الوحدة اليمنية في ظل العدوان؟

 

زيد البعوة

نعيشُ هذه الأيّام ذكرى وطنية مهمة تتمثل في عيد الوحدة الذي يوافق الـ 22 من مايو كُـلّ عام، ولكن هذه الذكرى تأتي في مرحلة صعبة يمُرُّ بها الشعبُ اليمني في ظل العدوان السعودي الأمريكي الذي يسعى لاحتلال اليمن ونهب ثرواته ويسعى لتقسيم اليمن وتمزيقه وفرض الوصاية عليه..

نتألم كثيراً عندما يمر علينا العيدُ الثامن والعشرين لعيد الوحدة اليمنية عيد الثاني والعشرين من مايوا في ظل العدوان السعودي الأمريكي واليمن واليمنيون يعيشون حالة استثنائية؛ نتيجة العدوان والحصار والقتل والدمار خصوصاً أن بعض المناطق ترزَحُ تحت الاحتلال السعودي والإماراتي كما هو الحال بالنسبة للجنوب وجزيرة سقطرى كما هو الحال بالنسبة لبعض المناطق الأخرى اليمنية التي يعبث بأمنها واستقرارها مرتزِقة جلبهم العدوان من مختلف أصقاع الأرض فخلقوا حالة من الصراع الدامي بين أبناء البلد الواحد.

وفي هذا العيد المجيد رغم ما يحصل نستطيع القول إن هناك تحدياتٍ ومخاطرَ تستهدفُ الوَحدةَ اليمنية وتسعى إلى تمزيق اليمن وشرذمته وإضعافه أهمها العدوان السعودي الأمريكي الذي يسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني لما يخدم أَهْـدَافه ومصالحه المشؤمة واللعينة وقد بدأ العدوان مشروعَه الخطير والخبيث من خلال دعم بعض الأطراف في الجنوب مثل ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي من أولوياته إلغاء الوحدة وإعلان الانفصال ودعم العدوان الكثير من الأطراف في الجنوب وعمل على اغتيال الشخصيات الوطنية والعلمائية والسياسية الحريصة على الوطن والوحدة حتى يتسنى له الوصول إلى أطماعه الاستعمارية على حساب غباء وسذاجة ونفاق البعض ممن لا يدركون خطورة المرحلة ولا يعرفون أهمية الوحدة..

من المعلوم أن من أهمّ ما تسعى إليه دول العدوان هو تقسيم اليمن وإضعافه، وقد سمعنا منهم ذلك أَكْثَـر من مرة أنهم يسعون إلى تجزئة اليمن وتقسيمه إلى ما يسمى بالفيدرالية على شكل أقاليم متفككة كُـلّ إقليم يتبع جهاتٍ وأجندة خارجية يلعب فيها العدوّ كيفما يشاء سياسياً وأمنياً واستخباراتياً واقتصادياً، ويشتري ولاءات ويخلق حالة من المشاكل والصراع الداخلي حتى يبقى اليمن في حالة من التناحر والضعف، مما يسهل على الأعداء الوصول إلى غاياتهم وأَهْـدَافهم، ومعلوم أن أهمَّ هدف من وراء ذلك هو أن يبقى اليمن ضعيفاً وفي حالة صراع داخلي دائم..

صحيحٌ أن الوحدةَ اليمنية أصبحت اليوم في خطر نتيجة العدوان والسبب مشترك داخلي؛ بسبب العملاء والمرتزِقة الذين باعوا وطنهم وشعبهم للمستعمر الخارجي بدون مقابل، فكانوا السبب الرئيسي فيما وصل إليه الشعب اليمني، خصوصاً في الجنوب من حالة تفكك وفوضى وكذلك سبب خارجي يتمثل في العدوان الذي جعل من سياسة فرّق تسد مشروعاً عمل عليه ليتمكّـن من احتلال اليمن ونهب ثرواته واستعباد اهله..

ولكن رغم ذلك كله لا يزالُ غالبيةُ اليمنيين الشرفاء متمسكين بالوحدة ويسعون إليها بكل جهدهم؛ لأنَّها هي الأمل الوحيد ليمن جديد ومستقبل زاهر مفعمٍ بالقوة والصلابة والتوحد وعلينا أن ندركَ أن مواجهةَ العدوان والتصَـدّي له في كُـلّ المجالات هو الحل والسبيل الوحيد للحفاظ على الوحدة اليمنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com