محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية في حوار خاص لصحيفة المسيرة يكشف الستار عن عدد من الحقائق على النحو التالي:

 

لو كان العدوان يريد حلاً سياسياً لما عرقل طائرة الوفد الوطني إلى جنيف

المبعوث الجديد يريد أن ينجح ودول العدوان تسعى لإفشاله

العدوان ينفذ أجندة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على البحر الأحمر في إطار صراع القوى الكبرى

السفير الروسي سبق وأبلغ هادي بعدم شرعيته وندعو روسيا إلى مراجعة مواقفها مع الشعب اليمني صاحب الشرعية الأولى

تجاوز الإمارات لما يسمى الشرعية في رسالتها لمجلس الأمن يؤكّــد أن الحرب ليست يمنية يمنية

أمريكا تعلم أن انتصارات مرتزقتها في الساحل الغربي وهمية

الجيش واللجان ينفّذون استراتيجية استنزاف ناجحة ولا يزالون متواجدين في الخوخة وحيس والتحيتا وغيرها

أمريكا تعلم بدعم السعودية والإمارات لداعش والقاعدة في اليمن وستحوله إلى ملف لابتزازهما في المستقبل

الكثير من المرتزقة أدركوا بأن العدوان لن يحقّق لهم شيئاً واليوم لديهم فرصة للتكفير عن ذنوبهم والعودة لوطنهم

الإصلاح يتبنى موقفين في آن واحد الأول تعبر عنه قياداته والآخر تعبر عنه قواعده

تدمير الاقتصاد وطباعة العُملة هدف مشترك للمرتزقة والعدوان لتكوين ثروات خاصـة وتركيع الشعب

اعتبار مطالبتنا بصرف المرتبات عرقلة للحل السياسي يؤكّــد أن التحالف يرى الشعب كعدو

استطاعت ثورة 21 سبتمبر أن تُنهِيَ الهيمنةَ السعوديّة الأمريكية على اليمن، وقوبل انتصارُها بعدوان لم يشهده البلد في تأريخه لإعادته إلى ما كان عليه قبلها، من هُنا يأتي التماهي بين الوطن والثورة في مواجهة العدوان، فهو عدوانٌ جاء للنيل من استقلال البلد، وعدوانٌ على ثورة حقّقت الاستقلالَ، واليوم تتمسك الثورة بمبادئها وتثبت للعالم في ذكراها الرابعة، صلابتَها، منها أَكْثَــر من ثلاث سنوات ونصف سنة مدة تقارب عمرها وهي تواجه هذا العدوان الذي وصل إلى مرحلة كشف فيها أوراقه الجيوسياسيّة، فاستبدلت الشرعية بأمن البحر الأحمر الذي هو أمن الكيان الصهيوني، غير أن ما يحدُثُ في ساحل اليمن الغربي من معجزات يمنية تعكس صلابة هذه الثورة وبالمقابل تعكس وهم الغزاة.

كما أن ثورة الـ 21 سبمبر التي جسّدت التسامح خلافاً لغيرها من الثورات ووقّعت وهي منتصرة اتِّـفاق السلم والشراكة ما تزال اليوم تمد يدها للسلام وللحوار بين كُــلّ اليمنيين على قاعدة حفظ سيادة واستقلال اليمن، في ظل عدوان مكون من دول لا تريد السلام وتعمل بكل وسعها لإفشال أي مساعٍ في هذا الاتّجاه رغم سقوط كُــلّ ذرائها.

كل ما سبق ناقشته صحيفة المسيرة في حوار خاص أجرته مع رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ونترككم الآن مع هذا الحوار:

 

– عندما يتم الآن الحديثُ عن حَــلٍّ سياسيّ، هل يعقل فعلاً أن دول العدوان تريد أن تصلَ إلى حَــلٍّ سياسيّ، خصوصاً أننا نعرف الأَهْــدَاف الجيوسياسيّة التي تقف وراء شن العدوان، فهل يمكن المراهنة على الحلّ السياسيّ؟

لو نظرنا فيما يحصُلُ اليومَ من الحديث عن حَــلٍّ سياسيّ سنجد احتمالين: الأول: حديثُك عن الجانب السياسيّ أَوْ الحلّ السلمي يعتقدون أن هناك ضعفاً من قبل المواجهين للعدوان والرافضين للغزو والاحتلال، فيفسر بهذا التفسير، والثاني: أن حديثَنا عن المواجهة لا يعني أننا نرفُضُ السلامَ أَوْ لا نؤمِنُ بالسلام، نحن لدينا معرفةٌ تامةٌ وأكّــدنا مراراً أنه لا يستطيع أحدٌ أن يُلغيَ الآخر بالسلاح.

المعركةُ اليوم اتسعت وشاركت دول أجنبية كبرى في العدوان على بلدنا وشعبنا وأَصْبَــحت المعركة دوليةً، ولو نظرنا إلى هذا الموضوع من حيثُ خلفيات العدوان، هل العدوان فعلاً أتى فقط من أجل الاستقرار السياسيّ والتداولِ السلمي للسلطة، سنجدُ أن العدوانَ وقف حاجزاً وسداً منيعاً لأي اتِّـفاق سياسيّ أَوْ حوار يمني يمني، فعندما كان اليمنيون في حوار موفمبيك على وشك الخروج بحَلِّ سياسيّ أعاقوه بمؤامرة أشرف عليها السفيرُ السعوديّ كما صرّح أخيراً، وضعوا العراقيلَ والمطباتِ أمام “اتِّـفاق السلم والشراكة”، وما نتج عنه من حكومة تكنوقراط، فأعتقد أنهم ليسوا في واردِ العملية السياسيّة، في ذلك الوقت ولا حتى الآن، وشهادةُ المبعوث السابق جمال بن عُمَرَ التي قال فيها “إن الأطراف اليمنية كانت قاب قوسين أَوْ أدنى من الوصول إلى حَــلّ سياسيّ، لولا التدخل الخارجي الذي حصل” تشهد بذلك وتؤكّــدُه.

الموضوعُ أن العدوانَ له أَهْــدَاف أُخْــرَى غير ما يدّعون به يُظهِرونه، هم يقولون بأنهم أتوا من أجل إعادَة الشرعية في اليمن، ولكن لماذا لا يسمحون لهادي بإدَارَة المناطق التي يزعمون تحريرها؟!، لماذا يضعونه تحت قيد الإقَامَـة الجبرية؟، لماذا لا يسمحون بتوريد الإيرادات التي تحت سيطرتهم إلى البنك المركزي الذي أنشأوه هم في عدن، حيثُ لم تتسلم الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن بعد قرارِ النقل، ستجدُ أنه من أعلى الأَشْيَــاء إلى أبسط الأَشْيَــاء لا تستطيع هذه الحكومة التصرفَ بها.

فحديثُنا عن السلام خلاصتُه إذَا لم يكن هناك حوارٌ مع صاحب الصلاحيات المطلقة في العدوان على الشعب اليمني فستبقى الأمورُ غيرَ جادة، فلو كانوا يملكون أدنى صلاحيةٍ لسمحوا للطائرة العُمانية بنقل الوفد إلى جنيف.

 

– حسناً بخصوص مارتن غريفيث، والذي يوصف إلى حَــدِّ الآن من خلال تحَـرّكاته بأنه أَكْثَــرُ استقلالية من سابقه، ولكن هل عدم وصوله إلى شيء دليل على عجز الأمم المتحدة؟

 بالنسبة لمارتن غريفيث نعتبر أنه لديه جديةٌ في أن ينجحَ؛ وباعْتِبَــار المِـلَـفّ اليمني هو من أسهل المِـلَـفّات الذي لا توجد فيه تعقيدات، لكن عدم تحقيق شيء هو دليلٌ على عدم جدية دول العدوان، عدم جدية أمريكا؛ لأنَّ أمريكا هي من يشرف سفيرُها على سير المفاوضات السابقة، ويُصدِرُ التهديدات كما أخبرنا به الإخوة الأعضاء في مفاوضات الكويت بأنه إذَا لم نقبل بما يريدون فرضَه علينا فلن يساوي الألف ريال اليمني قيمة الحبر الذي يُطبع عليه، مما أَدَّى إلى إفشال مفاوضات الكويت، والآن أعتقد أن مارتن هو جادٌّ وتلقى وعوداً من الأمريكان وغيرهم بدعمه ولكنه عندما بدأ بالتحَـرّك لم يجد أيَّ دعم لجهوده، وهذا دليلٌ على أن المفاوضات السابقة كلها هم من يعيقونها ويعيقون جهودَ المبعوث مارتن.

فأنت تلاحظ بأن إفشال مارتن هو حقيقة أن دولَ العدوان لا تريد السلام في اليمن، وهو يؤكّــد ما قلتُهُ سابقاً في السؤال السابق، بأنها ليست الأجندة أَوْ الأَهْــدَاف التي تحاول أن تكون ظاهرةً أمام الشعب اليمني، إعادَة الشرعية وإقَامَـة الدولة والاهتمام بالشعب اليمني، وأن استمرارهم في هذا المسار هو دليل على أنهم ينفّـذون الأجندة الأمريكية الإسرائيلية، التي تسعى إلى فرض السيطرة البحرية الكاملة أمام تهديد إيران بسيطرتها على مضيق هرمز، هم أمام ذلك المضيق يعتقدون بأن تواجد الشعب اليمني على كُــلّ الأراضي اليمنية، سيكون معيقاً لهم من اتّخاذ أية خطوات لمواجهة إيران، وبالتالي هم يضغطون في هذا الاتّجاه، على أساس أن يحقّقوا أَكْبَــــرَ قدر ممكن من المكاسب، ومواجهتهم لإيران ليست إلا جزء بسيط من مواجهتهم مع روسيا والصين، وأعتقد أنها المواجهة الأهم، والتي تعرف عنها أمريكا، ولعلك تلاحظ أن ما يحصل اليوم بين الصين وأمريكا من ما يشبه الحرب الاقتصادية، من رفع الضرائب وغيرها من الاستعدادات العسكرية لدى كلٍّ من الصين وروسيا، هي المعركة التي يعتبرها الأمريكيون هي المعركة المستقبلية والفاصلة بأن يكونوا هم الطرف الأقوى والطرف الحاكم، فهذه تأتي ضمن هذه الأجندة، وقدرنا كيمنيين هو أن نواجه هؤلاء الذين ينفّـذون أجندةَ أمريكا وإسرائيل في المنطقة، والذين يسعون لأن يجعلوا من الأراضي اليمنية ساحةً لحرب مستقبلية بين هذه الدول والأطراف الدولية.

 

– تقول إن ما يحدث في البحر الأحمر له علاقة بالصراع مع روسيا، فكيف تفسر المهادنة الروسية مع العدوان؟

مع الأسف “إدَارَة الشرق الأوسط” في الخارجية الروسية تُدَارُ من قِبَلِ مجموعة من اليهود هناك؛ لذلك تلاحظ أنهم من يقومون برفع السياسة الخَاصَّــة بالشرق الأوسط وهي نفس سياسات وتصريحات الكيان الغاصب التي تتوجه لإشعار الآخرين بخطر ثورة 21 سبتمبر، وهناك الكثير من المراقبين يرى أن مهادنة روسيا في اليمن قد تكون مقايضة لمِـلَـفّ سوريا؛ باعْتِبَــارها منفذاً هاماً لروسيا على البحر المتوسط ويرون أن المعركة الأهم في المنطقة بالنسبة لهم هي سوريا.

وعلى كُــلٍّ أنصح روسيا أن تعيدَ وتراجعَ سياستها تجاه اليمن، وعليها أن لا تساند أمريكا في أَطْمَــاعها في اليمن، ونحن ننظر إلى مواقفها في رفض قرار 2216، وعدم تصويتها له بأنه موقف إيْجَــابي، بالإضَافَة إلى قرارات أُخْــرَى كانت هي على الحياد منها، ولم تشارك في التصويت فقد كان موقفاً إيْجَــابياً بالنسبة لنا في الجمهورية اليمنية، ونأمل ونتطلع إلى أن تكون هناك علاقة ندية فيما بين الجمهورية اليمنية وروسيا، وأن تقوم روسيا بإعادَة قراءة ما تم التوقيع عليه مع الجمهورية اليمنية من اتِّـفاقيات عسكرية، وأمنية لمراجعتها، والشعبُ اليمني قادرٌ بإذن الله أن يواجهَ حتى النصر.

أما ما يسمى شرعية فالسفير الروسي عندما كان في صنعاء يعلم بأنه لا شرعية حقيقة للفار هادي، بل ذهب إليه وقال له: عليك أن تتحاور وأن تكون عضواً في المجلس الرئاسي.. في ذلك الوقت وفق مفاوضات موفمبيك، وأخبرني أن الفار هادي غضب من كلامه.

 

– قبل أَيـَّـام بعثت الإمارات رسالةً لمجلس الأمن تؤكّــد ضرورة احتلال الحديدة لفتح الباب أمام الحلّ السياسيّ ولم يكن هناك أي ذكر للشرعية المزعومة التي يُفترَضُ أن تكون صاحبة القرار والرسالة؟

تحاولُ الإماراتُ أن تجُـــرَّ الإعلامَ إلى الحديث عن معركة الحديدة فقط وكأنها منفصلة عن المعركة الكلية التي هي معركة الساحل الغربي، وقد وصلتنا معلومات أولية عن مقتل المدعو عبدالسلام الشحي قائد قوات التحالف في الساحل الغربي وتم استبداله بقائد آخر، فمعركة الساحل بدأت منذ سنوات ولم يستطيعوا حسمها وليس قبل شهرين كما يصورون، وبالتالي حديثهم عن المرحلة ستجد أنهم أعلنوا أنهم أتوا إلى السيطرة على الميناء تحت مبرر منع دخول السلاح إليه، اليوم يتحدثون بلغة أُخْــرَى أنهم يخوضون المعركة في الحديدة من أجل الحلّ السياسيّ.

لماذا انتقلوا إلى هذا الادِّعَــاء؟؛ لأنَّ قائد الثورة استطاع من خلال حواره مع المبعوث الأممي أن يثبت بأننا رجال سلام، وأن ما يدّعيه الأخرون من أن هناك تهديدات من ميناء الحديدة من أن هناك سلاحاً يأتي من ميناء الحديدة، أنه غير صحيح على الإطلاق، هم كانوا يقولون إن ميناء الحديدة يُمَثِّـلُ لنا دعماً في مواجهتهم وأن إيرادات الميناء تُمَثِّـلُ موازنة اليمن، فقال قائد الثورة فلتشرف الأمم المتحدة على كافة الموانئ بما فيها ميناء الحديدة وتُسَلَّم الإيرادات إلى البنك المركزي اليمني لدفع مرتبات كافة موظفي الدولة، وبهذا انتهت حجتهم، لماذا يقدم قائد الثورة مثل هذه الأَشْيَــاء؟. يقدمها من أجل أن لا تحصل مجازرُ كبيرة بحق المدنيين، وهو ما يعمل عليها العدوان داخل الحديدة، وبالتالي فإن حديثَهم اليوم عن أن خوضهم لمعركة الحديدة هو من أجل السلام فهدا غير صحيح؛ لأنَّنا لسنا من يعيق السلام، إنما هي محاولة جديدة لخدع العالم ولكن هذه الخدعة لن تنطليَ على المجتمع الدولي لكونه يعرف حقيقة أن الذي أعاق وصول الطائرة لنقل الوفد الوطني هو مَن يعيق السلام.

 

– طيب ما يتعلق بجزئية تجاوز الإمارات في رسالتها لمجلس الأمن لهادي وحكومة ما يسمى الشرعية؟

رسالة الإمارات لمجلس الأمن تؤكّــد ما قلناه في البداية أن الحرب ليست يمنية يمنية، وإنما مباشرة مع دول التحالف الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وإنما معركة اليمن كدولة جمهورية مستقلة لها كامل الحق في استقلالها وسيادتها، ولها عضويتها في مجلس الأمن، لها تأسيسها في جامعة الدول العربية، وبالتالي يعتبر ما تقوم به الإمارات غزواً واحتلالاً، ويندرج في هذا الإطار الذي لا يحق لها على الإطلاق، وأنهم لم يأتوا على الإطلاق من أجل مشاريع الداخل وإنما أتوا من أجل أجندة إسرائيلية أمريكية ينفّـذونها باعْتِبَــار -كما يقول قائد الثورة- أنهم يتسابقون لمن يكون هو الجندي الأول لأمريكا في المنطقة.

 

– تحدث قائد الثورة مع بدء التصعيد في يونيو الماضي أن العدوّ في الساحل يستطيعُ أن يفتحَ جبهة هنا أَوْ هناك ولكنه لا يستطيع أن يحسمَ المعركة، وأن استراتيجية الجيش واللجان لا تخضعُ لمعادلة الميدان بل تعتمد على استنزاف العدوّ.. فهل تسير الاستراتيجية بالاتّجاه الصحيح؟

الجيشُ واللجان الشعبيّة يواجهون العدوان وفق مسارات محدّدة لهم، والاختراقاتُ التي تحصل هنا أَوْ هناك ليست كما يصوره العدوان أنه يأتي ليواجه هذه الجبهة حتى يخترقَها ويدخل ويسيطر عليها، وهذا الشيء هو معروفٌ لدى أمريكا ودول التحالف ضد اليمن، فهم يعملون على الالتفاف والدخول من ثغراتٍ معينة على أساس أن يشكّلوا من خلاله انتصاراً إعلامياً، يقوون فيه معنويات المرتزِقة لديهم؛ لأنَّه كان هناك انهياراتٌ كبيرة داخل صفوف المرتزِقة ويعملون أيضاً من خلال هذه الاختراقات لتقوية معنوياتهم، وإظهارها كمكاسبَ أمام ضغط المجتمع الدولي؛ لأنَّ هناك ضغطاً شديداً عليهم لإيقاف عدوانهم، فهم يصورون المعركة في الخارج بأنه لم يتبقَّ إلا سوى 15%، والمجتمع الدولي يقول فرصة استثمروها وكملت القضية وانتهت المشكلة حتى لا تبقى عالقةً وهم بهذا يكذبون، ولعل أَكْثَــر ما فضحهم هو تقرير الخبراء الدوليين وإن كان لدينا عليه ملاحظات، فخبراء مجلس الأمن والأمم المتحدة قالوا بأن الكتلة البشرية الكبيرة هي تحت سيطرة أبناء الجيش واللجان الشعبيّة.

عُدْ مثلاً إلى الاختراقات التي تحدثوا بها لو تذكر بأن تلك الأَشْيَــاء التي حدثت في مأرب، مأرب لم تكن تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة، ولكن لاحظ مثلاً عندما تقدم الإخوة في معارك هناك وسيطروا على بعض المواقع، ثم قاموا هم بالسيطرة على بعض تلك المواقع هناك، كيف كان الواقع، (صنعاء ستسقط، وسنفعل كذا وكدا وسنعمل كذا)، ألم يقولوا هكذا في ذلك الوقت، ونحن قلنا لهم في ذلك الوقت في تصريح مع إحدى وسائل الإعلام بأن الشمس أقرب لهم من صنعاء، اليوم يتكرر نفس الأسلوب.

هُم قالوا بأنه مثلاً عندما تراجِعُنا في عدن وتمّت أوامرَ بتراجع الإخوة من عدن؛ نتيجةً لما شهدناه ولاحظناه من التجنيد المستمر ضد أبناء الشعب اليمني، وأيضاً كان هناك تصريحات ممن كان على رأس النظام في السابق ممن ركب الموجة وصرّح تصريحات استفزازية للجنوبيين، فتم سحب الإخوة من عدن إلى مناطقَ معروفة بأنها مناطق تماس هذه المناطق لم يستطيعوا أن يتقدموا منها، لم يستطيعوا أن يسيطروا عليها لم يستطيعوا أن يواجهوا الإخوة فيها أَوْ أن… أَوْ أن…، فهذه الاختراقات التي تحصل في الساحل كما قال قائد الثورة بأنها، لن تحسم المعركة، ولو كانت تحسم المعركة لحسمت منذ البداية، هم قالوا عند دخولهم المخاء بأنهم بسيطرتهم على المخاء سيسيطرون على الميناء الذي يمد الحوثيين بالأسلحة، الميناء الذي يُمَثِّـلُ الدعم الاستراتيجي لهم، وَ… إلخ، فهل انتهت المعركة، لا لم تنتهِ المعركة.

 

– يعني أن العدوّ راهن على الحرب النفسية وليس على ما تحقّق له في الميدان وبالمقابل استطاع قائد الثورة إفشال المُخَطّط بقوله: إن المطلوب عدم الارتباك والاستمرار بالمواجهة؟

نعم وهو هذا ما حدث بالفعل.

ما يبني عليه المقاتل اليمني هو أن يستنزفَ العدوّ بكل ما أوتي من قوة، فالعدوّ لديه أسلحة قوية ومتطورة ولكن لدينا ما هو أقوى، هو الإيمان لدى المقاتل اليمني، وعدم القلق الذي تحدث عنه قائد الثورة، وبأننا سنقاتلهم حتى لو لم يتبقَّ لنا إلا شبر واحد في الجمهورية اليمنية، وبإذن الله لن يتحقّق لهم شيء في ساحة المعركة، ولكن الموضوع هم يعرفون هم بأن المعركة معركة استنزاف بيننا وبينهم، بأن هناك حربَ عصابات مع أن التوصيف غير صحيح مائة في المائة، حيثُ تجد أن الإخوة لا يزالون في الخوخة ولا يزالون في التحيتا ولا يزالون في حيس، ولا زالت الجبهات موجودة هنا وهناك، فتقدمهم بهذا العمق الذي وصلوا إليه هو من أجل هذا من أجل تقوية معنوياتهم ومحاولة أن يكون هناك هزيمةٌ لدى الشعب اليمني، والقول إن على الشعب اليمني أن يفعل كذا أَوْ كذا، وما يفعلونه اليوم من حربهم الاقتصادية على الشعب اليمني يريدون من خلالها تثوير كما يقولون أبناء الشعب اليمني على هؤلاء، لكن الشعب اليمني يدرك تماماً بأن هؤلاء الغزاة، والمحتلين الذين نماذج سيئة جِـدًّا جِـدًّا حتى مع من قدموا وضحوا بدمائهم من أجلهم، بالتالي الشعب اليمني أخذ درسه ويعرف جيداً منذ اليوم الأول بأن من يعتدي على بلدنا ويرتكب المجازر في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، هو عدوٌّ لهذا الشعب، وأي اختراق يحرزه لن يزيد أبناء الشعب اليمني والمقاتلين والمواجهين له إلّا صلابة وشدةً وعزيمة وقوةً.

 

– أنت قلت بأنك في مرة من المرات قلت للعدوان في وقت التصعيد الذي كان في صرواح: إن صنعاء أبعد عليهم من عين الشمس، فما الذي تقوله للعدوان اليوم فيما يتعلق بالساحل الغربي والحديدة؟

أقولُ إن كُــلّ الأوهام التي يحاول الآخرون سواء المرتزِقة الجُدُد كما تحدث عنهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، أَوْ السابقين لهم، بأن كُــلّ المشاريع التي يوهمون بها سيجدونها سراب بإذن الله، وأن كُــلّ تلك الأوهام التي يعتقدون بأنهم يستطيعون الوصول إليها والسيطرة عليها، سيجدون بأنها سراب، ونؤكّــد للمجتمع الدولي بأن الأَهْــدَاف التي قيلت من قبل العدوان من أجل معركة الساحل هي أَهْــدَاف عاريةٌ عن الصحة وأثبتوا هم من خلال خطاباتهم ومراسلاتهم الرسمية لمجلس الأمن أَوْ غيره بأن كُــلّ ما يقال هو في اتّجاه والواقع يسير بخلافه.

 

– مؤخراً نُشرت وثائقُ تثبت بأن هناك صفقاتٍ تمت بين تنظيم القاعدة والإمارات في اليمن، كما إن الإمارات تقدم دعماً علنياً لقيادات، مثل أبو العباس، قامت هي بتصنيفهم في قوائم الإرهاب؟

كُلُّ مَن تحدثت عنهم من أشخاص لا أعتقد أن هناك شخصاً من هذه الجماعات ممن لديه مجاميعُ إلا وهو ممن شاركوا في أفغانستان وتم استقدامُهم إلى هنا في حرب 94 أَوْ كانوا ممن تدربوا على أيدي هؤلاء، فمثلاً أنه يتبع أبو الصدوق وأبو الصدوق هو ممن جندوا في 94، كما يدّعي هو وكل المجندين في تلك الفترة هم من الأشخاص الذين إما ذهبوا إلى أفغانستان أَوْ كانوا من المتدربين والجاهزين للانطلاق إلى أفغانستان وتم استيعابهم في حرب الجنوب، وهو أيضاً يفضح ما قالته حتى تلك الوكالات من وجود علاقة قوية جِـدًّا وظاهرة فيما بين دول العدوان وما بين التنظيمات الإرهابية..، إنهم هم من يبنونه هم من يرعونه هم من يمونونه، وهم من يستمرون دائماً في مساندته، أعتقد أن الفيلم الوثائقي الذي بثّته البي بي سي، وما تحدثت عنه وكالة اسوشيتد برس الأمريكية وغيرها من الوكالات التي تطرقت إلى مثل هذه المواضيع، هي تصب في نفس ما نتحدث عنه من أنهم هم الداعمون الأساسيون للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمنشئون لها، أَيْضاً عندما أتحدث عن شخص بعينه هناك في تعز، أنت تتحدث عن أشخاص هم أَكْبَــــر منه عندما تجد أن علي محسن على قائمة الخزانة الأمريكية، وتجد بأن فلاناً من الوزراء هو موصوفٌ أَوْ متهم بالإرهاب، مثل حسن أبكر، وهناك قيادات كُــثْــرٌ ممن شملتهم قوائم الإرهاب، وباعْتِبَــار أنهم “الأمريكيين” عندما يَصِفون تواجدَ التنظيمات الإرهابية في اليمن بالنشط هو فضيحة كبرى لذلك المشروع، وهو يؤكّــد ما قالته كلينتون عندما تحدثت في مذكراتها بأنهم هم مَن بنوا داعش، وتحدثوا بأن من بنى القاعدة هم الجمهوريون، وهذا شيء معروف أمام الإعلام الخارجي والأجنبي، فدعم الإمارات لمثل هؤلاء الأشخاص هو يأتي في إطار السياسة المتخذة لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ في هذا الصدد، وهنا تبادل أدوار، وربما في يوم من الأيام ستأخذ السعوديّة وستأخذ الإمارات بهذه الذريعة وهذه التهم، أنهم هم من دعموا الإرهاب وأنهم هم دعموا كذا وفعلوا كذا، باعْتِبَــار أنهم يفعلون لمثل هؤلاء الأشخاص بعبعاً كبيراً جِـدًّا وأنه يعتبر من أَكْبَــــر التنظيمات وأخطرها، وما إلى ذلك، فيتهمون في المستقبل أنهم عندما يريدون السيطرة على السعوديّة والإمارات أَوْ تغيير الأنظمة هناك فسيتم استهدافها بهذه التهم، والتي وجهت إليهم بعد أحداث 2011م.

 

– ونحن الآن على مشارف العام الرابع، نلاحظ وجودَ أطراف موالية للعدوان بدأت تتذمر من تصرفاته وتصفه في بعض الأحيان بالاحتلال، هل ترى أن هناك صحوةً أم أطرافاً فقدت مصالحها؟

الذي أعرفه بأنه ليس هناك أطراف فقدت مصالحها فقط، بل أن هناك أطرافاً أَيْضاً هذه الدول ستعمل قريباً على مواجهتها، ولو عُدتَّ لأول خطاب تحدث عنه قائد الثورة عندما شُنَّ العدوانُ على الجمهورية اليمنية ستجد بأنه حتى هو في تلك اللحظة التي شاركت فيها تلك الأطراف مع العدوان نصحهم بأنه كُــلّ الوعود التي ستُقدم لكم وكل الأَشْيَــاء التي يقال عنها، لن تجدوا من ورائها شيئاً ولن تحصلوا مقابلها على شيء، اليوم أعتقد أن الذي وصلوا إليه هو النتيجة التي حذّرهم منها قائد الثورة، في ذلك الوقت؛ ولذلك تجدهم يتحدثون بأنهم تحت الإقَامَـة الجبرية، أولئك الأشخاص الذين سعوا للسلطة كوزراء لا توجد لديهم شرعية أيضاً؛ لأنَّ الشرعية التي كانت مستمدة للحكومة كانت مستمدة من اتِّـفاق السلم والشراكة، واتِّـفاق السلم والشراكة له أَهْــدَافه المعروفة والواضحة، وتقديم بحاح في ذلك الوقت استقالته وخيانته للشعب اليمني كما صرح السفير السعوديّ بأنه وجه من قبل عبدربه بتقديم الاستقالة وَأَيْضاً مسايرة بقية الحكومة في الدخول في هذه المؤامرة تجعلهم تحت، يعني يرفض القانون بأن يكونوا وطنيين بل يعتبروا عملاء في نظر القانون اليمني، هذه الأَشْيَــاء التي حصلت كلها والارهاصات التي تجدها هناك توجه من قبل دول العدوان لاستهداف مكونات داخل هذا التحالف يعني من مرتزِقتهم.

وما يحصل من اغتيالات هم يعرفون بأن وراءها دولاً في هذا العدوان يتم الاغتيال من خلالهم، وقد صرّحوا بهذا في بعض الأحيان، كُــلّ المشاريع أَوْ الأَشْيَــاء التي كانوا يتطلعون إليها لن يحصلوا عليها، ووجدوا أنفسَهم بأنهم لا يساوون شيئاً أمام الأجنبي الذي يفرض مسؤولاً على كُــلّ منطقة يتم السيطرة عليها، حيثُ لا يستطيعون أن يتحَـرّكوا “المرتزِقة” داخل هذه المنطقة، ولا يستطيعون أن يصلوا إليها إلا بالإذن من قبل المحتل.

 

– طيب الآن وبعد انكشاف الحقائق للكثيرين ممن ساندوا العدوان، هل نقول إن هناك فرصة أمام اليمنيين للمصالحة والاصطفاف لمواجهة العدوان وإنهائه؟

نأملُ أن يكفّروا عن سيئاتهم فيما بقي من الوقت؛ لأنَّنا نعتبرُ بأن العدوان لن يستمرَّ لأَكْثَــرَ مما استمر عليه من الفترة التي وصل إليها، فما وصل إليه اليوم من حالة التشظّي وحالة الاستهداف، ومن الفضيحة الكبرى أمام العالم بأكمله فلن يستطيعَ أن يصمد كثيراً في المواجهة؛ لذلك هم الخاسرون هم.

ونأملُ أن يستفيدوا من الصفح لدى القيادة الثورة ولدى المجلس السياسيّ الأعلى ولدى الأحزاب اليمنية، وأن يتم التواصل اليمني اليمني لإسقاط الشمّاعة التي يتحدثون أَوْ يحاول المحتل أن يظهرها أمام البعض، ممن يجهل أَهْــدَاف العدوان في المجتمع الدولي، هذه هي فرصة كبيرة لهم؛ لأنَّهم يعلمون يقيناً بأن كُــلّ ما يقومون به في مواجهة هذا الشعب هو جريمة أيضاً في قتل إخوانهم في قتل أبناء شعبهم الذي كان المفترض أن يساعدوهم أمام هذا العدوان الكبير أن يقفوا إلى جانب شعبهم أمام هذا الغزو والاحتلال، فلا أعتقد أن هناك مصلحة على الإطلاق يمكن أن تأتي بها دبابة الأجنبي، ولا يمكن أن يسمى من أتى على دبابة الأجنبي بأنه وطني أَوْ أنه أتى للحفاظ على الوطن، إذَا لم يستفيدوا في هذه الفترة بالذات بعودة التواصل الحقيقي، مع أن هناك بعضَ التواصلات وإذا لم تكون أقوى مما هو حاصلٌ فستكون النتيجة هي خسارتهم هم، أما الشعبُ اليمني فلم يخسر شيئاً بل سيبقى بإذن الله منتصراً، وأبياً مهما قدّم مهما ضحّى.

 

– فيما يتعلق بحزب الإصلاح يقال إن هناك تبايناً بين خطاب القيادة وخطاب قاعدة الحزب، مثلاً اليدومي يصرح دائماً عكس اتّجاه ما تقوله قواعد الحزب، هل هناك انقسام في أوساطهم أم أن اليدومي واقع تحت ضغط وجوده في الرياض؟

أعتقد أن الموضوعَ ليس كما يُصَوَّرُـ ولكن المعروف عادة عن هذا التنظيم بأنه يحمل ثورةً في آن واحد، ففي الوقت الذي تعبر فيه قيادة الحزب عن سياساتها الحقيقية، فإنه يحاول أن يسرّب إلى قواعده أن يقول بغير ما هم موقّعون عليه وما يعتبر برنامجاً لحزبهم، فبالتالي لا أنظر إلى أن هناك اختلافات أَوْ أن هناك شيئاً من هذا القبيل على الإطلاق، هناك توجه فقط بهذا المستوى على أساس أن هناك أشخاصاً يتبعون دولاً معينة كانت ضمن العدوان على بلدنا وانفصلت، فاستمروا بأن يخلقوا مثل هذا الحراك حتى يستفيدوا من استمرار الدعم المقدم لهم من قبلها، وفي نفس الوقت لا زالوا يتمسكون بالسياسة التي أعلنوها، منذ بدء العدوان باعْتِبَــار أنها في نظرهم، هي التي تمنحهم دعمَ المجتمع الدولي، وتمنحهم الاستقواءَ على أبناء الشعب اليمني والسيطرة عليه وَحُكَمَه من جديد.

 

– لكن هم الآن يوصفون في وسائل الإعلام الرسمية للنظامين السعوديّ والإماراتي بأنهم جماعة إرهابية؟ باعْتِبَــارهم فرعاً يتبع جماعة الإخوان المسلمين؟

نعم وهذه هي حقيقة فعلاً، فالسعوديّة والإمارات تتحدث بمثل هذه الأَشْيَــاء لكن هي تتحدث في الوقت الذي تدعم فيه هذه القوى، وهم يحاولون أن يصوروا في خطابه الإعلامي والسياسيّ أمام الناشطين والمناهضين لما يسمى بالإرهاب بأنهم أناس لا يقبلون بهؤلاء، فبالتالي الحديث عن أن الإخوان المسلمين إرهابيون كما تحدث محمد بن سلمان مع صحيفة أمريكية، تجد هذا الكلام هو بخلاف الواقع في السعوديّة، بتعاملها ودعمها وتبنيها، وتوجيهها لهذه الجماعات لتنفيذ مُخَطّطاتها، تكشف بأن ما يقال هو فقط للاستهلاك الإعلامي وأن واقعَ السعوديّة والإمارات هو دعم ما يسمى بالإرهاب.

 

– هل ترى أن تصعيد الحرب الاقتصادية من قبل العدوان يعكس أنه حتى العدوان لم يصدق هو ما يروّج من انتصارات، وبالتالي يراهن على الحرب الاقتصادية المتمثلة بضرب العُملة ورفع الأسعار؟

العدوّ اتخذ عدة مساراتٍ في وقت واحد، فقط هناك الذاكرة لدى الشعب اليمني بحاجة إلى إعادَة تصريحات العدوان فقط، هم عملوا عدة سيناريوهات في موازاة الجانب العسكري، مثل إثارة حرب داخلية في صنعاء، مثلاً حاولوا أن تكون هناك اعتصامات من أجل المرتبات، عملوا على فتنة 2 ديسمبر، نسّقوا مع بعض الضباط أَوْ الجنود المرتبطين بالنظام السابق للتحَـرّك في الداخل هنا، وتحدث عن بعضها علي محسن الأحمر، سيناريوهات متعددة، منها الجانب الاقتصادي، طباعة العُملة على أساس أنه هناك كان يلاحظون بأن أرصدةَ المرتزِقة تنمو، أعداد كبيرة وهائلة يصرّحون عنها، بأن هناك أربعمائة ألف مقاتل جنود وهميين يُرفع بهم، نحن نعرف النظام السابق ونعرف الفساد الدي كان يعيشه، واليوم عمدوا إلى طباعة العُملة المحلية، بمبالغَ تجاوزت التريليون ريال التي يقومون بها بشراء العُملة الأجنبية من الأسواق ونقلها إلى الخارج في حساباتهم الخَاصَّــة، وبالطبع هذا بالنسبة لدول العدوان يحقّق أَهْــدَافها من وراء الحرب الاقتصادية لتدمير الاقتصاد الوطني؛ ولذلك تجد تماهياً بين العدوان والمرتزِقة، أي أن المرتزِقة يستفيدون في بناء ثروات والعدوان يستفيد في تدمير الاقتصاد الوطني اليمني.

 

– أي أن الشعب اليمني سواء في الشمال أَوْ الجنوب أَصْبَــح ضحيةً للتماهي الحاصل بين قوى العدوان ومرتزِقته؟

نعم وأعتقد أن الشعب اليمني مدركٌ جيداً لهذا، وأعتبرُها فضيحة لقوى العدوان ومرتزِقتهم.

 

– ما هي رسالتكم للشعب اليمني خَاصَّــةً في المبادرة التي قدّمها السيد عبدالملك حفظه الله في أحد خطاباته الأخيرة والتي دعا فيها إلى تحييد الاقتصاد اليمني، ورفع المعاناة عن المواطنين؟

مبادرةُ قائد الثورة استطاعت أن تفضحَهم حين دعا بأن تُسَلَّمَ كُــلُّ الإيرادات من ثروات الشعب اليمني إلى البنك المركزي اليمني وصرفها على المرتبات لكافة موظفي الدولة وكل ما يخُصُّ مصلحة المواطن فقط، فهذه بحد ذاتها شكّلت فضيحة لهم، فقد كنا نرسل المرتبات لهم من هنا، وكانت تعرقل في مطارات العدوان في مطار بيشة في مطار جيبوتي، معروفٌ لدى الشارع الجنوبي ما كانوا يعملون وما كانوا يواجهون به في هذا المجال وكيف كانوا يأخذون مرتباتهم ويصادرونها بحُجَّة أنها من الحوثيين، وأنها كذا وأنها كذا.

 

– لاحظنا أن وسائل إعلام العدوان في تغطيتها لزيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء، تتحدث وبشكل علني أن أنصار الله يشترطون دفعَ المرتبات وفتح مطار صنعاء وأن هذه شروطاً تعرقل الحلّ، كيف تفسر وجهة نظر العدوان هذه؟

هذا؛ لأنَّهم ينظرون إلى الشعب اليمني كعدوِّ لهم، ولا ينظرون إليه كمحايد؛ ولذلك عندما نتحدث عن حقوق الشعب اليمني هم ينظرون إليها من منظار آخر، هم يريدون أن يستمر الحصارُ على الشعب وأن يستمر العدوان، وهم يعتقدون أنهم بهذه التصرفات يخلقون لدى الشعب اليمني صورةً سيئةً للواقفين ضد هذا العدوان ومن يواجهونه من أبناء الشعب اليمني، ولكن بالعكس هي تخلق الصورة الحقيقية والسلبية لهذا العدوان، وتؤكّــد على أن مواقفنا ومواجهتنا لهذا العدوان كشعب يمني هو الموقفُ الصحيح والواجب على كُــلّ أبناء الشعب اليمني، وأن كُــلّ من تحَـرّك في مواجهة العدوان إنما يقوم بمسؤوليته في مواجهتهم.

 

– ما هي العلاقة بين العدوان على أبناء الشعب اليمني وتصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن المزعومة؟

الموضوعُ عندما تقرأه من كُــلّ الاتّجاهات فستجد أن له أَهْــدَافاً مرحلية وأَهْــدَافاً كبرى استراتيجية، فالأهدافُ المرحلية، هي السيطرة على البحر الأحمر بأكمله وتأمين إسرائيل، وهو ما تحدث به نتنياهو، بأنه يستفيدُ من البحر الأحمر فيما أسماه مساحة إسرائيل الصغيرة، كما قال وَأَيْضاً من أجل الاستفادة من الثروات وأيضاً ولعلك تعلم ما حدث في الآونة الأخيرة من أزمةٍ مع اللبنانيين عندما أرادوا استخراجَ ثرواتهم البحرية من البحر، لكن المعركة الأهم بالنسبة للأمريكيين تتمثل في مواجهة هؤلاء؛ لأنَّهم ينظرون إلى أن الصين أَصْبَــحت قوةً اقتصادية هائلة لديها مشاريع كبيرة جِـدًّا حتى داخل هذه الدول التي تحت المد والسيطرة الأمريكية، فتجد أنهم أقاموا علاقاتٍ مع الكويت على أساس أن يكون هناك استثمارٌ في موانئ الكويت، أَيْضاً المناطق التي تدخل فيها الصين، فإن المناطقَ التي تدخُلُ مع الصين في اتِّـفاقيات فإن حماية تلك المناطق تسري على الاتِّـفاقيات التي يتم التوقيعُ عليها؛ ولذلك هي منافسٌ قوي على المنطقة بما للمنطقة من أهميَّة عالمية فهي منافس قوي، من حيثُ أنها تمنح الأموال وتمنح الحماية، في آن واحد.

 

– الآن ونحن نعيش أجواءَ الذكرى الرابعة لثورة 21 سبتمبر، هناك تماهٍ بين الوطن وبين الثورة، عندما نقول هل العدوان هذا هو على اليمن أم على الثورة كيف توضح هذا الأمر؟

هم صرّحوا منذ البداية أن انتصار الثورة جعل صنعاءَ خارج سيطرتهم، وزعموا أنها خرجت من الحُضن العربي، ونحن نقول: ثورة 21 سبتمبر أعادت اليمن إلى الحُضن العربي وأخرجته من الحُضن الأمريكي ومن الوصاية الأمريكية ووصاية الدول العشر، وبالتالي فالتماهي الذي يحصل لو كان المقصود فقط هو استهداف الثوار فقط لما تم ما تحدثت عنه سابقاً من استهداف لكل أبناء الشعب اليمني في كُــلّ مجالات ونواحي الحياة، فالثورة هي اختلطت بالصمود اليمني والدماء اليمنية.. واجه أبناؤها من أبناء الشعب اليمني الأحرار في كُــلّ مدينة وقرية وسهل وجبل الدرع الحصين لحماية ثورتهم ولا زالوا مستمرين في تقديم قوافلَ كبيرة جِـدًّا من التضحية والعطاء، رافعين قضاياهم الوطنية في مواجهة قوى الغزو والاحتلال، مردّدين أهازيجهم وأناشيدهم الوطنية “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”.

وقد عمدوها بدمائهم وبما قدّموه من أموالهم وأبنائهم، فهذا الخليطُ المتنوعُ من أبناء الشعب اليمني من شماله وجنوبه من شرقه ومن غربه ووسطه من كُــلّ المناطق التي سقط منها شهداء في مواجهة العدوان، وأنهم شهداء وهم في مواجهة دول العدوان؛ ولهذا تجدُ أن دول العدوان نفسها ارتكبت المجازر بحق، أبناء الشعب اليمني في أغلب المحافظات اليمنية.

 

– البعض قد يسأل الآن: ماذا حقّقت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر للمواطن اليمني؟

نحن لا نقول بأن الثورةَ اليمنيةَ قد حقّقت كُــلَّ أَهْــدَافها؛ لأنَّه أمام تحقيق أَهْــدَافها التي يصبو إليها الشعب اليمني في أن تكون هناك دولةٌ يمنيةٌ قوية وعادلة، تؤمِنُ بالمساواة والمواطنة المتساوية، تؤمن أيضاً بالديمقراطية والنهج الديمقراطي في الانتخابات، تؤمن بالعلاقة الندية مع الدول التي تريد بناءَ علاقات ندية حقيقية مع الشعب اليمني، تؤمن بأن يكون أبناءُ الشعب اليمني هم من يبنون مجتمعَهم على أساس من الحرية والاستقلال بعيداً عن الوصاية الأجنبية، هذه الأَهْــدَاف وغيرها من الأَهْــدَاف الكبيرة والهامة ووجهت من قِبَلِ دول تحالف العدوان التي واجهت هذه الثورة حتى لا تستقلَّ بقرارها حتى لا تستطيع تنفيذ أَهْــدَافها، حتى لا تستطيعَ تنفيذ الأَهْــدَاف كحزمة واحدة، أن يكون أمامها هذا العدوان الذي ينبغي عليها مواجهته، لكن نقول لهم، بأن الثوار والثورة استطاعوا إلى اليوم مواجهة هذه الدول مجتمعة مع ما تملكه من السلاح، وما تملكه من قوة وخبرات، واستطاعوا أن يحقّقوا إنْجَازاتٍ هامة في ظل هذا العدوان من تصنيع وتطوير للأسلحة وغيرها من الأَشْيَــاء والمشاريع التي حاولت الوصولَ إليها رغم قلّة الإمْكَانيات التي تمتلكها، وأن هذه الإنْجَازات هي لم تأتِ من أجل أشخاص بعينهم، وإنما أتت من أجل الوطن، وأن لديها برنامجاً واعياً وهاماً تستطيع تطبيقه في حال توقف العدوان، وهي تعمل على تطبيق ما تستطيع تطبيقه من أجل الوصول إلى أَهْــدَافه الكبيرة والهامة في بناء الدولة المدنية القوية والعادلة.

 

– هل نستطيع أن نقول: إن العدوان جاء بعد فترة قصيرة من انتصار الثورة حتى لا يشعُرَ المواطن اليمني بالنتائج الإيْجَــابية للثورة؟

بالطبع؛ لأنَّ من أهمّ الأَشْيَــاء بالنسبة لأية ثورة هو أن تكون مستقلة في قرارها، فالاستقلال بالقرار هو يُمَثِّـلُ أهميَّة كبيرة جِـدًّا بالنسبة لأية ثورة، فالثورة هذه كانت ستفضح الأنظمة السابقة، بمدى ارتباطها بمدى عمالتها بمدى رهنها لليمن وارتهانها للخارج، ومدى تفريطها بسيادة البلد، وقد أثبت العدوان الحاصلُ اليوم على الشعب اليمني بأن الإنْجَازات التي كانت تدّعي الأنظمة السابقة أنها حقّقتها لم تكن إنْجَازات في الاتّجاه الصحيح، والذي يجعلُ لهذا الشعب أن يواجه أية أزمةٍ أَوْ حصار أَوْ كارثة قد يواجهها أَوْ أي شيء مما عرفناها خلال هذا العدوان.

 

– طيب يصور البعض أن نتائج ثورة 21 سبتمبر كانت إقصائية، بينما الثوار أبرموا حينها اتِّـفاقاً مع كافة الأطراف والمكونات السياسيّة وهو اتِّـفاق السلم والشراكة، فما تعليقكم على ذلك؟

اتِّـفاقُ السلم والشراكة يُثبِتُ عكس ما يدّعيه أولئك من أن الثورة كانت إقصائية وهو اتِّـفاقٌ واضحٌ، ويمكن لأي شخص الاطّلاع على بنود ذلك الاتِّـفاق لمعرفة ما إذَا كانت الثورة إقصائية أم لا.

نحن حتى في هذه الظروف وفي هذه المواجهة نحن قلنا وتحدثنا عن مصالحة عامة بين أبناء الشعب اليمني، بين مكونات الشعب اليمني، فلا توجد لدى الثوار نظرة إقصائية بتاتاً، ونحن كثوار أول مَن عانى من الإقصاء، لكنهم اليوم يريدون أن يحاكمونا على ما يرتكبونه هم، فهم يحاكوننا على ما يرتكبونه هم، الإقصاء هو موجود لديهم هم لدى مرتزِقتهم أيضاً، مرتزِقتهم الذين كانوا في النظام السابق وشاركوا فيه وهم معروفون بارتزاقهم وتطبيعهم وعمالتهم للدول التي تعتدي على بلدنا، يعتبرون أن هؤلاء هم اليمن وهم مجموعة أشخاص، يعتبرونهم هم السياسيّين وهم الأذكياء فهم لم يعودوا يفهمون الواقع، فالإقصاء هو لديهم هم لدى هؤلاء المرتزِقة الذين يقفون إلى جانب العدوان، فعندما تجد أن من يقفُ على رأس المكونات التي تقف إلى جانب العدوان ستجد أنهم هم أولئك الأشخاص، رئيس الحزب هو ذاتُه رئيسُ الحزب، الذي أقصى حتى كوادره داخل حزبه، والبعضُ مثلاً قد يقول بأنه أنتم لماذا لم يكن، حتى أنه لا يوجدُ لدينا مثلما لديهم هم، هم وقّعوا على برنامج حزبي، البرنامج الحزبي يؤمن بالتعدد يؤمن بالانتخابات داخل الحزب لا أعتقد بأن هناك حزباً من الأحزاب اليمنية قد قامت بالانتخابات لأيٍّ من قياداتها على المستوى العام، وستجد بأن القادة هم أنفسهم لم يتغيروا منذ فترة كبيرة.

 

– طيب خلال الثورة كانت هناك تحَـرّكات وتهديدات دولية لإيقاف الزخم الثوري، ما طبيعة تلك التهديدات وكيف تم الرد عليها؟

نحن نعتقدُ بأن النظرة لليمن سبقت الثورة اليمنية في النظرة إلى خطورتها، منذ أن تحَـرّك الشهيد القائد كانت هناك نظرة أمريكية ـ.، لو تلاحظ أن وثائقَ وكليكس تحدثت عن أنه كانت هناك محاولة لبناء جيش لمواجهة أبناء الشعب اليمني، في تلك الفترة، أعتقد أن التصريح الكبير والواضح الذي تحدث عنه قائد الثورة، هو أن هناك تهديداتٍ وجهت إليه حملها إليه مبعوثُ الأمم المتحدة في الوقت الذي كان يتم كتاب وصياغة اتِّـفاق السلم والشراكة وحمل بأنه سيقومُ بمواجهة أبناء الشعب اليمني، الارهاصات التي حصلت خلال تلك الفترة من إعاقَة الحوار، وإعاقَة تنفيذ مخرجاته، كان وراءها سفراء الدول المرتبطين بأحمد بن مبارك، وكثير من الأَشْيَــاء والأجندة التي كانت مرتبطة باتِّـفاقات ما بين حزب الإصلاح وما بين السفارة الأمريكية..، أعتقد أن المبادرةَ الخليجيةَ هي التي جعلت من طرفَي النظام خصوماً للشعب من أجل سرقة ثورته، ثم الالتفاف فيما بعدُ على أساس أنه تم الاتِّـفاقُ وهو نفس النظام، بطرفيه فقط، وقد كانت هناك تحَـرّكات واضحة من قبل السفراء في ذلك الوقت لمصادَرة القرار اليمني وتهديد أمن واستقرار الشعب اليمني بأَشْيَــاءَ لا يحق لهم الحديث بشأنها، بل وصل الحديثُ في بعض الأحيان إلى أن بعضَ الشخصيات الاجتماعية هدّدت بأنها ستعمل كذا وكدا، وهناك الكثير من التصريحات لسفراء الدول بهذا الخصوص والتي بإمْكَانكم الرجوع إليها، والاستفادة منها وإعادَة تذكير القارئ والمتابع للشأن اليمني بها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com