عملية السلام تحت النيران

المسيرة: منصور البكالي

في تصعيدٍ خطير يهدّدُ عمليةَ السلام، شن طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي أكثرَ من 20 غارة على أحياءٍ متفرقة من العاصمة صنعاء، مستهدفاً منازل المواطنين والمصانع والمنشئات الحيوية الحكومية والخاصة.

طيرانُ العدوان شن عدة غارات على مصنع للأوراق في منطقة شملان بمديرية همدان، ومصنع آزال للإسفنج في منطقة جدر، ومنزل المواطن محمد الكحلاني في حي دارس، مما تسبّب بتدمير عدد من المنازل، استشهد على إثرها ثلاثة مواطنين وأصيب 5 آخرون، في حصيلة غير نهائية.

كما شن العدوانُ عدة غارات على عدد من المنشآت الحكومية في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء، كانت قد قصفت طيلة السنوات الماضية، الأمر الذي يؤكّــدُ تخبُّطَ قوى العدوان وسعيها لنسف عملية السلام وإطالة أَمَدِ العدوان؛ لقتل المزيد من الأطفال والنساء والأبرياء من أبناء الشعب اليمني.

المواطنون المتضررون من غارت العدوان الأخيرة يدعون أبناء شعبنا اليمني إلى توحيد الصفوف والتوجه نحو الجبهات ورفد الجيش واللجان الشعبية بالرجال والمال، ويستنكرون تواطؤ المجتمع الدولي مع قوى العدوان وجرائمها ضد الإنسانية.

وإزاء هذا، قامت صحيفةُ المسيرة بزيارة المنازل والمصانع والورش التي استهدفها طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي، ونقلت حجمَ الأضرار التي خلفتها الغارات ورسائل المواطنين الناجين منها إلى قوى العدوان أولاً والى أبناء شعبنا اليمني وجيشنا ولجاننا الشعبية ثانياً.

 

 غارت العدوان تزيدُ الشعبَ يقيناً بضرورة التحَـرّك لمواجهة العدوان

هكذا قال المواطن محمد محمد عبدالله الكحلاني الذي استهدف الطيرانُ منزلَه الكائنَ في حي دارس بالعاصمة صنعاء وتسكنه أربع عوائلَ مكونة من 26، أغلبهم أطفال ونساء، إلا أنه وبفضل الله نجت الأسر ُرغم تدمر أجزاء واسعة من المنزل، حيث أكّــد لنا أن غارت العدوان زرعت فيه وفي كُلّ أفراد أسرته الصمودَ والإباء، وزادته يقيناً بضرورة التحَـرّك لمواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال، معلناً تحَـرّكَه الفوري مع كامل إخوته نحو الجبهة.

وشدّد الكحلاني على أهميّة توحيد الصفوف لمواجهة العدوان وإعلان النفير العام من قبل كُلّ أطياف الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والمذهبية، قائلاً “العدو عدوٌّ للجميع ولن يستثنيَ أحداً، والقاعدين في البيوت الذين كُنت واحداً منهم صاروا هدفاً للعدوان المتخبط ويجب عليهم مراجعة حساباتهم المغلوطة”.

 

الغارات تعكسُ فشلَ وتخبط العدو في الميدان الأمني والعسكري

بدوره، أكّــد المواطن علي محمد عبدالله الكحلاني بأن استمرار قوى العدوان في استهداف الأحياء السكنية دليلُ فشلها وتخبطها على الميدان وضعف قدراتها المخابراتية بفضل الله ودور أجهزة الأمن التي استطاعت إفشال كافة المخططات الساعية لإنهاك شعبنا اليمني واستهداف مكامن قوته.

وأكّــد أن هذه الغارات وما تخلفُه من جرائمَ بحق المواطنين لن تزيد شعبنا اليمني إلا عزيمةً وإرادة للالتحاق بمعسكرات التدريب لجيشنا لجان الشعبية والتوجه الفوري نحو الجبهات.

 

ترويع الأطفال والنساء والصمت الدولي

وأضاف الكحلاني “إن الغارات أصابت الأطفال والنساء بالخوف ولكن رعاية الله تكفلت بحفظنا رغم تدمر أجزاء واسعة من المنزل”، مستنكراً صمت المجتمع الدولي وانحياز المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى صف العدوان.

ودعا علي الكحلاني وسائلَ الإعلام الأجنبية إلى نقل الصورة الحقيقية التي تستهدفُها غاراتُ طيران دول العدوان الصهيوأمريكية بحق النساء والأطفال والمصانع والمتاجر والشافي والأسواق.. وتقديمها بصدق وشفافية لكل الأحرار والشعوب ليتبين الحقُّ من الباطل والزيف من الحقيقة أمام الرأي العام العالمي ويكون للشعوب موقفُها أمام حكوماتها المشاركة والمتواطئة مع القرارات الأممية الداعمة للحرب على شعبنا اليمني.

 

من جانبه، تحدث المواطن سليم محمد ناصر الغادر جار بيت الكحلاني الذي لم يسلم أطفاله ونساؤه وكل جيرانه في الحي من الخوف والهلع، ولم يسلم بيته من الأضرار إثر تلك الغارة الحاقدة على أبناء الحي وممتلكاتهم، قائلاً: بأنه أول ما سمع الغارة خرج عن الوعي ولم يشعر إلّا وهو عند بيت جاره الكحلاني للمبادرة في الإسعاف وإخراج النساء والأطفال من بين الدمار لإنقاذ نفس أَو أنفس بدون خوف أَو مبالاة من شن طيران العدوان لغارات أخرى حصلت واستهدفت المسعفين في عددٍ من المرات.

وقال “رسالتي إلى القاعدين في البيوت توجهوا إلى أعداء الله، الذين لا يخافون الله ولا يرحمون طفلا ولا كبيرا ولا صغيرا ولا عجوزا ولا شيخا، توجهوا إلى الجبهات لمواجهة أعداء الله وأعداء الحق وأعداء الإسلام”.

وأكّــد الغادرُ أن غارة العدوان زرعت في أعماق قلبه وشرايين دمه الحميةَ والغيرة وزادته إيْمَاناً بنصر الله وقوته وتثبيته، معلناً انطلاقته إلى الجبهات وكله يقين بالنصر على العدوان وطائراته وصواريخه التي لن تنالَ من معنويات شعبنا اليمني.

 

تصعيدُ العدوان وردةُ الفعل المضادة

ومن جهته، قال المواطن حمير صالح يحيى العزاني -مالك منزل في نفس الحي جوار “بيت الكحلاني”-: نحمد الله على لطف ورعايته لنا، ونؤكّــدُ بأن أرواحنا التي كادت مفارقة أجسادنا البارحة لن تعود بعد اليوم ملكاً لنا بل نذرناها لله وفي سبيل الله وسنكون في مقدمة صفوف الجيش واللجان الشعبية للرد على قوى العدوان ومواجهتها في المكان المناسب للمواجهة.

وأكّــد أن هذه الغاراتِ لن تزيدَه إلّا عزيمةً أمام العدو، مقسماً بالله إنه لن يبقى منهم أحد وسيتجهون جميعهم إلى الجبهات، موضحاً انه كان نازحاً من محافظة صعدة ونزح ليلة الغارة إلى أحد منازل أقاربه خارج حي دارس إلى أن يعيد ترميم المنزل ليذهبَ إلى الجبهات.

 

استهدافُ المصانع والمنشئات.. العدوان يزاول مهامَّه الاعتيادي

مصنع الاسفنج والبلاستيك، في حي جدر بمديرية بني الحارث كان هدفاً لطائرات العدوان لرفع معنويات مرتزِقتها المنهارة، ولكن لا مكانَ للكذب في عالم الإعلام الحر ووسائله المتنوعة ولا بد للعالم أن يعرفَ الحقيقة.

هنجر لتبريد المياه وتخزينها في حي جدر حاول العدوانُ إيهام مرتزِقته بأنه مصنعٌ لسلاح الجو المسيّر فقصفه بعدة غارات، ما يؤكّــد تخبطه وارتباكه بعد تلقيه الضرباتِ الموجعةَ من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية، ولكن الهنجر الذي يحوي ثلاجة لتبريد المياه يكشف كُلّ ادّعاءاتهم، كما هو واضح في الصورة.

وورشة خلف محطة البنزين بدارس هدفٌ آخر يؤكّــد فشل العدوان وتخبطه المستمر، فهذه الورشة وسكن العمال بجوارها قصفت بغارة لطيران العدوان لتؤكّــد حجم الفشل الذريع والتخبط المريع لقوى العدوان ومرتزِقته على أرض الميدان وإحساسها بقرب السقوط وانعكاس المعادلة بعد عملية العند وعمليتَي نجران وجيزان التي نفّذها طيراننا المسيّر.

أمّا مصنع الأوراق في منطقة شملان، فلم يحصد تحالفُ العدوان من وراء استهدافه سوى الفضيحة والاعتراف بالهزيمة، فالعدو قد اعترف بأنه فشل في إيجاد المصانع العسكرية للجيش واللجان الشعبية، ولم تتمكّن مخابراته من فعل شيء سوى معرفة أماكن المنشآت والمصانع الحيوية ومنازل المواطنين الأبرياء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com