تصرفاته في تدبير شؤون خلقه.. تشهد بأنه (لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)

خلاصةُ ما يشعُرُ به من ينتهي من قراءة ملزمة [معرفة الله ــ عظمة الله ــ الدرس السابع] للشهيد القائد رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ هو الخجل من الله المنعم علينا كُلّ هذه النعم العظيمة، ونحن لا نزال مقصرين في حقه سبحانه أيما تقصير، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الإحساس بالفائدة العظيمة والكبيرة جِدًّا من المعرفة، التي تعزز ثقتنا بالله، وأيضاً الشعور باللهفة لقراءة المزيد من الملازم، مادامت هكذا تملأ العقول نورا، والقلوب بصيرة، والتمني بأن تطول الملزمة ولا تنتهي أبداً، لننهلَ من هذا النبع الصافي حتى ترتوي عقولنا وقلوبنا ونعرف الله حق معرفته، ونثق به حق الثقة.

 

الثناءُ على الله بكماله، كماله المطلق:ــ

ابتدأ الشهيدُ القائدُ رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ محاضرته ــ ملزمة ــ [معرفة الله ــ عظمة الله ــ الدرس السابع] بذكر الآيات التي فيها ثناء على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وتمجيد وتعظيم له جل شأنه، وهي كثيرة في القرآن الكريم، لم يأت بها الله سُدى، وإنما لهدف وغاية من أسمى الغايات؛ لأنها من أهم الوسائل التي ترسخ معاني معرفته في نفوسنا لتعزيز الثقة به سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى..

مشيراً إلى التسبيح أيضا الموجود في الصلاة عند الركوع والسجود، التي شرعها الله لعباده كي يرددوها، كُلّ ذلك كما قال رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: [كُلّ هذا هو في الواقع خطاب ثناء على الله، ينطلق من وجدان الإنْسَان ثم يعود إليه بشكل معانٍ تترك آثاراً في النفس]..

 

نحن من نصنع آلهة داخل أنفسنا:ــ

وأكّد رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ وهو يشرح (لا إله إلا الله) التي نرددها كُلّ يوم في الأذان للصلاة، ويرددها الناس من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الدين بأنه لو كان هناك آلهة غير الله لظهرت خلال هذه الفترة الطويلة، ولكن ليس هناك إله إلا الله، ولكننا نحن من نصنع آلهة داخل أنفسنا، وأضاف: [نصنع آلهة من الأشخاص ممن هم عبيد كالأنعام, وليسوا حتى مثل بقية الناس، نحن من نصنعهم آلهة، ونحن من نصنع داخل أنفسنا آلهة، في الوقت الذي نسمع قول الله تعالى يتكرر في آذاننا وعلى مسامعنا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. والمؤذن للصلاة يقول لنا: (لا إله إلا الله). ونحن نقول في صلاتنا: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله}. لماذا لا نفكر في كيف يجب أن نستفيد من تكرير {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} نرسخ في داخل أنفسنا أن ما سوى الله لا يجب أن يخيفنا، لا ينبغي أن نخاف منه، لا ينبغي أن نعتمد عليه، ونطمئن إليه في مقابل الابتعاد عن إلهنا الذي لا إله إلا هو، وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى].

 

المؤمن.. لماذا لا يستطيع أعداؤه استغفاله؟:ــ

وأوضح رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ صفة أخرى لله العزيز القهار تقوي ثقتنا به سبحانه، وهي [{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}، من إذا وثقنا به فقد وثقنا بمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، متسائلاً: [فمتى يمكن أن يَسْتَغْفِلني أعدائي إذا كان وليي هو من يعلم الغيب في السموات والأرض، هو عالم الغيب والشهادة؟ ومتى أحتاج فلا يسمعني, متى أدعوه فلا يسمعني؟ ليس له مجلس معين فقط متى ما سرنا إلى بوابة ذلك المجلس يمكن أن نقابله. هو معكم أين ما كنتم, هو من يعلم الغيب والشهادة.. بالنسبة له كُلّ شيء شاهد ليس هناك غائب بالنسبة له سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إنما ما هو غائب وشاهد بالنسبة لنا الله يعلمه].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com