رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسّام في حوار خاص لصحيفة المسيرة:

القبيلة اليمنية الحصن المنيع وحامي حمى الوطن

 

لعبت القبيلةُ اليمنيةُ على مَــــرِّ التأريخ دوراً بارزاً وأساسياً في الحفاظ على هُــويَّة شعبنا اليمني وأصالته وتراثه ومقدراته من الهجمات الشرسة التي شنتها القوى الاستعمارية في مراحلَ متعددةٍ ومختلفة من التأريخ اليمني.

ومنذُ بداية العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، كانت القبيلة اليمنية حاضرةً في الموعد، وسطّرت أروع الملاحم البطولية، وقدمت الآلافَ من قوافل المال والرجال والعتاد.

وفي هذا الصدد أجرت صحيفة المسيرة حواراً صحفياً مع رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسَّام؛ لمناقشة دور القبلية في العدوان، وما الذي أضافته وثيقة الشرف القبلي.

وفي الحوار أكّد الشيخُ ضيف الله رسَّام أن القبيلة اليمنية الحصنُ الحصينُ والدرع المنيع للذود عن الوطن العزيز، مؤكداً أن القبيلة اليمنية بقيمها وأعرافها وأسلافها الأصيلة المجسّدة للبأس اليماني في ميادين الصمود والثبات تمثل الصخرة الصماء التي تحطمت عليها أحلام الغزاة والمستعمرين عبر المراحل التأريخية المختلفة.

ودعا رئيسُ مجلس التلاحم الشعبي القبلي كافةَ القبائل اليمنية إلى تجاوز المسميات الحزبية والمناطقية وتوحيد الصفوف لمواجهة الأطماع الاستعمارية لشعبنا اليمني من قبل قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا عبر أدواتهم في المنطقة، مشيراً إلى نتائج اللقاء القبلي الأخير استراتيجية وكفيلة بتغيير واقع المواجهة مع العدوان وموازينها على جميع المسارات بإذن الله تعالى.

ولفت إلى أن وثيقة الشرف القبلي تعطي دوراً فاعلاً لكل القبائل والأحرار بعيداً عن التحزب والتعصب السياسيّ، كما تطرق الشيخ رسَّام إلى العديد من القضايا والنقاط المحورية الهامة خلال الحوار التالي:

 

المسيرة: حاوره/ منصور البكالي

 

– بداية شيخ ضيف الله اطلعونا على نتائج اجتماع اللقاء القبلي الأخير؟

بداية نشكرُكم ومختلف الوسائل الإعلامية الحرة في الداخل والخارج على إتاحة هذه الفرصة..

وفي الحقيقة.. نتائجُ اللقاء كبيرة تُعَبِّــرُ عن حجم ومصير القبائل اليمنية في مواجهة العدوان، حيث كانت لهذا اللقاء القبلي أصداء وانعكاسات كبيرة ومؤثره على شتى المسارات، وقد أثّر هذا اللقاء تأثيراً مباشراً خَاصَّــةً على العدوّ وأعطى مفعوله المباشر منه، ما تحقّــق من انتصارات عظيمة في كشر بحجور، ومنه ما ألقى بظِلاله في حالة الرعب الشديد والحالة الهستيرية والتخبط الشديد في نفسيات العدوان ومرتزِقته، وقد انعكس ذلك جلياً من خلال وسائل إعلامه تجاه اللقاء، ومن النتائج التي خرج به اللقاء هو الانتقال إلى مرحلة استراتيجية جديدة وكبيرة للقبائل ستغيّر من واقع المواجهة مع العدوان وتغير موازينه على جميع المسارات بإذن الله تعالى.

 

– قائد الثورة شدد على أهميّة تحصين الجبهة الداخلية وتفعيل ميثاق الشرف القبلي.. ما هي الخطط والبرامج التي تعملون عليها لتحقيق ذلك؟

نحن نعمل الآن على وضع خطة ميدانية محكمة ومدروسة بالشراكة مع كُــلّ الجهات الرسمية والشعبية لتنفيذ وتطبيق بنود الوثيقة على مستوى المحافظات والمديريات والقبائل.

 

– ما تأثيرُ الولاء السياسيّ للأحزاب على ميثاق الشرف القبلي؟

الوثيقةُ تعطي دوراً فاعلاً لكل القبائل والأحرار بعيداً عن التحزب والتعصب السياسيّ، أَمَّا المتحزبون فمشكلتهم مع الوثيقة في أنها تُعيدُ للقبائل قوتَها ودورَها الفاعلَ في مواجهة التحديات وَالأخطار كقبيلة بعيداً عن السيطرة الحزبية وَالاستغلال السياسيّ لشهامة ومروءة وبأس وشدة القبيلة اليمنية لصالح أشخاص أَو أحزاب.

 

– كيف يتعاملُ مجلسُ التلاحم القبلي مع المشايخ الموالين للعدوان؟

ستتعاملُ كُــلُّ قبيلة مع مَن ينتمي إليها وهو بجانب العدوان حسب بندَي البراءة والعزل اللذين يعتبران ترسيخاً لأسلاف وأعراف القبائل اليمنية المتعارف عليها منذ القدم.

 

– ما تعليقكم على من يعارض وثيقة الشرف القبلي رغم احتوائها بنوداً بديهية ومعروفة؟

لا يخرُجُ عن مبادئ هذا الميثاق إلّا مَن هو خارج عن الصف الوطني وعن المبادئ والقيم الأصيلة والخارج عن هذا كله يعتبر شاذاً ومَن شَـــذَّ شَـــذَّ في النار.

 

– ما دورُ مجلس التلاحم القبلي في التحشيد للجبهات؟

دوره واضح من الأسبوع الأول للعدوان على اليمن حين أقام المجلس أول وقفة قبلية مناهضة للعدوان ودعا قبائل اليمن لإقامة الوقفات والحشد والتعبئة وتفعيلها لدعم الجبهات، وعمل على ذلك من خلال امتداداته على كُــلّ المستويات.

 

– ما هو دور القبيلة اليمنية في حفظ الأمن والاستقرار؟

وهل بقي مجالاً لهذا السؤال بعد أن تحمّلت القبيلة عبئَ مواجهة العدوان الخارجي وَالإرهاب الداخلي على مدى أربع سنوات ماضية، في حال ذابت المسميات والمكونات ومنها الجيش وَالأمن، ومثلت القبيلة الحصنَ الحصينَ والدرع المنيع للوطن العزيز وبقيت تلك الصخرة الصماء التي تحطمت عليها أحلامُ الغزاة والمستعمرين عبر المراحل التأريخية المختلفة.

والبندان الثالث والخامس في ميثاق الشرف القبلي يوضحان دور القبيلة في حفظ أمن ساحتها القبيلة والعقوبات القانونية لمن يخالفها بحسب اتفاق كُــلّ القبل اليمنية.

 

– هل لديكم خططٌ لمساعدة المغرر بهم للعودة إلى صَــفّ الوطن؟

نعم، على كُــلّ مَن يرغَبُ بالعودة لأرض الوطن إعلان التوبة وَالاعتذار والتنسيق عبر قبيلته أَو الجهة التي ينتمي إليها سواءٌ أكانت مدنيةً أَو عسكرية لتضمن له وعليه شرط أن يعود مواطناً صالحاً يشارك في بناء الوطن والدفاع عنه لا متربصاً ولا منافقاً أَو مناوئاً للثورة وَالدولة.

 

– لماذا لم يتبنَّ مجلسُ التلاحم القبلي مبادرةً يدعو فيها الأحزاب السياسيّة المؤيدة للعدوان ومختلف الأطراف الداخلية إلى مراجعة الحسابات وإطلاق مصالحة وطنية تفضي إلى توحيد الصفوف ونزع ذريعة التدخلات الخارجية؟

لقد أُطلقت الكثير من الدعوات وَالمبادرات ولكنها اصطدمت بعدم رغبة الجانب المتعامل مع أمريكا وَإسرائيل وَأذيالهم، والمستفيدون من استمرار العدوان وخَاصَّــة المتنطعين باسم الشرعية وَتمثيل اليمن في المحافل الدولية وفي عواصم النفاق وَأنظمة العمالة وَالخيانة، أما نحن بالداخل فلا خلاف بيننا والكل يجبُ أن يقوم ضد العدوان وَكانت أول مبادرة مصالحة أُطلقت ضمن وثيقة الشرف القبلية قبل 3 سنوات ونحن مقدمون على التنفيذ بعون الله.

 

 – ما هي العراقيلُ التي تقفُ أمام قيادة مجلس التلاحم القبلي وأمام القبيلة اليمنية لاستعادة دورها في توحيد صفوف قبائل بكيل وحاشد ومذحج وحِمْيَر ضد الخونة والعملاء من قيادات الأحزاب السياسيّة؟

الخونةُ والعملاء والمتنطّعون على حساب القبائل سواءً التشكيلات الحزبية أَو الأجنبية.

 

– هل يوجد تواصُلٌ بين قيادات القُبُل اليمنية في الشمال والجنوب عبر مجلس التلاحم القبلي للتنسيق بخصوص القيام بواجبها الوطني لتحرير المحافظات المحتلّة ومنع العدوّ من استقطاب أبنائنا والزج بهم في معارك تخدم الغزاة ومرتزِقتهم؟

 

لمجلس التلاحم القبلي فروعُه على مستوى كُــلّ المحافظات المحتلّة ويقومون بدورهم في ذلك حسب الإمكانيات المتاحة.

 

– هل حان الوقت لإطلاق مبادرة قبلية لإحلال السلام وتوحيد الصفوف وإعطاء الخونة مهلةً مزمنةً لا تزيد عن 6 أشهر للعودة إلى صَــفّ الوطن أَو اتّخاذ عقوبات صارمة بحقهم حسب ميثاق الشرف القبلي؟

ستكون المبادرة ضمن البرنامج التنفيذي للوثيقة..

وقد طلبنا من رئيس الجمهورية تزمينَ قرار العفو العام، وندعو التائهين في الجانب الآخر لاستغلال ما بقي من مدة العفو قبل فوات الأوان.

 

‏- ما هي رسالة قيادة مجلس التلاحم القبلي للأحزاب السياسيّة والشخصيات القبلية والبرلمانيين الملتحقين بصف العدوان؟ خَاصَّــة بعد تجلي الحقائق وبروز المطامع الاستعمارية بحق شعبنا اليمني من قبل العدوان الذي تقوده أمريكا والكيان الصهيوني منذ أربعة أعوام؟

رسالتُنا هي السلامُ لمن يريد السلامَ، والعفوُ وَالإكرامُ لمن أراد أن يعودَ لصف الوطن باحترام، أَو الاستمرار في مواجهة من يصر على البقاء مع الاعداء والمشاركة في العدوان.

 

– هل يوجد تنسيقٌ بين قيادات مجلس التلاحم القبلي على مستوى المحافظات والمديريات ولجان التحشيد والتعبئة العامة والأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في جهود الحشد ورفد الجبهات وحفظ الأمن والاستقرار؟

نعم بالتأكيد.

هناك تنسيق متماهٍ وتفاهُمٌ كبيرٌ وتناغم عملي بين القبائل في كُــلّ العزل والمديريات مع السلطات المحلية في جوانب الحشد والتعبئة ورفد الجبهات بالمال والقوافل، وغيره.

 

– رسالة أخيرة تودُّون إيصالَها؟

تحيةُ إعظام وَإجلال لقائد الثورة والمسيرة ورجال القبائل الأحرار القائمين ضد العدوان ولرجال الرجال في جبهات العز والنضال، وندعو مَن لا زالوا يبرّرون لأنفسهم خيارات الحياد أَو السكوت والانتظار إلى القيام مقام الرجال القائمين ضد العدوان قبل أن يفوتهم القطار ويتحقّــق الانتصارُ ويحل بهم الخزي والعار، حين تتبدَّدُ الحججُ والأعذار ويقولون يا ليتنا قمنا مع الأحرار فنفوز فوز العظام.

ورسالتي للعدوان: جميعُ مُخَطّطاتكم ستتحطّمُ على صخرة القبيلة اليمنية الأصيلة، وستكون القبيلةُ مع كُــلّ الشرفاء في هذا البلد صمَّامَ أمان لليمن واليمنيين من أي غزو أَو استعمار لليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com