلف وسائل الإعلام وموقع الوزارة وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم استقبال طلبات المشاركين في المسابقة حيث بلغ عددُهم 377 متقدماً، فيما حضر المقابلة الأولى 240 متسابقاً ومتسابقة بمشاريعَ تنوعت بين الزراعية والصناعية والطبية والتقنية وبدأت المرحلة التي تليها بإعلان أسماء المشاريع التي نجحت في التأهل إلى المرحلة المقبلة من المسابقة حيث بلغ عددها 63 مشروعاً فائزاً ها التي شاركت في المسابقة الوطنية التي تم بث حلقاتها على قناة اليمن الفضائية طيلة أيّام شهر رمضان المبارك، ووفقاً لنظام المسابقة تأهل 20 متسابقاً ومتسابقة إلى المرحلة التي تليها تنافسوا فيما بينهم لاختيار العشرة الفائزين والذين تم الإعلان عنهم في الحلقة الأخيرة من المسابقة.

– هل ستكون النسخُ القادمة منها بشكل قطاعي أَو تخصصي؟ وهل سيكون البرنامج دورياً مع إدخال بعض التعديلات والتطويرات فيه؟

في الحقيقة أن النسخةَ الأولى من المسابقة نجحت إلى حَدٍّ كبير، وبالتأكيد إننا قمنا بتقييم التجربة وتم الإعلان أن المسابقةَ ستكونُ سنوية نظراً لأهميتها على مستوى الاقتصاد والإنتاج والابتكار العلمي وإسهامها في تحقيق نقلة متميزة لليمن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ودعم طموحات المبتكرين وتنميتها، وبالتالي فهناك أفكار تم طرحها لتطوير المسابقة في نسحتها الثانية لتلافي أي قصور حصل في النسخة الأولى وتم تشكيل لجنة فنية لهذا الغرض ودراسة كافة الأفكار التطويرية بما يسهم في نجاحها وأيضاً ضمان وصول كُــلّ مبدع إلى حقه، ولا مانع لدينا من تلقي أية ملاحظات لتطويرِ المسابقة في نسخها القادمة باعتبار أن هدفنا جميعاً هو الوصولُ إلى عمل متكامل يحقّــق الأهدافَ المرجوَّةَ منه.

– ما هي الخطواتُ التي ستتخذها الوزارة تجاه الفائزين والمشاركين في مسابقة المبتكر اليمني؟ وهل سيتم التعاونُ معهم حتى تجسيد الاختراعات والابتكارات على أرض الواقع؟

أعدت الوزارةُ برنامجا متكاملا لاستيعاب مخرجات المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية وبما يسهم في تمويل مشاريع المبتكرين على واقع العمل أَو المشاريع الريادية وتحويلها إلى مشاريعَ إنتاجية وذات ربحية وبما يحفظ حقوق المبتكرين والمخترعين والجهات الداعمة من القطاع الحكومي والخاص وإنشاء حاضنة أعمال للمبتكرين ومساعدتهم على إقامة شركات ناشئة منتجة لتغطية الاحتياج ومتطلبات السوق المحلية.

كما تم إعداد برنامج تدريبي متكامل في مجال إدارة المشاريع ودراسات الجدوى والتسويق وإدارة الأعمال للفائزين العشرة بالمسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية لتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم الإدارية والمالية والتسويقية ومساعدتهم على تنفيذ مشاريعهم بشكل أفضل بالتنسيق بين الوزارة وصندوق تمويل الصناعات والمشاريع الصغيرة وكذا العمل على تقديم الاستشارات الفنية والمالية والإدارية اللازمة لهم.

وبالتأكيد أن الوزارة أَيْــضاً لن تألوَ جهداً في البحث عن جهات تتبنى هذه الاختراعات والابتكارات كما أنها ستنظم خلال الفترة القادمة المعرض الرابع للاختراعات لعرض الاختراعات والابتكارات المشاركة في المسابقة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمبتكرين والمخترعين الذين يرغبون المشاركة في المعرض لعرض ابتكاراتهم واختراعاتهم فيه؛ بهدف تسويق الاختراعات وتشجيع المخترعين والباحثين على عرض اختراعاتهم للجمهور والتعريف بالتقنيات الجديدة وتحفيز الشركات والمؤسّسات للاستثمار في مجال الاختراعات، كما أن تطوير الصناعات اليمنية ينطلق من إيجاد شراكة حقيقية بين المخترعين والمنتجين والمصنّعين والدولة للخروج بمنتج يمني متميز يلبي احتياجاتِ السوق المحلية في جميع المجالات.

– هل المعرِضُ الرابعُ للاختراعات يدخل في إطار البحث عن دعم لأصحاب المشاريع الابتكارية التي ستعرض فيه؟ وما هي مضامينُ البرنامج التنفيذي لاستيعاب مخرجات المسابقة الذي تم الإعلان عنه؟

تضمَّنَ البرنامجُ تنظيمَ سلسلة من اللقاءات المتخصصة مع الجهات والمؤسّسات الرسمية ومؤسّسات وشركات القطاع الخاص والمؤسّسات الأكاديمية وبمشاركة المبتكرين المشاركين في النسخة الأولى من المسابقة التي أقامتها الوزارة؛ لبحث تبني هذه الجهات للمشاريع ورعايتها للمبتكرين عملياً وإيجاد شراكة حقيقية بين المخترعين والمنتجين والمصنّعين والدولة؛ للخروج بمنتج يمني متميز يلبي احتياجات السوق المحلية في جميع المجالات وتنفيذ خطوات البرنامج، كُلٌّ فيما يخُصُّه.

ونحن في الوزارة قمنا بدعم إنشاء شركات وطنية للفائزين في المسابقة منها الشركة الوطنية للطباعة ثلاثية الأبعاد وإنتاج المادة الخام والشركة الوطنية لإعادة تدوير وصناعة بطاريات الطاقة الشمسية كشركة مساهمة واكتتاب وشركة إنتاج الأطراف الصناعية، ويجري حالياً إعدادُ الدراسات الفنية والطبية والمالية لتطوير وإنتاج جهاز الغسيل الكلوي الفائز بالمركز الأولى، وهذه من الخطوات الأولى التي قمنا بها وما زلنا نواصل الجهودَ لرعاية المخترعين والمبدعين بشكل متواصل واستثمار إبداعاتهم وترجمتها على أرض الواقع والاهتمام بالبحث العلمي باعتباره خياراً وطنياً استراتيجياً في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

– ما هي رسالتكم للمبتكرين اليمنيين الذين شاركوا في المسابقة سواء الفائزين أَو الذين لم يحالفهم الحظ؟

أولاً أهنئ جميعَ المشاركين في المسابقة على مشاركتهم ونجاحهم؛ لأَنَّهم جميعاً نجحوا بالفعل، ويكفيهم شرفُ المشاركة في النسخة الأولى، وأنا أعتبر أن الكل فائزٌ، وأدعوهم إلى العمل بكل جِدٍّ وإخلاص لتطوير ابتكاراتهم واختراعاتهم ليثبتوا قدرة الشباب اليمني على تحدي الصعاب وأن الإنسان اليمني قادرٌ على الخروج من وسط الركام ومن بين أنقاض الحرب المدمّــرة التي تقودها دول تحالف العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً وحضارةً على المواجهة والتحدي، كُلٌّ بأسلوبه الخاص ومن موقعه، وبأساليبَ متنوعةٍ مختلفة في رسالة للعالم مفادُها أن العدوان مهما حاول طمسَ هوية اليمن تاريخاً وحضارة، قتلاً وتشريداً وتدميراً لكل مقومات الحياة، فَإنَّه لا يمكن أن يستهدفَ العقلَ البشري اليمني المعروف بصاحب تجربة التشييد والبناء على مر العصور ونقلها لمختلف أصقاع الأرض.

وأدعو جميعَ المبتكرين والمخترعين الراغبين من كافة المحافظات للمشاركة في النسخة القادمة من المسابقة وفقاً لما ستعلنه اللجنة الفنية للمسابقة من شروط ومعاييرَ علمية وأن ينطلقوا في ابتكاراتهم واختراعاتهم من روح التحدّي والثبات والصبر الذي يعيشه الوطن ومن همومه واحتياجاته ومتطلبات المواجهة في كافة الميادين الاقتصادية والمعيشية.

– كلمة أخيرة تودون توجيهها؟

أولاً كلمة شكر وتقدير لرئيس المجلس السياسي الأعلى على دعمه المتواصل للمسابقة وللوزارة ومتابعته المستمرة والحثيثة لكل مراحلها، كما هي أَيْــضاً لرئيس مجلس الوزراء على دعم المستمر لنا في الوزارة وللمسابقة وحضوره في الاختتام وتكريم الفائزين، ورسالة شكر وتقدير خاصة لكافة اللجان العاملة في المسابقة، بدءاً من اللجنة الإشرافية العليا برئاسة نائب وزير الصناعة ووكلاء الوزارة ومدراء العموم ولجنة التحكيم وكل اللجان الفنية والمساعدة الذين عملوا بكل جد واخلاص للوصول إلى النجاحِ الكبير، وهي أَيْــضاً لوسائل الإعلام التي تعاونت معنا وفي المقدمة قناة اليمن الفضائية والقنوات التي تعيد بث حلقات مسابقة المبتكر اليمني.

كما استثمر هذه الفرصة وأوجه الدعوةَ للقطاعات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص لتبني المخترعين واستقطاب المبتكرين والمخترعين وتبني مشاريعهم على أرض الواقع كمشاريعَ تنمويةٍ وطنية تسهمُ في تحقيق التنمية الاقتصادية.

وشكراً لصحيفة المسيرة على اهتمامها ومتابعتها لأنشطة وجهود وزارة الصناعة والتجارة في كافة أنشطتها وقطاعاتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com