علّمنا أن التقوى عطر الأرواح

 

عفاف محمد

قُلْ للملوك تنحوا عن عروشِكم

فقد أتى آخذُ الدُّنيا ومعطيها

كم من دهور انقضت عتمت على الأُمَّـة أمور دينها ودنياها، حيث وقد ولدت من بين ثنايا الزمن كثيرٌ من العوالم المنحلة حتى عمت الضوضاء وخنعت الأُمَّـةُ وسادت بها الرذيلةُ، فجاء الفجر مبدداً دياجيرَ الظلام وبزغت شمس الحق فعلت على إثرها وانتصرت الفضيلة وعلى مر الزمان يظهر لنا مَن يقيّم اعوجاجَ الأُمَّـة وينهضُ بها من بعدَ تعثُّـر.

أحدثكم اليوم عن قائد هذا العصر من أخذ الدنيا بسيف النصر، إِنَّـهُ المثَلُ الأعلى للقائد المسلم والفارس النبيل، إِنَّـهُ المحرر الأعظم من الظلم ومن العبودية، هو من انتزع من قادحيه ومادحيه أعظمَ الأعجاب وخلّف أكبر الأمجاد وأعطر السجايا، جاء لنا من بين جبالٍ تُدعى مران صعدة الشماء، جاءنا بالهدى وأحيا روح القُـرْآن، جاءنا في وقت نحن فيه افتقدنا الراحة النفسية جاءنا بعلم وفير.

فاق الأذواق وفاق الأفكار وجدنا أنفسنا ننبهر بمادته بخطابه، قد رن اسمُه في سمع الزمان وفاحت سيرتُه مسكاً، سمعت أصقاعُ الأرض عن حروبه وانتصاراته على الوحوش الضواري، هو من صنع من ضعف المسلمين قُـوَّةً، وكان سيفاً شاهراً في وجهه السلاطين والأمراء المنكرين، يقيم الحق ولا يبالي بأحد منهم، عُرف بحُسن العشرة وطيب الأخلاق، لا يفقد أعصابه قط، لا في هزيمة ولا في ظفر، متواضع يطأ الناس عند ازدحام حاجاتهم حافظاً للتأريخ وللمعالم، خاض المعارك وقويت شوكته بها واشتد عزمُه.

اليوم في ليالي رمضان يطلُّ علينا كَالعادة، مستشعراً مسئوليته تجاه أمته التي أولته مصيرَها وسلّمته زمامَها ثقةً وتبرُّكاً به وبرجاحة عقله وحنكته وموروثه الديني والتأريخي والبلاغي والأدبي، يطل علينا في أسمار رمضانية كإنسانٍ وليس كزعيم أَوْ قائد، في خطابه لم يكن كثيرَ البهام ولا بعيدَ الخيال ولا وافرَ التلبس، يعلمنا دينَنا.

استطاع أن يصلَ ببساطتِه إلى أفكارِنا.

ذاك هو المثابرُ في عمله الثابتُ في جهاده بفصاحته، سحر آذان الناس وأفكارهم، وبلغ إلى هياكل قلوبهم، فكل ما حل به يضيفُ إلى عزمه عزماً ويحول إيْمَـانَه العميقَ ضد العدوّ إلى قُـوَّة قاهرة تسلحنا بأجنحة الإيْمَـان.

هو رجلٌ لا يعرف الأذية، رجلٌ يملأ حياتَه ذِكراً، إِنَّـهُ برجٌ من تلة الإيْمَـان، إِنَّـهُ بحيرة من قطرات العلم، أوليس الصدى الذي يرجعُه كهوفُ الأودية قد ألفه واعتاد مواعظَه؟!

إنَّها حكمةُ أن يكونَ اليوم مَن يقودُ سفينتَنا، إِنَّـهُ الوجدان الإلهي، الذي جعلنا نفهمُ أقوالَه ليس فقط بالفكر، بل بالروح التي تعانق أسرار الكمال الإيْمَـاني الذي يشبه عصف الريح، إِنَّـهُ يعلمُنا طرُقَ التقوى..

فهل عرفتم مَن هو؟!..

إِنَّـهُ السيد عبدالملك الحوثي.. وَشهرُكم مبارك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com