سياسة حرف بوصلة العداء عن العدوّ الحقيقي

د. أحمد عبدالملك حميد الدين

إنَّ الصراعَ مع الكيان الصهيوني هو صراع عقدي في حقيقته وتتفاعل النفوس مع قضية القدس بقدر نسبة الإيْمَـان وتعرف إسرائيل هذا جيداً لهذا فان مُخَطّطاتها وحلفائها تتركز على انتزاع الإيْمَـان مِمَّن يحكم الشعوب وبصيغة أُخْـرَى يتدخل أطراف التحالف مع إسرائيل في سياسة الشعوب الإسْـلَامية من خلال دعم حكام منزوعي الإيْمَـان فيما تبث أجهزة إعْـلَامهم برامج إفساد إيْمَـان الشعوب لضمان إخراج القدس من قلوبهم وحتى مجرد تفاعلهم العاطفي، ناهيك عن تحييد الحكومات العربية والإسْـلَامية عن الصراع مع الكيان الصهيوني من أجل القدس.

وفي مرحلة لاحقة بارتفاع نسبة تبعية الحكام يتم الضغط عليهم لاتخاذ مواقف إيجابية في الصرع لصالح إسرائيل في مواجهة من يؤمن بالقضية.

وحينما يستعصي إفراغ الإيْمَـان الديني والوطني يتجه العمل نحو تحويل البوصلة نحو اتجاه المؤمنين بعضهم بعضا بخداعهم عن حقيقة الصراع وخلق قضايا مذهبية وطائفية فيجتهد هؤلاء الأعداء ﻭﻋﻤﻼﺅﻫﻢ في خداع المؤمنين عن حقيقة عدوهم الحقيقي وهو الكيان الصهيوني بإيجاد عدو وهمي عادةً ما يكونُ هو من تخشاه إسرائيل نفسها، ﻟﻴﻔﻮﺯﻭا بضرب عصفورين برمية واحدة.

وفي ظل عدم إدراك المسلمين والعرب خُصُوصاً لهذه الحقيقة بالمحافظة على عُرَى الإيْمَـان في نفوسهم ومن جهة أُخْـرَى فهم عدوهم الحقيقي سيظل ميزانُ الصراع تميلُ دَفَّـتُه في صالح إسرائيل وسوف تتمدد أَكْثَــر وأَكْثَــر.. واللهُ المستعان.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com