الشاعر التهامي إسماعيل مخاوي في حوار لصحيفة المسيرة:

في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، برز أحرارُ الشعب بمختلف قدراتهم ومهاراتهم لمواجهة هذا العدوان الوحشي وفضح جرائمه، وكذا الرد على أبواقه ومرتزِقته العملاء الذين باعوا الأرض والعرض مقابل فتات من المال.

وإسماعيل مخاوي.. فارسُ الشعر ورُبَّانٌ ماهر في إدارة القوافي وليس كمثله من يسعِّرُ الأحاسيسَ ويثيرُ الحماسَ بقصائده البالستية قوةً وبنيةً وجزالةً لتواكبَ فرسانَ الميدان في مواجهة عدوان الطغاة والمستكبرين، أحد الشعراء الأحرار الذين برزوا بمواقفهم البطولية والمشرّفة في مواجهة تحالف العدوان.

شاعرٌ شامخٌ في شعره كشموخ قصيدته المفعمة ببسالة وعنفوان وصمود أسطوري لتهامة الكرامة اليمانية وعنوان حرية الوطن ورمز استقلاله، ولم تزده الجوائزُ والتكريمُ والشهرة إلّا تواضعاً واقتداراً في نَظْمِ القوافي، وزادته وفاءً لهذا الوطن، وليس بغريب عليه فهو من تهامة الوفاء.

كان لنا هذا اللقاء معه بمناسبة إصداره ديوانَه الرابع (قرابين) وفي فعالية احتفائية وتكريمية تم تدشينُها برعاية اتّحاد الشعراء والمنشدين لشاعرٍ يستحق كُلَّ جميل؛ لأَنَّه الجميل أخلاقاً وإبداعاً.

وفي الحوار، تحدث الشاعر مخاوي عن بدايته الأدبية الشعرية، وكيف أضاف العدوان على اليمن إلى عنفوانه الأدبي عزيمة للتعبير عن موقف الحرية والثبات، كما هاجم ممن أسموا أنفسهم شعراء وذهبوا للارتزاق، مشبهاً إياهم بالشعراء القدامى الذين كانوا يشعرون عند الخليفة للحصول على فتات من المال.

كما كشف مخاوي عن عدد من الجوانب نستعرضها في الحوار التالي:

 

حاوره: عبد الكريم الشهاري

 

– إسماعيل مخاوي شاعر له حضورُه الباذخُ على المستوى العربي فضلاً عن المحلي هل بالإمكان أن تحدثنا عن البدايات في مسيرتك الأدبية؟

بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً المحطةُ الأقربُ إلى القلب هي البدايات، ومهما تعددت المحطات على طريق إبداع المبدع فإنه لا ينسى آثارَ تلك المحطة الأولى، وأنا بداياتي كانت منذ الابتدائية، كنت مولعاً بالأناشيد المدرسية، وكنت أقلدها فاشطب كلمةً وأغيّر كلمة فانتبه لي أُستاذٌ سوداني يُدْعَى عثمان وفهم الأمر وأخبرني أني سأكونُ شاعراً.

وكانت قراءتي للقرآن منذ سن مبكرة أكثرَ تأثيراً في حياتي الشعرية، كذلك الاستماع إلى القصص الشعبية وقصائد “عنتر بن شدّاد، والزير سالم” وغيرها كانت أشعارها تتملكني فأردّدُها كثيراً.

وكان أول ديوان شعري أقرأه ديوانُ أبي فراس الحمداني وأنا في الصفّ الخامس ابتدائي.

هذه لمحةٌ عن بداياتي.

 

– حياةٌ أدبية زاخرة بأدب فذٍّ وجميل، ماذا يمثل ديوان قرابين في سجل إبداعاتك؟

ديوانُ قرابين هو محطةٌ على طريق إبداعي الذي لن ينتهيَ، مرحلةٌ لها ثمارُها التي كان لا بد أن تُقطَفَ، وقد آتت أُكُلَها.

 

– وأنا أتصفّحُ ديوانَ قرابين لفتتني النفحات الصوفية بين دفَّتَيه، ماذا يعني كُلّ هذا بالنسبة لكم شاعرنا المبجل؟

التصوفُ هو المحبة، محبة الله ورسوله وآل بيته، محبة العارفين، وكانت المولد أولى قصائد الديوان إلى جانب قصيدتَي الحسين وعلي.

ومن هنا أتت النفحاتُ الصوفية؛ لأَنَّ الحديثَ عن الرسول وآل بيته عليهم السلامُ هو حديثُ محبة، هو دينُ محبة، وقد ضحَّوا لأجل البشرية وقدموا قرابينَ فداءً، فإليهم أهديت قرابيني.

 

– تهامة التأريخ والعلم والأدب والفقه الصوفي، البحر والصياد، هل كان للبيئة التهامية دورٌ في صناعة شاعر فذ كالأُستاذ إسماعيل مخاوي؟

بيئةُ الشاعر هي أولُ وأكثرُ المؤثِّرين فيه وفي تجربته، وأنا تهامة بكل ملامحها تُطِلُّ في إبداعاتي نثراً وشعراً؛ لأَنَّ تهامةَ تتميزُ بملامحَ لا أجدُ لها مثيلاً في أي مكان آخر، وهذا يعرفُه كُلُّ الناس، فتهامةُ الوفاء تتميّزُ بحاضنة مجتمعية وبيئة جغرافية مميزة.

 

– إسماعيل مخاوي، في قائمة الشعراء العرب الأبرز، هلّا حدثتنا عن هذا الاستحقاق الذي نلته بحدارة؟

الإبداعُ شجرةٌ كلما أخلصتَ في رعايتها وتهذيبها وتسديدها كانت أكثرَ إثماراً، والتجربة الإبداعية المعتنَى بها نافذة إلى العالم وطريق إلى التألق.

وتوفيقُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فوق كُلّ شيء.

 

– كيف ينظُرُ الشاعر إلى الشعراء الذين باعوا تأريخهم الأدبي وباعوا وطنَهم اليمن بثمن بخس وارتموا في أحضان عملاء الاستعمار من ملوك وأمراء الخليج؟

الشعرُ موقفٌ ومسؤوليةٌ، والارتهانُ إلى الارتزاق هو تعبيدٌ وإذلالٌ يتنافى مع جلالة هذا المعنى، الشاعرُ المرتزِقُ الذي قَبِلَ بخيانة الوطن هو خائنٌ لتجربته الإبداعية وخائن لتأريخه الأدبي مهما يكن.

وفي تأريخ الأدب هناك شعراءُ مارسوا الارتزاقَ بشعرهم في بلاط الخليفة كما يسرُدُ تأريخ الأدب العربي، كما أن هناك شعراءَ حلّقوا بشعرهم حتى أصبحوا مفخرةً في سِجِلِّ الخالدين.

ولذلك الالتزام بالمبادئ والثوابت هو أهمّ شيء، وهو الذي يدوم مع الإنسان، أما الارتزاقُ فهو يقودُ صاحبَه نحو مزبلة التأريخ.

 

– ماذا أضاف العدوان إلى رصيد سجلِّك الإبداعي ومسيرتك الأدبية؟

طبعاً كُلُّ ما يرتكبُه العدوانُ الأمريكي السعوديّ بحق شعبنا اليمني العظيم، يستلزم أن نحرك كُلّ قدراتنا، وكذلك ما يسطّره أبطالُ الجيش واللجان الشعبية يصعُبُ وصفُه في دواوين.

ولكن مجموعةَ قرابين إضافةٌ ذاتُ أهميّة في مسيرتي الشعرية، وعنوانٌ متفردٌ في سجل شعري السياسيّ.

 

– ما هي الأعمال التي يعكفُ شاعرُنا حَالياً على إنجازها؟

أنا حالياً مشغولٌ بالكتابة عن ثقافتنا الصوفية، وفي مجال الشعر أجمع قصائدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، متمنياً من الله إمكانيةَ طباعتها.

 

– رسالتُك الأدبية للشعراء الشبابِ في بداية مسيرتهم؟

الإخلاصُ لتجاربهم والصدق مع أنفسهم.

 

– أمنياتك أُستاذ إسماعيل في هذا العام على المستوى الشخصي والوطني؟

على المستوى الشخصي أتمنّى الشهادةَ في سبيل الله، وعلى المستوى الوطني أتمنى النصرَ لشعبنا اليمني العزيز.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com