المسلمون يعترفون بشيء اسمه (الديانات السماوية) بينما اليهود لا يعترفون بأن الإسْـلَامَ دين سماوي!!

 

إعداد/ بشرى المحطوري

 

المقولة التي نجح اليهود في ترسيخها بين أوساط المسلمين!!:ــ

لفت الشَّهِيْـد القَائِـد سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ في الدرس الخامس من دروس رمضان، وفي معرض شرحه لقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}(البقرة: من الآية91). إلى مقولة رسخها اليهود بين أوساط المسلمين حيث قال: [إذاً هذه تلمس بأنها مقولة ساروا عليها، ورسخوها فعلاً داخل اليهود. نحن كنا نسمع عن اليهود هنا في اليمن مثلما قلنا سابقاً بأنهم يقولون: [نبيكم محمد نبي لكم، والقُـرْآن كتابكم، ونحن معنا الذي أنزل علينا لوحدنا]، وأنهم أوصلوا في الأخير – لخطورة المسألة – أوصلوا المسلمين إلى أن ينظروا إليهم فعلاً كأناس هم أَصْحَـاب دين، وأَصْحَـاب كتاب، وأَصْحَـاب نبي لهم، وهذا لنا! أليست هذه خطيرة؟ إنبنى عليها في الأخير، في العصر هذا، بعد أن قدموهم وهم مساوين لنا، قدموهم [معهم نبي، ونحن معنا نبي، معهم كتاب، ونحن معنا كتاب، هم أهل دين، ونحن أهل دين]، ألم يقدموا بهذا الشكل؟ إذاً نؤمن بهم على هذا النحو!]..

 

القُـرْآن لم يقبل من اليهود إلا الإيْمَـان بمحمد صلوات الله عليه وسلامه:ــ

ووضح الشَّهِيْـد القَائِـد سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ أن دين الإسْـلَام هو للناس جميعا، وليس اليهود استثناء من الناس، وأن عليهم أن يدخلوا في الإسْـلَام وإلا فهم كفار ضالين، حيث قال: [مع أنك تجد القُـرْآن لا يقبل بهم إلا بأن يؤمنوا على هذا النحو الذي قدم، قضية يؤمن بها الناس جميعاً، وهم ليسوا استثناء من الناس، لا هم، ولا النصارى. وفي الأخير قدم الموضوع عملياً بأنه: نثقف نحن لنقبل بهم، نتسامح معهم، وهم يتآمرون! نقبل بهم وهم يرفضوننا، نتسامح معهم وهم يحاربوننا، نقبلهم وهم رافضون! وفي الأخير ماذا؟ نقبلهم أن يتحكموا في تثقيفنا نحن، وأن يحتلوا بلادنا نحن، وهم في نفس الوقت لا نحاول أن نقول لهم: إذاً تعالوا لتؤمنوا بما أنزل علينا بأنه من عند الله؛ لأنَّ عبارة: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} ليس فيها إقرار بأن ما أنزل على المسلمين، على محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) بأنه من عند الله].

 

المغالطة الموجود داخل وسائلنا التثقيفية نحن المسلمين:ــ

ونوه سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ بتساؤلات رائعة وقوية إلى ثقافة مغلوطة موجودة بين المسلمين حيث قال: [لاحظ أليست هذه المغالطة موجودة الآن داخل وسائلنا التثقيفية وبعض علماء من علمائنا، ومثقفين، الذين يكونون في اتجاه الأنظمة الحاكمة الذين يحاولون بأي طريقة أن يقوا أنفسهم شر أمريكا إِذَا بالإمْـكَان أن تقبل؟ يحاولون يثقفوننا بهذا الشكل: [كلها ديانات سماوية واحدة] كما يقولون. إذاً هل بإمْـكَانكم أن تأخذوا من اليهود اعترافاً بأن القُـرْآن هو من عند الله؟ وبأن محمداً هو نبي من عند الله؟ وأن الإسْـلَام هو دين من الديانات السماوية؟ هم لا يفكرون في هذا! فقط أَصْحَـابنا الذين يحاولون أن يفرضوا علينا القبول بالآخر، والإعتراف بأنه صاحب ديانة مستقلة، لها شرعيتها، وهي مقبولة. لا يفكرون بأنه: إذاً إجعلوهم يعترفون بالإسْـلَام بأنه دين سماوي، يعترفون بالقُـرْآن بأنه نزل من عند الله، ويعترفون بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه رسول من عند الله! لا يعملون هذه أبداً]..

 

فضح القُـرْآن لنفسيات اليهود:

ذكر الشَّهِيْـد القَائِـد سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ مثالين قُـرْآنيين يفضحان اليهود ونفسياتهم الخبيثة:ـ

المثال الأول:ـ {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}:ــ

فهذه الآية تفضح نفسياتهم الخبيثة عندما قال لهم رسول الله: أن يؤمنوا بما أنزل الله، فقالوا بأنهم سيؤمنون بما أُنزل عليهم، وليس بما أنزل على محمد رسول الله؟؟؟ أوليس مما أنزل عليهم هو الإيْمَـان بــ(محمد)؟؟

المثال الثاني الذي يفضح نفسياتهم: (خوفهم الشديد من الموت!!)

حيث قال الشَّهِيْـد القَائِـد سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ: [تجد أثراً آخر في موضوع النفسية أعني الفارق الكبير بين ما يتركه الإيْمَـان الصحيح الهدى من الله، من طمأنينة لدى الإنْسَـان بحيث يصبح في موضوع الموت، مستهينا بقضية الموت؛ لأنَّه لا يمثل الموت عنده قضية، يعرف هو على طريق هدى، وعلى طريق حق، الجنة هذه هي غايته. أعني: أن الإنْسَـان يصل إِذَا كان متفهماً يصل إلى معرفة بأن الطريقة التي هو عليها هي الطريقة التي رسمت لتكون غايتها الجنة، هي الطريقة التي يحظى في السير عليها برضوان الله. هذه الحالة لا يمكن أن تحصل مع أطراف أُخْـرَى مهما حاولوا أن يضفوا على طريقتهم من طمأنينة، أَوْ على نفسياتهم لا يمكن، يحصل حالة من القلق تفضحهم على الرغم من أنهم يدعون أن الدار الآخرة لهم: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى}(البقرة: من الآية111). اليهود يقولون: لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً، والنصارى يقولون: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياً! {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ}(البقرة: من الآية94) كما تدعون أنتم، فالشيء الطبيعي كيف تكونون؟ فالشيء الطبيعي أن لا يكون الموت يشكّل عندكم قضية {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: من الآية94). هذا يوجه إلى ما يفضحهم وأن هذا الإفتراء ناتج عما تعيشه نفسياتهم من القلق وعدم الطمأنينة {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: من الآية94)]..

 

من أسوء الثقافات المغلوطة بين الأمة: [أن الشفاعة ستكون لأهل الكبائر]!!!

وفي ذات السياق وصف الشَّهِيْـد القَائِـد سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ عقيدة (أن رسول الله سيشفع لأهل الكبائر)!! بأنها من أسوء العقائد، وأنها أسوء من عقيدة اليهود أنفسهم الذي يعتقدون أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا أَوْ نصرانيا!!! حيث قال: [أسوء من هذه العقيدة، ما حصل عند طوائف من المسلمين أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر يوم القيامة وافتروا في ذلك حديث: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]. أمّنوا بها السلاطين، أمّنوا بها الخلفاء، أمّنوا بها الزعماء فتصرفوا مع عباد الله تصرُّفَات قاسية جداً ظلمت الأمة، ظلمت الأجيال من هذه الأمة على طول تاريخها بسبب عقيدة مثل هذه. [فأنت إعمل ما تريد وإذا أنت تريد أن تحظى بشفاعة وتطمئن نفسك شيئاً ما فقم ببناء مسجد مثلاً أَوْ أي عمل معين] تجد كانوا يقتلون المسلمين ويقتلون أولياء الله ويقتلون الآمرين بالقسط من الناس، ويبني مسجداً!. من أيام بني أمية علماء السوء، علماء السوء يكونون قريبين لهم يُؤمِّنونهم، ويُطمئنونهم، [وهذا حديث صحيح ورواه فلان، ورواه فلان، وعقيدة ثابتة]، ويحاول أن يبحث عن إطلاق آيات معينة، ويحاول أن يجعلها شواهد على هذا، يطمئنه على أساس أن ينطلق في طاعة الله؟ أَوْ ماذا؟ ليستمر على أعماله الإجرامية، فيقتل الناس، وينهب أموالهم، ويصادر حقوقهم على أساس أنهم قد قالوا له: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].

 

مناقضة هذا الحديث لآيات القُـرْآن الكريم جملة وتفصيلا:ــ

وإذا دخلنا إلى القُـرْآن الكريم وجدناه يناقض مناقضة كاملة الحديث الذي يقدموه ــ حاشا لرسول الله أن يقوله ــ (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) حيث يقول الله:ــ

1- مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ).! [غافر:18]

2- (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) [النساء: 4/31]

3- (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [آل عمران: 3/192]

4- (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ….. ) [النجم: 53/31-32]..

5- ((وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 4/14]

6- (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء: 4/93].

7- (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [يونس: 10/27]..

8- ((لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) [النساء: 4/123]..

وغيرها الكثير الكثير من الآيات التي تنفي شفاعة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لأهل الكبائر، ومنهجية القُـرْآن بكاملها ضد هذه العقيدة الخبيثة..

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com