مطبخ “ثمار التكافل” الخيري.. ترجمةٌ لدعوة قائد الثورة

استطلاع |عباس القاعدي:

استجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي يحثُّ فيها على التكافل الاجتماعي وإعانة المحتاجين ومساعدة الفقراء والمتضررين من العدوان السعوديّ الأمريكي وحصاره، و”أن نكونَ أُمَّـةً مسلمةً تقتدي برسولها الكريم محمد وبالإمام علي في إحسانهما وكرمهما وأن يكونوا مسلمين رحماءَ فيما بينهم، صفتهم الإحسان والمسارَعة إلى الخير في أي مكان أَوْ زمان، أخلاقهم رفيعة وأيديهم سخية مفتوحة وأعينهم إلى الفقراء والمساكين شاخصة، مخلصين لله ولرسوله والناس أجمعين”، ومن قاعدة الإحسان انطلاق شباب الخير والمحبين إلى مساعدة الأُسَـر الفقيرة والمحتاجين وأسر المرابطين في الجبهات وأُسَـر الأسرى والشهداء والجرحى، حيث انطلقوا بأعمال الخير التي صداها يعود بربط النسيج الاجتماعي وبالانتصار الأسطوري في ميادين العزة والإباء.

وفي إطار زياراتها الميدانية، قامت صحيفة “المسيرة” بجولة استطلاعية إلى مطبخ ثمار التكافل الخيري الذي يأتي في إطار الأحوال الاقتصادية والنقاط الاثنتي عشرة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ومنها التكافل الاجتماعي، وكانت الحصيلة كالتالي:

 

نقطة انطلاق المطبخ ودعوة السيد القائد

قال أيمن محسن الجبري – مسئول مطبخ ثمار التكافل الخيري-: إن هذا المشروع أسّسه مجموعةٌ من الشباب بجهود ذاتية في بداية رمضان الماضي بعد أن شاهدوا بعض الأُسَـر لا تمتلك قوت يومها، فقرّرنا عمل جولة استطلاعية بحثية حول الأُسَـر التي تسكُنُ بجوارنا، فتفاجأنا بالفقر يخيم عليها والأمراض تسكن أجسامهم، والمربع يحضن أكثر الأُسَـر الفقيرة، حينها جلسنا وفكرنا في أمرهم وكانت البداية أننا نشتري الأكياس الحرارية والأواني البلاستيكية ونوزّعها للأسر الميسورة في المربع بعد العصر وأثناء المغرب، يتم جمعها من المنازل إلى مكان محدّد ومنه نوزعها على الأسر المحتاجة، وهذا الموضوع كان يكلفنا جهداً وتعباً، ولا نَصل عند الأسر المحتاجة إلا بعد المغرب، أي وقت متأخر؛ لذلك فكّرنا في بديل ضروري.

وأضاف الحبري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: لقد نشأنا مشروعَ مطبخ ثمار التكافل الخيري استجابةً لله ولدعوة السيد عبدالملك الحوثي الذي يشدّد ويؤكّد في أكثر من خطابٍ على التكافل الاجتماعي، ونحن لدينا أقل المقومات لهذا المشروع وهذا كان في شهر رمضان الأول، ثم جاء رمضان الأخير ونحن ليس لدينا أية مقومات من ذلك، ثم هيّأ الله وببركة الشباب قمنا بالبحث عن محل للمطبخ وعن إيجار له وأدوات مطبخ، فحصلنا بعض المساعدين على الخير أعطونا القدور حق الطباخة وأسطوانات الغاز والشول، كلها حق الناس والآن كُـلّ ما في المطبخ ليس ملكاً وإنما عُهدة علينا.

وأوضح أن عدد الأسر كان خمسمائة أسرة محتاجة وللأسف الشديد الناس لا يتمتعون بالإحسان والخير إلا في شهر رمضان فقط، وهذه كارثة بالنسبة لبعض الناس؛ لذلك تفاعلوا معنا في رمضان وتعاونوا ومن ثَمَّ انتهى رمضان وتغلّفت علينا كُـلّ الأبواب ما عدا بابَ الله تعالى.

 

300 أسرة تستفيد يومياً من المطبخ الخيري

من جانبه أشار العقيد محمد هاشم العوامي -مسؤول التوزيع في مطبخ ثمار التكافل الخيري-، إلى أن المطبخ يخدم أكثر من 300 أسرة بصرف يومي لوجبة الغداء ولو تحسنت الأوضاع وحصلنا على داعمين أَوْ متبنِّين للمطبخ يكون التوزيع ثلاث مرات يومياً، إضَافَةً إلى الجهود الشخصية التي نبذلها نحن الآن نوزع لعدد ثمانية أفراد في الأسرة وجبة واحدة ومن فوق الثمانية وجبتين كيسين طبيخ وكيسين رز وستَّ عشرة حبة كدم، وهنا معنا كشف انتظار للأسر التي نسجلها ولا نقدر إعطاءهم، منتظرون الدعم حتى نتمكن من إعطائهم ويبلغ عددهم مائتين وسبعين أسرة.

وأوضح مطهر علي الفقيه –الطباخ في المطبخ الخيري-، بأنه عمل في هذا المجال من أجل الله تعالى وكذلك استجابة لدعوة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بشأن التكافل الاجتماعي، “وأعمل مقام ثلاثة عمال وبراتب ستين ألفاً، وأنا في ظل مبادرة للعمل ومساعدة المساكين والفقراء والمحتاجين ولو بالمجان وأجري على الله خُصُوصاً في ظل الحصار والعدوان على اليمن”.

 

أسر متعففة تعتمد على المطبخ بسرية حتى لا يشعر بهم أحد

وأوضح أن من ضمن فكرة مشروع المطبخ أن الأسر التي تعتمد على المطبخ الآن ترجع تعتمد على نفسها وينفقون على المطبخ وهذه رؤيا مستقبلية والتي تتكون على مسارين، الأول نفتح مشروعاً زراعياً، والأسر التي تعتمد على المطبخ تزرع، حيث تعود خيرات الأرض لها وللمطبخ.

والمسار الثاني نفتح مشروعَ خياطة للنساء ونفتح لهن معرض نسوّق فيه منتجاتهن ويكون المستفيد من هذا هم المساكين أنفسهم، ولكن كُـلّ هذا إذَا حصلنا دعماً ومساعدة من الجهات الخَاصَّـة والعامة وفاعليْ الخير.

مبيناً أن الأسر التي نوزّع لها في رمضان عددها خمسمائة، الآن نوزع لثلاثمائة أسرة، ومعنا كشف انتظار للأسر الباقية يبلغ عددها مائتين وسبعين، ونحن لا نضيف أي أسرة إلا بعد التحري الكامل عنها وننزل ميدانياً إلى كُـلّ منزل أَوْ حارة نتأكّد من الأسرة؛ لأَنَّنا نمضي على خطة أولويات وهي أُسَـر النازحين، أسر الشهداء، أسر المرابطين، أسر الجرحى، وهؤلاء ضروري يكونوا أول الناس بعدها نأخذ أسر المعاقين وأسر ذوي الاحتياجات الخَاصَّـة وأسر الأيتام وأسر الأرامل ثم أسر الفقراء والمساكين والمحتاجين بعد ذلك ننظر إلى الأسر المتعففة التي تموتُ وسط البيت جوعاً ولا يمكن أن تسأل أحداً ولا تمتلك مصدر دخل، وهؤلاء من قال الله فيهم ((الذين لا يسألون الناس إلحافا))، أسر متعففة تعتمد علينا بسرية حتى لا يشعر بهم أحدٌ طالبين منا أن لا يعرفَ عنهم أحد.

 

التجار لا يحسنون إلا في رمضان والجهات الرسمية لا تستجيب

وأشار مسئولُ “مطبخ ثمار التكافل الخيري” أيمن الجبري، إلى أن التجارَ لا يُحسِنون إلّا في رمضان، متناسين أن الإحسانَ لله في كُـلّ وقت، مضيفاً: وصل الحال ببعض التجار إلى أن يقولوا لنا لا تأتون إلينا إلا في رمضان فقط، يفتكرون أن الإحسانَ في رمضان فقط، جاء بعد رمضان استمرينا بفضل الله وتم جمعُ بعض المال من فاعلي الخير، اشترينا به للفقراء والمساكين لحمة عيد الفطر، وكذلك قمنا بالعمل نفسه في عيد الأضحى، ورغم ذلك مررنا بظروف قاسية حتى أننا اضطررنا أن ننزّل من خمسمائة أسرة إلى ثلاثمائة من الأسر، رغم أن بعضها يفوق عددهم عشرة أفراد وما فوق؛ ولهذا نضطر أن نعطي لمثل هذه الأسر وجبتين؛ لأَنَّ الوجبة الواحدة لا تكفي ومكونة من كيس أرز وكيس طبيخ وثمان حبات كدم.

وأردف الجبري: “تابعنا الجهات المعنية سواءٌ أكانت رسمية أَوْ قيادات أَوْ من جهة التجار والداعمين لاحظنا تثاقلاً كبيراً في فعل الخير، سواء التنصل عن المسؤولية أَوْ الهروب منها، هذه بالنسبة للجهات الرسمية وبعض القيادات، أما بالنسبة للتجار أقول على سبيل المثال سرنا عند واحد من تجار المنطقة القريبة من المطبخ والذي يمتلك مخازن تجارية كبيرة طرحنا عليه الموضوع الخيري في تقديم مساعدة خيرية للمطبخ، قال أنا أعرفه بس يجب أن تعلموا أنني قطعت القات من أجل الميزانية، مؤكّداً بأنه إذَا توفر لهم الدعم سينتقلون في كُـلّ المديريات والحارات والمربعات لفتح مثل هذا المشروع وحث الناس إلى الخير في ظل العدوان السعوديّ الأمريكي ومساعدة المحتاجين والنازحين والفقراء والمساكين.

 

أصحاب القدور وأسطوانات الغاز يطالبون إرجاعها

ولفت مسئول المطبخ الخيري إلى أن أصحاب القدور وأسطوانات الغاز الذين جابوها عهدة على المطبخ الخيري يطالبوننا ويضيّقون علينا، يريدون أدواتهم ونحن لم نقدر على شراء أدوات المطبخ؛ لذلك نسأل من الله أن يسهّل ويسخر من يفعل الخير ويقوم بشراء ذلك ونرجع حقهم، فنحن في موضع صعب جِـدًّا ولكن مراهنون على استمرار مشروع المطبخ.

وأضاف الجبري: عندما ارتفعت الأسعار حصل عجزٌ في عملية الشراء ولم نستطِع شراء مصاريف المطبخ التي هي بالجملة، ولهذا قدمنا دعوة إلى عقال الحارات بأخذ مائة ريال فوق الثلاثة آلاف قيمة الغاز مساعدة للمطبخ على كُـلّ أسطوانة كآلية لمساعدة المطبخ وبسند رسمي؛ لأَنَّ هذا يعتبر مصدرَ دخل للمطبخ ويجب أن تكون بأمور رسمية، ولكن الفكرة لاقت معارضةً عجيبة وغريبة وسخرية من العقال الذين طرحت عليهم الفكرة باجتماع خاص بهم والذي كان عددهم ثمانية وأربعين عاقلاً، حيث طرحت الفكرة عليهم وهي عمل خيري أن يدعوَ الناسَ لمساعدة الفقراء والمحتاجين وذكّرتهم بقول الله تعالى ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)) ولهذا لم يستجيبوا لله ولا لمساعدة الفقراء حتى أنهم قالوا لا نستطيع أن نفرض على الناس هذا، متجاهلين أعمالهم الخَاصَّـة بخصوص الغاز، فأجبتهم فتحنا مشروع المطبخ بعون من الله وسوف يستمر بإذنه وذكّرتهم بقول الله تعالى ((هَا أَنتُمْ هَؤلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ، وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ)) مذكراً لهم بقول الله تعالى ((وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)) ونحن أسسنا هذا المشروع على قاعدة قرآنية.

 

التثاقل في فعل الخير والإحسان من العوائق التي تواجهنا

ونوّه الجبري بأنه “ذات مرة تم إرسال 40 رسالةً لأشخاص ميسورين وتجار، داعين إياهم بأنه لو تكفل واحدٌ منهم بعشرة ألف شهرياً للمطبخ فإننا سنكفي جميع الأسر، ولكن للأسف لم برد واحد منهم؛ ولهذا لم نشعر باليأس أَوْ الاحباط؛ لأَنَّنا متوكلون على الله”.

وأتبَعَ الجبري “فقرّرت أن لا أتوقفَ ولو أبيع كُـلّ ما أملك وبعدها بأسبوع جاءني اتصالٌ من واحد لم أعرفه فهو فاعل خير يقول أنا أخو فلان وفلان صاحبي وسمعت أن لديكم مطبخاً خيرياً قلت له نعم فطلب مني موعد المجيء إليّ فجاءني ظهر اليوم الثاني وعرضتُ عليه آلية العمل بالكامل بعدها ما جاء المغرب في اليوم نفسه إلا معي منه تمويل شهر للمطبخ وهذه جاءت إجابةً من الله فقمت أحسبها وجدتُ أنها الكمية المطلوبة والتي نبحث عنها”.

 

تفاعل الشباب وحبهم للعمل الخيري

من جهة، قال عبدالله هاشم الكبسي -أحد الشباب المسئولين عن المطبخ الخيري “ثمار التكافل”-، بأنّ فكرة المشروع بدأ من عمل تفاعلي شبابي خيري بشراء أكياس حرارية وصحون سفري وتوزيعها على المنازل في العصر، ونقول لهم ساعدوهم بقدر ما تستطيعون ونجمعها في المغرب.

وأضاف الكبسي: “ففي أول يوم من رمضان بدأنا بعشرين كيساً وبعدها بأكثر من مائتي كيس وكان العدد في زيادة كُـلّ يوم وكانت الوجبات من جميع أنواعها، وبعد الجمع نوزعها على المنازل المستهدفة والتي قد تم تحديدُها وعملنا كان بشكل سري، حتى الأسر نفسها لن تعرفَ من نحن، حيث كانت آلية التوزيع والانتشار أربعة أفراد وهم: عبدالله الكبسي وأيمن الجبري وأحمد العصري وعادل الجوسي” هؤلاء كانوا يقومون بتوزيع وجمع الوجبات قبل أذان المغرب وَنشرها في الحارات على الأسر المستهدفة وبشكل متخفٍّ، وكنا نطرح الوجبة على الباب وندقه ونذهب؛ لأَنَّ بعض الأسر ما تقبل أن تأخذ حاجة رغم أنه لا تمتلك إلّا حبة تمر، وهذا من عزة النفس والحمد لله مشى رمضان الأول على نفس الآلية ثم جاء رمضان الفائت ونحن على الآلية نفسها حتى وصلت الوجبات التي نجمعها إلى أكثرَ من خمسمائة وجبة حتى أننا أصبحنا نوزعها بالهايلوكس”.

 

إرجافُ المنافقين ضد الأعمال الخيرية من أبرز العوائق سابقاً

وأتبع الكبسي: “وبينما كنا في منتصف العمل في جمع الأعمال الخيرية جاء إرجافُ بعض المغرر بهم والمنافقين، حيث كانوا يقولون بأننا نوزع الوجبات للمتارس وهذا كان لا يعجبهم فأصيب بعض الناس بالإحباط وخافوا فانقطعت علينا 75 % من نسبة تجميع الوجبات من المنازل، بعد ذلك جاءتنا فكرة مشروع مطبخ خيري وكانت من فكرة وتصميم الأُستاذ أيمن الجبري وبإرَادَة الله هيّأ لنا الله بمن يساعدوننا بأدوات المطبخ وبعض المصاريف، وأكثر الأشياء كانت بجهود شخصية؛ ولهذا تواصلنا مع بعض المنظمات التي أجابت بالرفض، مبررين قولهم ليس لدينا سوى ثلاثمائة وجبة ولا نقدر نعطي منها وكان مربع الشغدري الذي نحن فيه يحتوي خمسمائة أسرة إضَافَةً إلى أسر المربعات المجاورة بما فيها حارة القواس والسائلة وغيرها؛ ولهذا وصلنا إلى مرحلة لم نعد قادرين نعطيهم الوجبات؛ لأَنَّ كُـلّ أعمالنا مجهود شخصي، ومن أجل إعطاء الأسر كاملة ننتظر من فاعلين الخير والداعمين والمساهمين في تقديم المساعدة وَمن ضمن الأعمال التي قمنا بها في هذه السنة كان معنا المشروع الأول التجميع، والذي كنا نستهدف من خلاله أمرين الأول: نقضي حاجة المحتاجين..

الثاني: تنشيط الأسر التي تفكّر في فعل الخير ولكن غير قادرة، كيف توصّل العمل الخيري، كُـلّ هذا يطهر النفوس.

 

الأعمال الخيرية من صور الثبات والصمود لأبناء اليمن

من جانبه، اعتبر العميد منير هاشم الكبسي -مدير مديرية صعفان، وأحد داعمي المطبخ الخيري “ثمار التكافل”- أن الأعمال الخيرية تعتبر من باب الثبات والصمود الأسطوري الذي يسطّره أبناء اليمن في ظل هذه الظروف الصعبة التي يتآمر فيها العدوان على اليمن مبادرة خير التي يقوم بها أبناء العاصمة صنعاء وبالأخص أبناء مربع الشغدري، وبهذه نثبت أننا نجابه كُـلّ الجبهات الاقتصادية أَوْ السياسيّة بصمود أسطوري.

وأكّد حمزة محمد المرتضى -مسؤول الرقابة في المطبخ-: “إنَّ الرقابة شيء أساسي لنجاح المطبخ، ولكل عمل من بدايته حتى التوزيع، وأيضاً الرقابة على الجانب المالي والإداري والمخازن وإيجاد الآليات المناسبة بما يتناسب مع وضع المطبخ وآلية عمله، وآليتنا لها دور كبير في إنجاح المطبخ وفي تيسير العمل، كما نسعى لإيجاد الآليات الأفضل مستقبلاً والمواكبة مع تطوير المطبخ وتوسيعه”، مضيفاً “رسالتي أوجهها إلى المجتمع بأكمله على أن يتكافلوا ويتراحموا فيما بينهم ويسعوا إلى تكوين مطابخَ خيرية من أجل أن يستفيد منها الأسر الفقيرة والمحتاجة وغيرها، وبهذا العمل نحن نرد كيد مؤامرات العدوان في نحورهم، أي بدل ما يعيش الناس متمزقين متفرقين متخاذلين عن بعضهم البعض، يتعاونوا ويتراحموا حتى نقوّيَ النسيج الاجتماعي، وهذا يساعد في محاربة خطط العدوان.

 

من أبرز المعوقات عدم وجود داعمين رسميين للمطبخ

بدوره، أوضح حسن أحمد حسن الريمي -المسؤول المالي للمطبخ-، أن “من ضمن المعوقات التي تواجهنا أنه لا يوجد داعمون رسميون للمطبخ وقلة الموارد حتى أننا نضطر أحياناً إلى تأخير المديونيات إلى خمسة عشر يوماً وأكثر”، مضيفاً: وبالنسبة للجانب المالي فإننا لدينا سندات رسمية باسم المطبخ ونظام محاسبي وتتم مراجعة السندات والتعرف إلى أين صُرفت ومتابعة كُـلّ شيء بثقة ومصداقية.. رسالتي أوجهها إلى فاعلي الخير لدعم المطبخ الخيري بشكل مستمر وليس فترات فقط؛ لأَنَّ دعم فترة وانقطاع هذا يسبب لنا مشاكلَ كبيرة حتى أننا لا نقدر نسدّد مصاريف المطبخ ولا أجرة الطباخ، كذلك ما نواجهه أكثر أن بعضَ الناس الذين أعارونا بعض أدوات المطبخ من قدور وأسطوانات غاز يطالبون بإرجاعها وكذلك ارتفاع الأسعار في هذه الفترة سبّبت لنا مشاكلَ في ضرب القيمة المحاسبية في المطبخ، وهذا أدى إلى ضعف الموارد والمصروفات، موضحاً أن النفقةَ التشغيليةَ لهم تتكون من مائة وستين ألفاً، منها ستون ألفاً راتب الطباخ وعشرون ألفاً إيجار للمحل، وثلاثون ألفاً نقدمها كمساعدة لمسؤول التوزيع ومسؤول المخزن.

 

رسالة أخيرة

ودعا مسئولو المطبخ الخيري “ثمار التكافل ” جميعَ الميسورين والتجار وأصحاب الخير والأيادي البيضاء، للاستجابة لله في الإنفاق والبر والخير، والاستجابة أيضاً لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يحثُّ الناس على التكافل والتراحم في كُـلّ خطاباته منها خطابات رمضان وكذلك خطابه الأخير في المولد النبوي الشريف الذي دعا إلى التكافل الاجتماعي، مبيناً أن السيد حفظه الله لا يكرّر ولا ينوّه إلى شيء إلّا وله أهميته الخَاصَّـة، ويجب على الجميع أن يعلموا أنهم في محطة المسؤولية وأنهم محاسبون أمام الله، وأنصحهم بالاستجابة ونحن بهم أَوْ بغيرهم يستمر المشروع المطبخ الخيري، طالباً الاستجابةَ من قبل الجهات الرسمية وقيادات أنصار الله الممثلة بالمؤسّسات الخيرية والمنظمات، إضَافَة إلى التجار والميسورين.

مشيرين إلى أن مؤسّسةَ بنيان تقدم لهم الكدم فقط عن طريق الأفران الخيرية التابعة لها، “منها فرن المطار الذي يعطينا ثمانمائة كدمة كُـلّ يوم وهي كمية لا تغطي ولا تكفي حيثُ أن متوسطَ توزيع الكدم ثمان لا غير لكل أسرة وبالنسبة لأكياس الأرز يسهّل الله ويهيّء ببعضها، ولكن تأتي بعض الأيّام لا نملك قيمة مصاريف الخضرة؛ لذلك نضطر لبيع كيس واحد أي نحول العينات إلى نقد ونشتري بها ونتداين إذَا وجدنا من يقبلنا وأشكر كُـلّ من ساهم في إنجاح هذا العمل الخيري من المحسنين والمتابعين وشغالين وداعمين ومن التجار المتفاعلين مع المطبخ ومن وجهاء وشخصيات”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com