الشهيد عبدالرحمن المؤيد.. المجاهدُ المجهولُ في ميدان العمل والإحسان

كثيرةٌ هي المكتوباتُ والمروياتُ عن حياة الشهداء العظماء، فكيف بالحديث والوصف لمن جسّدوا الدين الذي لا يقبل النفاقَ والمنافقين، وبذلوا أرواحَهم رخيصةً في سبيل عزتنا وكرامتنا وديننا وهُويتنا.

لكن الحديثَ عنهم ليس إلا من باب الإضاءة حول مسيرتهم الجهادية الحافلة بالعطاء؛ لاستلهام دروس الشجاعة والفداء من حياتهم النضالية الخالدة.

وفي هذه الإضاءات البسيطة نتحدث اليوم عن المجاهد الصابر المحتسب لله العامل بصمت وبحكمة، كثير الابتسامة، إنه الشهيدُ عبدالرحمن المؤيد، حمل هَمَّ أُمّة وتحَـرّك من أجلها بكل إخلاص حتى نال ما كان يرجوه وهو لقاءُ الله والالتحاق بركب الشهداء العظماء.

 

بطاقة تعريفية للشهيد:

الاسم: عبدالرحمن يحيى إسماعيل المؤيد

الاسم الجهادي: عقيل المداني

المنطقة: المدان – عمران

العمر: 25 عاماً

تأريخ الميلاد: 1990م

تأريخ الاستشهاد: 28-7-2015م

الحالة الاجتماعية: متزوج وله بنت

المستوى العلمي: دبلوم صحي بعد الثانوية

 

نشأتُه – جانبٌ من صفاته:

نشأ الشهيدُ في أسرة حميدة ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآهل بيته الأطهار الأبرار وأعلام الهدى الهادين إلى دين الله القويم.

أنهى الشهيدُ دراستَه حتى حصل على دبلوم صحي بعد الثانوية العامة، ثم تخصص مساعدَ طبيب وبتفوق.

وكان الشهيدُ يتمتعَ بأخلاق عالية مع الصغير والكبير تميِّزه عن غيره.

كما كان نموذجاً راقياً في الإحسان بكل ما تعنيه الكملة من العطف والإيثار والاهتمام بالمجاهدين ورعايتهم.

وكان مثالاً عالياً في الأخلاق والسلوك والمثابرة والمسارعة في الأعمال بسرية مطلقة، وله بصماتُه الإنْسَانية والاجتماعية لدى عامة الناس والمواطنين ويشهد بذلك كُـلّ إنْسَان عرفه.

 

التحاقه بالمسيرة القُـرْآنية ومشوار حياته الجهادية:

انطلق الشهيد عبدالرحمن المؤيد للجهاد في الحرب السادسة على صعدة السلام، وشارك في حرب عاهم ودنان وعمران وما تلاها من المعارك.

دخل الجانب العسكريّ ومن ثم التحق بالقسم الأمني والوقائي، ليتم اختيارُه مشرفاً للقسم الوقائي.

وشارك وعمل بالجانب العسكريّ في عدن كمشرف عسكريّ مباشر حتى استشهاده.

 

أعماله الجهادية

تم اختيارُه مشرفاً للقسم الوقائي في محور الجنوب من قبل قيادة المحور من ثم تم اختيارُه واستقراره في الجانب العسكريّ والمشرف المباشر في عدن.

 

قصةُ استشهاده:

كانت منطقة البساتين هي آخر محطة للشهيد، حيث استشهد هناك بقصف لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ في 28-7-2015م، بعد أن سطّر ملاحمَ بطوليةً، ونكّل بأعداء الله ورسوله أشدَّ التنكيل.

 

شهادةُ أهله ورفاق دربه:

شهادة أهله: منذ طفولته كان الشهيد عبدالرحمن خلوقاً صبوراً يحبُّ خدمةَ الناس وإصلاح شأنهم، ومعالجة أحوالهم، حتى كبر فأراد أن يكونَ طبيباً ليبعد عن الناس الآلام ويعالج الفقراء وهكذا عرفناه يحب الآخرين ويخدمهم ويبتسم في وجوههم.

شهادة رفاق دربه: عرفنا الشهيدَ “عقيل المداني” كأخٍ كبير يحن ويحب إخوته، كان نموذجاً حقيقياً للإحسان بكل ما تعنيه الكلمة، فلم يكل ولم يمل عن خدمة الآخرين دون أن ينتظرَ منهم مقابلاً.

كما كان شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم، قائداً تجلّت فيه الحنكة والفراسة، يحب التضحية ويعشق الشهادة.

 

وصية الشهيد:

أوصى الشهيدُ رفاقَ دربه وأهلَهُ بالثبات على المنهج القُـرْآني والالتحاق بركب المسيرة القُـرْآنية، والتسليم للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

وكان كثيراً ما يوصي رفقاءَ دربه بالعمل بكل جد وإخلاص دون الانتظار إلى مقابل من أي مخلوق بل طلب التوفيق والقبول من الله.

كما أوصى المجاهدين بالمحبة والإخاء والتراحم فيما بينهم والعمل كالجسد الواحد وأن يتركوا الاختلافَ، فالاختلافُ يؤدي إلى الهلكة والفشل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com