اليهود وراء كُلّ جريمة: نقاط على حروف المؤامرة

الحلقة الخامسة

المسيرة: خاص

في كتاب “اليهود وراء كُلّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يسلِّطُ المؤلفُ الضوءَ على الأمور التي لم تكن واضحةً من أساليب اليهود للسيطرة على العالم، مستخدمين كافة الوسائل القذرة والجرائم التي لم يكن يدرك الناسُ أن اليهود يقفون وراءَها للوصول إلى غايتهم بالسيطرة على العالم وثرواته، مؤكداً أنه ما سيكشفه في الكتاب سيصدم القراء؛ نظراً لعدم قدرة الكثير منهم على استيعاب خُبث اليهود من تلقاء أنفسهم.

في ترجمة الكاتب وفق موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كندي وأستاذ جامعي اختص بالعلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة بفلسطين ودرس بالجامعة (العبرية) في القدس المحتلة وسبق له أن عرض القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأثبت (بطلان الحق التأريخي لدى اليهود) وبشكل علمي موثق وببراعة نرى من خلالها الصدق والتعلق بالحق والعدالة.

ونظراً لأهميّة محتوى الكتاب، تقومُ صحيفةُ المسيرة بنشره في سلسلة حلقات معتمدة على النسخة المترجمة والصادرة في عام 1982 عن دار الكتاب العربي في بيروت والذي تولى شرحه والتعليق عليه باللغة العربية الكاتب والمؤلف العراقي “خير الله الطلفاح”.

 

المرابون العالميون

أدرك محفلُ النورانيين نتيجة الخبرة الطويلة التي توارثتها قوى الشر جيلاً بعد جيل منذ القدم، أن نجاح مؤامراتهم الشيطانية الرامية إلى اغتصاب السلطة الشرعية في كُلّ دولة في العالم يتوقف على مهارتهم في حفظ سرية أشخاصهم وتمويه أهدافهم الحقيقية، وذلك إلى أن يحين الوقت الذي يتمكنون فيه من دحر قوى الخير بأجمعها وإخضاع العالم بأسره للطغيان المطلق في ظل عقيدة الشر..

لقد كشفت الأبحاثُ عن عدد من الرسائل كتبها مازيني، وكشفت هذه الرسائل بدورها عن الأهميّة البالغة التي يعلقها حكماء صهيون على سرية أشخاصهم وأهدافهم. وفيما يلي مقتطفات من رسالة كتبها مازيني قبل وفاته بقليل إلى مساعده اليهودي الدكتور (برایت نشتاین) هذا نصها:

(إننا نشكل جمعية من الإخوة المنتشرين في كُلّ بقاع الكرة الأرضية وقد نرغب في إزاحة كُلّ حاجز بيننا، ولكن هناك ستارة خفية يلتف حول كُلّ واحد منا دون أن يستمر به أحد. بالرغم من أنه ستار نشعر جَميعاً بثقل وطأته. فمن الذي أقام هذا الستار؟.. وأين هو هذا الستار؟.. إذ لا يوجد من يعرف ذلك أَوْ على الأقل لن ينطق أحد بكلمة. إن الأسرار في جمعيتنا خفية حتى علينا نحن الخبراء القدامى في الجمعيات السرية).

وقد نشر الكاردينال (کارواي برودريقي) أسقف مدينة سانتياغو عاصمة جمهورية تشيلي كتابة اسمه (الكشف عن أسرار الماسونية)، شرح فيه. فيه كيف شكل النورانيون جمعية سرية في قلب جمعية سرية كبرى هي الماسونية، كما أبرز فيه عدد من الوثائق التي تبرهن على أن رؤساء الماسونية أنفسهم (أي الماسونيون من الدرجات ۳۲ وَ۳۳) يجهلون ما يدور في محافل الشرق الكبرى أَوْ في الجمعيات الماسونية المركزية العليا التابعة لتنظيم الجنرال بايك، كما يجهلون ما يدور في المحافل الماسونية الخَاصّة التابعة لهذه المجالس والتي يجري فيها تدريب النساء اللواتي ضمتهن المؤامرة إلى صفوف شيكاتها؛ وتضمن الصفحة ۲۰۸ من الكتاب وثيقة ذات أهميّة خَاصّة؛ لأنها تتعلق بأدريانو ليمي خليفة مازيني المعين من قبل الجنرال بايك لإدَارَة حركة الفوضى العالمية. وتثبت هذه الوثيقة أن ليمي كان حاخام يهودية قبل أن ينتقيه بايك لهذه المهمة ثم تم تلقينه الأسرار، الكاملة لعقيدة المؤامرة وبرهن بدوره عن استعداده الكامل للقيام بهذه المهمة.

لقد كانت الغاية من خطة تكوين الجمعيات السرية في قلب بعضها البعض الآخر وحجب أسرار المؤامرة وعقيدتها عن جماعات الماسونيين على اختلاف مراتبهم باستثناء الرؤوس المدرة وتضليل الباقين، كانت هي الشرك الذي حير الباحثين والمؤرخين الذين حاولوا دراسة وتحليل حقيقة الماسونية وأهدافها.

 

أهدافُ المؤامرة العالمية

يصف المطلعون الأحداث التي تجري في عالمنا الحاضر بأنها حلقات في الصراع العالمي القائم حالياً. وهم يعلمون أن الهدف الذي يدور الصراع من أجله هو السيطرة على التفكير الإنْسَاني بأسره وتقرير مصير الإنْسَانية جمعاء. على أن هذا التحليل لا يمثل على واقعه وصحته سوى نصف الحقيقة، أما الحقيقة الكاملة فهي خفية عن أعين الجماهير مفصولة عنهم بحواجز من الدعايات المضللة والأكاذيب المقصودة الملفقة والمغالطات المدسوسة، ولا ريب في أن الجهل بالنصف الأساسي من الحقيقة يمثل أَوْ يفوق بخطره الجهل الكامل بالحقيقة.

إن تقريرَ مصير الإنْسَانية والسيطرة على مقدراتها الفكرية هدف من أهداف الصراع الحاضر بلا ريب، ولكنه هدف مبدئي لا يزيد عن كونه مرحلة أولية تمهيدية لانطلاق المؤامرة العالمية بعدها إلى تحقيق الأهداف التالية والنهائية التي رسمتها قوى الشر لنفسها منذ أجيال سحيقة ولا تتوفر معرفة الحقيقة الكاملة إلا بمعرفة هذه الأهداف حسب تسلسلها وهي:

١- القضاء على جميع الحكومات الشرعية ومن ثم إلغاء أنظمة الحكم الوطنية.

۲ – إلغاء الإرث كخطوة رئيسة في سبيل حل وتفكيك الرباط العائلي.

٣- إلغاء الملكية الخَاصّة بصورة مطلقة.

4 – إبادة جميع المشاعر الوطنية والقومية والإنْسَانية.

ه- إلغاء نظام المسكن العائلي الفردي، وإلغاء الحياة العائلية بمجموعها، وإبادة الفكرة الأساسية التي بنيت عليها جميع الحضارات الإنْسَانية السابقة.. وهي فكرة اعتبار الحياة العائلية الخلية الجذرية في المجتمع الإنْسَاني.

6- إبادة الأديان السماوية والقضاء المطلق على فكرتها وإلغاء جميع العقائد والأديان المؤسسة في الكرة الأرضية بوجه عام، ومن ثم إحلال عقيدة الشيطان محلها أخيرة، وإخضاع الإنْسَانية للاستعباد المطلق والطغيان الأبدي تحت وطأة الدكتاتورية الشاملة لمحفل حكماء صهيون.

 

الإنْسَانية والمؤامرة

لا تحتاج هذه الأهداف إلى أي تعليق لتوضيح المصير القائم الذي تعده المؤامرة العالمية للإنْسَانية. أما نظام الحكم الذي سيخضع له الجنس البشري المستعبد في حالة انتصار المؤامرة على قوى الخير جَميعاً وتحقيق المرحلة الأخيرة، فقد نصت عليه بالتفصيل مُخَطّطات وایز هاویت والجنرال بايك وبروتوكولات حكماء صهيون.

يستند هذا النظام إلى قاعدة أساسية هي تشكيل جهازه الجذري وهو الكنيس النوراني وتشرف عليه هيئة عليا تتكون منها حكومة العالم الشاملة وهي محفل حكماء صهيون.

أما الرئيس الأعلى للحكومة العالمية وهو رئيس هذا المحفل، فيصبح طاغية العالم المطلق ويرتكز هذا الحكم على مجموعة أرباب المال العالميين الذين يشكلون حالياً امبراطوريات المال اليهودية.. وهم عباقرة الشر التابعون لكنيس الشيطان والمختصون بالعلم والاقتصاد.

أما البشرية فتتحول بمجموعها إلى قطيع من السائمة.. يعيش وينمو ويفنى حسب قواعد ومصلحة هذا النظام البهيمي الجهنمي.. ويتوالد حسب مناهج التلقيح أَوْ الإخصاب الصناعي التي سيفرض تطبيقها عند ذاك بشكل رسمي شامل لا يراعى فيه سوى جداول الاحصائيات والحسابات ومقررات قادة القطيع وساسته!!

وقد نلمج صورة لهذا المصير البهيمي في كتاب الفيلسوف الكبير (برتراند رسل): تأثير العلم على المجتمع، إذ يقول في الصفحة 49 – ۰۱ منه ما يلي: (سوف يجري تنظيم التوالد في عالم المستقبل بحيث لا يشترك في عملية إنجاب النسل الإنْسَاني سوى نسبة ۳۰٪ من إناث العالم و5٪ من الذكور. كنا سوف يتحدد نوع النسل ومقداره بحسب حاجات الدولة).

ولعل أبلغ ما أختتم به هذه العجالة في معرض الدلالة على المدى الذي وصلت إليه المؤامرة في سيرها ونفوذها في أوساط القوانين والقضاة والحكام والمحاكم في بعض مناطق العالم التي ابتعدت عن الشرائع الإلهية المنزهة، هو نقل مقتطفات من الخطاب الذي ألقاه أحد رؤوس المجالس الماسونية العليا المنشأة حسب طقوس الجنرال بايك في محفل الشرق الأكبر في باريس. حيث قال: (لقد انهارت قوانين الجوييم بتأثير نفوذنا من حيث تطبيقها إلى مستوى خفيض. وتمكنا من ابتذال هذه القوانين وهيبتها عن طريق تفسيرها وشرح مفاهيمها بصورة تبعدها عن معانيها الأصلية وتقطع الصلة بين نص القانون الصريح وطريق تطبيقه.

وهكذا أَصْبَح القضاة يحكمون في أهمّ القضايا وأكثرها حساسية بحسب ما نمليه عليهم. وأَصْبَحت أحكامهم تجري في أمور الجوييم في ضوء القواعد التي وضعناها لهم، وهذا كله يحدث بالطبع بفضل عملائنا وأشخاص أَصْبَحوا كالدمى بين أيدينا نحركهم كما نشاء دون أن يكون بيننا وبينهم أية رابطة ظاهرية، بل إن هناك أشخاصه هم أعضاء في المجالس النيابية والهيئات الإدارية العليا يخضعون لمشورتنا أيضأ)!.

 

نقاط على الحروف

– لقد تم تطبيق عدد من مراحل المؤامرة كما صاغها وخططها وایز هاویت في أواخر القرن الثامن عشر والجنرال بايك في أواخر القرن التاسع عشر. وهذا ما لا يستطيع تجاهله أي إنْسَان قادر على التفكير..

ألم تتحطم الامبراطوريتان الروسية والألمانية؟.. ألم يتم انهيار معظم الأنظمة الملكية الأوروبية؟..

لقد حدث هذا كله وانقسم العالم مرتين متتاليتين إلى معسكرین اشتبكا في حربين عالميتين هما الحرب الأولى في 1914 والحرب الثانية في ۱۹۳۹.

ولو نظرنا إلى العالم المسيحي الغربي لوجدنا أن عشرات الملايين من الضحايا سفكوا دماء بعضهم البعض في هذه المجازر دون أن يكون لأيٍّ منهم سبب شخصي يحمله على اغتيال ضحيته.

وقد نشبت ثورتان من الثورات الثلاث الكبرى التي نصت مُخَطّطات الإجْـــرَام على التمهيد لها، وهما ثورتا روسيا والصين وكلفتا شعبيهما سيولاً من الدماء.

وعلى سبيل المثال فإن الشيوعية مباحة طليقة في أمريكا وبريطانيا وكندا وغيرها، بالرغم من أن دوائر الأمن والمخابرات في هذه الدول تستطيع أن تضع يدها على كافة التنظيمات الشيوعية فيها إذا صدر إليها الأمر بذلك، ولكن مثل هذا الأمر لن يصدر..؛ لأن بعض الدوائر في هذه البلدان على اتصال وثيق مع النورانيين وهي تعمل من ناحية أُخْـرَى على الزج بحكوماتها في سياسات مغايرة للمصالح الحقيقية لشعوبها..

لقد حان الوقت لكي يتنبه الرأيُ العام العالمي إلى الخطر الداهم، ولكي تنظم قوى الخير بدورها جهودها لمكافحة قوى الشر والتهديم ومنع تنفيذ الجريمة، والعمل لأجل بناء عالم أفضل يقتبس الهدى من كلمة الله..

وإلى جانب ذلك كله فقد تم للمؤامرة تنميةُ الشيوعية حتى تحولت إلى معسكر يهدد العالم بخطر.. كما أَصْبَحت العقيدة الشيوعية الإلحادية سلاحاً للتخريب الأكبر في يد قوى الشر والمعول الذي يستخدمه المؤامرة في هدم المجتمعات الإنْسَانية السليمة وتقويض البلدان التي تعجز قوى الخير فيها عن الدفاع عن نفسها.

أما في الشرق الأوسط فإن الصهيونية وهي التنظيم الآخر لقوى الشر.. تنفذ في يومنا هذا مُخَطّط المؤامرة الرامي إلى تدمير العالم العربي وعقيدته الإسْلَامية، وتشن حربا خبيثة على قوى الخير فيه وعلى الدين الإسْلَامي ممهدة بذلك للخطر الذي يتهدد العالم كله في إشعال نيران الحرب العالمية الثالثة.

إن الواجب يقضي بأن تهب قوى الخير كلها دون هوادة لمجابهة المُخَطّطات الهدامة ولترد قوى التدمير المسعورة على أعقابها للدفاع عن مصير الإنْسَانية بأكملها..

ويجب أن يتم إعْـلَام الرأي العالمي بالخطر الداهم وحثه على القيام بحملة ضغط عالمية لإيقاف المؤامرة الصهيونية وتحَـرّكاتها الخفية عند حدها. هذا هو السبيل الأوحد لمنع حدوث الكارثة العالمية المبينة وإحباط مُخَطّط المؤامرة العالمية وإنقاذ الإنْسَانية بالتالي من أضخم فاجعة تفوق من هولها كُلّ ما عرفته في تأريخها والتي سيتلوها الاستعباد المطلق المادي والفكري والروحي للجنس البشري.

وهناك ظاهرة تستلفت الأنظار في بعض بلدان العالم الحر هي ظاهرة انتشار الدعوات الإلحادية والمبادئ الهدامة علناً فيها وعلى مسمع من السلطات ومشهد منها، دون أن تحَـرّك هذه السلطات ساكنا للدفاع عن سلامة شعوبها وتلافي الخطر الكامن! والسبب في ذلك معلوم بداهة وهو نفوذ علاء النورانيين وتغلغل شبكات المؤامرة في قلب تلك البلاد وأوساطها المسؤولة.

أما البلدان التي تتمتع بأنظمة حكم سليمة تستند إلى أسُس أخلاقية وشرائع صحيحة فإن قوى الشر تقف عاجزة مشلولة حيالها لا تجد السبيل إلى التسلل إليها. وعلى سبيل المثال فإن الشيوعية مباحة طليقة في أمريكا وبريطانيا وكندا وغيرها، بالرغم من أن دوائر الأمن والمخابرات في هذه الدول تستطيع أن تضع يدها على كافة التنظيمات الشيوعية فيها إذا صدر إليها الأمر بذلك، ولكن مثل هذا الأمر لن يصدر..؛ لأن بعض الدوائر في هذه البلدان على اتصال وثيق مع النورانيين وهي تعمل من ناحية أُخْـرَى على الزج بحكوماتها في سياسات مغايرة للمصالح الحقيقية لشعوبها..

لقد حان الوقت لكي يتنبه الرأي العام العالمي إلى الخطر الداهم، ولكي تنظم قوى الخير بدورها جهودها لمكافحة قوى الشر والتهديم ومنع تنفيذ الجريمة، والعمل لأجل بناء عالم أفضل يقتبس الهدى من كلمة الله..

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com