السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في المحاضرة الرَّمْضَـانَية الرابعة عشرة:اتجاهان خطيران على الأمة: اتجاه التدجين بأن الإسْـلَام دين استسلام وخنوع واتجاه التوحش التكفيري الأعمى

 

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

القُـرْآنُ الكريمُ هو حُجَّةُ الله على عباده

نستمرُّ في الحديثِ عن المواصفاتِ الإيْمَـانيةِ التي تتحقَّـقُ بها التقوى للإنْسَـان فيكون من عباد الله المتقين الموعودين من الله بجنته ومغفرته ورضوانه والذين وردت بشأنهم الآيات المباركة التي تعلق بها الوعد وارتبط بها الوعد الإلهي بالنجاة والفوز والقُـرْآن الكريم هو الذي ينبغي أن يعودَ إليه الإنْسَـان المؤمن ليهتديَ به في ذلك؛ باعتباره حُجَّةً لله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى على الإنْسَـان واللهُ يحتجُّ حتى في يوم القيامة بآياته, الملائكة كذلك يحتجون يوم القيامة على البشر بالآيات بالكتاب بأنها أتتكم آياتُ الله أتتكم رسلُ الله الذين أنذروكم بآياته ونحن كذلك كأُمَّة إسْـلَامية.. القُـرْآنُ الكريمُ هو حُجَّةُ الله علينا ما فيه من الهدى ما فيه من النور، كلمات الله فيه أوامر الله فيه توجيهات الله فيه وعندما نتأمل في الآيات القُـرْآنية المباركة التي تتحدث لنا عن المواصفات الإيْمَـانية ما كان منها بشكل قيم وأَخْـلَاق ومبادئَ وما كان منها مرتكزات كذلك للواقع العملي وما كان منها يتصل بالواقع العملي كأعمال معينة كمسؤوليات معينة نجد في الآيات القُـرْآنية الإرشاد الكافي والتقييم الواضح الذي ينبغي للإنْسَـان المسلم أن يعودَ إليه وأن يرجعَ إليه حتى لا يغترَّ، إما بالمستوى المحدود والنظرة القاصرة التي اكتسبها أَوْ تصورها عن مسؤولياته عن طريق النجاة والفوز والفلاح في هذه الحياة أَوْ يكون عرضةً للتضليل والتأثير المخادع من هنا أَوْ من هناك لأي أشخاص سواء باسم علماء أَوْ باسم دُعاة أَوْ باسم قادة أَوْ باسم زعماء أَوْ باسم سياسيين أَوْ بأية صفة كانوا يوم القيامة، أنت ستأتي لساحة المحشر للحساب والجزاء وَالمساءلة وَإذا كنت خارجاً عن طريق نهج الله عن الاستجابة لله عن إتباع هدي الله، كُـلّ أولئك الذين اتبعتهم آثرت أقوالهم آثرت اتجاهاتهم وسرت وراءَها ولم تسِرْ ولم تتبعْ ولم تلتزمْ بهدى الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى لن ينفعوك بشيء (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً) لن ينفعوك بشيء يمكِنُ أن يتبرأوا منك (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) وتتحول تلك الروابط التي كانت تجمعك بهم في الدنيا تتحول إلى حالة من العداء الشديد والحنق الشديد والشعور بالمرارة والامتعاض والخسران والخيبة نتيجةَ ما أوصلك إتباعك لهم إليه من الخُسْران والعذاب، والعياذ بالله.

تقدّمُ لنا في الآيات الماضية بعض الجوانب الرئيسية التي تتحقّـق بها التقوى للإنْسَـان المؤمن، وتعتبر كذلك في نفس الوقت مسارات إيْمَـانية يتحقّـق بها الإيْمَـان ما تحقّـق به الإيْمَـان تحقّـقت به التقوى كثمرة طبيعية؛ لأنَّها نتاجُ الإيْمَـان الصادق نتاج الإيْمَـان الكامل نتاج الإيْمَـان الواعي “التقوى”، هناك جانب رئيسي لا تتحقَّـقُ التقوى إلا به ولا يتحقّـق الإيْمَـان كاملاً إلا به هو جانب المسؤولية وبما أننا قادمون في الغد على ذكرى عظيمة في الإسْـلَام والتأريخ الإسْـلَامي هي ذكرى وقعة بدر يوم بدر “ذكرى وقعة بدر ويوم بدر” يوم الفُرقَان كما سمَّاه الله في القُـرْآنِ الكريم..

 

المسؤوليةُ جانبٌ أساسٌ في التقوى

سنتحدَّثُ في ما يخُصُّ المناسبة في المحاضرة القادمة إن شاء الله، ولكن حديثنا اليوم هو من جانب حديث عن جانب أساسي من جوانب التقوى والإيْمَـان وحديث أيضاً تمهيدي عن واقعة بدر.

عندما نعودُ إلى القُـرْآن الكريم فإن جانباً رئيسياً ليس هامشياً وليس ثانوياً لا يدخل في دائرة المستحبات أَوْ في دائرة المباحات بل من أوجب الواجبات وجانب رئيسي للغاية لا يتحقّـق الإيْمَـان إلا به ولا تتحقّـق التقوى إلا به هو جانب المسؤولية, المسؤولية جانب أساس لا يمكن للإنْسَـان بمزاجه برغبة نفسه أَوْ بنظرته القاصرة أن يهمش هذا الجانب أن يشطبه من التزاماته الإيْمَـانية والدينية فيقول أنا يكفيني من الإيْمَـان ويكفيني من الدين أنني أشهد الشهادتين وأصلي الخمسَ الفرائض وغيرها البعض مَـثَـلاً يهتم بالبعض من النوافل والمستحبات وأنني أزكي مع أن الكثير مفرطون في مسألة الزكاة وسنأتي إن شاء لله للحديث عن موضوع الزكاة بإذن الله ضمن مسار الحديث عن الجوانب الإيْمَـانية والتقوى وإما الكثير يأكلها أَوْ لا يخرج إلا القليل منها والكثير يخرجها في غير مصارفها الشرعية التي حدّدها الله في كتابه الكريم كمصارف شرعية مجزية، إخراج الزكاة فيها مجزٍ وإلا فغير مجزِ إِذَا اخرج لغيرها وَيقول أنا أحج هذا لمن استطاع إليه سبيلاً والقليل يستطيعون في هذا الزمن والبعض حالتهم ميسورة وظروفهم مهيأة ومتيسرة يحجون كثيراً نافلة أيضاً ويعتمرون كثيراً نافلة أَيْـضاً والبعض لهم شكل آخر من أشكال الحج والعمرة فيه علاقات وفيه ارتباطات وفيه أشياء ثانية “حج وبيع مسابح” – مثل ما يقولون – ويقولك خلاص أنا أيضاً ألتزم في واقع حياتي التزامات معينة في ما يتعلق بالمعاصي, أنا لا أقتل النفس المحرمة ولا أشرب الخمر ولا أرتكب والعياذ بالله جريمة الزنا ولا افعل… يعد لك مثلاً خمس خصال من المحرمات وخمس خصال من الواجبات يعني اختصار البعض بيساعده الاختصار بارع في مسألة الاختصار للدين بكله، يقلك أنا باعمل خمس التزامات في هذه الحياة واجتنب خمساً من المعاصي ولا ثلاث ولا أربع يزهد له على ما يقولوا في التعبير المحلي.

أمَّا في بقية شؤون حياته فهو ذلك المنفلت بكل ما تعنيه الكلمة منفلت بشكل تام هناك أيضاً جانب رئيسي الذي هو جانب المسؤولية.. المسؤولية جانب رئيسي مسؤوليتك وهو عنوان واسع يدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الجهاد في سبيل الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى، العمل لإقامة الحق، العمل على التصدي للباطل والظلم والطغيان والفساد والمنكر، وجانب مهم للغاية فنلحظ في النصوص القُـرْآنية سواء في حديثنا اليوم أَوْ في حديثنا القادم كذلك عن غزوة بدر أَوْ ما بعده سلسلة حلقات نتحدث فيها أَوْ إن شاء الله محاضرات عن هذا الجانب عن كيف أعطاه القُـرْآن الكريم اهتماماً كبيراً جداً موقعه في النصوص الدينية في التأكيد الإلهي في الأمر به من الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى في الوعد والوعيد المتصل به موقعه موقع كبير جداً لا يقل أهمية عن أي مسالة أُخْـرَى من المسائل الأساسية الدينية والإيْمَـانية، كان على هذا النمط كما ذكر الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى في القُـرْآن الكريم من الحذف لجانب المسؤولية والاكتفاء بالانتماء الشكلي للإسْـلَام ليكون هو مجزٍ إيْمَـانياً، كان رؤية للبعض حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذكر لنا القُـرْآن الكريم قصة الأعراب والأعراب هم مجاميع من البدو آنذاك اتجهوا إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ليعبّروا عن احتجاجهم على جانب المسؤولية بأنهم لم يكونوا يرغبون فيه يعني كانوا يريدون الاقتصار على تلك الطقوس الدينية يؤدونها كطقوسٍ دينيةٍ فقط بعيداً عن ثمرتها عن أثرها وأنْ لا يتحملوا أي مسؤولية ولا في جهاد ولا في أمرٍ بمعروف ولا نهيٍ عن منكر بالذات الجهاد الذي هو عنوان رئيسي.

 

 الإيْمَـانُ هو الطاعة المطلقة لله

يقولُ اللهُ سُبْحَانَـهُ: (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا) خلاص آمنا، إحنا بنصلي وبنصوم وبنعمل هذه الأعمال فأصبحنا مؤمنين أمرتنا أن نصلي فصلينا وأمرتنا أن نصوم فصمنا وأمرتنا أن نزكي فزكينا ايش عاد تشتي منا! ما كفاك إلا تشتينا ندخل في مشاكل وندخل في قضايا وننشب نفوسنا في هموم ومشاكل معينة!!

قالت الأعراب آمنا.. هذا المطلوب منا قالوا أن نكون مؤمنين وخلاص كملنا آمنا…. ايش عاد تشتي (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) كان هذا الرد عليهم قل لم تؤمنوا؛ لأنَّ الإيْمَـان إِذَا تحقّـق له نتائج في الواقع العملي له ثمرة في الواقع العملي وأكبر ثمرة في الواقع العملي عندما يتحقّـق الإيْمَـان هي الطاعة المطلقة لله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى الطاعة الكاملة لله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى.. ما يصبح عندك امتناع لجوانب معينة ترفض أن تطيع الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى فيها تقول أنا سأطيع الله في أن أصلي أمرني بالصلاة سأصلي لا بأس.. أمرني بالصيام سأصوم لا بأس أمرني بكذا سأفعل.. نهاني عن كذا سأفعل ونهاني عن كذا سأفعل، لكن جوانب معينة لم تنسجم مع رغبات نفسك مع أهواء نفسك مع شهوات نفسك أنت رافض الالتزام بها وممتنع إما عن فعلها وعملها والقيام بها أَوْ الانتهاء عنها في مناهي الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى فأنت تتجرأ وترتكب تلك المناهي والمخالفات التي نهى الله عنها.

 

 مقتضيات الإيمان

ثمرة الإيْمَـان الطاعة الكاملة لله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى إيثار طاعة الله على هوى النفس على رغبات النفس والتسليم لأمره جل شأنه طاعة له وتسليم لأمره فيما أمرنا أن نفعل وفيما أمرنا أن نترك. فينظم ذلك جانب المسؤولية.

الإيْمَـان يتصل به أَيْـضاً الثقة الكاملة والاطمئنان الكامل إلى وعد الله ووعيده ثقة بالله جانب أساسي في الإيْمَـان لا بـْـدَّ منها في أن يتحقّـق الإيْمَـان وفي أن يصبح لديك الجهوزية النفسية والمعنوية للالتزام العملي وللقيام ببعض الأعمال والمسؤوليات التي تحتاج إلى ثقة بالله وبوعده..

(قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) أنتم أسلمتم؛ لأنَّه من يشهد الشهادتين أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ويصلي ويزكي ويعمل هذه الطقوس ينتمي للإسْـلَام أصبح منتمي للإسْـلَام فهو أسلم عنوان العام هو هذا العنوان (إسْـلَام ومسلمين) عنوان يترتب عليه أحكام التزامات شرعية حقوق شرعية عصمة للدم والمال والنفس والعرض إلا بحقها.. أشياء معينة ولكن الإسْـلَام يرتبط به يعني عندما تصبح من المسلمين بات بانتمائك للإسْـلَام عليك مسؤوليات إن قمت بها ارتقيت لدرجة الإيْمَـان إن لم تقم بها فانتماؤك للإسْـلَام لم يعفيك من المسؤولية أمام الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى في الدنيا والآخرة يعني المسلم العاصي مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأكثر من ذلك مَـثَـلاً يصلي يصوم بفعل بعض الأعمال ولكنه مَـثَـلاً يرتكب محرمات معينة يرتكب جرائم معينة يقدم على معاصي معينة يضرب عرض الحائط بتوجيهات إلهية معينة لا يسمع لله في كثير من التوجيهات، هل مجرد انتمائه للإسْـلَام يعفيه من المسؤولية هل هو سيسلم من عذاب الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى!!

 

المسلمُ العاصي ليس معفياً من عقاب الله

من يتصور ذلك فهو كما قلنا سَابقاً يعتبر الإسْـلَام بطاقة ترخيص للجريمة ويصبح الإسْـلَام بنظره مجرد تهيئة ظروف وصناعة بيئة مؤمنَّة من عذاب الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى للمجرمين.. وقلنا سَابقاً قلنا البعض من منتسبي الإسْـلَام يتفوق على البعض من اليهود البعض من النصارى البعض من البوذيين في جرائمه في فسقه في فجوره في طغيانه في ظلمه في عدوانه هذا حاصل يعني.

عندما نعود إلى القُـرْآن الكريم لنرى كيف يخاطب الله المسلمين تجد في الإسْـلَام أوّلاً عقوبات للمسلم هذا عقوبات في الدنيا ووعيد على جرائمه تلك في الآخرة مَـثَـلاً السارق المسلم سارق يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله ولو شئت أن يطبق عليها حتى أحكام التجويد (وأنّ محمداً رسول الله) ويصلي ويصوم رمضان ووو إلى آخره.. إلا أنه يسرق هل هو معفي من العقوبة؛ لأنَّه اسمه مسلم! لا.

(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) هذا حكم الله في حقه هذا المنتسب للإسْـلَام يعني أما الزاني كذلك يجلد (فاجلدوا كُـلّ واحد منهما مائة جلده ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) أما قاتل النفس المحرمة يُقصُّ (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) وهكذا نجد تشريعات عقوبات على المسلم العاصي على المسلم المجرم عقوبات في الدنيا والكلام يطول في هذا الجانب.. ووعيد في الآخرة من قتل مؤمناً متعمداً الوعيد له بالنار بغضب الله بسخطه بالخلود في جهنم، من يمارس الربا في سورة البقرة يخاطب الله من؟ الكافرين يقول يا أيها الذين كفروا انتبهوا من الربا وإذا أكلتم الربا فستعاقبون أم إن الوعيد يتوجه الخطاب به إلى من؟ إلى الذين آمنوا الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى يقول الذين يأكلون الربا وهو يتخاطب في هذه التشريعات مع المسلمين مع المسلمين وليس مع الكافرين الملحدين أَوْ الجاحدين (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ).

هذا المسلم يعني ينتظر الجاحد بالقُـرْآن والكافر بمحمد يلتزم بالآية القُـرْآنية هذه ويقول خلاص ما يجوز وسألتزم بالقُـرْآن (وَمَنْ عَادَ) وهو يتحدث عن المسلمين (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ).. أووه المسلمين أصحاب النار؟!

ذيّاك التاجر اللي معه مسبحة ضخمة قد تكون حتى من الأحجار الكريمة وبيخرج في رمضان سلات غذائية ويتصدق على بعض الفقراء لكن نمّى ثروته من الربا، وينميها من الربا، اتقِ اللهَ من أصحاب النار، القُـرْآن يقول: (فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، هذا خطاب لمن؟ للمسلمين، وعيد للمسلمين ينتمون للإسْـلَام، إذن القُـرْآن يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، على كُـلّ إن شاء الله سيكون لنا محاضرة قادمة نتحدث فيها عن هذه المسألة؛ لأنَّها من المسائل المهمة، إنما ورد قول الله تعالى هنا، (وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا)، فحرصنا على أن نبينَ هذا الموضوع في تبيين أولي وإن شاء الله نُتِمُّ في محاضرة قادمة، (وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، قلوبكم لم يصل بعد إليها الإيْمَـان، عاده فاضي، الإيْمَـان إِذَا وصل إلى القلوب نشأ عنه ثقة بالله، تصديق لوعد الله ووعيده، يترتب على ذلك كما قلنا، التزام وطاعة وقيام بالمسؤولية، (وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا)؛ لأنَّ الإنْسَـان المسلم إِذَا اتجه لطاعة الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى كتبت لها طاعات وارتقت به في الواقع الإيْمَـاني، وهي الهدف من الإيْمَـان الطاعة، هي المحور، أن يكون الإنْسَـان مسلماً مطيعاً مؤمناً، ما إِذَا هو يشتي مسلم غير مطيع لله، مسلم عاصي، فهذا المسلم سيشبه في كثير من أحواله أولئك الذين لم يسلموا لم يقبلوا بهذا الدين، لم يقبلوا بشرائعه، لم يقبلوا بأحكامه، لم يقبلوا بالتزاماته، لم يقبلوا بحلاله وحرامه، يصبح حاله كحال ذلك الكافر البوذي الوثني، الذي لم يتقيد بشرائع هذه الإسْـلَام لا في حلاله ولا في حرامه، يشبه، مشابها له في هذه المسألة بالذات؛ لأنَّه ما عنده التزام بحلال الإسْـلَام وحرامه ومسؤولياته وواجباته، (إن الله غفور رحيم)، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، لاحظوا الآية واضحة جٍـدًّا جدا، الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى لم يقبل كلام الأعراب في ادعائهم للإيْمَـان، كانت دعوة، وقالوا آمنا، واعتبروا غير مؤمنين ولم يدخل الإيْمَـان إلى قلوبهم أصلا، لم يكن قد وصل، ولما، ولكن هناك أمل إِذَا صلحوا إِذَا أطاعوا، إِذَا انفتحوا على هدى الله أن يصل هذا الإيْمَـان إلى قلوبهم، ظروف الإنْسَـان مهيأة إِذَا اتجه هذا الاتجاه، اتجاه الطاعة والإصغاء لهدى الله، أن يرتقيَ إلى مستوى الإيْمَـان، فاللهُ سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى هنا بين مواصفات المؤمنين الحقيقية، قال عنهم: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا)، كان عندهم اطمئنان، وثقة مطلقة بوعد الله ووعيده، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، وَأَيْـضاً لم يرتابوا ولم يشكوا أَبـْـدًا في الحقائق في العقائد، في الدين جملةً وتفصيلاً، عندهم يقين، بصيرة، وعي، اطمئنان، ثقة، مع التصديق بوعد الله ووعيده، (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، الصدق في هذا، بأن تريد تكون صادقاً مع الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى وصادقا مع نفسك، لا تخدع نفسك، لا تمني نفسك بالغرور، بالخيال بالأوهام، بالدعوة الفارغة، تتحول في واقعك إلى إنْسَـان صادق، صادق مع الله، صادق الانتماء وصادق الموقف، صادق التوجه، تتجه في هذه الأشياء التي حدّدها لك من؟ الله في كتابه، الله في آياته.

آيات كثيرة جٍـدًّا تتصل بجانب المسؤولية، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ)، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وكم في القُـرْآن، كم، آيات كثيرة جٍـدًّا، يعني الآيات التي تتحدث عن الجهاد في سبيل الله بأكثر من خمسمائة آية، بأكثر من أي آيات تحدثت مَـثَـلاً عن الصلاة، الحديث عن الجهاد أمراً وترغيباً وما يتصل بذلك، وبشكل واسع، كُـلّ ما يتصل بالجهاد بأكثر من خمسمائة آية، بأكثر بكثير، بأضعاف مضاعفة عما تحدث عن الصلاة أَوْ عن الصيام أَوْ عن الزكاة أَوْ عن الحج أَوْ عن أي من تلك الأعمال، أكثر بكثير، منه ما أتى بصورة أوامر إلزامية، يأمرنا الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى في قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، في قوله تعالى كذلك في سورة التوبة: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وكم في القُـرْآن بصيغة الأمر، الأمر، الأمر، سورة التوبة، سورة آل عمران، سورة البقرة، (كُتب عليكم القتال)، هذا إلزام يعني، وفرض، ما أتى بصيغة الأمر، الأمر الأمر، الأمر، الأمر الإلهي، الأمر الإلزامي الواضح أنه أمر إلزامي، موجب ملزم عند من يدققون في مسألة هل قد لزم أم لم يلزم بعد، منه ما أتى بصفة إيْمَـانية بمعنى أنه أتى ليؤكد أنه من المواصفات الإيْمَـانية اللازمة والتي تثبت مصداقية الانتماء الإيْمَـاني والادّعاء هي الجهاد في سيبل الله مثلما قرأنا في الرد على الأعراب، حين رد الله عليهم، قل لم تؤمنوا، وحكى على المؤمنين بتوصيف واضح، بدلالات واضحة جاءت فيها: (وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، وآيات كثيرة مثل قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون)، منه ما أتى أَيْـضاً ليربط مسألة الجنة، الدخول إلى الجنة بهذا الجانب المهم في الإيْمَـان، عندما يقول سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى في سورة آل عمران: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)، هنا الآية واضحة جٍـدًّا وصريحة في أنه لا تحسبوا، لا يكن في حسابكم، لا يكن في ظنكم؛ لأنَّ الاستفهام هنا استفهام إنكاري، يستنكر على من يحسب أنه يمكنه أن يدخل الجنة بدون جهاد، يستنكر عليه هذا الاستفهام، وفي اللغة العربية يقولون استفهام استنكاري، أم حسبتم، هل في حسبانكم ذلك، في تقديركم ذلك أنه يمكن هكذا، أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، ومنه ما أتى ليعبر عن الضرورة القصوى في الجهاد في سبيل الله كوسيلة لدفع الفساد في الأرض ضمن سنة الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى التي هي قانون إلهي وسنة إلهية في نظام حياة البشر، بعد أن قص علينا في سورة البقرة قصة طالوت وجالوت والنصر الإلهي لطالوت على جالوت، وللمؤمنين معه وعن التأييد الإلهي الذي حظي به داوود وتمكن به من قتل جالوت، قال بعد ذلك: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، تصبح مسألة ضرورية لدفع الفساد في الأرض، انهيار الحياة، انهيار الحياة بكلها، أن تنهار هذه الحياة بالكامل، أن تفسد هذه الحياة بالكامل، أن تتخرب الحياة على الأرض بالكامل، أن يتغير واقع الأرض بالكامل، وكذلك ما أتى للحديث عن فضيلة الجهاد، عما يترتب عليه من نتائج، (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ)، أنه إِذَا عطلت هذه المسؤولية وركن الناس إلى الدعة والجمود والاستسلام والخنوع استحكم الشر، وتمكن الطاغوت واستحوذ الأشرار والمجرمون والمفسدون، وهيمنوا على واقع هذه الحياة وأفسدوا واقع هذه الحياة، وأزاحوا عنها القيم ومنعوا، تصبح القيم وتصبح الصفات الخيرة وتصبح المسؤوليات الايجابية في الحياة محظورة في قاموسهم وممنوعة من واقع الحياة.

 

القُـرْآن يصنع وعياً عالياً تجاه الحياة

على العموم النصوص القُـرْآنية كثيرة من يقرأ القُـرْآن يفهم ذلك، سور بأكملها مثل سورة التوبة سورة الأنفال سورة محمد سورة الفتح سور كثيرة في القُـرْآن بأكملها تعزز جانب المسؤولية كجانب إلزامي لا يتحقّـق الإيْمَـان إلا به ولا تتحقّـق التقوى إلا به، ونحن كأمة مسلمة، أُمّة مسلمة يجب أن نكونَ أيضاً واعين، القُـرْآن يصنع وعياً عالياً تجاه الحياة بكلها تجاه واقع المجتمع البشري بكله كما تتطلبه الحياة في هذا الواقع ما نحتاج إليه إِذَا كن جزءاً من البشر إِذَا كنا نعيش في واقع الدنيا، نحن تحدثنا في كلمة سابقة وقلنا إنه اليوم معروف فطرياً وبشرياً وحالة قائمة بالفعل في واقع المجتمع البشري بكله عند مختلف الأمم بمختلف أديانها وهوياتها وانتماءاتها ومشاربها في الحياة وعاداتها وتقاليدها، كُـلّ أمة تسعى وكل بلد وكل قطر وكل كيان يسعى إلى أن يكون له قُـوَّة عسكرية وأمنية وأن يكون في واقعه سواءً العسكري الاقتصادي السياسي بشكل عام عقائده أن يجعل من ذلك كله منظومة متكاملة تصنع له واقعاً قوياً يحمي به نفسَه؛ لأنَّ كُـلّ الأمم في البشر كُـلّ الأمم باختلافها وكل الفئات البشرية باختلاف أديانها ومكوناتها عاداتها وتقاليدها وثقافاتها و… إلخ.

هي تدرك أن الحالة البشرية القائمة فيها تهديد فيها مخاطر فيها تحديات ويجعلون في كثير من الدول والبلدان والكيانات يجعلون ضمن رؤاهم الاستراتيجية التي يبنون عليها واقعهم بكله, شأنهم العام بكله وضعهم الاقتصادي السياسي برنامج حياتهم بكله هو التهديد.. يحدّدون التهديد ويفترضون تهديدا معينا وبناءً على وجود هذا التهديد أصبح هذا حتى معروف يعني في علم الإدارة والتخطيط ضروري تحديد التهديد وعلى ضوء ذلك تبنى خطةٌ معينة كبيرة بعد أن تتحدّد التهديدات والتحديات وتتوضح التهديدات والتحديات ولو جئنا مثلاً إلى العالم الغربي انظر واقع أمريكا مَـثَـلاً أمريكا تبذل كُـلّ جهد وترصد أكبر ميزانية في العالم لتجعل من نفسها أكبر قُـوَّة بشرية في العالم وليس فقط لتحمي نفسها, قد تجاوزت هذا بكثير جداً, باتت اهتماماتها واتجاهاتها أن تمتلك القدرة العسكرية ومقومات القُـوَّة الاقتصادية والإعلامية والقُـوَّة بكل جوانبها قُـوَّة إعلامية قُـوَّة عسكرية قُـوَّة اقتصادية قُـوَّة سياسية قُـوَّة دبلوماسية القُـوَّة في كُـلّ الاتجاهات التي تمكنها من السيطرة التامة على البشر جميعاً على كوكب الأرض بكله على العالم البشري بأجمعه هذا هو الطموح الأمريكي الصريح الأمريكيين ما بيخفوا هذا أَبـْـدًا برامجهم سياساتهم خططهم اتجاهاتهم، هذا هو اتجاههم وبرنامجهم أمركة العالم كما يقولون أن يمتلكوا قدرة وقُـوَّة عسكرية ومادية اقتصادية إعلامية سياسية ونفوذاً أن يمتلكوا نفوذاً يتمكنون من خلاله من السيطرة التامة على بقية المجتمع البشري ويتحكمون بهذا المجتمع البشري في كُـلّ شؤونه للتدخل في إعادة صياغة هذا المجتمع في العقائد الأفكار الثقافات التوجهات المواقف السلوكيات الأعمال بما يخدم مصالحهم العنوان الرئيسي مصالحهم، وبما يعزز من نفوذهم وسيطرتهم ويمكنهم من إحكام هذه السيطرة على البشر.

الإسرائيلي عندنا في المنطقة والأمريكي قد أصبح عندنا وأتى من بعيد يعني من قارته إلى هنا إلى المنطقة العربية ليتحكم ويستحوذ، الإسرائيلي يبذل كُـلّ جهد ويصر أن يضمنَ لنفسه في منطقتنا وهو غريب في هذه المنطقة وكيانه كيان لقيط وغير شرعي وفرض نفسه في منطقتنا على جزء ورقعة مقدسة من عالمنا وأرضنا الإسْـلَامية أتى وهو يصر ويقول دائماً أنه لا بـْـدَّ أن يضمن لنفسه التفوق العسكري وأن يكون هو الكيان الأقوى في المنطقة لكي يتمكن وهو عنده طموح السيطرة والاستحواذ في واقع المنطقة وليكون في الموقع الذي يخوله من ضرب أي طرف يريده وتدميره ولا يريد ولا يقبل لأي طرف عربي أَوْ إسْـلَامي أن يتجه ليكون طرفا قويا بالشكل الذي يرى فيه تهديداً له أَوْ إخلالاً بتفوقه العسكري ووو… إلخ..

 

اتجاهان خطيران على الأمة

وكانَ الإسرائيليون صريحين في ذلك عندما وجّهوا رسالةً للنظام السعودي وهو ذلك النظام العميل وحذّروه عندما قال إنه يرغبُ بأن يكون له منشئات نووية سلمية وذكروا بغاراتهم على العراق وغاراتهم على سوريا وأكّدوا على أن هذا خطٌّ أحمر, وحتى لو اتجه الإنْسَـان ليكونَ عميلاً لهم وخادماً لهم هناك مستويات معينة خطوط معينة سقف معين لا يسمحون بأن يتجاوزه، المطلوب أن يبقى الأضعف أن يكونوا هم الأقوى هذا واضح.

عندنا في الساحة الإسْـلَامية بُلينا باتجاهين كلاهما يشكل خطورة بالغة علينا في الساحة الإسْـلَامية سواءً في المنطقة العربية أَوْ في غيرها.

الأول: اتجاه التدجين بثقافته التدجينية.

والآخر: اتجاه التوحش الأعمى الذي هو الاتجاه التكفيري وما يشابهه، الاتجاه التدجيني هو اتجاه يأتي بأساليبَ متعددةٍ البعض بالمنطق الديني يقول لك يا أخي الإسْـلَام دين تسامح وسمح الإسْـلَام دين يعني لا يقبل بالعنف وهناك نظرة يعني يريدون شيئاً آخر، يعني الحقيقة التي يريدونها من هذا الكلام أن الإسْـلَام دين استسلام وخنوع، دين لا يمتلك أهله أي وسائل للقُـوَّة أبداً لا معنوية ولا مادية وأن تكون أمته أمة مستسلمة خانعة لا تمتلك أية قدرات ولا تتوجه أبداً لأن تكون ذات منعة وقُـوَّة ودفع عن نفسها وتنظر بسذاجة إلى واقع الحياة وكأنه ليس هناك من أخطار ولا تهديدات ولا أعداء وكأننا أمةً ليس لها أي عدو ولا هناك أي تهديد أَوْ خطر عليها أبداً ويحاولون أن يأتوا بآيات قُـرْآنية ويحرفوا معناها وهكذا يشتغلون في هذا الاتجاه وهناك في هذا الاتجاه شخصيات علمائية تقول لك لا، أن تتجه اتجاهاً لمواجهة هذه التهديدات أَوْ تتحدث أصلاً تتحدث عن خطر عن أعداء عن جهاد عن مقاومة عن مواجهة عن تهديدات عن استعباد، لا اسكت خلاص يشطب عندهم هذا الموضوع نهائياً، شخصيات باسم علماء دين ومثقفين دينيين واتجاه يشتغل على هذا الأساس يقل لك يا أخي اسكت من هذا نريد أن نصلي ونصوم ونزكي والله نهانا عن الغيبة والنميمة وَ24 ساعة يتحدث عن هذا الجانب كأنه ليس في الإسْـلَام إلا هذا الجانب أنت تتحدث عن هذا الجانب لماذا؟! أنت يا أخي يا حضرة العالم الفلاني تحدثنا عن الصلاة عن الصيام عن الزكاة عن الحج عن كثرة الغيبة والنميمة لماذا؟؛ لأنَّها من الدين تلك أَيْـضاً من الدين وتلك موقعها من الدين هو نفس الموقع لما تحدثت عنه من صلاة وصيام وزكاة وحج وحرمة الغيبة والنميمة موقعها من الدين نفسه لا نجاة إلا بها لا فوز بالجنة إلا بها لا قبول للدين عند الله إلا بها لا، كُـلّ ما تقوله عن هذه قاله الله عن تلك لماذا أنت تخدع الناس؟ لماذا لا تقدم لهم الدين متكاملاً لماذا لا تتقي الله وأنت تكتم بعضاً من دين الله سُبْـحَانَـهُ وَتَعَالَـى عن الناس وتقدم صورة نمطية منتقصة عن الدين تكتم فيها جانبا من الدين أتدري ماذا قال الله عن الكتمان والكاتمين عن الذين يكتمون جوانبا أساسية من الدين هل أنت لم تقرأ تلك الآيات القُـرْآنية أم أنك قرأتها ولكن تجاهلتها يقول الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ هذه آية كم في القُـرْآن من آيات كثيرة تشبه هذه الآية وكم هناك من نصوص عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله إِذَا أنت تقول أنا أحدث الناس عن الصلاة؛ لأنَّها واجبة عليهم إِذَا لم يصلوا سيدخلون النار وأنا شفيق عليهم منتبه ما يدخلوا جهنم حينما يصلون وقلق عليهم إِذَا صاموا رمضان لا يدخلوا جهنم أنا اشتيهم يصوموا يدخلوا الجنة وأنا منتبه لهم يبطلوا الغيبة والنميمة من أجل ما يدخلوا جهنم يا أخي القُـرْآن يقول لنا (أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ) لماذا أنت لا تكمل لله بقية هذه المسئوليات والجوانب لماذا أنت تدجنهم لماذا أنت تساهم ليكونوا أمة جامدة مدجنة خانعة خاضعة لأعدائها في النهاية لن يبقى لك حتى هذه الطقوس والشكليات يوم من الأيام يمكن أن تحظر هناك بلدان منع فيها الآذان مثلما حصل في مدينة القدس منع الآذن في ناهية المطاف في الميكرفون منع في الميكرفون تأذن الله أكبر يقول لك ممنوع في الميكرفون، هناك بلدان أُخْـرَى منع فيها الحجاب للمرأة الإسْـلَامية وهي حالات سلوكية حتى السلوكيات وحتى الطقوس في النهاية إما لا تبقلى وإما تفرغ من أي قيمة أَوْ أثر في واقع الحياة تصبح طقوس ميتة جامدة بائدة لا نفع لها ولا أثر لها ولا فاعلية لها ولا نتيجة لها والله أرادها أن تكون ذات قيمة ونتيجة وأثر في الحياة أراد من الناس صلاة تنهاهم عن الفحشاء والمنكر أراد لهم صلاة تعينهم للقيام بمسئولياتهم إ(ِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) صلاة تعينهم ليجاهدوا تعينهم ليدافعوا عن أنفسهم ليدفعوا الظلم والباطل والمنكر والشر الطاغوت صلاة تساعدهم على إقامة العدل على إقامة الحق على فعل الخير على الاستقامة في الحياة وليس صلاة ميتة جامدة باردة لا أثر لها، مجرد ضجيج وحالة من الطقوس التي لا تترك أثرا في واقع الحياة.

 

التدجينُ باسم الدين والتدين

ثقافة التدجين البعض يقدمونها في الساحة باسم الدين والتدين، البعض يقدمونها تحت عناوين أُخْـرَى لاحظوا مَـثَـلاً في المرحلة هذه تأتي منظمات أجنبية كثير منها ذات ارتباط بالصهيونية العالمية هذا مؤكد ويقين كثير منها لها ارتباطات بالأمريكيين أَوْ بالأوربيين أَوْ بغيرهم بعضها له علاقة مؤكدة بالإسرائيليين تنشط في الساحة تهدف بوسائل إما مباشرة مثل على حسب تعبيرهم نشر ثقافة السلام والتسامح ونبذ العنف أَوْ بالإلهاء والإلهاء استراتيجية رئيسية إشغال الذهنية العامة والتحكم في التفكير العام وصرفه عن الاهتمامات الكبرى، من الظريف جٍـدًّا جانبين:

الجانب الأول: أن هذه المنظمات جذورها ومنابعها أتت من عند تلك القوى الدولية التي بذلت أقصى جهد لتكون هي الأقوى في العالم والتي هي عنيفة جٍـدًّا جداً وهل هناك أعنف من أمريكا وهي التي ضربت البشر حتى بقنابل نووية وهي التي تصنع أكثر السلاح وأشد السلاح فتكاً وتدميراً لتقتل البشر وهي التي تعمل على ابتكار أنواع ومختلف الأسلحة التي تقتل وتميت وتمزق أكبر قدر ممكن من البشرية جذور كثير من المنظمات منها وتأتي إلينا لتقول لنا احنا المساكين احنا الذين لا نمتلك شيئا يساوي القدرات العسكرية الأمريكية والغربية والأوروبية يقولوا لنا أنتم كونوا أمة ليس عندها أي اتجاه عسكري أَوْ قتالي أَوْ بأي شكل من الأشكال كونوا ناس مدجنين دجاج، دجاج القرن الحادي والعشرين التي هي منظمة في بلدانها التي هي أشبه ما تكون بمزارع الدجاج والأغنام والأبقار، مساكين لا تمتلكون أي قدرات عسكرية ولا أي اهتمامات عسكرية ولا دفاعية ولا لما يبنيكم لتكونوا أمة قوية ذات منعة ذات قدرة على الدفاع عن نفسها اتركوا لكم من ذا الكلام ركزوا على مسائل معينة ويتجهون إلى تمييع الناس التمييع الثقافي التمييع السلوكي حتى إلى نشر الفساد الأَخْـلَاقي، تأتي منظمات تقول كُـلّ مهمتها أن تنشر الواقي الذكري وأن تهتم بالنساء والرجال الذين يمارسون الرذيلة والجريمة للوقاية لهم من وباء الإيدز الذي ينتشر نتيجة تلك الجريمة اهتمام كبري في الساحة بهذا الموضوع أَوْ تركيز كبير على منع الحمل أكبر موضوع رئيسي وهكذا يعني أشياء ساذجة. فأولاً هم يأتون من بلدانهم إِذَا هم يريدون فِعْـلاً نشر هذه الثقافة يبدأوا ينشرونها عندهم هم يعضوا الأمريكي هذا الذي عنده قدرات هائلة جٍـدًّا وأكبر ضحايا البشرية من سلاحه من أفعاله من خططه من تدابيره من سياساته من برامجه يسيروا يعظوا الإسرائيلي ويقولوا له يبطله ويعظوا الأوروبي ويعظوا كُـلّ تلك الدول هي أولى يعني هذا إِذَا هم ناصحين من صدق.

الجانب الثاني: من الغريب والظريف أنهم يعطون تركيزاً أكبر على البلدان الأكثر استهدافا يذهب لك إلى الفلسطيني المسكين الذي حالته حالة، أرضه محتلة، ممتلكاته مغتصبة اليهود شلوا عليه كُـلّ شيء مظلوم مقهور مضطهد ما عنده قدرات معاني مهضوم في هذه الحياة يتعرض يومياً للاضطهاد والظلم والقهر، سجون الإسرائيليين ملان منهم بيقتل يوميا ناس منهم بيظلموا يضطهدوا أخذت منازلهم أرضهم مزارعهم كُـلّ يوم ممارسات كُـلّ أشكال الممارسات الظالمة بحقهم كُـلّ يوم هذا أخرجوه من بيته وذاك أخذوا مزرعته وذاك قلعوا أشجار الزيتون من مزارعه وذاك زجوا به في السجن وذاك ضربوه وتلك المرأة اغتصبوها وتلك سجنوها وتلك ضربوها ووو، أيشو هذا الفلسطيني أنت أحظر العنف كف يعني لا تكون عنيف أنت كن مهذب وأَخْـلَاقي وطيب عليك بالابتسامة الدائمة لا تكن عنيفاً لا تتوتر لا تغصب لا تنفعل كن طيباً كن هادئاً كن وديعاً وهكذا يعني هههههه.

يأتون مَـثَـلاً إلى الشعب اللبناني الذي يعيش التهديد الكبير جٍـدًّا وعاش تجربة العدوان الإسرائيلي، يشتغلون بهذه الثقافة ويحاولون أن يشوهوا حزب الله وحركات المقاومة سواء في فلسطين أَوْ في لبنان وأنها حركات عنيفة متشددة متزمتة متمشكلة المفترض أن يكونوا وديعين هادئين طيبين مسالمين ولا أحد يحمل سلاح ولا أحد يسوي شيء والإسرائيلي هنا مصنع الميركافا ومصنع كُـلّ أنواع السلاح ومقتل، عامل له برامج عسكرية محول الحالة العسكرية حتى لشعبه أكبر اهتمام عسكري في المنطقة وتوعية عسكرية وتعبئة عسكرية عامة وشاملة عند الإسرائيليين عند الإسرائيليين وليست دولة شرعية كيانهم على مستوى الجيش على مستوى المستوطنين على مستوى بقيتهم حالة عامة حالة شاملة حالة من الجهوزية العسكرية التعبئة العسكرية الاهتمام العسكري حتى الأطفال عندهم يذهبون بهم في مواسم معينة إلى الدبابات إلى المعدات العسكرية يعودونهم عليها يربطونهم بها يثقفونهم تثقيفاً على القتال على العداء على مواجهة الأعداء على على على الهيمنة على الطغيان على الاستحواذ على السيطرة على أشياء كثيرة، ليش تلك المنظمات ما تذهب تعظهم المفترض أنها تعظهم 24 ساعة وتنصحهم 24 ساعة وتعمل لهم برامج ضد العنف وضد وضد وضد على طول يعني، عندنا في اليمن ما بلا جاء العدوان وطمرت المنظمات هذه لكن طمرة القوم هاجمين علينا بيقتلونا بكل أنواع السلاح الأمريكي حاضر في المعركة بإدارته بخططه بسلاحه بعتاده بما يقدم للقوى المباشرة والأيادي القذرة التي يعتمد عليها من مختلف أنواع السلاح الأشد فتكاً وتدميراً، يجي يضرب عليك في صنعاء في صعدة في عمران في الحديدة في مختلف المحافظات على المدن نفسها بقنابل وصواريخ من الأشد تدميراً وفتكاً يقتل بها الأطفال النساء يرتكب أبشع الجرائم يجيش المرتزقة من كُـلّ الأصقاع والأقطار من اليمن ومن غير اليمن ومن بلدان كثيرة ويأتي بهم لاقتحام هذا البلد من كُـلّ صوب من كُـلّ اتجاه ويعمل لتحقيق ذلك كُـلّ ما يستطيع ويفعل كُـلّ ما يستطيع ومنظمة تجي تشتغل عندنا في الداخل وبعض الحمير من الإعلاميين وما يسمى بعضهم أتباع المنظمات المجتمع المدني يقولوا للناس لا أهدأوا أهدأوا وكونوا وديعين كونوا هادئين اتركوا السلاح اجلسوا كذية هادئين وديعين ابتسموا يا أخي ما المقام هذا المقام هذول هاجمين علينا بيقتلونا يشتوا يحتلوا بلادنا بيفعلوا كُـلّ شيء من أجل أن يقتلونا وأن يستذلونا وأن يمتهنونا وأن يحتلوا أرضنا وهم يدمرون كُـلّ شيء أنت مشغول تجي تقلي كن وديعا وهادئاً وغير متوتر ولا تحمل السلاح وكن طيب عليك بالابتسامة الدائمة الأربعة والعشرين ساعة البس لك ملابس وديعة وسلق ذهنيتك نحو أشياءَ ثانيةٍ لا تلتفت إلى هذا الذي يجري وترك العنف وهكذا يعني سخافة سذاجة حَمْيَرَة هذا هو الاستحمار يعني.

ثقافة التدجين لا يشتغلون عليها مثلاً في المجتمعات الأُخْـرَى يدجنون الأمريكيين ويدجنوا الإسرائيليين ويدجنوا أولاك العسرين يعني ههههههه إذي هم بحاجة يدجنوهم لوهو شوية ما بلا علينا هذا الشغل علينا فقط كـ عرب ومسلمين شغل يستهدفونا نحن لماذا نكون طيبين في هذه الحياة والا نكون عبيد وديعين لنكون دُمى لنكون أمة ذليلة مهانة محتقرة يدوسها الآخرون يجي الإسرائيلي يجي الأمريكي يدوس بحذائه على رقبتك وأنت وديع ومؤدب وهادئ ما شاء الله العظيم… آخره، سذاجة كبيرة جداً.

ثقافةُ التدجين ثقافةٌ غير واقعية غير منطقية لا تعتمد استراتيجيا لدى المجتمعات الكثيرة في مختلف الدنيا يعني في مختلف الدنيا ليست استراتيجية لا للأمريكي ولا للأوروبي ولا للصيني ولا للهندي ولا للياباني ولا، كُـلّ الناس في الدنيا يتجهون بكل ما يستطيعون ليكونوا أقوياء بكل عوامل القُـوَّة العسكرية القُـوَّة الاقتصادية القُـوَّة السياسية القُـوَّة الإعلامية العنوان الرئيسي هو القُـوَّة قوه نكون أمة قوية عصر القوّة ومنطق القُـوَّة ولا نُدعس نُظلم نُقهَرُ نُستعبَدُ نُهانُ هذا واقع الحياة ومن أجل هذا أتت ثقافة الجهاد وضمن مفهومها القُـرْآني الصحيح غير المحرَّف.

إن شاء الله نستكمل ما يتصل بهذه المواضيع في المحاضرات القادمة.

نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى أن يُوَفِّــقَنا وإيَّاكم لما يُرضِيه عنا، وأن يتقبَّلَ منَّا ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال، وَأَن يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وأن يشفيَ جرحانا وأن َيُفَرِّجَ عن أسرانا، وأن ينصُرَنا بنصره..

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com