اليهود وراء كل جريمة: إثارة الحروب لأجل السيطرة الاقتصادية على ثروات الشعوب

الحلقة العشرون

 

فِي كِتَابِ “اليَهُوْد وَرَاءِ كُلِّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يُسلِّطُ المؤلِّـفُ الضَّـوْءَ على الأمور التي لم تكُن واضحةً من أساليبِ اليَهُودِ للسيطرة على العالم، مستخدمين كافةَ الوسائلِ القذرةِ والجرائم التي لم يكن يُدرِكُ الناسُ أن اليَـهُـوْدَ يقفون وراءَها؛ للوصولِ إلى غايتِهم بالسيطرة على العالِمِ وثرواتِه، مُؤَكِّداً أَنَّه ما سيكشفُه في الكِتَابِ سيَصدمُ القُــرَّاء؛ نظراً لعِدَمِ قُدرةِ الكثيرِ مِنْهُمْ على استيعابِ خُبثِ اليَـهُـوْدِ من تلقاءِ أنفسِهم.

في ترجمةِ الكاتبِ وفقَ موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كنديٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ اختصَّ بالعُلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترةً بفلسطينَ، ودَرَسَ بالجامعة (العِبرية) في القدس المحتلة، وسبق له أنْ عَرَضَ القضيةَ الفلسطينيةَ من مختلفِ جوانبِها، وَأثبتَ (بُطلانِ الحَــقِّ التأريخيِّ لدى اليَـهُـوْدِ)، وبشكل علمي موثّق وببراعة نرى من خلالها الصدقَ والتعلُّقَ بالحقِّ والعدالةِ.

ونظراً لأهميَّةِ محتوى الكِتابِ، تقومُ صحيفةُ المسيرةُ بنشره في سلسلةِ حلقاتٍ، معتمدةً على النسخةِ المترجمةِ والصادِرَةِ في عام 1982 عن دار الكِتابِ العربي في بيروت، والذي تولَّى شرحَه والتعليقَ عليه باللُّغة العربية الكاتبُ والمؤلِّفُ العراقيُّ “خيرُ الله الطلفاح”.

 

انتهت باختتام المرحلة السابقة فترةُ المناورات للوصول إلى الإشراف على إصدار النقد الأمريكي، وبدأت حقبةٌ جديدةٌ اتجه فيها المرابون العالميون نحو المرحلة الثانية: السيطرة على مقاليد الاقتصاد الأمريكي.

افتتحت هذه الفترة بمناورة واسعة النطاق أوعزت بها مجموعة روتشليد التي أصدرت أوامرها إلى مندوبيها الأمريكيين الذي وضعتهم في الواجهة أمام الرأي العام بإطلاق حملة دعائية ضخمة تبشر بالرفاه المقبل والرخاء للجميع.. كما تلقى مدراء البنوك الأمريكية التعليمات بالتوسع في منح القروض والكفالات واعتمادات الثقة..

وهكذا عمد الأمريكيون إلى الاكتتاب بكل ما يستطيعونه في المشاريع الجديدة الى انبثقت في كل مكان وعندما وصل الأمر إلى هذا الحد أصدرت مجموعة روتشيلد تعليماتها السرية بالامتناع عن تقديم القروض والاعتمادات وخفض مقادير العملة المتداولة في الأسواق مما ولد أزمة مالية حادة أدت إلى انهيار اقتصادي مريع.. أما المرابون فتكدست في صناديقهم الأرباح الخيالية والسندات والضمانات ووثائق ملكية العقارات من كل نوع..

على أن هذه الأزمة لم تمر دون أن تثير انتقاد وتعليقات عدد كبير من الأمريكيين وقادتهم وعلى رأسهم (جون أدامز) وَ(توماس جيفرسون) وَ(أندرو جاكسون) – الذين أَصْبَــحوا ثلاثتهم فيما بعد رؤساء الولايات المتحدة – وهذه فقرات من رسالة كتبها (جيفرسون) إلى (أدامز):

(إنني مؤمن بأن هذه المؤسّسات المصرفية – البنوك – أشد خطراً على حرياتنا من جيوش غازية.. وقد خلقت بوجودها أَيْـضاً ارستقراطية مالية أَصْبَــحت تتحدى بسلطاتها الحكومة، ورأى أنه يجب استرجاع امتياز إصدار النقد من هذه المؤسّسات وإعادته إلى الشعب صاحب الحق الأول فيه)..

أثارت هذه الانتقادات المكشوفة مخاوف المرابين العالميين ونبّهتهم إلى قُرب قيام صعوبات في وجههم بمناسبة موعد تجديد امتياز (بنك أمريكا) عام 1811.. فعمد ناتان روتشيلد – المذكور سابقاً ذاته – إلى توجيه تهديدٍ بنفسه إلى الرئيس الأمريكي آنئذ (اندرو جاكسون) جعل مضمونه على الشكل التالي:

(هناك حلان فقط: فإما الموافقة على تجديد الامتياز أو الرفض.. وعندئذ ستجد الولايات المتحدة نفسها وقد داهمتها حرب مريعة).. وقد استخدمت مؤامرة قوى الشر دائماً أسلوب إثارة الحروب ضد الزعماء ورجالات الدول التي تقف صامدة في وجههم ولكن الرئيس جاكسون لم يلتفت لهذا التهديد الذي لم يصدقه وأجاب وفد الممولين العالميين بهذه الكلمات: (لستم إلا مجموعة من اللصوص والأفاعي وسوف أعمل على تحطيمكم.. بل وأقسم بالله أنني سوف أحطمكم)..

عمد المرابون آنئذ إلى وضع تهديدهم موضع التنفيذ.. وبالفعل أثارت الحكومة البريطانية مدفوعة الى ذلك من قبل بنك انكلترا حرب عام 1812 التي لم يكن هدف ناتان روتشيلد منها إلا إفلاس الخزانة الأمريكية بنتيجة مصاريف الحرب الطائلة، حتى تصبح بحالة لا تجد معها مفر من استجداء القروض الخارجية.. أما الضحايا والدمار والخراب فهذا مما لم يدخله ناتان روتشيلد بحسابه!!.. وقد تحقّق هذا المُخَطّط بصورة كاملة وصوت (الكونغر) عام 1816 على تجديد امتياز بنك أمريكا.

 

الحرب الأهلية الأمريكية 1861 – 1866

تعتبر الحرب الأهلية الأمريكية أهم أحداث التأريخ الأمريكي على الإطلاق.. ولا محل هنا لوصف هذه الحرب الشهيرة مما لا يخلو منه أي كتاب في التأريخ.. غير أن هنالك ما يجهله الرأي العام عن هذه الحرب – مع شهرتها ۔ وهو الدور الذي لعبه فيها المرابون العالميون والنتائج التي حصلوا عليها منها وهذا ما سنبينه في ذكرنا لتفاصيل بعض الأحداث المجهولة التي سبقت ورافقت قيامها..

في عام 1857 في لندن، عقد قران ليونورا ابنة عميد الفرع الانكليزي الأسرة روتشيلد، لونيك روتشيلد، على قريبها الفونسو روتشيلد عضو أسرة روتشيلد في فرنسا.. وكانت حفلة الزواج مناسبة كبرى جمعت في لندن عدداً كبيراً من أرباب المال العالميين وأقطاب السياسة وكان بين هؤلاء الأخيرين بنجامان دزرائيلي السياسي الأشهر اليهودي الذي أَصْبَــح فيما بعد رئيساً لوزراء انكلترا عدة مرات – بالرغم من يهوديته وأشهد رجال الدولة الانكليز على الإطلاق في القرن التاسع عشر.

ننقل فيما يلي فقرات من كلمة دزرائيلي في هذه الحفلة: (يجتمع الآن تحت هذا السقف رؤساء أسرة روتشيلد التي امتدت شهرتها إلى كل مدينة في أوروبا وكل ركن من أركان العالم)… واستطرد موجهاً حديثه إلى رئيسي فرعي أسرة روتشيلد في باريس ولندن (إِذَا أردتما فسوف نقسم الولايات المتحدة إلى شطرين.. نعطي أحدهما الى جيمس « رئيس الفرع الفرنسي » والآخر إلى ليونيل.. أما الثالث – امبراطور فرنسا آنئذ – فسوف يفعل ما أشير عليه به.. وفيما يتعلق بـ « بسمارك » – مستشار ألمانيا – فإنَّ الخطة التي أعددناها له هي من ثقل الوطأة بحيث سنشغله عنا تَمَاماً)…

يبيّن لنا التأريخ كيف عين آل روتشيلد بعد ذلك (يهود. ب. بنيامين). وهو أحد أقاربهم – مندوباً رئيسياً لهم في أمريكا.. وكيف تتالت الأحداث بعد ذلك حتى نشبت الحرب الأهلية وأَصْبَــحت حقيقة واقعة..

نفّذ المرابون بالفعل الخطة التي نوّه دزرائيلي بطرف منها فأقنع نابليون الثالث باحتلال المكسيك وضمنها إلى إمبراطوريته ضماناً لانشغاله وسكوته.. واختصت الحكومة البريطانية بإعَادَة احتلال الولايات الشمالية في الولايات المتحدة بنتيجة هذه الحرب..

وكان هدف سادة المال اليهود مزدوجا من إشعال هذه الحرب: فهي تخلق لهم أولاً فرصة ذهبية يستطيعون فيها تقديم القروض وبيع السلاح بالربا الفاحش لنابليون الثالث من أجل حربه في المكسيك ولقوات الولايات الجنوبية الفتية.. والهدف الثاني تصبح هذه الولايات تحت سلطانهم المباشر.. وإضافةً إلى هذا فإنَّهم كانوا يريدون من هذه الحرب منع الرئيس الأمريكي العظيم (لينكولن) من تحرير العبيد في أمريكا.. عالمين أن استمرار العبودية هو مما يؤدي بصورة حتمية إلى انهيار الأمة الأمريكية وتمزقها.. وكان الرئيس لينكولن أَيْـضاً يعلم بذلك مما دفعه إلى القول: (لا يمكن لأية أمة أن تعيش طويلاً إِذَا كان نصف أعضائها أحراراً والنصف الآخر مكونة من عبيد)..

لم تسر الحرب كما اشتهاها المرابون العالميون.. فقد وجدت القوات الجنوبية نفسها بعد عامين من الحرب بحاجة إلى المساعدة فاتجه المرابون الى نابليون الثالث بغية زجه بالحرب إلى جانبها، وعرضوا عليه مقابل ذلك مقاطعتَي (لوتيريانا) وَ(تكساس).

ولكن عقبة غير متوقعة ثارت في وجوههم هي قيصر روسيا الذي نمت إليه أخبار هذه المحاولات، فوجّه إنذارَهُ إلى الحكومتين الفرنسية والانكليزية أبلغهما فيه بأنه يعتبر الهجوم على الولايات المتحدة الشمالية هجوما على أراضي الامبراطورية الروسية ذاتها وأرسل تأكيدا لتحذيره عدداً من السفن الحربية الروسية إلى موانئ الولايات الشمالية (نيويورك) وَ(سان فرانسيسكو) ووضعها تحت إمرة لنكولن.. وهكذا أسقط في يد المتآمرين ولبثت الحروب مقصورةً في المجال العسكري على الأمريكيين أنفسهم من شماليين وجنوبين وانتهت بانتصار الشمال.

 

المعركة المالية ومقتل لينكولن:

انتقلت معركة المرابين العالميين بوجود لينكولن إلى مصير آخر.. فقد تصدى لهم الرئيس لينكولن وأخذ يعمل في ولاياته الشمالية على تحطيم السلاسل التي طوقوا بها الاقتصاد الأميركي.. فعمد لهذا الغرض إلى تطبيق الدستور الأمريكي متمسكا بالفقرة (5) من القسم الثامن من المادة الأولى التي تمنح الكونغرس حق إصدار العملة وإصدار (450) مليون من الدولارات الرسمية التي جعل غطاءها القرض الوطني..

عبّأ المرابون حينئذ جميع قواهم لمواجهة لينكولن الذي أَصْبَــح خطراً شديداً عليهم.. وشرعوا بمناوراتهم ودسائسهم الخفية بهدف تجريد العُملة الجديدة من قيمتها أولاً والقضاء على لينكولن ذاته بالتالي.. وقد وصلوا إلى هدفهم الأول عن طريق استصدار قانون من الكونغرس من ناحية يمنع تسديد فوائد القرض الوطني أو ثمن المواد المستوردة بهذه العُملة، وعن طريق شن حرب شعواء عليها في الأسواق العالمية والمصارف من ناحية ثانية، حتى هبطت قيمتها هبوطاً شديداً متدنياً إلى ثلث قيمتها الأصلية وعندما وصلوا إلى هذا الحد اشتروا جميع أوراق هذه العملة من التداول واشتروا بهذه الأوراق سندات حكومية بالسعر الكامل للدولار، وبذلك ضربوا عصفورين بحجر واحد فسببوا انهيار العملة الحكومية من ناحية.. وحقّقوا أرباحاً فاحشة من ناحية أخرى.. ونقل فيما يلي فقرات من رسالة التعليمات التي وجهها الماليون في أوروبا إلى المؤسّسات المصرفية في الولايات المتحدة:

(نحن لا نستطيع أن نسمح بتداول العملة الجديدة في أمريكا إلا إِذَا أَصْبَــحت تحت إشرافنا.. ونستطيع أن تصل إلى هذا الهدف عن طريق السيطرة على سندات القرض الوطني مما يؤمن لنا بالتالي السيطرة على النقد الحكومي).. ولم يقف المرابون لعدد من النواب والشيوخ وبهذا تمكنوا من حمل الكونغرس على التصويت عام 1863 على قانون المصارف الذي وضع لمصلحتهم بالرغم من معارضة الرئيس لينكولن الشديدة مسجلين بذلك ظفرا آخر في معركة السيطرة على الاقتصاد الأمريكي.

وننقل فيما يلي فقرات من رسالة وجهتها مؤسّسة روتشيلد وإخوانه للصيرفة في لندن إلى إحدى المؤسّسات المالية الكبرى في شارع (وول ستريت) الأشهر، مقر المؤسّسات الكبرى في نيويورك حتى عصرنا الحاضر، وهي مؤسّسة (ايكهايمر) وَ(مورتون) وَ(فاندر غولد) بتأريخ 20 حزيران عام1863:

(سادتي الأعزاء..

كتب لنا السيد (جون شيرمان) من مقاطعة أوهايو في الولايات المتحدة لإعلامنا عن تقديراته للأرباح التي يمكن اجناؤها بنتيجة القانون الأخير الذي استنبه الكونغرس بشأن المصارف.. ويقول السيد شيرمان أنها فرصة لم يتح لأصحاب الرساميل العالمية مثلها أبداً من قبل لتجميع الأموال.. ويبدو أن هذا القانون يؤمن لبنك أمريكا السيطرة الكاملة على الاقتصاد الأمريكي).

ويستطرد روتشيلد في الرسالة حتى يبدي رأيَه هو أخيراً:

(إنَّ القلائل الذين يدركون كُنْهَ النظام الجديد للصيرفة سيكونون أمام حلين لا ثالث لهما: فإما اتباعنا للحصول على بعض الأرباح.. أو أن يصبحوا وقد ارتبطت شؤونهم بهذا النظام بحيث لا بد لهم من انتظار ثماره وهكذا فإنَّ أية معارضة من هذه الفئة ستكون معدومة.. أما مجموع الشعب فإنَّه غير قادر فكرياً على قصور المزايا الخيالية التي تعود لرأس المال العالمي بنتيجة هذا النظام فلن يند عنه أي تذمر أو شكوى ولن يخامر أي شك في أن هذا النظام خصم لمصالحهم.. المخلصون روتشيلد وَإخوانه).

 

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com