المشروع القُـرْآني.. وعيٌ وتَصَـدٍّ واستنهاض

محمد ناجي أحمد

في كلمته التي ألقاها عصر الجمعة؛ بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، أكّد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن المشروع القُـرْآني الذي قاده الشهيد حسين هو مشروع مواجهة وتصد واستنهاض للأمة، مرتكزُه الوعيُ بالدور الأمريكي والإسرائيلي، وما يراد لهذه الأُمَّـة والمنطقة العربية بشكل خاص من خنوع واستلاب واستعباد واستغلال للأرض، وانتهاك للعرض، واستحمار.

ليست المسألة نظرية مؤامرة فحسب لكنها مُخَطّط واستراتيجية غربية تستهدف وعينا وأرضَنا وثرواتنا.

وهو مُخَطّط له وسائله وأدواته، وذرائعه متعددة منها صناعته للقاعدة وَأحداث 11 سبتمبر إلى غزو أفغانستان وغزو العراق، إلى تنظيم الدولة الإسْـلَامية، وإشعال الفتن والحرائق والثورة العالمية المضادة بغرض تفتيت المجتمعات العربية، واستخدام أساليب شيطانية لتحقيق هذه الأهداف، ومن ذلك اختراق الأُمَّـة عبر عنوان “مكافحة الإرهاب” وغيره.

وحكاية القاعدة، مماثلة لصناعة هوليودية في حديثها عن مطاردة عناصر للقاعدة، وتحديد عددهم هنا وهناك، واحتمالية وجودهم هنا وهناك، تحديد الأدوار والأشخاص، والأنظمة في مشهد تديره المخابرات الأمريكية، وباستحمار للعقل، واستلاب للوعي من أجل تهيئة الظروف لإنشاء تنظيمات بحجم دول مثل تنظيم الدولة الإسْـلَامية، كذريعة أرادوا لها أن تكبر، وأن تكون هول كبير في واقع الأُمَّـة؛ ليكون تدخل الأمريكان وسيطرتهم واستعمارهم المباشر بعد أن تكون الأُمَّـة قد أنهكت فيما بينها، بأدوات وأنظمة تعمل بالوكالة عن الغرب وإسرائيل، فتعفى أمريكا من كلفة التضحيات الجسدية والمادية.

من هنا كان المشروع القُـرْآني للشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي وعي استباقي بما يحاك لهذه الأُمَّـة من مُخَطّطات ومشاريع، وحين أراد أن يواجههم سلمياً بتصحيح المفاهيم، وإحياء الثقافة القُـرْآنية واجهوه باستنفار ماكينة القتل بجَميع أنواع الأسلحة براً وبحراً وجواً، واستخدموا مشايخ الإسْـلَام الأمريكي والأفاعي الخادعة والتحجر الديني والحمقى المتظاهرين بالقداسة في مواجهة الإسْـلَام المحمدي الأصيل بحسب تعبير الإمام الخميني.

يوظِّفُ الأمريكيون والإسرائيليون أدواتِهم عسكرياً وسياسياً وثقافياً وإعلامياً، أفراداً وأحزاباً وكياناتٍ ومنظماتٍ، بحسب كلمة قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ويختلقون التناقضات ويستثمرونها، دونَ كلفة، طالما أن وكلاءَهم بالمنطقة هم من يدفعون الفاتورة من ثروات ودماء الأُمَّـة العربية.

من هنا فإن المشروعَ القُـرْآني في مواجهة المُخَطّط الغربي بشكل عام والأمريكي الإسرائيلي بشكل خاص –مشروع ضرورة وانعتاق من ربقة الغفلة والاستحمار والاستعباد.

مشروع صناعة أمة تعي تحدياتها، ونقاط القوة والضعف لدى العدو ولديها في آنٍ.

تحَـرّك المشروعُ القُـرْآني الذي قاده الشهيد السيد حسين حاملا هم الأُمَّـة بأكملها، بأفق يدحض الطائفية والمذهبية والمناطقية، أفق بحجم الأُمَّـة وسعة طموحها وتعدد قدراتها وإمكانياتها، لتكونَ أمة شهود ووجود حضاري لا أمة تمزقها الأهواء والهُويات القاتلة.

فالقُـرْآن بحسب كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي هو حصن هذه الأُمَّـة، وشعار حركة أنصار الله في مواجهة أمريكا وإسرائيل تحذير وتنبيه وتحديد لطبيعة العدو، وإعادة بناء للمفاهيم والمصطلحات.

لقد اختار العدو أن يواجهَ المشروع القُـرْآني بالحرب طيلة 14 عاماً، لكن المشروع القُـرْآني ازداد قوةً وسعة؛ لأنه يلبي ضرورةً وجودية لهذه الأُمَّـة.

العدو يسير نحو التصعيد أكثر وقدراتنا تزداد تطوراً ويتسع مداها.

مع الاحتلال لا تبقى حرية ولا أرض ولا عرض ولا كرامة؛ ولهذا فإن المواجهة الشاملة وبكل الوسائل والإمكانات واجبٌ بكل الشرائع والأعراف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com