الأمم المتحدة وهيومن رايتس تكشفان فظاعات حكومة المرتزقة ضد اللاجئين الأفارقة في عدن

المسيرة / خاص

كشفت منظمةُ “هيومن رايتس ووتش” والمفوضيةُ العليا للاجئين الدولية التابعةُ للأُمَم المتحدة، ارتكابَ مسؤولين في حكومة المرتزِقة لجرائمَ إنسانيةٍ يندى لها الجبين، تتمثَّلُ في تعذيبٍ حتى الموت، واغتصاب بينهم المتعرضين له أطفال وفتيات صغيرات السن بحق مهاجرين أفارقة بمركز الاحتجاز بمدينة عدن.

وقالت المنظمتان: إن المسؤولين حرموا طالبي اللجوء من فرصة طلب الحماية كلاجئين، ورحّلوا الكثير منهم بشكل جماعي في ظروف خطيرة عبر البحر، مما عرّض حياتَهم للموت ولا يُعلم مصيرهم.

ويخضعُ مركَزُ احتجاز المهاجرين بمديرية البريقة بعدن رسمياً لحكومة مرتزقة العدوان.

 

شهاداتُ المجني عليهم

ويؤكدُ محتجزون سابقون أفارقة لـ هيومن رايتس ووتش في شهاداتهم، أن الحُراسَ ضربوهم بقضبان حديدية، وأطلقوا عليهم النار، فقتلوا عَدَداً منهم، كما أجبر حراسُ مركز الاحتجاز النساءَ الافريقياتِ على خلع عباءاتهن وحجابهن. وصادروا أموال المهاجرين وأغراضهم الشخصية ووثائقهم الممنوحة لهم من وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وأكد بيل فريليك -مدير برنامج حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش-: قيام حراس مركز احتجاز المهاجرين في عدن بالاعتداء على الرجال بالضرب الشديد بقضبان حديدية، والقيام باغتصاب النساء والأطفال وترحيل المئات من المهاجرين عبر البحر في قواربَ مكتظة.

 

المنظمةُ تستمِعُ لشهادات الضحايا

وأثناءَ تحقيقها، قابلت هيومن رايتس ووتش، 8 مهاجرين، منهم 7 من قومية الأورومو في إثيوبيا، كانوا قد احتُجزوا بالمركز وأفراداً من جاليات المهاجرين.

وكشفت المنظمةُ عن مقاطع فيديو تُظهِرُ صوراً خَاصَّـة بمركز الاحتجاز، وفيه المئات من الرجال والأطفال في قاعة خرسانية مكتظة بالنزلاء، ونساء وفتيات يجلسن على الأرض الحجرية.

 

اغتصاباتٌ بالجملة

وقال رجلٌ إثيوبيا آخرُ في شهادته لـ هيومن رايتس ووتش: إن الحراس كانوا يأخذون 10 أشخاصٍ للخارج ويجعلونهم يكتبون أسماءهم وأسباب مغادرتهم لبلادهم، وإذا قال أحدهم بسبب “الاضطهاد” يقولون له: “اصمت، يا كاذب”، ثم يسجلونه كمهاجر يبحَثُ عن عمل”. بعد هذا الاستجواب، شاهد الرجلُ الإثيوبي حراسَ المركز يخرجون نحو 150 شخصاً من المركز، بينهم 8 أطفال؛ وذلك لاغتصابهم ثم يقومون بإعادتهم عبر البحر الأحمر إلى جيبوتي.

 

روايات الضحايا

واستخدمت هيومن رايتس وواتش أسماءَ مستعارةً لحماية المصادر، فقالت: إن أحمد، 16 عاماً، من أقليم أوروميا بإثيوبيا، ذهب إلى اليمن في أوائل عام 2018، ومشى 3 أيام حتى وصل إلى عدن. فسجّل نفسه لدى مفوضية اللاجئين كطالب لجوء. وبعد حوالي أسبوع، قبض عليه جنديٌّ في السوق وأخذه إلى برفقة 10 إثيوبيين آخرين، بمن فيهم نساء وأطفال إلى مركَز الاحتجاز بالبريقة.

وهناك فتّشهم الحراس، وأخذوا منهم أغراضَهم الشخصية وأموالهم وكذلك وثيقة تسجيله لدى المُفوضية، ويضيف قائلاً: كان الحراس يضربون المحتجزين بانتظام، وأصبح الضرب شيئاً عادياً.

 

قتل رجل إثيوبي

وبعد 10 أيام أخبر الحراس أن رجلاً إثيوبياً هرب، فأخذوا مجموعةً كبيرةً من الرجال والفتيان إلى الفِناء الرئيسي وأمروهم بخلع ملابسهم، وجلدوا 7 منهم ومنعوا عنهم الطعام وَالماء حتى غروب الشمس. وأمر الحراس النساءَ بالنظر إلى الرجال والفتيان العارين، وضربوا النساءَ اللاتي رفضن ذلك، وفي الأثناء سمع أحمد إطلاقِ نار على رجل إثيوبي، ورأى الحراس وهم يأخذون جثة الرجل إثيوبي إلى شاحنة.

 

اغتصابُ عشرة أطفال وقتل أحدهم

ويضيف قائلاً: كان الحراس يُرعبوننا بأسلحتهم، ويأخذون الأطفال لاغتصابهم، أعرف 10 أطفال أخذهم حراسُ المركز في الليل؛ لاغتصابهم، وأغلبهم أصغر مني سناً.. وما زلت أتذكر إحدى الليالي عندما كان أحد الأطفال نائماً بجانبي، فشاهده أحد الحراس فأمره بالذهاب معه، ثم سمعت الطفل وهو يصرخ بشدة فقررت أنا الفرار؛ خوفاً من أن يعودَ الحراسُ ليأخذونا، ركضنا نحو جزء من مركز الاحتجاز الممنوع علينا دخوله، وتمكّنا من القفز فوق الجُزء المُحطم من الجدار. سمعت طلقاتٍ ناريةً، فسقط صديقي، لكني واصلت الركض حتى اختفيت عن أنظار الحراس فنمت في مكان ما. ثم مشيت…”.

 

ضرب واغتصاب طفل لا يتجاوز الـ 10 سنوات

أمَّا “مُحمد وعمر ” فجاءا إلى عدن عبر المهربين بالبحر، تحدثا من جانبهما عما يتعرض له المحتجزون من ضرب وانتهاكات جسيمة، وشاهد باحثو المنظمة التشوّهات الموجودة على قدم محمد من شدة الضرب التي تعرض لها، وقال بأن المجموعة التي جاء معها إلى عدن لا يعرف مصيرهم ويعتقد أنهم قُتلوا على يد حراس المركز.

ويؤكدان ما تحدث عنه العديدُ من المحتجزين عن اغتصاب النساء والأطفال الإثيوبيين الذين احتُجزوا معهم، وأن الحراسَ كانوا يختارون شخصاً جديداً كُلّ ليلة للاعتداء عليه جنسياً، وقال محمد بأنه لا يزال يتذكر الطفل الإثيوبي الذي لا يتجاوز سنُّه 10 سنوات وَتعرُّضه للاغتصاب والضرب بقضيب حديدي، وأن الطفل كان يرتعبُ كلما شاهد حراس المركز.

 

الاختيارُ بين الاغتصاب أَوْ الشنق

كذلك فاطمة، 25 عاماً، إثيوبية تحدثت للمنظمة عن قصة اعتقالها مع زوجها وعشرات آخرين من الرجال والنساء الإثيوبيين عندما وصلوا إلى البريقة وتقول: تم فصلي عن زوجي ورأيت الحراس وهم يضربون الرجال، ويأمرونهم بخلع ملابسهم، ويفتشون جيوبهم، وأجبرونا على خلع عباءاتنا وحجابنا وفتشوا أجسادنا وشعرنا، وأخذونا إلى غرفة تضم حوالي 100 امرأة أخرى. وَكان الحراس يضربوننا ويأخذون كُلَّ ليلة امرأة أَوْ اثنتين معهم. أجبرت أغلب النساء في نهاية المطاف على الذهاب مع الحراس؛ لأنهن كن يتعرضن للضرب دون رحمة، وأي امرأة ترفض النوم مع الحراس ينتقمون منها عبر الضرب وحِرمانها من الطعام لمدة يومين.. وتؤكد أنها تعرفُ 5 فتيات إحداهن تبلغ 12 عاماً، واثنتين 15 عاماً، واثنتين 17 عاماً – كُن مُحتجزاتٍ في المُنشأة معها وتعرضن للاغتصاب.

وتواصِلُ سردَ قصتها في مركَزِ الاحتجاز قائلة: إن أحدَ الحراس أجبرها، بعد أسبوعين من احتجازها، على الذهاب معه، فأخذها إلى غُرفةٍ مُجاورة، وشاهدت اثنين من الحراس الآخرين يغتصبان صديقاتها. أمرها الحارس بخلع ملابسها، لكنها رفضت وقالت له بأنها متزوجة. فقال لها بأن عليها أن تختار بين النوم معه أَوْ أن تشنق نفسها، وكان هناك حبلٌ في الغرفة، فشرعت في الصلاة، فضربها الحارس بيديه وبعصا كبيرةٍ على ظهرها.

أصبحت فاطمة مريضةً جداً، تتألم بشدة وكثيراً ما تبكي وتئن. بعد الضرب، قالت: إن الحراس أفرجوا عنها بعدما تدهورت صحتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com