مرتزِقة كطفلة الهند .. بقلم د/ إسماعيل محمد المحاقري

عجباً لمنطق المرتزِقة!، مصرون على أن الشعب الذي يقاتلهم طوال أربع سنوات وفي أَكْثَــر من خمسين جبهة ويقاتل معهم شذاذ الآفاق ومرتزِقة الجنجويد وجبروت العالم وما زال يخرج طوال هذه المدة وفي كُـلّ المناسبات وبهذه الحشود..، أنهم مليشيات يجب أن يسلموا أسلحتهم ويغادروا الوطن من أجل أن يعودوا حكاماً على هذا الوطن حتى وإن لم يبق سوى مليون الذي استثناهم “صعتر”!!.

هل يظن هؤلاء أنهم فئةُ النبلاء وبقية الشعب من فئة العبيد، كما كان المجتمع الأثيني أم أنهم ثملوا من كثرة ما شربوا وهم في غرف الفنادق؟، أم أن الهزيمة والفشل المتكرّر أفقدهم عقولهم أم أن حالهم صار كحال “الطفلة اﻵله”، ففي أحد الولايات الهندية يعبد أهلها طفلة بنت عشر سنيين يتم اختيارُها من بين طالبات المدارس وينصبونها إلهاً يعبدونها لمدة ثلاث سنوات ثم يستبدلونها في العام الرابع بطفلة أخرى لتكون آلتهم لثلاث سنوات جديدة.

وبالنسبة للطفلة المستبدلة فهي تعود إلى وضعها الطبيعي دون أية ميزة، ولكن المشكلة أن بعضَ الفتيات لا يستطعن الخروجَ من الدور، فتظل تتصرف كإله وتموت وهي حبيسة البيت.

وفي الأخير دعوني اقول لكم ما هو أَكْثَــر فحشاً وجنوناً مما سمعته من هؤلاء المجانين، إذ يقولون إنه ما كان على العالم أن ينشغلَ بالوضع الإنْسَاني الكارثي التي خلّفته الحربُ على اليمن وينسى ما هو أهمّ وهو الانقلاب على شرعية عبدربه منصور!!

ما نوع هذا الجنون؟!

كيف يموت الضمير؟

سألتُ نفسي أَكْثَــرَ من مرة: هل من المعقول أن هؤلاء الذين يشاركون في قتلنا وحصارنا يحملون مثلنا ضمائرَ حيةً تُؤَنِّبُهم على ما يرتكبونه ويشاركون فيه من جرائمَ فظيعة؟! وكيف استطاع هؤلاء أن يُسكِتوا ضمائرهم؟!

ودائماً يكون الجوابُ أنه من غير الممكن إسكات الضمير أَوْ إماتته إلا بطريقة واحدة وهي إنكار وجود الله ووجود الجنة والنار والحساب والعقاب في اﻵخرة!

يقول أحدُ الزملاء: إن كثيراً من الناس في عصرنا صاروا أقربَ إلى الإلحاد ولكنهم لا يجرأون على التصريح بكلمة “الكفر”؛ خوفاً من ردة فعل المجتمع الذي لا يتسامح مع كلمة الكفر كما يتسامح مع الأفعال الدالة عليه!

 

 أحجية الوعي والحالة الأمنية

قضيتان أساسيتان كانتا تشغلان بالي وتأخذان حيزاً كبيراً من تفكيري، فقد كنتُ أعيشُ أحلامَ اليقظة، واضعاً عشرات الخطط الموصلة لتحقيق هذين الحلمين على فرض أن اللهَ وهبنا القيادةَ الصادقة والمخلصة لوطنها.

ولكني ومع كُـلّ تصور رسمته أَوْ سيناريو تخيلته، كنت أجدُ الطريقَ مسدوداً لتحقيق ذينك الحلمين إلا مع مرور عشرات السنين وتغيير كبير في بنية المجتمع.. حتى جاءت المسيرة القرآنية وحقّقت بالأفعال ما عجزت عن تحقيقه في الأحلام، وفي وقت قياسي أذهل العالم.. فها نحن نعيشُ حالةً من الوعي المجتمعي غير المسبوق، ونعيشُ حالةً أمنية غير متخيَّلة..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com