البحر المسجور حكاية موقع وسيادة .. بقلم/ محمد فايع

البحرُ المسجورُ ومعناه البحر المتقد أَوْ الممتلئ.. لقد كان اسماً موفقاً للفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة المسيرة وقناة اليمن الرسمية كما ينسجم الاسم مع قضية ورسالة الفيلم بل ويعبر بشكل دقيق عن واقع المياه البحرية اليمنية في ظل مواجهة قُــوَّة الشعب اليمني البحرية لتحالف الغزو ولعدوان الصهيو أمريكي السعو إماراتي، إذ باتت المياه البحرية اليمنية اليوم بالفعل بحراً مسجوراً متقداً بنيران القُــوَّة البحرية اليمنية التي تحرق سفن وفرقاطات وكل لقطع البحرية الحربية لتحالف الغزو والعدوان الصهيوني أمريكي.

الموقعُ البحري الاستراتيجي لليمن بما يتمتع به من مميزات استراتيجية خلقها الله، حيثُ مضيق باب المندب المتحكم في الطريق البحري العالمي وحيثُ الموانئ وحيث الكثير الكثير من الجزر الاستراتيجية وعلى رأسها جزيرة سقطرة ومن ثم فكل ذلك مجتمعاً يشكّلُ الأهميّة الاستراتيجية العالمية للموقع البحري لليمن العسكرية منها والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الثروة البحرية المعدنية وغيرها والتي لم تستغل وتستثمر بعدُ.. إلى الثورة السمكية الهائلة والمتميزة والمتنوعة والفريدة، حيثُ تتفرد بها المياه والسواحل البحرية اليمنية دون سواحل ومياه العالم البحرية.. إلّا أنه رغم كُـلّ تلك الأهميّة للموقع البحري لليمن فإنَّ النظام السابق بكل حكوماته المتعاقبة لم يكن في ثقافته لا السياسية ولا العسكرية، ما يدفعه البتة إلى استشعار الخطر ومن ثم الاهتمام البالغ ببناء المقومات العسكرية للدفاع اليمن وشعبه عبر الدفاع عن الموقع البحري الهام لليمن والذي كان محط أطماع قوى الغزو والاحتلال العالمي وعلى مر العصور وسيبقى كذلك.

النظام السابق بكل حكوماته المتعاقبة لم يكتفِ بما ذكرت سابقاً بل لقد ذهب إلى ما هو أفظع، حيثُ تعمد مع سبق الإصرار والترصد التدمير ولتجميد والتعطيل الممنهج لكل المقومات العسكرية الدفاعية البحرية لليمن التي كانت بسيطة أصلاً وصولاً إلى تحويل البحر وثرواته وموقعه إلى سلعة معروضه للبيع جزراً وموانئ وثروة وَمضيقاً وموقعاً عاماً.

فيما كان قوى الغزو والاحتلال العالمي الصهيو أمريكي وعبر سماسرته من ملوك وأمراء ومشيخات النفط والارتداد يمارس عملية التدمير والبيع والشراء بالشراكة مع النظام السابق وحكوماته المتعاقبة.

كل ذلك كان يجري بينما كان الشعب مغيب، حيث تم إشغال أبنائه وشبابه بأزمات متتالية ومتعددة وعلى رأسها الأزمات الاقتصادية والمعيشية ثم استهلاك ما تبقى من طاقات الشعب لصالح مكونات تتنافس أصلاً على من يقدّم التنازلات أَكْثَـر وعلى من يقدّم عروض أقل وارخص لبيع اليمن بموقعه البحري والبري وبكل ثرواته لقوى الغزو والاحتلال الصهيو أمريكي ولسماسرتهم. من كيانات أعراب النفاق والارتداد.

من كان يتابع تصاعد وتيرة الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية في اليمن حتى قبل ثورة ٢٠١١م إلى تصاعد الصراع بين شركاء الحكم والعمالة في اليمن وما جرى ويجري أثناء ذلك من تدمير لكل المقومات العسكرية والأمنية والاقتصادية لليمن وبوتيرة عالية بإشراف أمريكي صهيوني مباشر عبر سفارته وغير مباشر عبر سماسرته في المنطقة وعلى رأسهم الكيان السعودي.. فمن كان يتابع ذلك سيدرك أن تلك القوى الاحتلالية بقيادة أمريكا تهيئ اليمن لمرحلة السقوط النهائي تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية العسكرية والأمنية والاقتصادية ومن ثم السياسية ولم يكن التجنيد الأمريكي والتمويل السعودي لما يسمى القاعدة وإرسالها إلى اليمن إلى ما لحقها من الفرق التكفيرية التي تم إنشاؤها وتدريبها وإعدادها وتمويلها وتسليحها تحت مسميات متعددة باسم أنصار الشريعة وجيش ابين وغيرها لم تكن كُـلّ تلك الفرق والعناصر التكفيرية إلّا جسر عبور أمريكي صهيوني نحو السيطرة المباشرة على اليمن.

حينها لم يكن هناك من يمكن الرهان عليه من تلك القوى المتصارعة والمتنافسة على العمالة والخيانة حتى أولئك الذين ركبوا موجة الثورة الشعبية عام ٢٠١١م لكنهم ما لبثوا حتى كشف الله أمرهم للشعب اليمني، إذ ظهروا أيدٍ وأوكار للإجرام والفساد وكقوى تمارس العمالة والخيانة أَكْثَـر من غيرهم وأَكْثَـر ممن سبقهم.. فكانت ثورة الشعب اليمنية الأصيلة بقيادة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي الآتي من مخرجات ثقافة ومشروع قُــرْآني فرجاً وَنفساً إلهيا للشعب اليمني ولشعوب الأمة، حيث سارع الأحرار من أبناء الشعب اليمني وسارعوا القبائل اليمنية بحكمائه وعلمائه ومثقفيه بكبارها وصغاره برجالها ونسائه للانخراط في مسار الفعل الثوري السبتمبري اليمني الاصيل بقيادة السيد عَبدالملك وما لبثوا حتى حقق على أيديهم اسقاط كُـلّ أوكار وقواعد مشروع التدمير والاحتلال الأمريكي الصهيوني في اليمن وذلك بإسقاط أوكار سماسرة العدو الأمريكي الصهيوني ومن معهم من قطيع العمالة والخيانة والفساد، حيث تحقق ذلك خلال فترة وجيزة بفضل الله.

بعد انتصار ثورة الشعب اليمني في ٢١سبتمبر٢٠١٤م كان أول من صرخ رعباً وهلعاً هو الكيان الصهيوني متسائلاً عن مصير كيانه بعد سيطرة الشعب اليمني وعلى رأسهم أنصار الله على الموقع البحري الاستراتيجي لليمن لكنه كان متفائلاً بأن اليمن لا يمتلك قُــوَّة عسكرية بحرية حتى يمكن للشعب اليمني أن يستخدمها للدفاع عن اليمن وموقعه البحري حينها كانت قيادة الثورة وقيادات اليمن الأصيلة وخَاصَّـة في القُــوَّة الضاربة الشعبية قد سبقت بنظرتها القُــرْآنية فقد وضعت في وقت مبكر الخطط الاستراتيجية لبناء قُــوَّة بحرية يمنية يمنية قادرة على الدفاع عن اليمن وشعبه ثم عكفت القيادة ومعها ثلة إيْمَـانية يمانية على تجهيز واستغلال الإمكانيات المتاحة لصناعة قُــوَّة دفاعية بحرية ضاربة وما أن أعلن التحالف الصهيو أمريكي ومن معه كيانات وسماسرة الأعراب الذين الأشدّ كفراً بما أنزل الله حتى كانت القُــوَّة البحرية الضاربة للشعب اليمني. ومن السنة الأولى تحول البحر اليمني إلى بحر مسجور متقد تحترق فيه فرقاطات وسفن وكل القطع البحرية لقوى العدوان والغزو والاحتلال وبمختلف أنواعها بنيران القُــوَّة البحرية الضاربة لشعب الإيْمَـان والحكمة شعب الأنصار.

في الختام ما عرضه الفيلم الوثائقي البحر المسجور ليس إلّا جانب بسيط مما أعدته وتعده قُــوَّة الشعب اليمني البحرية الضاربة وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس والله واسع عليم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com