ألا تبّاً..

سعود قبيلات

باستثناء صنعاء، لم نرَ مظاهرة واحدة يُعتدُّ بها في العواصم والمدن العربيّة، أَوْ في المخيّمات، أَوْ في الضفّة.. خصوصاً!.

المشكلة الآن ليست في الأنظمة وحدها، بل في الشعوب.. أيضاً وفي الأَسَـاس، فلو أرادت الشعوب، لاستجاب لها القدر.

الشعوب أسلمت قيادها إلى أعدائها – مع الأسف – وأصبحت تسير إلى حيث يوجّهونها، بوساطة وسائل إعلامهم.. وجّهوها إلى أفغانستان، فقفزت عن فلسطين وسارت إليها. وجّهوها إلى يوغسلافيا، فسارت إليها. وجّهوها إلى سوريا والعراق ومصر، فسارت إليها. ثمّ قالوا لها إنَّ إيران عدوّتها قبل إسرائِيْل، فأعلنت النفير على إيران وأدارت ظهرها إلى إسرائِيْل.

في أيّ بلد أَوْ أمّة في العالم، عدانا، يرى الناس أَبْنَـاء شعبهم يُقتلون، بدمٍ بارد، على يد عدوّهم، ولا يخرجون إلى الشوارع (إلى الشوارع، على الأقلّ) بالملايين؟!

حقّاً، «وين الملايين»؟!

باستثناء صنعاء، لم نرَ مظاهرةً واحدة يُعتَدُّ بها في العواصم والمدن العربيّة، أَوْ في المخيّمات، أَوْ في الضفّة.. خصوصاً!

في فيتنام، عندما اِعتدت عليها الولايات المتّحدة، دفع الفيتناميّون خمسة ملايين شهيداً، خلال عشر سنوات فقط، ولم يهدأوا إلى أنْ رأوا الأميركيين يولّون الأدبار هاربين.

جمع الأميركيّون آنذاك، للقتال في فيتنام، أربعة ملايين جنديّاً، وارتكبوا من الجرائم ما لا يمكن عدّه أَوْ وصفه، واستخدموا مختلف أنواع الأسلحة المحرّمة، بيد أنَّ ذلك لم ينفعهم. وفي النهاية، رأى العالم كلّه (وحفظ غيباً) المشهد المخزي لطاقم السفارة الأميركيّة وقد صعدوا إلى أسطح السفارة وهم بملابس النوم وراحوا يتعلّقون بطائرات الهليكوبتر التي جاءت لإجلائهم على عجل.

كنت دائماً أعتبر صيحة «أين الملايين» صيحةً مبتذلة؛ ولكن، حقّاً: أين الملايين؟!

ما علينا..

اِستعدّوا جيّداً للصيام، ولموائد الإفطار الشهيّة، وهنّئوا بعضكم بعضاً بقدوم الشهر الفضيل، وواصلوا حياتكم البليدة كالمعتاد.. فكلّ هذه الدماء، التي تسيل على مرأى منكم، لا تستحقّ أنْ تهزّ شعرةً في…!

ألَا تبّاً…

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com