الشيخ حنين قطينة محافظ محافظة صنعاء لصحيفة المسيرة: سبب العدوان قيام الشعب اليمني بثورة 21 سبتمبر لرفض الوصاية والارتهان للخارج والقبيلة اليمنية متماسكة اليوم أكثر من أي وقت مضى وثابتة ثبوت الجبال في موقفها الراسخ من العدوان

المسيرة / عبدالرحمن مطهر

أكّد الشيخُ حنين قطينة -محافظ محافظة صنعاء- أن السببَ المباشرَ للعدوان على اليمن هو انتفاضُ الشعب اليمني في ثورته المباركة لرفض الوصاية والارتهان للخارج، هذه الوصايةُ التي استمرت لأكثرَ من خمسة عقود.

وقال في حواره مع صحيفة المسيرة خلال الأسطر القادمة: لذلك قررت دول تحالف العدوان شنَّ عدوانها المباشر؛ لقتل الشعب اليمني وتدمير مختلف مقومات الحياة في اليمن وتمزيقه إلى كنتونات صغيرة ومتناحرة.

وأضاف أن القبيلة اليمنية، خَاصَّةً قبائل طوق صنعاء، لعبت دوراً كبيراً وأساسياً في التصَـدّي بكل قوة للعدوان الأمريكي السعوديّ من خلال رفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد؛ لدعم رجال الجيش واللجان الشعبية الذي يبذلون أرواحهم ودماءهم رخيصةً في سبيل الله وفي سبيل مواجهة هذا العدوان الذي لم يستثنِ أحداً لا طفلاً ولا شيخا كبيراً في السن ولا امرأة ولا شجراً ولا حجراً.

–           بداية لو نتعرف من خلالكم كمحافظ لمحافظة صنعاء عن دور القبيلة اليمنية خَاصَّةً قبائل طوق صنعاء في مواجهة العدوان؟

بدايةً أُحَيّي عبرَ صحيفة المسيرة الغرّاء، مختلفَ فئات وشرائح المجتمع المدني بمناسبة مرور ثلاثة أعوام من الصمود والثبات في وجه أقبح عدوان عرفه التأريخُ، وأحيّي رجالَ الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة والشموخ على الانتصارات الكبيرة التي يحققونها..

وبالنسبة للقبيلة لا شك أنها لعبت دوراً كبيراً وأساسياً في التصَـدّي بكل قوة للعدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا، وذلك من خلال رفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد وبكل ما يلزم، وهذا لا شك واجبُ كُلّ مواطن يمني غيور على دينه ووطنه وشعبه أمام هذا العدوان الظالم الذي اعتدى على الشعب اليمني دون أي مبرر.

القبائلُ اليمنية، خَاصَّة قبائل طوق صنعاء، قامت وما تزال تقومُ بالوقفات القبلية المندّدة بالعدوان وبالتحشيد وبتسيير القوافل إلى مختلف الجبهات؛ لدعم رجال الجيش واللجان الشعبية الذي يبذلون أرواحهم ودماءَهم رخيصةً في سبيل الله وفي سبيل مواجهة هذا العدوان الذي لم يستثنِ أحداً لا طفلاً ولا شيخا كبيراً في السن ولا امرأة ولا شجراً ولا حجراً، واللجان الشعبية أساساً هي مكونة من مختلف أبناء القبائل اليمنية.

 

–           لذلك نلاحظ أن العدوان يستهدف القبيلة اليمنية ويشعر أنها خطر على مشروعه؟

نعم، تحالُفُ دول العدوان الأمريكي السعوديّ يعلم أن القبيلةَ كان ولا يزال لها الدور الكبير وَالأساسي في الانتفاضة الشعبية لثورة 21 سبتمبر وفي التصَـدّي لهذا العدوان، ويعلم أَيْـضاً أنه سيحقّق نصراً كبيراً في اليمن إذا ما استطاع كسر شوكة القبيلة اليمنية وكسر إرادتها، يحاول بكل قوة تمزيقها وإدخال الخلافات إليها، لكنه بحمد الله فشل في كُلّ ذلك، والقبيلة اليمنية اليوم متماسكة أكثر من أي وقت مضى وثابتةٌ ثبوتَ الجبال في موقفها الراسخ من العدوان.

 

–           إذن ما سبب العدوان على اليمن من وجهة نظركم؟

السبب الرئيسي للعدوان أن الشعب اليمني قام بثورة 21 سبتمبر المباركة الهادفة لرفض الوصاية على اليمن، هذه الوصاية التي استمرت لأكثر من خمسين عَاماً كانت اليمن خلال هذه العقود مكبلة بقيود الوصاية الخارجية، لم تستطع النهوض في مختلف المجالات، ولم تستطع استغلال ثرواتها الطبيعية أَوْ موقعها الجغرافي المميز، ومعَ ذلك قررت دول الوصاية قبل عدوانها المباشر على اليمن تمزيق اليمن إلى كنتونات صغيرة ومتناحرة، أَيْـضاً مشروع العدوان والاحتلال تهدف إلى السيطرة على كُلّ ما في اليمن وعلى مناطق الثروات في الجنوب وسواحل البحر الأحمر والعربي وسقطرى، سقطرى هذه الجزيرة التي يعبث بها اليوم المحتل الإماراتي أمام مرأى ومسمع مرتزقة الرياض ممن يسمون أنفسهم شرعية، وأبناء الشعب اليمني أعلنوا بشكل واضح رفضَهم لذلك التقسيم وللوصاية الخارجية بمختلف أشكالها وألوانها من خلال ثورة 21 سبتمبر، بالتأكيد ذلك لم يُرضِ دول العدوان، فباشرت بشن عدوانها المباشر على الشعب اليمني عشية 26 مارس 2015م.

 

–           كيف تواجهون محاولات الاستقطاب من قبل العدوان باعتبارك من أبرز مشايخ اليمن وكمحافظ لمحافظة صنعاء الدرع الحامي للعاصمة؟

من المعروف أن معظمَ مشايخ طوق صنعاء ومشايخ القبائل اليمنية بشكل عام هم مشايخ أحرار لا يقبلون بالظلم وعندهم عزة نفس وغِيرة على دينهم وعلى عرضهم وأرضهم ووطنهم؛ لذلك لم ولن يرضخوا لإغراءات العدو المحتل مهما بلغ حجم هذه المغريات، خَاصَّةً أنهم يشاهدون الجرائم والمجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحقهم وبحق أبنائهم وشعبهم وأطفالهم ونسائهم وبشكل يومي، هذا العدوان الذي استباح كُلّ شيء ولم يستثن شيئاً كما ذكرت لكم، أَيْـضاً من جانبنا نعمل على معالجة المشاكل التي يمكن أن يغذّيها ويؤججها تحالف العدوان ونعمل على التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد، خَاصَّةً أن تحالف العدوان يركز بشكل كبير على مشايخ طوق صنعاء؛ لما لهم من دور كبير في إرسال القوافل ورفد الجبهات وتأمين طرق الإمداد وكل ما يلزم لمواجهة هذا العدوان.

 

–           من الملاحظ أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وكذلك الرئيس الصماد دائماً ما يشدِّدَا على تجاوز سلبيات الماضي، خَاصَّةً فتنة الثاني من ديسمبر الماضي، ما الذي قمتم به أنتم لتجاوز آثار هذه الفتنة؟

بالنسبة لمحافظة صنعاء لم يكن هناك أي تأثير لفتنة ديسمبر على المحافظة، بل بالعكس أبناء محافظة صنعاء كانوا هم أبرزَ مَن سارع لإخماد هذه الفتنة والتي تم إخمادها في حوالي 48 ساعة فقط، وهم مَن قام لحماية وتأمين العاصمة صنعاء، كان هناك تأثيرٌ بسيطٌ على البعض من أبناء قبيلة سنحان التي ينتمي إليها زعيم هذه الفتنة، والحمد لله تم تجاوزها وتم الإفراج عن جميع المحتجزين بتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وكذلك الرئيس صالح الصماد.

 

–           خلال الفترة الماضية كانت لكم العديد من اللقاءات مع الرئيس صالح الصماد لإطْلاعه على أوضاع المحافظة كيف كانت لقاءاتكم به؟

الرئيسُ صالح الصمّاد حقيقةً هو زعيمٌ وطني ورجلٌ هذه المرحلة الحسّاسة، إنْسَانٌ متواضعٌ يرحب بالجميع وَيتمتع بحسٍّ وطني عالٍ، وهَـمُّه الأول والأخير تجاوز هذه المرحلة التي يعيشها شعبنا اليمني في ظل استمرار العدوان الأمريكي والحصار، وكذلك الارتقاء بمعيشة هذا الشعب الصابر والصامد في وجه أقبح عدوان عرفه التأريخ.

وحقيقة مهما قلتُ في حق هذا الرجل العظيم لن نستطيعَ أن نعطيَه حقَّه من التقدير والاحترام، ولقاءاتنا به هي لإطْلَاعه بشكل مستمر على هموم ومشاكل محافظة صنعاء وعلى سير العمل فيها، وهو حقيقة متجاوبٌ معنا إلى أبعد حد ويوجه دائماً لمعالجة الإشكاليات التي تعترض سيرَ العمل في محافظة صنعاء.

 

–           أيضاً السيد عبدالملك والرئيس الصماد وجّهوا بعقد لقاءات ووقفات قبلية للتصالح والتسامح، هل تم ذلك في محافظة صنعاء؟

كما ذكرت لك يا أخي، أبناء القبائل في محافظة صنعاء هم دائماً السباقون إلى التصَـدّي للعدوان ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد، وإلى عقد مثل هذه الوقفات واللقاءات القبلية، وهم أساساً متسامحون ومتصالحون مع أنفسهم ومع غيرهم، وذلك من خلال ثقافتهم القرآنية والمحاضرات التوعوية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهناك العديد من الشهداء من أبناء زعماء المؤتمر الشعبي العام في محافظة صنعاء استشهدوا في جبهات العزة والكرامة والشرف للتصَـدّي لتحالف العدوان، ورؤساء فروع المؤتمر الشعبي العام هم من سارع إلى إخماد فتنة ديسمبر؛ لمعرفتهم الأكيدة بهذا المُخَطّط الخبيث ومن يقف وراءه؛ لذلك أغلب أبناء محافظة صنعاء هم مواطنون شُرَفَاء ووطنيون، والمرتزقة هم قلة وقد شردوا مع العدوان ولم يتبقَّ إلى الذهب.

 

–           أيضاً ماْذا بالنسبة لمعالجة الإشكاليات التي كانت موجودةً منذ عقود كمشاكل الثأر والتي يعمل تحالُفُ العدوان على تغذيتها وتأجيجها؟

الحمدُ لله هناك تعاونٌ كبيرٌ في هذا الجانب من قبل قيادة وأجهزة المحافظة ومشايخ القبائل لحل القضايا الموجودة حلاً جذرياً كقضايا الثأر وغيرها والتي كانت موجودةً من سنوات وكان يغذّيها النظامُ للأسف الشديد في السابق.

وأبرز هذه القضايا قضية أبو نشطان والفقيه هذه القضية التي كان لها أكثرُ من خمسين عَاماً، وسقط فيها أكثرُ من سبعين قتيلاً، وكان يتم تغذيتها سياسياً، أَيْـضاً تم حل أغلب القضايا الأزلية في قبيلة أرحب كقضايا الحباري والعذري، والحباري وابن سنان، وذلك بتكاتف أبناء قبيلة أرحب، وكذلك تمت معالجة العديد من القضايا في خولان وفي نهم أَيْـضاً تم حل قضية قتل من خلال صلح قبلي عقد بصنعاء وهذه القضية كانت منذ 11 عاماً من بين أسرتَي النجراني في بني مطر وغوبر بالحيمة الخارجية، والحمد لله تتم معالجة هذه القضايا من خلال الصلح القبلي وذلك تجسيداً للتسامح والإخاء بين مختلف أبناء القبائل اليمنية كما وجّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وإن شاء الله لن تبقى أية قضية، وهذه المواقف لا شك أنها تمثِّلُ رسالةً واضحةً لتحالف العدوان ومرتزقته عن تلاحم وقوة القبيلة اليمنية وتساميها فوق الجراح من أجل التفرّع لمواجهة عدوانهم ومُخَطّطاتهم الخبيثة.

 

–           ما زال هناك بعض المتخاذلين الذين لم ينفروا لمواجهة هذا العدوان ممن يسمون أنفسهم محايدين ماذا تقولون لهم؟

في هذا الجانب اعترف أن هناك قصوراً من لدينا تجاه هؤلاء المتخاذلين، خَاصَّةً من قبل الثقافيين الذين يقعُ على عاتقهم النزول للناس في مختلف المناطق والمحافظات والقرى وتوضيح الحقائق للناس مع أنها واضحة، وللأسف البعضُ مصابٌ بتبلُّد ولا يستطيع تفهُّم ما يجري بشكل طبيعي أَوْ لا يريد أن يفهمَ ما يجري، ومع ذلك يجب تعزيز ذلك بما يقوم به تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ من مجازرَ بحق جميع فئات المجتمع المدني والذي لم يستثن أحداً من خلال التوعية بالثقافة القرآنية حتى يتحمّلَ الجميعُ المسؤوليةَ، وفي محافظة صنعاء أغلب المواطنين إنْ لم أقل جميعهم، هم ضد العدوان ويتصدون له بكل قوة.. يقع على عواتقنا جَميعاً كقيادات سياسية وأمنية ومشايخ ووجهاء ومثقفين إبرازُ حقائق العدوان وأهدافه في اليمن والعمل على توعية كافة أفراد المجتمع اليمني بهذه الأهداف وكشف المُخَطّطات الخبيثة للعدوان ونحن على ثقة بالله أن هذه المؤامرات لن تمرَّ في ظل وعي اليمنيين ووجود المشروع القرآني المقاوِم للعدوان الأمريكي السعوديّ منذ ثلاثة أعوام.

 

–           ماذا بالنسبة للمشاريع التي يتم تنفيذُها حالياً في المحافظة؟

حالياً ننفذ عدداً من المشاريع حسب ما هو متاحٌ، وذلك بدعم ورعاية الرئيس صالح الصماد حفظه الله، خَاصَّةً في مجال الطرقات التي تضرّرت بسبب غارات العدوان، أَيْـضاً تم إنشاء الإصدار الآلي في المحافظة، وكذلك تم تنفيذُ عدد من السدود والحواجز المائية الضرورية، وكذلك تم توفير أكثر من 12 مضخة لضخ مياه الشرب للمواطنين في عدد من مديريات المحافظة، نعملُ ذلك بقدر الإمْكَان وحسب المتاح؛ لأن البابَ الرابعَ الخاصَّ بالاستثمار مغلقٌ؛ لعدم وجود ميزانية منذ بداية العدوان، كذلك تم إعداد بعض الدراسات لعدد من المشاريع التي نسعى ونبحثُ عن تمويل لها من الصناديق ومن المنظمات الدولية المانحة، كذلك عملنا إنجازاتٍ لا بأس فيها في قطاع التربية والتعليم وكذلك القطاع الصحي بالمحافظة، وذلك من خلال إنشاء صندوق التكافل للصحة والتربية، وكذلك عملنا على ترميم العديد من المدارس التي تضررت من قصف العدوان، كذلك تم إعَادَة تأهيل جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظة والتي كانت تقريباً كلها مغلقةً، وتم رفدُها بالأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة وأَيْـضاً بالكوادر الطبية المتميزة، وتم عمل شبكة الكترونية لمختلف القطاعات وربطها بقيادة المحافظة، أَيْـضاً تم إنجاز جامعة 21 من سبتمبر بفضل الله كأول جامعة حكومية في محافظة صنعاء، هي جامعةٌ تطبيقيةٌ تخصصية فيها العديد من التخصصات الهامة كطب الأسنان، وغيرها.

 

–           ما الذي قدّمته المحافظة للنازحين في المحافظة؟

بالنسبة للنازحين لدينا أعدادٌ كبيرة منهم، خَاصَّةً من مديرية نهم، وفي هذا الجانب نعمل بالتعاون مع المنظّمات لحصر النازحين في المحافظة والعمل على إيوائهم وتوفير الغذاء والملبس وكُلّ ما يحتاجونه أَيْـضاً وفقاً للمتاح.

 

–           ما تقييمكم لعمل المنظمات الدولية في هذا الجانب؟

في الواقع هناك قصورٌ في عمل هذه المنظمات؛ لأن ما يحدث لليمن من عدوانٍ ومجازرَ وجرائمَ ضد المدنيين لو كان في أية دولة أُخْـرَى لَكان عملها بشكل مختلف عما هو عليه في اليمن، ومع ذلك نحاوِلُ تغطيةَ هذا القصور من خلال التعاون مع بعض المنظّمات المحلية كمؤسّسة بُنيان ومؤسسة إكرام وغيرهما.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com