في مسيرة بساحة باب اليمن في العاصمة صنعاء شارك فيها مئات الآلاف من اليمنيين بمختلف انتماءاتهم:

مفتي الديار اليمنية مخاطباً علماء السعودية والعرب: أنتم أمام صفقتين بين دينكم وبين دنياكم

الحوثي: يشرفنا أن نكون حلفاء للمقاومة الفلسطينية وحزب الله والعار والخزي لمن يرتمون بحضن إسرائيل وأمريكا

ناطق حكومة الإنقاذ: مكان الخونة هو تحت أقدام شعبنا الحر ومن يعترف بشرعية المتآمرين يعترف بشرعية الكيان الصهيوني

رئيس التلاحم القبلي: القبيلة اليمنية لم تكن يوماً قابلة للخضوع وسيزيد عنفوانها بوجه من يحاول تشويه صورتها

محمد أنعم: مؤتمر “وارسو” سيكشف مع من يقف كل القادة والمسؤولين في العالم العربي والإسلامي

ناطق القوات الجوية: انحطاط مرتزقة العدوان يستدعي كل طاقاتنا لتحرير الوطن من مشوّهي صورة شعب الإيمان

 

أحرار الشعب اليمني: لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني

المسيرة: نوح جلاس

منذُ أن ثار الشعبُ اليمني الأبي الصامد في وجه الطغاة والمستكبرين، تعوّد العالمُ أجمعَ على سماع أصوات الحرية والعزة والكرامة التي يطلقها أحرارُ يمن الأنصار، تجاه كُــلّ القضايا التي تخُصّ النهج الثوري الديني القويم الذي سارت على طريقِ ثورته الظافرة التي زلزلت الأعداء في كُــلّ بقاع العالم؛ ولأن القضية هذه المرةَ هي قضيةُ فلسطين التي تعتبر الشعلة التي تحَــرّك على ضوئها من فجّروا ثورة المستضعفين، ويعمل على تمييعها الخونة والمعتدون، بالتواطؤ مع اليهود الغاصبين، فإن الأصوات اليمانية المزمجرة هذه المرة ستكون أعلى بكثير وستكون عصيبةً على المنافقين.

ورداً على محاولة التشويه الممنهجة أمريكياً وصهيونياً لصفحة الشعب اليمني المشرّفة تجاه قضية فلسطين وقضايا الأمة، والذي تولى كِبَرَها عددٌ من الأنظمة الخليجية بتواطؤ مرتزِقة العدوان وخونة الأوطان، خرج مئاتُ الآلاف من أحرار الشعب اليمني بكل أطيافهم وانتماءاتهم وشرائحهم عصر أمس الأحد في ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاءَ؛ لإعلان موقفهم المعهود تجاه المواقف الدولية العربية المخزية تجاه القضية الفلسطينية، بعد أن تساقطت الأقنعةُ واتضح وجهُ قادة العدوان الرئيسيين، عقب أن جمعتهم طاولة مؤتمر العار والخيانة “وارسو”، فقد رسم أحرار اليمن لوحةً بشرية خالدة خلال مسيرة جماهيرية تاريخية، تحت عنوان “البراءة من الخونة”، أكّــدوا فيها استمرار موقفهم الثابت والتاريخي في مناصرة القضية الفلسطينية، ومناهضة الكيان الصهيوني ومقارعة المنغمسين في وَحْلِ التآمر على الأمة العربية والإسلامية، وأوصلوا الرسالة إلى العالم “بأن المرتزِق خالد المسمى اليماني وزير خارجية المنافقين لم يمثل في وارسو إلا نفسه والخونة والعملاء الذين اقتادوه إلى ذلك المكان المخزي والفاضح”.

وخلال المسيرة التي حضرها كبارُ قيادات الدولة وشخصيات أكاديمية وقبلية واجتماعية، ومئات الآلاف من أحرار اليمن، بدأ المشاركون مسيرتَهم الغاضبة بآيات من الذكر الحكيم، جسّدت الموقفَ الذي يتبناه اليومَ حكامُ دول تحالف العدوان ومرتزِقتهم، فيما كان النشيد الوطني ثاني الفقرات، ليصرُخَ مئاتُ الآلاف من الحاضرين “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”.

المشاركون رفعوا الرايات الغاضبة والصور المعبرة عن وضاعة قادة تحالف ومرتزِقة العدوان، مرددين هتافات السخط والاستهجان ضد مشاركة مرتزِقة العدوان في مؤتمر “وارسو” الخياني المتآمر، مؤكّــدين أن كُــلّ محاولات التشويه بصورة اليمن أرضاً وشعباً مع القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، وأن تحالف العدوان ومرتزِقته قد أسقطوا كُــلّ الأقنعة عن قاداتهم، واتضح أن العدوان هو أمريكي صهيوني، مشيرين إلى وحدة المظلومة والقضية التي يتقاسمها الشعبان اليمني والفلسطيني.

وأكّــد المشاركون براءة الشعب اليمني بكل أطيافه، من كُــلّ الخونة والمرتزِقة الذين ارتموا بين أحضان الصهاينة والأمريكان، مشدّدين على ضرورة أن يعرفَ الكيانُ الصهيوني الموقفَ الثابت والحقيقي والمبدئي للشعب اليمني في مناصَرة قضية القدس ومناهضته باعتباره العدوَّ الأولَ للأمة عامة.

وخلال المسيرة، ألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين كلمةً أكّــد فيها أن احتشاد الشعب اليمني يعبر عن رفضه لكل المؤامرات والتحالفات ضد أبناء الإسلام، مشيراً إلى أن “ما حدث في وارسو ليس مجرد تطبيع مع الكيان الصهيوني بل ذهب إلى التحالف على أمتنا وهُويتنا التي تأبى أن نمُدَّ أيدينا للمحتلين الغاصبين والغزاة المجرمين”.

‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏وقال العلامة شمس الدين: إن “اجتماع وحضور المدعو خالد اليماني إلى جوار نتنياهو يكشف عن طبيعة العدوان على الشعبي اليمني ولم يبقَ أيُّ عذر لأي مسلم بعد أن عرف الحق والباطل في وارسو، متبعاً “أهلنا في غزة يطالبون أسبوعياً بحق العودة، ولم نسمع من قبل الأنظمة من يطالب بحقوق الفلسطينيين”.

وخاطب مفتي الديار اليمنية علماءَ اليمن والدول الإسلامية في كُــلّ البلدان العربية: “أنتم أمام صفقتين بين دينكم وبين دنياكم”، مشدّداً على ضرورة أن يكون هناك موقف لعلماء السعودية وبقية العلماء في العالم العربي والإسلامي إذَا كانوا ما يزالون متمسكين بالقضية الفلسطينية.

بدوره ألقى ناطق حكومة الإنقاذ وزير الإعلام ضيف الله الشامي كلمةً، أكّــد فيها أن اليمنيين عرفوا من هم عملاء أمريكا وَإسرائيل منذ زمن بعيد وأن مكان الخونة هو تحت أقدام شعبنا العزيز والحر، متبعاً “من يعترف بشرعية المتآمرين هو يعترف بشرعية كيان العدو الإسرائيلي”.

وأضاف الشامي “لن يجرؤ أحدٌ في هذا العالم على إرهاب شعبنا اليمني، فقد تعودنا على الصعابـ، داعياً “أحرار العالم أن يجعلوا من الشعب اليمني بما يمر به من معاناة المَثَل الأعلى لكل تحَــرّك في وجه الطغاة”.

وفي كلمة المناسبة التي ألقاها القيادي بحزب الرشاد السلفي “محمد طاهر أنعم”، أكّــدت أن “ما بعد مؤتمر وارسو سيكشف ويحدد مع من يقف كُــلّ عالم ومسؤول في البلدان العربية والإسلامية، هل مع فلسطين أم مع الكيان الصهيوني؟”.

وأشار “أنعم” إلى أن تحَــرّك الشعب اليمني في ثورته بوجه تحالف العدوان، هو التحَــرّك ذاته نحو تحرير فلسطين المحتلة من براثن المحتل الصهيوني الغاصب.

وخاطب القيادي بحزب الرشاد السلفي، كُــلّ من يقف في خندق العمالة والارتهان “مَن الحق اليوم؟، هل شعبنا اليمني المظلوم وشعبنا الفلسطيني المكلوم؟ أم أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم”.

بدوره ألقى رئيسُ اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي كلمةً أكّــد فيها أن مسار الثورة في اليمن هو في مسار الأحرار في فلسطين وَلبنان، مضيفاً “نفخر بأن ننسب إلى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والخزي لمن أراد الانتساب لـ “ترامب وَنتنياهو”.

ولفت الحوثي في كلمته إلى أن” ما جرى في وارسو أكبرُ من تطبيع، وهو تحالفُ شر ضد الأحرار في المنطقة، وفلسطين لم تكن يوماً ما هماً للخونة الذين هَمُّهم وقضيتهم إثارةُ الفتن.

ونوه الحوثي كلمته “يشرفنا أن نكون حلفاء للمقاومة الفلسطينية ولحزب الله، ولن تخيفنا تهديداتُ أية قوة”، مخاطباً المرتزِق اليماني “لماذا برّرتَ جلوسك بجانب نتنياهو بالخطأ البروتوكولي؟، فأنت لا يهم إن جلست بجانبه أم لا؛ لأنك قد انسلخت عن مبادئك وقيمك وذهبت إلى وارسو للتحالف مع إسرائيل، أما الجلوس بجانب العدو فهو تحصيل حاصل لخيانة قذرة وأعذار أقبح منها”.

القبيلة اليمنية الأصيلة الشهمة، كان لها حضورها المعهود، حيث ألقى رئيسُ مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام كلمةً أكّــد فيها أن القبيلة اليمنية بما تنتهجه من مبادئَ وقيم وأعرافٍ سامية لها ثقلها في التاريخ اليمني، ستزيد عنفواناً واندفاعاً لتحرير اليمن وفلسطين من قوى الغزو والاحتلال التي أظهرت تحالفها للعلن أمام الجميع.

وأدّى الشيخُ رسام مع كُــلّ الحاضرين قسَمَ القبيلة اليمنية بأنها سنظل دوماً في مقدمة المدافعين عن حمى الأمة.

وتخلل المسيرة عددٌ من الكلمات والفقرات أكّــدت في مجملها أن الشعبَ اليمني يرفضُ رفضاً قاطعاً أي موقف خارج عن مقاومة الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار والطغيان، مندّدة بالمواقف المتذبذبة المسمّاة “حياد” التي يتخذها الكثير للهروب من القيام بالمسؤولية الدينية والوطنية.

وفي تصريحات خَاصَّـة للمسيرة، أكّــد وزير التربية والتعليم يحيى بدرالدين الحوثي أن مؤتمرَ وارسو ليس مؤتمراً للسلام بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية العميلة بل كشف بأن هذا الكيان يتزعم تلك الأنظمة ويضع المنطقة تحت وصايته، داعياً الشعوبَ العربية الخاضعة والخانعة لحكام عملاء الكيان الصهيوني إلى التحَــرّك والتحرّر من الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية.

من جهته أكّــد الناطق الرسمي للقوات الجوية والدفاع الجوي في تصريح للمسيرة، العميد عبدالله الجفري، أن مؤتمر “وارسو” يستدعي كُــلّ القوات والجهود لتعزيز طاقاتها لمواجهة تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني من أجل القضية الفلسطينية.

فيما اعتبر العميد محمد عباس السياني -مدير مركَز القيادة والسيطرة المتقدم-، أن حضورَ أبناء الشعب اليمني بكل انتماءاتهم وفي مقدمتهم القادة العسكريين يؤكّــد لتحالف العدوان أن اليمنيين جاءوا إلى الساحات لإعلان براءتهم من خونة الأوطان، ومن ثم التحَــرّك لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com