السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته الرَّمْضَـانَية التاسعة عشرة: لو أدى الناس الزكاة وأخرجوها بكلها وصرفوها في مصارفها الشرعية لعالجت ما يعانيه الفقراء في مجتمعنا الإسْـلَامي فالبعض فقرهم دفعهم إلَى السرقة والنهب أو الانضمام إلَى صف الباطل والقتال معه

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

في القُـرْآنِ الكريمِ يرسُـمُ لنا اللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- سبيلَ النجاة والفوز والفلاح، ودِينُ الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- وهديُه ونورُه أتى لإنقاذ البشرية وهدايتها وإصْـلَاحها، ولما يضمنُ فلاحَها ونجاحَها وفوزَها، وفي القُـرْآن الكريم يبينُ اللهُ لنا طريقَ الفلاح كيف نكسب هذه الحياة كيف لا تكون هذه الحياة التي نعيش فيها فيما نحن فيه من أعمال وتصرفات ومواقف وسائر الحالة السلوكية لا تتحول إلَى وبال ووزر علينا، وإثم وسببٌ لسخط لله، وسببٌ للشقاء، وسببٌ للخسران.

والإنْسَـانُ بفطرته فطره الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- على أن يحبَّ لنفسه الخير وأن يخشى على نفسه الشر والسوء والخزي والعذاب والهوان مفطور في فطرته (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ولكن الإنْسَـان أحيانًا يخطئ، وأحيانًا تستغلُّ حالة الرغبة لديه بخير نفسه ونفع نفسه وراحة نفسه وسعادة نفسه فيعمل إبليس، يعملُ الشيطان، وتعمل الشياطين من الإنس والجن وكذلك الميول النفسية التي تنفصل عن حالة التفكير الصحيح والفهم والوعي الصحيح تتجه بالإنْسَـان إلَى حيث الشر، إلَى حيث الفساد، إلَى حيث الخطر، ويهن الإنْسَـان يتجه يريد لنفسه السعادة في فعل ما أَوْ تصرف ما أَوْ عمل ما أَوْ موقف ما يرى فيه الخير لنفسه فإذا به شرًا، وإذا به خطرًا كبيرًا عليه.

 

الطريقُ الكفيلة بتحقيق الفلاح والفوز والخير

القُـرْآنُ الكريمُ لا بـُـدَّ من العودة إليه، وطريق الإيْمَـان التي رسمها الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- هي الكفيلة أن تحقّـق للإنْسَـان الفلاح والفوز والخير، الخير في هذه الحياة والخير الأبدي والدائم والباقي في الآخرة، يقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- في سورة مهمة في القُـرْآن الكريم وسميت “المؤمنون” قدّمت فيها المواصفات الرئيسية الكفيلة بتحقّـق الإيْمَـان.

وطريقُ الإيْمَـان هو الكفيلُ بتحقّـق الفلاح للإنْسَـان حتى يكون من الفائزين في هذه الحياة من الناجحين في هذه الحياة، لا يخسر حياته هذه لا يخسر عمره، لا يخسر هذه الفرصة التي أعطاه الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- وهو تائه يبحث عن سعادة نفسه حيث يضر بنفسه حيث يحمل نفسه الأوزار والآثام والمعاصي والذنوب.

نقرأ من سُورة المؤمنون أول هذه السورة، فيما فيها من مواصفات مهمة ورئيسية ونماذج أساسية من أعمال المؤمنين والتزاماتهم، وطريقة القُـرْآن الكريم عندما يتحدث عن المؤمنين وعن المتقين ويقدّم نماذج رئيسية، هي تضمن ما عداها يعني إِذَا تحقّـقت هذه النماذج الرئيسية فلا بدّ أن يتحقّـق معها ما بقي من الالتزامات العملية وما بقي من الانضباط فيما بقي أن ينتهي الإنْسَـان عنه، يقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) قد أفلح المؤمنون قد هذه يقولون عنها أنها تفيد التحقيق، تحقّـق وتؤكّـدُ أن الفلاحَ تحقّـقُ لمن في هذه الحياة من الذي فاز بحياته هذه من الذي سعى في حياته هذه بما يضمن لنفسه الخير والفوز بالخير والفوز بالسعادة الأبدية والحياة في هذه الدنيا بطمأنينة وسمو وشرف وسعادة وكرامة وعزة، من؟!! فئة واحدة، فئة واحدة من بين كُـلّ البشرية، والكثير من الناس يتخبط هنا وهناك، والكثير من الناس يبذل جهدًا عمليًا رهيبًا وكبيرًا جدًا في مساعيه لتحقيق الخير لنفسه في تحقيق السعادة لنفسه لضمان المستقبل الأبدي أَوْ المستقبل الصالح لنفسه حتى أن المستقبل بات هاجسًا رئيسيًا لدى الناس كثقافة عامة، يريد أن يؤمّنَ مستقبله، من الذي يؤمن مستقبله الدائم والحقيقي على أرقى وأعظم مستوى؟!! هم هؤلاء.. هذه الفئة، المؤمنون، والمؤمنون من هم؟! هذه مسألة مهمة جدًا سبق لنا في محاضرات سابقة الحديث عن أن الانتماءَ الإسْـلَامي كمسلم مثلًا هو انتماء واسع، انتماء واسع داخل الانتماء الإسْـلَامي ينبغي أن يسعى الإنْسَـان المسلم ليحقِّـقَ في واقعه التقوى والإيْمَـان، فيرتقي إلَى درجة الإيْمَـان، من حالة الانتماء العام للإسْـلَام إلَى حالة الانتماء للإيْمَـان، انتماؤك للإسْـلَام هو الخطوة الأولى في الطريق وبات يهيئ لك هذه الفرصة، فرصة أن تنعم بهذا الدين أن تنعم بتوجيهاته بتشريعاته، وبات ميثاقًا ما بينك وبين الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- لمواصلة مشوارك في هذا الطريق للسير فيه عمليًا، بما تعمل.. بما تتخلق به.. بما تتحلى به.. بما تلتزم به وليس فقط تصل إلَى الخطوة الأولى في الطريق ثم تتوقف عندها ولا تواصل المشوار.

 

مواصفاتُ المؤمنين في القرآن

اللهُ يقدِّمُ في القُـرْآن الكريم مواصفاتٍ للمؤمنين مواصفات رئيسية لا يمكن أن يكون الإنْسَـان من المؤمنين إلا إِذَا تحقّـقت لديه هذه المواصفات إِذَا أخل بها ولم تنطبق على واقعه على توجهاته فهو لم يصل بعدُ إلَى أن يكون من المؤمنين وبالتالي لن يكون من المتقين بالتأكيد.

يقولُ اللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) من هم هؤلاء المؤمنون؟ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الذين يُصلّون هم الكثير، المصلين هم الكثير، أَكْثَـر أبناء أُمَّـتنَا الإسْـلَامية يصلون، وباتت الصلاة لدى الكثير من الناس حالة روتينية اعتيادية وبشكل بارد جدًا، ليس لها روح ليس لها أثر، وأحيانًا البعض من الناس يفصلها عن كُـلّ شيء في هذه الحياة لا يعي قيمة هذه الهبة الربانية، الصلاة عطية إلهية عظيمة ومحطة تربوية إيْمَـانية راقية جدًا وعظيمة الأثر جدًا، لكن لمن يعي ذلك ولمن يتفاعل معها بناءً على ذلك؛ ولذلك لو نأتي إلَى الحديث عن الصلاة في القُـرْآن الكريم حديث واسع جدًا وهي في الإسْـلَام الركن الثاني منه، ركن عظيم وأساسي جدًا، ويتعلق بها مسائل كثيرة جدًا لا يسعُ الوقتُ للحديث عنها لكن محطة مختصرة نتحدث قليلًا عنها.

الصلاةُ هي وقفة، وقفة خشوع يعبّـر الإنْسَـان فيها عن عبوديتِه لله، بأذكار وأفعال معينة كلها يعبّـر فيها عن عبوديته لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- ويذكر الله ويتذكره وهذه مسألة رئيسية في الصلاة التذكير لنا بالله ودفعنا إلَى التذكر والذكر لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- بقلوبنا وألسنتنا، بوجداننا ومشاعرنا، وفي هذه الوقفة رسم الله لنا فيها فيما شرعه عنها كيف تكون وقفة عظيمة ومعبرة فعليًا عن حالة العبادة، لكن تحتاج إلَى التفاتة واعية إلَى انتباه إلَى تركيز حتى يستفيد الإنْسَـان بالشكل المطلوب.

 

أخطرُ شيء على الإنْسَـان

شرع اللهُ وقفةَ الصلاة هذه في أوقات محددة، هذه نقطة مهمة، أوقات محددة، وهذه الأوقات جُعلت متوزعة في اليوم والليلة حتى تعالج لدى الإنْسَـان آثار هذه الحياة، الإنْسَـان يحتاج إلَى رعاية مستمرة لنفسه.. كثيرًا ما يعيشُ الإنْسَـان في واقع هذه الحياة الكثير من المؤثرات التي تؤثر على نفسه سلبًا إما في الرغبات، إما في الشهوات، وإما في الانفعالات وحالة الغضب، أشياء كثيرة تؤثر على الإنْسَـان، إما تغريه وإما تستفزه، أشياء كثيرة تؤثر على سلوكه على نفسيته، وأخطر شيء على الإنْسَـان هي حالة الغفلة عن الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- إِذَا غفل عن الله تمكّـن الشيطان من التأثير عليه، إِذَا لم يعد يتذكر الله، يتذكر عظمة الله، يتذكر قوة الله، يتذكر وعد الله ووعيده، يتذكر رحمة الله، رعايته، نعمته، كرمه، يتذكر عبوديته لله يتذكر مرده، مصيره، مرجعه إلَى الله، يتذكر كُـلّ ما يتصل بعلاقته بالله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- من واقعه كعبد تربطه بالله كُـلّ الروابط، رابطة الافتقار إلَى الله والحاجة إلَى الله وأن يحوطه الله على الدوام برعايته ورحمته وكرمه وفضله… إلخ..

حالة الغفلة التي ممكن أن يعيشَها الإنْسَـانُ هي الحالة التي قد يستغلُّها الشيطان وشياطين الإنس وشياطين الجن فيؤثرون على الإنْسَـان ويستميلونه إلَى الفعل الخاطئ والتصرف الخاطئ بأي شكل من الأشكال؛ ولذلك تأتي الصلاة في أوقات متعددة مثلًا من الفجر إلَى وقت الظهر وقت زمني معين تأتي وقت الظهر إلَى وقت العصر ما يساعدك على هذه الالتفاتة إلَى هذا الاستذكار إلَى العودة إلَى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- والإقبال إليه فيعالج ما يمكن أن يكون قد طرأ على نفسيتك من الصباح إلَى فترة الظهر، ثم إلَى فترة العصر، هكذا نأتي إلَى المغرب والعشاء مثلًا من فترى العصر إلَى المغرب والعشاء فترة زمنية معينة، يمكن أن يكون الإنْسَـانُ فيها قد غفل يمكن أن يكون قد انشغل بشؤون حياته يمكن أن يكون قد لقي وعانى وعايش وعاين الكثير من المؤثرات السلبية، تأتي تلك المحطة في صلاة المغرب والعشاء لتؤثر فيه الأثر الإيجابي من جديد لتصقل نفسيته، لتنعش روحيته من جديد، لتعالج تلك التأثيرات السلبية في نفسه من جديد وهكذا ما بعد المغرب والعشاء إلَى الفجر.

 

أهميّةُ الصلاة وأثرُها في السلوك

الله جعل الصلاة عطية وهبة ووسيلة عظيمة تساعدنا على أن نعيش فيها فعليًا بالفعل وبالقول حالة الاستشعار والتعبير عن العبودية لله وهذا يترك أثرًا إيجابيًا كبيرًا في نفس الإنْسَـان، ويحسسه بالشعور بالقرب من الله والاتصال بالله والارتباط بالله، وهذه العلاقة، الإحسَّـاس بهذه العلاقة مع الله في كُـلّ ما تتركه من أثر وطمأنينة وسكينة على نفسية الإنْسَـان، واستقرار نفسي يساعده على الانطلاق في هذه الحياة بانتعاش وتماسك وقوة واستقرار نفسي، والاستقرار النفسي مهم جدًا في واقع الحياة، الذين فقدوا الطمأنينة والاستقرار النفسي كيف هم في واقع الحياة؟! حالة طيش حالة عذاب حالة انفلات في تصرفاتهم حالة من الهمجية حالة من الطغيان حالة من استبساط الجريمة والتهاون بفعل الجريمة، حالة خطيرة جدًا، فقدوا الاستقرار والاتزان والطمأنينة النفسية والشعور بقدسية الوجود الإنْسَـاني المتصل بالله المرتبط بالله، المؤمن بالله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-.

حينها يعيشُ الإنْسَـان بَعيدًا عن هذا الجو القدسي الروحي الذي يسكب الطمأنينة في مشاعر الإنْسَـان، ويترك الإنْسَـان يعيش جو القداسة والإيْمَـان والإحسَّـاس بقيمة هذا الوجود الإنْسَـاني، الكلام يطول جِـدًّا حول هذا الموضوع.

الصلاة المؤثرة، الصلاة المعبرة، الصلاة العظيمة هي التي تتوفر فيها جملة من العناصر الرئيسية، وهذا ما ينبغي أن يركز عليه الإنْسَـان المسلم حتى لا تتحول صلاته إلَى حالة اعتيادية غير ذات أثر ولا فائدة إلا بشكل محدود للغاية جِـدًّا، فيمكن للإنْسَـان كلما زاد تركيزه كلما اكتملت تلك العناصر الرئيسية والمهمة، كلما انتفع بالصلاة أَكْثَـر وأَكْثَـر وكلما زادت علاقته من خلالها بالله أعظم وأعظم، وكلما اكتسب من خلالها النتائج العظيمة جِـدًّا على المستوى النفسي والمعنوي والعملي والسلوكي.

 

موصفاتُ صلاةِ المؤمنين

صلاةُ المؤمنين هي صلاةُ خشوع، فيها إقبال إلَى الله بأَنْـفُـسهم، بوجدانهم بقلوبهم، بمشاعرهم، فيها انتباه إلَى ما يقولون وإلى ما يفعلون، يذكر الله وهو مستحضر في ذاكرته وذهنه للذكر الذي يذكره، يعني هو لا يذكر الله وذهنه هناك بَعيدًا كليًّا ومنفصلًا نهائيًّا عما هو فيه من ذكر وفعل في الصلاة، ثم أفعال الصلاة كذلك يستحضرها حينما يركع لله، يستشعر أنه يعبّـر بركوعه عن حالة الخضوع لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-، حينما يسجد ويخر إلَى الأرض، سيخر إلَى الأرض ساجدا يستشعر أنه في أرقى حالة تعبير عن العبودية والخضوع المطلق لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-، وهكذا يتفاعل في ذاكرته في وجدانه في استشعاره في استحضاره الذهني، يتفاعل مع الأذكار والأفعال التي يؤديها أثناء الصلاة، ويتعود على ذلك، يتعود على ذلك تدريجيًا، وطَبْعًا لا مَـثَـلًا نأتي لنتحدث مثلما يتحدث البعض من الناس غير الواقعيين الذي يفترض حالة لكل الناس من الخشوع والإقبال إلَى الله ينفصلون فيها عن واقع الحياة كليًّا، حيث أنه لم يعد ينتبه إلَى ما حوله ولا يحس بشيء ولا يسمع شيء، لا، هذا المقدار من الاستحضار الذهني بخضوع الذي يصاحبه خضوع واستشعار لحالة العبودية من الانتباه لما تقول وما تفعل وماذا يعني ما تقول وما تفعل، هو خشوع ويترك الأثر الإيجابي والعظيم في نفسية الإنْسَـان وتستفيد من خلاله استفادة كبيرة من الصلاة، كلما استقوى كلما كبر، كلما عظم كلما كان أثره أَكْثَـر وأطيب وأعظم.

الصلاة بنفسها صُمِّمت بطريقة في شكلها وأدائها؛ لِأَنَّ هناك الحالة الذهنية والنفسية، حالة ذهنية تركيز، حالة نفسية استشعار للعبودية، وحالة فعلية، انضباط أثناء الصلاة وسكون، فإذن الخشوع له ثلاثة عناصر أساسية، هذه خلاصة الأمر وتلخيص، الحالة الذهنية بالتركيز، والحالة النفسية باستشعار العبودية، وتعيش نفسيًّا بالجو النفسي مع ما تفعل وتقول، وفي نفس الوقت حالة فعلية وعملية هي السكون أثناء الصلاة، طَبْعًا الصلاة يمنع فيها التصرفات الأُخْـرَى، لها أذكار ولها أركان ولها حالة معينة هي في الأساس وقفة يقف الإنْسَـان فيها ساكنًا وخاضعًا، ممنوع عليه أثناء الصلاة يتلفت، ممنوع أن يتحدث إلَى الآخرين من حين يكبر تكبيرة الإحرام، يحرم عليه كُـلّ أفعال من خارج الصلاة، سواء كلام مع الناس، هذا ممنوع، تلفت، انشغال بأفعال وتصرفات أُخْـرَى، يفترض أن يقف وفي وقفته تلك حالة الإرسال طَبْعًا هي الحالة المعبرة عن حالة السكون والخشوع، وهذا معروف في الواقع البشري في كُـلّ مقامات الإجلال والوقار، والسكينة يرسل الناس أيديهم، وهذه عندنا فيما هو ثابت عن أهل البيت عليهم السلام وعن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أنها هكذا الصلاة، في وقفتها حالة سكينة وخشوع وإرسال وإقبال إلَى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-، وممنوع أن تتلفت أن تنشغل بأشياء أُخْـرَى ذهنيا أَوْ فعليا، في حركة يديك في تصرفاتك إلَى غير ذلك، حتى النظر، تركز بنظرك إلَى الأمام ولا تتلفت بنظرك، تحدق هناك أَوْ هناك، هذا غير مقبول في الصلاة، فإذا تحقّـقت هذه العناصر الثلاث، الذهنية والنفسية والفعلية وانضبط الإنْسَـان في وقفته في الصلاة وفي مؤداها كما ينبغي عاش حالة الخشوع فيها وتتفاوت هذه الحالة بمستوى المراتب الإيْمَـانية، ولكن يمكن للإنْسَـان أن تتدرج عنده هذه الحالة وَأن تتنامى حتى يصل إلَى مراتب بحسب ما يوفقه الله إليه، هذا له أثر كبير في الالتزام السلوكي والإيْمَـاني، هذه حالة معبرة عن الإيْمَـان، كلما عظم إيْمَـانك زاد خشوعك وكلما زاد خشوعك زاد إيْمَـانك، وتساعدك على أن تكون في هذه الحياة مطيعا لله خاضعا لله، خاشعا لله، بَعيدًا عن حالة الأنفة والاستكبار التي موجودة لدى البعض، والتعنت أمام أوامر الله وتوجيهاته، (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وهذا جانب آخر في العلاقة الإيْمَـانية وفي الالتزامات الإيْمَـانية وفي الصفات الإيْمَـانية، الإعراض عن اللغو، اللغو كُـلّ الكلام السلبي، الكلام السلبي، يدخل مَـثَـلًا السب، الغيبة، النميمة، الكلام السيء، الكلام الفاحش، الكلام القذر، الكلام، كُـلّ الكلام الباطل، يقولون كُـلّ ما ينبغي أن يلغى من القول، ما يطرح يترك، يترفع الإنْسَـان عنه، ما يليق بك أن تتكلم به، أَوْ أن تتفاعل معه، وحالة الإعراض عن اللغو يدخل فيها اجتنابه، ما تأتي أنت، تكون نظيف اللسان، سليم اللسان، وتكون ممن يتعاطى بمسؤولية تجاه ما يقول ويعبّـر ويتحدث، أَوْ يكتب؛ لِأَنَّ الكتابة أحد اللسانين، ما تكتب يتبع ما تقول؛ لِأَنَّه حالة تعبير، الكتابة هي حالة تعبير والنطق حالة تعبير، فيلحق ما تكتب وبالذات ونحن في عالم، عالم اليوم فيه الانترنت، في الشبكة العنكبوتية، مواقع التواصل الاجتماعي، كُـلّ تلك الدواهي، فالمؤمنون يتميزن عن غيرهم بأنهم ليسوا عبثيين في هذه الحياة ولا منفلتين، مكارم الأَخْـلَاق تضبط سلوكهم، وأداءَهم، وحركتهم في هذه الحياة فيما يقولون وفيما يكتبون، واليوم مجتمعنا الإسْـلَامي بأحوج ما يكون إلَى الالتفات إلَى هذه التوجيهات الإلهية، وإلى السعي أن ينضبط، ويلتزم بهذه الضوابط وهذه السلوكيات، وأن يعود إلَى هذه الصفات العظيمة والمهمة، فأنت في نفسك كن مجتنبًا للكلام السيء، وما يلحق به من كتابات سيئة، لا تأتي لتقول الكلام الفاحش، ولا البهتان ولا الزور ولا الإساءة ولا الكلام الجارح بغير الحق، ولا الكذب ولا كُـلّ، الكلام السيئ دائرة واسعة يعني تعبّـر عن حالة اللغو، دائرة واسعة يدخل فيها الكذب، يدخل فيها البهتان، يدخل فيها الزور، يدخل فيها الافتراء، يدخل فيها الفحش، يدخل فيها الغيبة، يدخل فيها النميمة، يدخل فيها كذلك أشياء كثيرة تدخل فيها، الباطل، يدخل فيها أشياء كثيرة، فأنت كن متنزها، كن مسؤولا، متحليًا بالمسؤولية فيما تقول، وقيد ما تقوله بمكارم الأَخْـلَاق، تقول الصدق، تقول الحق، تقول الصلاح، تقول التي هي أحسن، تعبّـر بالكلام المفيد، بالكلام النافع ولا تكن عبثيا لاهيا، مستهترا، تقول كُـلّ شيء ولا تنضبط، أَوْ تكتب كُـلّ شيء، ثم في تفاعلك مع الآخرين، لا تنزلق مع الآخرين، البعض مَـثَـلًا في الانترنت، في مواقع التواصل الاجتماعي، أَوْ في الحديث مع الناس، أَوْ في الرسائل في الجوالات، يأتي إنْسَـان سيء، إنْسَـان تافه، يرسل له برسائل أَوْ يبدأ يتعامل معه بتواصل أَوْ برسائل إما فاحشة أَوْ بذيئة أَوْ سيئة، أَوْ تافهة أَوْ ضالة، أَوْ باطلة، يبقى يتفاعل معه ويراسله ويدخل معه في أخذ ورد وتعاطي وتفاعل، هذا التفاعل مع الناس السيئين مع أصحاب اللغو، هذا التفاعل معهم والتبادل معهم للأخذ والرد والكلام، لا ينبغي، أقفل المجال، أرسل إليك برسالة سيئة أَوْ فاحشة أَوْ بذيئة أَوْ تافهة أَوْ يسعى لاستمالتك لجريمة أَوْ لفساد، أَوْ تأثير على نفسيتك، اقفل المجال أمامه، لا تتعاطى معه، اعرض عنه واتركه، اقفل المجال أمامه، (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، هذا جانب مهم في حياتهم، (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)، الزكاة يعبّـر فيها، في الإسْـلَام يعبّـر بالزكاة عن أمور متعددة أولها الركن الثالث من أركان الإسْـلَام وهو الفريضة المحددة في المال، بحسب ما يرد من تفاصيل في الشريعة الإسْـلَامية فيما يلزم مَـثَـلًا من زكاة وفي مقدار هذه الزكاة فيما أخرجت الأرض وأنبتت الأرض، المزروعات وما يتصل بها في أموال التجارة وما يتعلق بها إلَى آخره، نحن لا ندخل في هذه اللحظة في تفاصيل هذا الموضوع، يعبّـر أَيْـضًا بالزكاة كُـلّ ما يتصل بعملية تزكية النفس، (قَدْ َفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)، وحتى تلك الزكاة التي هي ركن من أركان الإسْـلَام وفريضة معينة في المال هي ذات أثر رئيسي وكبير جِـدًّا في تزكية نفس الإنْسَـان وتطهيرها، وسيلة أُخْـرَى رئيسية إلَى جانب الصلاة تساعد على ذلك، وهي أَيْـضًا تزكيةٌ وتطهرةٌ للمال نفسه وتساعد على صلاحه ونموه وأن يجعل الله فيه البركة.

 

الزكاة فريضة مهمة جِـدًّا وأساسية

الزكاة فيما تعنيه تلك الفريضة الإسْـلَامية ذات العلاقة بالمال، والزكاة فيما تعنيه من أعمال وأفعال تساعد على تزكية النفس، كلها يجب أن تكون محط اهتمام كبير لدى الإنْسَـان المؤمن، هي من الصفات الأساسية واللازمة، لا يكون الإنْسَـان مؤمنا إلا بها، باهتمامه بها بأدائه لها، بعنايته بها، وهذه مسألة في غاية الأهميّة، مهم جِـدًّا أن نعي جيدًا أوّلًا فيما يتعلق بالفريضة، الفريضة الكثير من التجار، والكثير من أصحاب المال الذي وصل إلَى النصاب الذي تجب فيه الزكاة، يفرطون اليوم في مسألة الزكاة، إما البعض منهم لا يخرجها مَـثَـلًا، وإما البعض يخرج جزءا منها ويستقطع أجزاء أُخْـرَى فلا يخرجها ويأكلها، وإما البعض يصرفها بكلها أَوْ يصرف جزءًا منها في غير مصارفها الشرعية، فيكون بذلك مخلا بركن أساسي من أركان الإسْـلَام، يترتب على ذلك خلل كبير جِـدًّا في دينه، لا يقبل مع ذلك بقية أعماله حتى الصلاة، لا تُقبَلُ صلاة إلا بزكاة، هكذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو فعلي ذلك، هذا مؤكّـد؛ لِأَنَّه لا يمكن أن تكون من المتقين وأنت مخل بركن بكله من أركان الإسْـلَام، والله إنما يتقبل من المتقين، (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، فالزكاة فريضة مهمة جِـدًّا وأساسية والله يصف عباده المؤمنين بأنهم يؤتون الزكاة، يعني يبادرون هم برغبة إلَى إخراجها، ما ينتظر الناس يلاحقوه أَوْ يجبروه إجبار على إخراجها أَوْ يحتاج يواجه مشاكل، أَوْ يلاحقوه ملاحقة، هو بنفسه، هو حريص على أن يؤدي هذه الفريضة وأن يخرج إلَى الله بالسلامة وبراءة الذمة في أدائها وأن لا تبقى وزرًا في عنقه وذنباً ومعصيةً في رقبته، فالمسألة هذه من أهمّ المسائل، الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- كما أكّـد في القُـرْآن الكريم على الزكاة وجعلها صفة أساسية حتى للإسْـلَام، الزكاة صفة أساسية حتى للإسْـلَام، (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)، المسألة هذه من أهمّ المسائل لو أدى الناس الزكاة وأخرجوها بكلها وصرفوها في مصارفها الشرعية لعالجت الحالة المأساوية والرهيبة والمؤلمة جِـدًّا مما يعانيه الفقراء في مجتمعنا الإسْـلَامي والفقراء فئة واسعة في مجتمعنا الإسْـلَامي فئة معانيه انتشار ظاهرة الفقر وأثره السيئ في واقع الحياة كم يترتب عليه من مشاكل اجتماعية ومن مفاسد البعض والعياذ بالله فقرهم دفعهم إلَى السرقة والبعض إلَى النهب البعض دفعهم فقرهم إلَى الانضمام إلَى صف الباطل والقتال مع الباطل، البعض كاد الفقر أن يكون كفرًا في رواية عن الإمام علي عليه السلام (كاد الفقر أن يكونَ كفرًا) البعض دفعهم فقرهم إلَى أن يكونوا ضحية لأجندة المنظمات وأعمالها وتلعّباتها البعض يدفع بهم الفقر إلَى إحن وعقد كبيرة جِـدًّا تجاه الأثرياء وأصحاب الأموال البعض يدفع بهم إلَى الجريمة في القتل والنهب والاختلاس البعض يدفع بهم إلَى الرذيلة والعياذ بالله وهذا طَبْعًا غير مبرر يعني لا يبرر لهم ذلك لكن البعض قلة إيْمَـانهم إِذَا أصابه الفقر فهو يدخل في هذه المشكلة كان إخراج الزكاة والعناية بالزكاة يعالج جزءً من هذه المشكلة ويدفع الكثير من الناس إلَى أن يبتعدوا إما عن الرذيلة إما عن السرقة إما عن النهب إما عن النهب إما عن الانضمام إلَى صف الباطل إما إلَى مشاكل كثيرة اجتماعية كانت ستحلها الزكاة أَيْـضًا سهم سبيل الله كان سيُمَثِّـلُ رافدا مهما جِـدًّا في مساعدة الأُمَّـة على الدفاع عن نفسها وعرضها وأرضها وكرامتها وغير ذلك.

 

آثارُ التفريط في فريضة الزكاة

التفريط في هذه الفريضة خطير جِـدًّا له آثار سيئة جِـدًّا في الواقع وعادة الأشياء المهمة في الإسْـلَام أهميتها تتصل بالواقع لأثرها في حياة الناس لتأثيراتها الكبيرة في حياة الناس وإلا فالله غني غني غني عن أموالنا بكلها ما الذي ينفعه أَوْ يفيده من الزكاة هو أَصْـلًا من يرزقنا من يعطينا هو أَصْـلًا من له السماوات والأرض ومن له خزائن السماوات والأرض لكن هذا لمصلحة الإنْسَـان، أَيْـضًا كثير من النفوس تدنست كثير من النفوس مرضت بالطمع والشح والجشع والأنانية نتيجة عدم إخراج الزكاة أنت إِذَا حبست الزكاة أنت تجني على نفسك عدة جنايات أول جناية جناية نفسية يتعاظم فيك مرض الطمع والجشع والهلع والأنانية وهذا له سلبيات كبيرة حتى في راحتك النفسية في سلامتك النفسية في سلامتك الذهنية تصبح إنْسَـانا متوترا جِـدًّا وتصبح إنْسَـانا منشدا بشكل غير طبيعي حتى تفقد اتزانك الطبيعي في التعامل مع الناس في التعامل مع الإمْـكَانات مع الممتلكات في حركتك في هذه الحياة إما في العمل الذي تسعى إلَى تحصيل الرزق منه أَوْ فيما هناك من إمْـكَانات وثروة وغير ذلك تفقد اتزانك النفسي فتتعذب نفسيًا فلو جمعت الدنيا بكلها أَوْ أَصْبَـحت ملياردير يصبح لديك مليارات الدولارات تصبح ذلك الإنْسَـان الذي يعيش في واقعه النفسي حالة الأزمة النفسية الهاجس المعذب للنفس في زيادة الطمع والجشع والقلق والتوتر على مسألة المال إخراج الزكاة الإنفاق العطاء الإحسان فعل الخير يترك أثرا إيجابيا في نفسك الطمأنينة راحة سكينة إحسَّـاس بالرضا له أثر إيجابي على المستوى النفسي يجعلك إنْسَـانا متزنًا في رغباتك في طمعك يخفف من طمعك يا أخي فإذًا الموضوع في غاية الأهميّة، أَيْـضًا يحملك وزرا وعقوبة وإثم ومعصية كبيرة عند الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- يضرب عليك كُـلّ الأعمال الأُخْـرَى حتى الصلاة فلا يقبل الله منك صلاتك ولا تحسب لك ولا تكتب لك تحبط أعمالك قضية خطيرة جِـدًّا.

كذلك مَـثَـلًا تجني على الآخرين تجني على الفقراء؛ لِأَنَّ الله قد جعل ذلك حق لهم وهو أمانة عندك لهم فأنت أخذت ما ليس لك أخذت مالًا لفقير بائس يعاني والبعض من التجار ما شاء الله يكون عنده مليارات مليارات ويتباخل يأخذ حق أولئك افهم الزكاة هي حق لأولئك لم تعد حقا لك فأنت وصلت إلَى درجة من الجشع والطمع أن تأخذ حق كمن مسكين البعض جالس في الشارع ما عنده ما يأكل ما عنده وجبة طعام البعض يصل إلَى حالة يبكي من الألم والأسى يرى أسرته تتضور جوعا أنت تأكل حقه أنت بتآكل حقه وعندك أموال كثيرة عندك أموال تجزيك وتغنيك قضية خطيرة جِـدًّا فأنت تأكل حق المساكين حق الفقراء وأنت أَيْـضًا تتعطل عن الإسهام في مسؤولياتك الأُخْـرَى في سبيل الله في مسؤوليات مهمة جِـدًّا وهكذا نجد أن المسألة في غاية الأهميّة ثم يقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-، أَيْـضًا ننبه على خطورة أن تصرف في غير مصارفها يعني البعض مَـثَـلًا يساهم بزكاته في جمعيات تتبع القوى التكفيرية زكاتك تساعد في تمويل عملية تفجير في مسجد يقتلوا المصليين أَوْ عملية تفجير في سوق أَوْ زحف على بلدك وارتكاب تلك الجرائم البشعة والفظيعة بحق شعبك تصبح شريكا في تلك الدماء وسفكها بغير حق في تلك الدماء الأطفال والنساء التي يرتكبها قوى العدوان قضية خطيرة جِـدًّا جدا، [وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)] هذا الموضوع أَيْـضًا من أهمّ المواضيع يتصف المؤمنون بالسلامة الأَخْـلَاقية بالعفة بالطاهرة بصون النفس عن الحرام وهذه من أهمّ المسائل خصوصا في هذا الزمن هذا الزمن انتشرت فيه المفاسد الأَخْـلَاقية بشكل رهيب جِـدًّا وعوامل كثيرة ساعدت على انتشار المفاسد الأَخْـلَاقية حتى في أوساط المجتمعات المسلمة تنتشر المفاسد الأَخْـلَاقية وتتزايد حالة انتشارها بشكل سيء وفظيع وخطير جِـدًّا يهدد الحالة الأَخْـلَاقية ويهدد الحالة الأسرية في المجتمع.

 

سعي الأَعْـدَاء لنشر المفاسد الأَخْـلَاقية وكيفية تحصّن المجتمع

أولًا نحن في زمن هناك فيه سعي كبير للأَعْـدَاء لنشر المفاسد الأَخْـلَاقية وهناك وسائل مساعدة مثلما حصل في ثورة الاتصالات في مواقع التواصل الاجتماعي في أجهزة الاتصالات التي أتاحت حالة من التواصل والتعارف والتلاقي سهلت وصول الناس إلَى بعضهم البعض وسهلت لبعض الفاسدين الوصول إلَى الآخرين ومحاولة الإغواء لهم والإغراء لهم والتأثير عليهم، أَيْـضًا كثرت حالة التبرج وقلة الانضباط في الحشمة في كثير من المجتمعات وحالة التبرج وإبراز الزينة والمفاتن والإغراء حالة سلبية ومدمرة في الساحة العالمية بشكل عام حالة الاختلاط بشكل فوضوي والعلاقات المنفلتة بين الرجال والنساء وهذه تُـمَثِّـلُ إشكالية كبيرة جِـدًّا تصل إلَى البعض من الناس إلَى الوقوع في الرذيلة والفاحشة والعياذ بالله، عوامل كثيرة خطيرة جِـدًّا نهى الله عنها الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- جعل من الصفات الأساسية للمؤمنين والمؤمنات هي السلامة الأَخْـلَاقية الحفاظ على أَنْـفُـسهم في هذا الجانب والابتعاد عن الرذيلة والفاحشة وصون النفس منها والله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- قدّم في دينه وفي كتابه الكريم، في التعليمات عن رسوله الكريم ضوابط شرعية تساعد الناس على الالتزام والتقوى وتحصن المجتمع الإسْـلَامي وتحفظ الساحة الإسْـلَامية وتساعد الإنْسَـان على السلامة النفسية والأَخْـلَاقية، الضوابط الشرعية في غاية الأهميّة الضوابط الشرعية لا يجوز التنكر لها أوّلًا باعتبارها توجيهاتٍ من الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- لا يملك أحدٌ حقَّ الاعتراض عليها وإذا جئنا إلَى تصنيف من المصيب ومن المخطئ فالمصيب هو الله بالتأكيد إِذَا أنت عندك وجهة نظر تجاه الضوابط الشرعية تعتبرها غير ضرورية وغير مهمة فأنت أنت المخطئ الله هو أعلم منك الله هو أَكْثَـر خبرا منك بالنفسية البشرية والواقع البشري والطبيعة الإنْسَـانية الله هو الأعلم -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- وأنت لا تمتلك النظرة الكافية تجاه هذه المسألة تجاه النفس البشرية تجاه الواقع البشري تجاه المجتمع الإنْسَـاني لاحظوا الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- خلق في الإنْسَـان الغريزة الجنسية وجعل هذه الغريزة وسيلة للتناسل حتى يستمرَّ البشرُ بالتناسل والذرية ووسيلة أَيْـضًا تساعد على أن تُـمَثِّـلُ حالة من الارتباط الأسري ما بين الزوج والزوجة، وسيلة أَيْـضًا مساعدة للإنْسَـان لها أثر إيجابي إِذَا حركت بالشكل الصحيح في الحلال في الحلال إلا على أزواجهم تساعد على أن تسود حالة من العلاقة الإيجابية بين الزوج وزوجته يسكن إلَى زوجته وتسكن زوجته إليه يتمتعا جَميعًا بالذلة والسعادة يعيشان سويا في حالة الرغبة، الانسجام، الراحة، يكون لهذا أثر إيجابي نفسي ويرتاح الإنْسَـان بذلك في نفس الوقت يرزقهم الله الذرية يستمر التناسل في واقع البشر وهذا هو السبيل المحدد شرعا لهذه الغريزة الزواج التحصن الشرعي بحيث يصبح الإنْسَـان يتحَـرّك بهذه الغريزة ويلبي هذه الغريزة ويحَـرّك هذه الغريزة في الاتجاه الصحيح الشرعي المنضبط يرتاح مع زوجته يرتاح بها وترتاح به ويعيشان سويًا في سعادة زوجية وحياة زوجية طبيعية كيف ما بدهم بدهم يكثروا بدهم يقللوا، في الحلال ما يغني عن الحرام ولو إن الإنْسَـان يحافظ على صحته ينتبه لصحته ويحاول يبقى له ما يساعده في حياته.

 

الآثارُ المترتبة على اقتراف الرذيلة

لكن الإنْسَـان يخطئ خطأ كبير جِـدًّا وينزلك انزلاقة فظيعة سواء رجلًا أَوْ امرأة إِذَا اتجه بهذه الغريزة نحو الحرام هذه كارثة هذه طامة هذه تضرب البنية الاجتماعية التي هي الأسرة التي هي الأسرة والتي يريدُ اللهُ للزوج والزوجة من خلال هذه الرابطة أن يكونا أسرةً ويكونا لبنة صالحة في المجتمع هذه كارثة جِـدًّا.

أولًا: مفسدة نفسية مفسدة نفسية نفس الإنْسَـان إِذَا تدنس والعياذ بالله بالجريمة والفاحشة نفسه تتدنس يفقد زكاء نفسه تصبح نفسه سيئة خسيسة منحطة تفقد الإحسَّـاس بالكرامة تفقد الشعور بالعزة تفقد الشعور بالقدسية تفقد الشعور بالقيمة الإنْسَـانية والمعنوية الإنْسَـانية يصبح الإنْسَـان يحمل نفسية منحطة تافهة دنيئة خسيسة رخيصة لا تستحي من شيء لا تتورع من شيء لا تبالي بشيء يمكن أن يفعل أي شيء مهما كان دنيئًا ضربة نفسية ضربة نفسية رهيبة خطيرة جِـدًّا.

ثانيًا: النفسية البشرية إِذَا تدنست ساءت انحطت أَصْبَـحت دنيئة خسيسة تافهة حقيرة لم يعد عندها معنىً للكرامة ولا معنى للعزة ولا معنى للسمو ولا معنى للشرف ولا معنىً للعرض ولا معنىً لأي شيء، تصبح قابلة أن تفعل أي شيء مطوعة في يد الطاغوت في يد الشيطان يمكن أن تعمل أية جريمة يمكن أن تتحَـرّك في أي اتجاه خاطئ يمكن أن يكون لها أي موقف سيء في هذه الحياة، هذه مسألة خطيرة جِـدًّا.

ثالثًا: على مستوى الأمانة لاحظوا بالذات عندما تصل المسألة إلَى مرحلة الزواج معنى العفة لا بـُـدَّ منها والذي يتعود على الجريمة ما قبل الزواج يمكن أن يستمر عليها ما بعد الزواج ويمكن ألا يصل إلَى مرحلة الزواج إلا وقد تدمرت القيمة النفسية والمعنوية والأَخْـلَاقية والإيْمَـانية لديه وفقد إيْمَـانه، في الحالة الإيْمَـانية الإنْسَـان يتمتع بنفسية متماسكة، وإرادة قوية، واقع نفسي منضبط والضوابط الشرعية هي التي تساعده على ذلك هي مع ما يوفقه الله له ويعينه به هذه المسالة مهمة جِـدًّا في واقع الحياة الزوجية الخيانة تدمر الحياة الزوجية كيف يكون شعور امرأة اكتشفت أن زوجَها خائنٌ وكيف هو شعور زوج أكتشف أن زوجته خائنة كارثة طامة مصيبة على أيٍّ منهما وخيانة رهيبة جِـدًّا؛ لِأَنَّ الإنْسَـان مؤتمن والزوج مؤتمن أوّلًا ما بينه وبين الله والزوجة ائتمنته وهو كذلك تجاه زوجته يأتمنها تُـمَثِّـلُ هذه الخيانة خيانة فظيعة جِـدًّا جناية كبيرة جِـدًّا وشيءٌ رهيب وتدميري يدمّر ويفكّك الأسر ويحول العلاقة الزوجية إلَى علاقة إما هشة ومتوترة جِـدًّا ويشوبها الاستياء البالغ جِـدًّا والامتعاض الشديد والتذمر الشديد وينعدم فيها الحب والتقدير والوثوق والاطمئنان، وإما تنتفي نهائيًّا خلاص تقرح تنتهي هذه المسألة خطيرة جِـدًّا والحديث عنها بات ضروريا البعض يقولون لنا اتركوا الحديث عن هذه الأمور، لا، ترك الحديث عن هذه الأمور معناه تتجاهل أشياء تحصل في واقع المجتمع في الساحة العالمية أَصْبَـحت بلية منتشرة في الساحة العالمية هناك عمل منظم، شبكات دعارة تتبع الموساد الإسرائيلي وشبكات دعارة تحَـرّكها الأنظمة الغربية والأمريكيون بالدرجة الأولى الإدارة الأمريكية المخابرات الأمريكية باتت أسلوبًا وحربًا في هذا العصر؛ لِأَنَّ الإنْسَـان الذي يوقع به في الجريمة الأَخْـلَاقية يمكن أن يوظفَ جاسوسًا يمكن أن يحَـرّك خائنًا يمكن أن يفعل أي شيء آخر خائن خلاص اسمه خائن إِذَا تمرَّس على الجريمة والفساد الأَخْـلَاقي يصبح إنْسَـانا لا قيمة عنده لشيء يصبح مطوعا في أيديهم لفعل أي شيء.

 

الضوابط الشرعية في العلاقات

الضوابط الشرعية مهمة جِـدًّا لا يمكن أن يتحصَّنَ المجتمعُ المسلمُ إلا بها، الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- وجّه مَـثَـلًا في سورة النورِ عدةَ توجيهات يقولُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ) قل للمؤمنين لا تسكت لا تقل سابر إن فتحوا كيف ما جاء وسابر هذه حضارة لا، (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ) ليحافظوا على زكاء أَنْـفُـسهم وعلى طهارتهم وعلى شرفهم وعلى عفتهم (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) فإذًا من أهمّ ما يساعد حصانة المجتمع المسلم هو الانتباه للنظر الغض للنظر لا تستخدم بصرك للنظر إلَى الحرام لا بشكل مباشر ولا عبر التلفاز ولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا مشاهد الفيديو ولا المشاهد المصورة بالتصوير الرقمي أَوْ غيره أحفظ بصرك أحفظ زكاء نفسك سواءً مشاهد خليعة أَوْ مشاهد تبرج مشاهد التبرج هي حالة من الإغراء والإغواء والجاذبية للنفس البشرية والله فطر النفس البشرية أن تكون منجذبة منجذبة إلَى حالة الإغراء؛ لِأَنَّ الرجل بفطرته ينجذب عندما تكون هناك امرأة فاتنة مؤثرة لكن أراد الله أن تكون هذه الحالة بينك وبين زوجتك أن تكون حالة الإغراء لك، الميول للرغبة الجنسية لديك هي زوجتك ولهذا المطلوب من الزوجة شرعا في الشريعة الإسْـلَامية الزوج مأمورة أن تتزين لزوجها أن تتجمل لزوجها أن تسعى لتكون جذابة لزوجها؛ لِأَنَّ البعض من النساء متعودة دَائمًا مع زوجها يجين بملابس عادية لا تتزين لا تتجمل فإذا كانت ستذهب للاجتماع أَوْ للجلوس مع نساء أخريات حرصت على أن تكون متزينة جِـدًّا وأن تتجمل وأن وأن هذا غلط، كم هناك من نصوص عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تحث الزوجة أن تتزين لزوجها أن تسعى لتكون جذابة لزوجها مغرية لزوجها مقنعة لزوجها مستميلة لزوجها متحبّبة إلَى زوجها متوددة إلَى زوجها هذا سيترك كَبيرًا على الزوج ويساعده على العفة وعلى أن يتحصن وعلى أن يكون بَعيدًا عن الانحراف، المسالة الأُخْـرَى في هذه المسألة هي غض البصر عن الحرام، إِذَا الإنْسَـان يغض بصره عن الحرام سواء إِذَا خرج إلَى الشارع لا يجدونه وراء النسوان متسمر فيهن وإلا كذلك عبر التلفاز هناك قنوات خليعة سيئة يجب أن تقاطع كُـلّ القنوات التي تنشر مشاهدَ إباحية يجبُ أن تقاطع، كُـلّ مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع في الانترنت التي تنشر مشاهد إباحية وَخليعة يجب أن تقاطع ويحرم شرعا النظر والمشاهدة للمشاهد الإباحية المصورة؛ لِأَنَّها مفسدة مدمرة للنفس والأَخْـلَاق، والبعض كثير من الناس هم أَصْـلًا أَصْـلًا لم يصل بهم إلَى التورط في جريمة الفساد الأَخْـلَاقي إلا ذلك يعني بدأ يرخص لنفسه يشاهد مشاهد مغرية فاتنة مؤثرة، ثم مشاهد خليعة ثم في الأخير يسقط يتورط في الحرام هذا هو حال وتجربة الكثير ممن وقعوا في الرذيلة والفساد الأَخْـلَاقي فرطوا أوّلًا في النظر في البصر والبصر كما قال عيسى بن مريم عليه السلام بريد الزنا من لا ينضبط فيه من لا يلتزم فيه يدمر زكاء نفسه (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) صن أحفظ نفسك في غير الحلال صن نفسك احفظ نفسك للحلال اتزوج (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ِإنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ما يمكن أن تتحيل على الله ثم الله خبير بما هو أنفع لك بما يحفظ زكائك لاتقل يا أخي أنا عارف نفسي لن أتأثر شوية أكيف شوية لكن ما أنا متأثر حتى اتمحق إلا باتتمحق فالله هو الخبير بما تصنع وَالرقيب عليك وهو العليم بما يؤثر عليك (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) كذلك المؤمنات إِذَا المرأة هي تتطلع إلَى الرجال تركز فيهم من هو ذلك الوسيم من هو ذلك الجذاب؟ من هو ذلك الذي ترى نفسها منشدة إليه مبهسسة إلَى مشاهد وصور أَوْ إلَى مشاهد كذلك إغوائية ومثيرة، فالقضية خطيرة عليها ستؤثر عليها كذلك أَوْ مشاهد إباحية أَوْ مشاهد مصورة للجرائم والفساد الأَخْـلَاقي جرائم الفساد الأَخْـلَاقي أَوْ أي شكل من ذلك، فكل ماله تأثير من مشاهد إباحية أَوْ مشاهد إغوائية أَوْ مشاهد مثيرة يجب اجتنابه يجب غض البصر عنه كُـلّ المشاهد المثيرة والمغرية والإغوائية الإباحية يجب غض البصر عنها وتجنبها ومقاطعتها (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) يصن أَنْـفُـسهن (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) للزوج لابأس تتزين أمام زوجها ما تبقي حيلة إما أمام زوجها ما به مشكلة وطبعًا يعني الناس ما المطلوب يعني انه يحتاجوا يتكلفوا في هذا جور يشغلوا نفوسهم أربعة وعشرين ساعة وهي خلف المرآة متزين ومتجمل لا ضمن الحياة يعني مع اهتمامات الحياة الأُخْـرَى مع أمور الحياة الأُخْـرَى، إلَى غير ذلك.

 

 ضوابطُ التواصل والتراسل

عمومًا هذا واحدٍ منها أيضًا مسألة إلَى جانب غض النظر غض البصر هناك مسألة العلاقات العلاقات التواصلات التراسلات هذه مسألة خطيرة وضوابطها الشرعية يجب أن تراعى والمسألة فيها خطيرة جدًا والبعض وصلوا عبر ذلك إلَى الفساد والرذيلة يجب الانتباه تجاه ذلك والحذر هذه مسألة خطيرة جدًا خطيرة للغاية ولا بد فيها من الانضباط وتقوى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- ونحن في شهر كريم يجب أن يتنبه الناس إلَى أن يبنوا أمورهم هذا على تقوى الله سبحانهُ وتعالى في حديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله (لا يزني الزاني وهو مؤمن) لا يزني الزاني وهو مؤمن لا يصل إلَى هذه الجريمة والرذيلة إلا وقد فقد إيْمَـانه خلاص عدو الله مجرم فاسق فاجر فجور الزنا حالة فجور الفساد الأَخْـلَاقي حالة فجور والشذوذ أيضًا جريمة الشذوذ أسوأ حتى من الزنا وأقبح منها وأعظم جرمًا منها، حالة خطيرة جدًا على الإنْسَـان (وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ) شيء لا يمس بشرفك ولا عليك فيه عيب ولا تأثير نفسي شكل سلبي ولا أي شيء نعمة الحلال نعمة (فَمَنْ اِبْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ) هذا تعدي أن تعديت على شيء يتصل بالآخرين وتعدي على حدود الله يعني لاحظ مثلًا الإنْسَـان بفطرته أليس هو يحرص على صيانة عرضه مثلًا أنت تُريد لبنتك العفة والطهارة أنت تُريد لأختك العفة والطهارة أنت تُريد لزوجتك العفة والطهارة وألا تكون خائنة أنت تُريد لقريبتك بأي صفة كانت العفة والطهارة وألا تكون خائنة ولا مجرمة ولا فاسدة أَخْـلَاقيًا فاحترم نفسك يا أخي احترم نفسك لا تسير على بنت الآخرين، المرأة التي تسعى أنت إلَى إفسادها أَوْ الإيقاع بها هي إما زوجة رجل أَوْ أخت إنْسَـان أَوْ بنت إنْسَـان أَوْ تنتمي إلَى أسرة أُخْـرَى أنت تخدش شرف وكرامة تلك الأسرة بكلها تعتدي على تلك المرأة في شرفها وكرامتها وتعتدي على شرف أسرة بأكملها تذكر بنت الناس شرفها شرف الناس الآخرين كرامتها كرامة الناس مثل ما أنت غيور على بنتك الآخرين كذلك لا تعتدي على بناتهم، مثلما أنت غيور على أختك لا تعتدي على أي أخت إنْسَـان آخر مثل ما أنت غيور على زوجتك لا تعتدي على زوجة أي إنْسَـان آخر جريمة فظيعة وقبيحة وشنيعة ثم أنت تتعدى حدًّا من حدود الله التي عقابها في الوعيد القُـرْآني هو النار والله يقول: (وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) يهينك الله يهينك الله في جهنم على هذه الجريمة قضية خطيرة يجب أن يتحصن الناس منها وأن يلاحظوا الضوابط الشرعية يلاحظوا الضوابط الشرعية التي تساعد على العفة على الحصانة على الشرف على السمو.

لا يتسع الحديث لاستكمال بقية الآيات إن شاء الله نستكملها فيما بعدُ..

نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى أَنْ يُوَفِّــقَنا وإيَّاكم لأن نكون من عباده المتقين المؤمنين الصالحين الطاهرين العفيفين وَأَنْ يُوَفِّــقَنا وإياكم لما يرضيه عنا، أَنْ يَنْصُرَنا بِنَصْــرِه، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا وَأَنْ يُفَرِّجَ عن أَسْــرَانا.. إِنَّهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com